الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي ، قال : حدثنا يوسف بن يحيى الاصبهاني أبو يعقوب ، قال : حدثني أبو علي إسماعيل بن حاتم ، قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن صالح بن سعيد المكي ، قال : حدثنا عمرو بن حفص ، عن إسحاق بن نجيح ، عن خصيف ، عن مجاهد ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : أوصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال :
يا علي ، إذا دخلت العروس بيتك فاخلع خفها حين تجلس ، واغسل رجليها ، وصب الماء من باب دارك إلى أقصى دارك ، فإنك إذا فعلت ذلك أخرج الله من دارك سبعين ألف لون من الفقر ، وأدخل فيها سبعين ألف لون من البركة ، وأنزل عليك سبعين رحمة ترفرف على رأس العروس حتى تنال بركتها كل زاوية من بيتك ، وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص أن يصيبها ما دامت في تلك الدار ، وامنع العروس في أسبوعها من الالبان والخل والكزبرة والتفاح الحامض ، من هذه الاربعة أشياء .
فقال علي ( عليه السلام ) : يا رسول الله ، ولاي شئ أمنعها من هذه الاشياء الاربعة ؟ قال : لان الرحم تعقم وتبرد من هذه الاربعة أشياء عن الولد ، ولحصير في ناحية البيت خير من امرأة لا تلد .
فقال علي ( عليه السلام ) : يا رسول الله ، فما بال الخل تمنع منه ؟ قال : إذا حاضت على الخل لم تطهر أبدا طهرا بتمام ، والكزبرة تثير الحيض في بطنها ، وتشدد عليها الولادة ، والتفاح الحامض يقطع حيضها فيصير داء عليها . ثم قال :
يا علي ، لا تجامع امرأتك في أول الشهر ووسطه وآخره ، فإن الجنون والجذام والخبل يسرع إليها وإلى ولدها .
يا علي ، لا تجامع امرأتك بعد الظهر ، فإنه إن قضي بينكما ولد في ذلك الوقت يكون أحول العين ، والشيطان يفرح بالحول في الانسان .
يا علي ، لا تتكلم عند الجماع فإنه إن قضي بينكما ولد لا يؤمن أن يكون أخرس ، ولا ينظرن أحدكم إلى فرج امرأته ، وليغض بصره عند الجماع ، فإن النظر إلى الفرج يورث العمى في الولد .
يا علي ، لا تجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك ، فإني أخشى إن قضى بينكما ولد أن يكون مخنثا مؤنثا مخبلا .
يا علي ، من كان جنبا في الفراش مع امرأته فلا يقرأ القرآن ، فإني أخشى أن تنزل عليهما نار من السماء فتحرقهما .
يا علي ، لا تجامع امرأتك إلا ومعك خرقة ومع أهلك خرقة ، ولا تمسحا بخرقة واحدة فتقع الشهوة على الشهوة ، فإن ذلك يعقب العداوة بينكما ، ثم يردكما إلى الفرقة والطلاق .
يا علي ، لا تجامع امرأتك من قيام ، فإن ذلك من فعل الحمير ، وإن قضي بينكما ولد كان بوالا في الفراش كالحمير البوالة في كل مكان . يا علي ، لا تجامع امرأتك في ليلة الفطر ، فإنه إن قضي بينكما ولد لم يكن ذلك الولد إلا كثير الشر .
يا علي ، لا تجامع امرأتك في ليلة الاضحى ، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون له ست أصابع أو أربع أصابع .
يا علي ، لا تجامع امرأتك تحت شجرة مثمرة ، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون جلادا قتالا عريفا .
يا علي ، لا تجامع أهلك في وجه الشمس وتلالؤها إلا أن يرخى ستر فيستركما ، فإنه إن قضي بينكما ولد لا يزال في بوس وفقر حتى يموت .
يا علي ، لا تجامع بين الاذان والاقامة ، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون حريصا على إهراق الدماء .
يا علي ، إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلا وأنت على وضوء ، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون أعمى القلب بخيل اليد .
يا علي ، لا تجامع أهلك في النصف من شعبان ، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون مشوؤما ذا شامة في وجهه .
يا علي ، لا تجامع أهلك في آخر درجة منه - إذا بقي منه يومان - فإنه إن قضي بينكما ولد يكون عشارا أو عونا للظالم ، ويكون هلاك فئام ( 1 ) من الناس على يديه .
يا علي ، لا تجامع أهلك على سقوف البنيان ، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون منافقا مرائيا مبتدعا .
يا علي ، وإذا خرجت في سفر ، فلا تجامع أهلك تلك الليلة ، فإنه إن قضي بينكما ولد ينفق ماله في غير حق ، وقرأ رسول ( صلى الله عليه وآله ) : ( إن المبذرين كانوا.
يا علي ، لا تجامع أهلك إذا خرجت إلى سفر مسيرة ثلاثة أيام ولياليهن ، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون عونا لكل ظالم عليك .
يا علي ، عليك بالجماع ليلة الاثنين ، فإنه إن قضي بينكما ولد يكون حافظا لكتاب الله ، راضيا بما قسم الله عزوجل له .
يا علي ، إن جامعت أهلك في ليلة الثلاثاء ، فقضي بينكما ولد ، فإنه يرزق الشهادة بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ولا يعذبه الله مع المشركين ، ويكون طيب النكهة من الفم ، رحيم القلب ، سخي اليد ، طاهر اللسان من الغيبة والكذب والبهتان . يا علي ، وإن جامعت أهلك ليلة الخميس فقضي بينكما ولد ، فإنه يكون حاكما من الحكام أو عالما من العلماء ، وإن جامعتها يوم الخميس عند زوال الشمس عن كبد السماء فقضي بينكما ولد ، فإن الشيطان لا يقربه حتى يشيب ، ويكون فهما ، ويرزقه الله السلامة في الدين والدنيا .
يا علي ، فإن جامعتها ليلة الجمعة ، وكان بينكما ولد ، فإنه يكون خطيبا قوالا مفوها ، وإن جامعتها يوم الجمعة بعد العصر ، فقضي بينكما ولد ، فإنه يكون معروفا مشهورا عالما ، وإن جامعتها في ليلة الجمعة بعد صلاة العشاء الآخرة ، فإنه يرجى أن يكون لكما ولد من الابدال إن شاء الله .
يا علي ، لا تجامع أهلك في أول ساعة من الليل ، فإنه إن قضي بينكما ولد لا يؤمن أن يكون ساحرا مؤثرا للدنيا على الآخرة .
يا علي ، احفظ وصيتي هذه كما حفظتها عن جبرئيل ( صلى الله عليهم أجمعين )
- الأمالي- الشيخ الصدوق ص 662 :