الصوم عند المجتمعات السابقة:
الصيام عند اليهود:
إنَّ الصوم عندهم هو الإمساك عن الأكل والشرب. ولم يفرض عليهم إلاّ صوم يوم واحد، كما ورد في عهد ]اللاويّين(6) (16/29)[، وكان اليهود يصومون بعد ذلك أياماً في مناسبات، وكانوا في ذلك اليوم يلبسون المسوح وينثرون الرماد على رؤوسهم، ويصرخون ويتضرَّعون، ويتركون أيديهم غير مغسولة، إلى غير ذلك من العقائد التي كانت عندهم في الصوم، وكان يوم التكفير ـ أي اليوم العاشر من الشهر السابع، كما في سفر اللاويّين ـ ، وفيه يحاول اليهودي التشبّه بالملاك، وهذا اليوم يُسبق بتسعة أيام تسمَّى بـ (أيام التوبة) حيث يطهرون خلالها تطهيراً يكفل لهم النقاء في خلال العام القادم. والصوم عندهم يكون من غروب الشمس إلى مساء اليوم التالي(7)، وفي غير ذلك يصومون تذكاراً للرزايا التي وردت عليهم، فخصّصوا أربعة أيّام للصوم حزناً بعد خراب الهيكل الأوّل، وهي اليوم التاسع من الشهر الرابع من كل سنة، وهو يوم استيلاء الكلدان على القدس، واليوم العاشر من الشهر الخامس، وهو يوم احتراق الهيكل والمدينة، واليوم الثالث من الشهر السابع، وهو يوم استباحة نبوخذ نصر لأورشليم، قتلاً ونهباً، واليوم العاشر من الشهر العاشر، وهو يوم ابتداء حصار القدس.
وفي كتاب الصوم والأضحية للدكتور عبدالواحد:
«فاليهود يصومون خمسة أيام في السنة واحد منها فرضته شريعتهم، وهو اليوم الرابع والعشرون من الشهر السابع، والأربعة الاُخرى يصومونها تذكاراً للرزايا والمصائب التي حلّت بهم بعد خراب الهيكل الأوّل، والأيام هي:
1 ـ اليوم الرابع والعشرون من الشهر السابع، كما جاء في الفقرة الاُولى من الإصحاح التاسع بسفر (نحميا): وهو من الأسفار التأريخية من العهد القديم: «في اليوم الرابع والعشرين من الشهر السابع اجتمع بنو اسرائيل معفِّرين جسومهم بالرماد للاحتفال بيوم الصوم».
2 ـ اليوم التاسع من الشهر الرابع من كل سنة، وهو يوم استيلاء الكلدان على أورشليم القدس.
3 ـ اليوم العاشر من الشهر الخامس، وهو يوم احتراق الهيكل والمدينة(8).
4 ـ اليوم الثالث من الشهر السابع، وهو يوم استباحة نبوخذنصر لأورشليم(9).
5 ـ اليوم العاشر من الشهر العاشر وهو يوم حصار أورشليم.
ولديهم كذلك أنواع اُخرى مستحبة من الصيام دورية يصومونها تخليداً لذكرى وفاة أنبيائهم وعظمائهم كموسى وهارون و الشهداء، أو لذكرى حوادث اُخرى في تأريخهم ويبلغ عددها خمساً وعشرين يوماً»(10).
____________________________________________
(6) الكتاب المقدّس: يشتمل على العهدين «القديم والجديد»، والعهد القديم، عبارة عن تسعة وثلاثين سفراً أي «كتاباً».
والأسفار الخمسة الاُولى منها منسوبة لنبي الله موسى(عليه السلام) وتسمَّى بالتوراة.
وقد أطلق عليها في الفرنسية «المؤلف المكون من خمسة أجزاء» وهي: «التكوين، الخروج، اللاويّين، العدد، التثنية».
والأسفار الاُخرى منسوبة إلى من جاء من الأنبياء بعد موسى(عليه السلام) إلى زمان المسيح بنحو ثلاثمائة وسبع وتسعين سنة.
والأسفار هي:
1 ـ سفر يوشع «سيرة يوشع بن نون خليفة موسى(عليه السلام)».
2 ـ سفر القضاة «تاريخ قضاة بني إسرائيل قبل مجيء الملوك».
