القرآن والانسان
  • عنوان المقال: القرآن والانسان
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 17:0:56 3-9-1403

 نزل القرآن من الله تعالى، والانسان أيضاً مصدره الله سبحانه، وكذلك سائر الكائنات. كلاهما إذن ـ أي كتاب التشريع وكتاب التكوين ـ تنزيله إلهي.. « تنزيلٌ من ربّ العالَمين ».
من هنا نجد القرآن قريباً من قلب الإنسان، ونجد صوت القرآن قريباً من باطن الإنسان. إنّه نداء الخالق الواحد الذي إليه الرُّجعى وإليه المصير.
هذا التعارف العميق بين المرء وكتاب الله ـ أيها الأصدقاء ـ هو الذي يحثّ المرء على أن يقرأ في القرآن كل يوم.. يدنو منه ويتعرّف على أعماق منه، ويأنس به. من هنا نفهم قول الإمام الصادق عليه السّلام: ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتّى يتعلّم القرآن، أو يكون في تعلّمه.
إنّ أبواب كتاب الله أبواب مفتوحة. وهي أبواب كثيرة وفيرة.. نلقاها في كلّ سورة من سوره، بل في كل آية من آياته، بل في كل كلمة وفي كل حرف. إنّها مداخل إلى النور من خلال النور.
فرصة عظيمة لنا إذن هي لنرافق كتاب النور هذا، نتعلّم منه كلَّ شيء، ونغترف من كنوزه المعنوية والمعرفية التي لا تعرف الحدود. يقول رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ هذا القرآن مأذُبةُ الله، فتعلّموا من مأدُبته ما استطعتم.

* * *

إنّه لشرف للإنسان أن يحمل القرآن. وحملُ القرآن يعني شيئاً اكثر من حفظ ألفاظه واستظهارها عن ظَهر قلب. إنّه يعني ـ فيما يعني ـ الإقبال عليه فهماً ووعياً واستبصاراً وملازمةً بلا افتراق.. حتّى يغدو المرء من أهل القرآن المتلبّسين بنوره القُدسي، المعجونين بقرآنيّته الرفيعة.
إنّ حملة القرآن نمط من الناس خاصّ، ارتفعوا به وتسامَوا، فكان لهم مقام عُلوي مَكين.
يُعرِّفنا رسول الله صلّى الله عليه وآله على شيء من سِماتهم، بقوله: حملةُ القرآن هُمُ المحفوفون برحمة الله، المَلبوسون بنور الله عزّوجلّ. وقال عنهم إنهم « عُرَفاءُ أهل الجنة ».
ويكتسب حملةُ القرآن حُرمَتهم من حرمة الله. نقرأ للنبيّ صلّى الله عليه وآله: حاملُ القرآن حاملُ راية الإسلام؛ مَن أكرمه فقد أكرم الله، ومَن أهانه فعليه لعنة الله عزّوجلّ. وحملة القرآن همُ المعلّمون كلامَ الله والمتلبِّسون بنور الله، مَن والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله.
وفي هذه الأيام المباركات ندعو الله تعالى أن يَهَبنا الإقبال على كتابه، لنكون من الفائزين بهذا الحمل القرآني المقدس.