شرائط وجوب الصوم (الشرط الثاني : العقل)
  • عنوان المقال: شرائط وجوب الصوم (الشرط الثاني : العقل)
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 5:31:17 2-9-1403

العقل: تعقل الأشياء وفهمها في أصل اللغة(1). وجاء في لسان العرب: «الحجى والنهى ضد الحمق، والجمع عقول... ابن الأنباري: رجل عاقل وهو الجامع لأمره ورأيه...، وقيل العاقل الذي يحبس نفسه ويردّها عن هواها، أخذ من قولهم قد اعتقل لسانه، إذا حبس ومنع الكلام(2).
واصطلاحاً: اُطلق العقل على اُمور متعدّدة، وليس من المهم أن نذكرها أجمع، بل نذكر المراد من العقل الذي هو موضوع التكليف.
قال العلاّمة المجلسي هو: قوة وإدراك الخير والشر والتمييز بينهما، والتمكّن من معرفة أسباب الاُمور وذوات الأسباب، وما يؤدِّي إليها وما يمنع منها، والعقل بهذا المعنى مناط التكليف والعقاب(3).
فمن الشروط لوجوب الصوم هو العقل، فلا يجب الصوم وغيره من العبادات على المجنون.

 

العقل في القرآن والسنّة:

لقد اهتمت الشريعة الإسلامية قرآناً وسنّة بالعقل اهتماماً بالغاً، أمّا القرآن فوردت فيه آيات كثيرة، منها: قال تعالى (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ *  الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الأَلْبَابِ)(4). وغيرها من الآيات التي تمدح أهل العقول.
وأمّا السنّة الشريفة فقد تضافرت الروايات فيها:
1 - عن النبيّ(ص) قال: «إنّما يُدرَك الخير كُلُّه بالعقل. ولا دين لمن لاعقل له»(5).
2 - وعن النبيّ(ص): «إنّ لكلّ شيء آلةٌ وعدّةٌ، وآلة المؤمن وعُدّتهُ العقل، ولكلّ شيء مطيّة، ومطيّة المرء العقل، ولكلّ شيء غاية وغاية العبادة العقل، ولكلّ قوم راع، وراعي العابدين العقل، ولكلّ تاجر بضاعة وبضاعة المجتهدين العقل، ولكلّ خراب عمارة، و عمارة الآخرة العقل، ولكلّ سفر فسطاط يلجأون إليه وفسطاط المسلمين العقل»(6).
3 - عن الإمام علي(ع) قال: «قيمة كل امرىء عقله»(7).
4 - عن أبي جعفر(ع) قال: «إنّما يداقّ الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا»(8).
5 - عن إسحاق بن عمّار قال: قال ابو عبدالله(ع): «من كان عاقلاً كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنّة»(9).
6 - عن الإمام الكاظم(ع) قال: «ياهشام! إنّ ضوء الجسد في عينه، فإن كان البصر مُضيئاً استضاء الجسد كُله. وإنّ ضوء الروح العقل، فإذا كان العبدُ عاقلاً كان عالماً بربِّه، وإذا كان عالماً بربِّه أبصر دينه. وإن كان جاهلاً بربِّه لم يقم له دين. وكما لايقوم الجسد إلاّ بالنفس الحيّة، فكذلك لايقوم الدين إلا بالنيَّة الصادقة، ولاتثبت النيّة الصادقة إلاّ بالعقل»(10).
______________________
(1) بحار الأنوار: 1/99 .
(2) لسان العرب: 11/458/ مادّة «عقل» .
(3) بحار الأنوار: 1/99، وفي وسائل الشيعة: 15/208 باختصار غير مخل بهذا المعنى .
(4) الزمر: 17 - 18 .
(5) تحف العقول: 54 .
(6) مستدرك الوسائل: 11/206/10 ، وجامع أحاديث الشيعة: 13/283، باختلاف يسير جدّاً .
(7) غرر الحكم: 14 .
(8) الكافي: 1/11/7 .
(9) الكافي: 1/11/6 .
(10) تحف العقول: 396 .