3 ـ سفر راعوث «سيرة إمرأة تدعى راعوث إحدى جدّات داود(عليه السلام)».
4 ـ سفر صموئيل الأوّل «تاريخ النبي صموئيل، ونصب شاؤول ـ يعني طالوت ـ ملكاً».
5 ـ سفر صموئيل الثاني «حُكم داود(عليه السلام)».
6 ـ سفر الملوك الأوّل «إستقرار حُكم داود وسليمان وخلفائه».
7 ـ سفر الملوك الثاني «أخبار ملوك بني إسرائيل حتى حملة نبوخذ نصر...».
8 ـ سفر أخبار الأيام الأوّل «وفيه الحديث عن نسب بني اسرائيل وتاريخهم حتى وفاة داود».
9 ـ سفر أخبار الأيام الثاني «وفيه أخبار سليمان وما بعده من الملوك حتى جلاء بابل...»
10 ـ سفر عزرا «إعادة بناء أورشليم ـ بيت المقدس ـ وعودة بني إسرائيل اليها مع عُزير».
11 ـ سفر نحميا «إعادة بناء أورشليم على لسان نحميا».
12 ـ سفر إستير «وفيه الحديث عن خطة وضعتها إستير زوجة الملك خشايار اليهودية المدفونة في مدينة همدان الإيرانية» لإحباط مؤامرة دُبِّرَتْ لابادة اليهود.
أسفار الحكمة والأناشيد والشعر:
1 ـ سفر أيوب «تعرض إبتلاء ايوب(عليه السلام) وصبره وسخطه...».
2 ـ سفر المزامير «يعني زبور داود وهو مجموعة تتألف من 150 مزموراً».
3 ـ سفر أمثال النبي سليمان(عليه السلام) «وهي مجموعة نصائح».
4 ـ سفر الجامعة «وهو من الشعر، فيه تشاؤم وتشكيك حول الدنيا».
5 ـ سفر نشيد الأناشيد «وهو مجموعة أشعار غزلية».
أسفار تنبؤات الأنبياء:
1 ـ سفر إشعيا «وهو أطول وأشهر سفر للتنبؤات في العهد القديم».
2 ـ سفر إرميا.
3 ـ سفر مراثي إرميا «مراثي إرميا على أنقاض أورشليم».
4 ـ سفر حزقيل.
5 ـ سفر دانيال «تنبؤات النبي دانيال المدفون في مدينة شوش الإيرانية».
6 ـ سفر هوشع.
7 ـ سفر يوئيل.
8 ـ سفر عاموس.
9 ـ سفر عوبديا.
10 ـ سفر يونس «قصة مكثه في بطن الحوت».
11 ـ سفر مخيا.
12 ـ سفر نحوم.
13 ـ سفر حَيقّوق.
14 ـ سفر صفنيا.
15 ـ سفر حجّاري.
16 ـ سفر زكريا.
17 ـ سفر ملاخي.
(7) تفسير مواهب الرحمن: 3/23 .
(8) بني إسرائيل حكمها ثلاثة ملوك حسب زعمهم: «شاؤول، داود، سليمان» وفي أثناء حكم الملك الثالث «سليمان» بنى أول هيكل كبير للعبادة، وكان هيكل سليمان يقوم فوق ربوة، وكان يبدو على شكل سياج مربَّع يضم عدّة أجنحة وفي صدر البناء الرئيسي مدخل كبير يبلغ ارتفاعه مائة وثمانين قدماً مرصَّع بالذهب. (قصّة الديانات لمظهر سليمان: 343).
(9) استباحة بخت نصر لأورشليم:
قاد ملك بابل هجوماً كاسحاً على أورشليم أسفر عن مقتل سكان يهودا وأسر جموع غفيرة منهم وسوقهم إلى بابل التي مكثوا فيها زمناً طويلاً، وعرفت هذه الحادثة في التأريخ بالأسر البابلي. راجع (قصة الديانات لمظهر سليمان : 340).
وفي القرن السادس قبل الميلاد حاصر جنود بخت نصر مدينة أورشليم خأخذ النبي أرميا يدعو الناس إلى الاستسلام لأنّه أفضل من خراب المدينة. نفس المصدر: ص
(10) الصوم والأضحية، للدكتور عبدالواحد: 34 .