الصوم عند المجتمعات السابقة:
1 ـ الصيام عند الكاثوليك:
الصيام عندهم كثير وشديد، وهو عندهم الإمساك عن الطعام والشراب يومهم وليلهم ولا يأكلون إلاّ قرب المساء، وإذا أفطروا لايشربون خمراً، ولايتأنقون في المأكل، والغرض عندهم هو الصوم الكبير السابق لعيد الفصح، وما سواه فهو نفل، وهو كثير كصوم يوم الأربعاء تذكاراً للحكم على السيد المسيح، ويوم الجمعة يوم صلبه،وكذا صوم الأيام الأربعة السابقة للميلاد، وعيد انتقال العذراء، وعيد جميع القديسين، هذا ما كان عليه الكاثوليك أوّل الأمر، ولكن جرت تغييرات في فروض الصوم، حتى صار صوم كثير من الأيام السابقة فرضاً، ومن ذلك وجوب الصوم والانقطاع عن اللحم يوم الجمعة، مالم يقع يوم عيد، وأضيف اليه يوم السبت أيضاً، ومن ذلك صوم «رسبارامون» أي: صوم الاستعداد للاحتفال بالأعياد الكبرى.
2 ـ الصيام عند الروم:
بالنسبة إلى الروم الأرثوذكس(13) فأيام الصيام عندهم أكثر وقوانينهم أشدُّ وأهمُّها أربعة:
1 ـ الصوم السابق لعيد الفصح(14).
2 ـ من العنصرة إلى آخر حزيران.
3 ـ خمسة عشر يوماً قبل انتقال العذراء.
4 ـ أربعون يوماً قبل الميلاد(15).
3 ـ صيام الأرمن والقبط والنساطرة:
فهم أشدّ الملل النصرانية في الصوم وأكثرها صوماً، وهو عندهم إجباري، لايجري فيه التساهل كما يجري عند غيرهم، فإنّ الأرمن يصومون الأربعاء والجمعة من كل اُسبوع، إلاّ ماوقع منهما بين الفصح والصعود، ولهم أيضاً عشرة أسابيع يصومونها كل سنة.
وبالجملة: إنّ الصوم عندهم يذهب بنصف السنة.
4 ـ الصوم عند البروتستانت:
فالصوم عندهم سنّة حسنة، لافرض واجب، وهو عندهم الإمساك عن الطعام مطلقاً، بخلاف سائر الطوائف المسيحية، فإنّ الصوم عندهم الانقطاع عن بعض المأكل(16).
_______________________________________________
(13) الأرثوذكسية: ظهرت هذه الديانة قبل ألف سنة، وهي لا تختلف في عقائدها عن فرقة الكاثوليك، وينضوي المسيحيون الأرمن في عداد الأرثوذكس في العقائد .
(14) عيد الفصح: وتعني في اللغة العفو، وهذا اليوم يمجّده النصارى لتقاربه مع دفن عيسى على حدّ زعمهم، ويجري في هذا العيد مراسم خاصّة مثل تلاوة الكتاب المقدّس والبحث الرمزي عن جسد عيسى(ع). (دروس في تاريخ الأديان لحسن توفيقي: ص ) .
(15) تفسير مواهب الرحمن: 3/24 .
(16) تفسير مواهب الرحمن: 3/23 .