رفع السموات بلا أعمدة أو بأعمدة غير مرئية
  • عنوان المقال: رفع السموات بلا أعمدة أو بأعمدة غير مرئية
  • الکاتب: سعد حاتم مرزه
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 6:10:25 3-10-1403

تمهيد

اختلف المفسرون والباحثون في تفسير قوله تعالى (بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) الرعد: ۲ ولقمان: ۱۰٫ بين من يرى عدم وجود أعمدة أصلا ترفع السموات عن الأرض وأنه تعالى رفعها بقدرته دون وجود سبب ظاهر, وبين من ذهب إلى وجودة أعمدة غير مرئية ترفع السموات عن الأرض ونقل حديثا عن الإمام الرضا (ع) يشير إلى ذلك, ولم أجد, في حدود ما أطلعت عليه, مفسرا أو باحثا نقل الأحاديث التي تشير إلى عدم وجود أعمدة ترفع السموات عن الأرض رغم وجودها في كتب الحديث المختلفة.

رغم إن المعصومين (ع) أمروا بعرض الروايات المنقولة عنهم على القران الكريم, اعتمادا على المعنى الظاهر للنصوص وإهمال ما يتعارض منها مع نصوص الكتاب, فقد نقل السيد الخوئي في تفسيره (البيان في تفسير القران: ۲۳۸) ضمن موضوع حجية ظواهر القران وفهم العرب لمعانيه بأدلة عددها كان الثاني منها ما يلي: الروايات المتواترة التي أمرت بعرض الأخبار على الكتاب, وإن ما خالف الكتاب منها يضرب على الجدار, أو أنه باطل, وأنه زخرف, أو أنه منهى عن قبوله, أو إن الأئمة لم تقله, وهذه الروايات صريحة في حجية ظواهر الكتاب, وانه مما تفهمه عامة أهل اللسان العارفين بالفصيح من لغة العرب..الخ.

 

النصوص القرآنية

اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرعد: ۲

خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا لقمان: ۱۰

وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ الذاريات: ۷

وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ الطور: ۵

وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ الرحمن: ۷

أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا النازعات: ۲۷- ۲۸

أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ الغاشية: ۱۷- ۱۸

 

روايات المعصومين(ع)

نقل الشيخ عباس القمي عن (مهج الدعوات ومنهج العبادات) لأبن طاووس الحسني بأن أمير المؤمنين (ع) قال: علمني رسول الله (ص) هذا الدعاء وأمرني أن أدعو به لكل شدة ورخاء…الخ. وقد جاء فيه, بعد البسملة: الحمد لله الذي لا إله إلا هو الملك الحق المبين المدبر بلا وزير ولا خلق من عباده يستشير الأول غير موصوف والباقي بعد فناء الخلق, العظيم الربوبية نور السموات والأرضين (الأرض) وفاطرهما ومبتدعهما بغير عمد خلقهما وفتقهما فتقا…الخ.

وقال الإمام علي (ع), كما في (نهج البلاغة): فسوى منهن سبع سموات جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا بغير عمد يدعمها ولا دسار ينظمها.

وقال (ع) ضمن خطبة أخرى: فمن شواهد خلقه خلق السموات موطدات بلا عمد قائمات بلا سند دعاهن فاجبن طائعات مذعنات غير متلكئات ولا مبطئات.

 

آراء وآراء

نقل السيوطي في (الدر المنثور) عن أبن عباس قال: أي لا ترونها, وفي قول آخر: وما يدريك لعلها بعمد لا ترونها, وفي قول ثالث له: لها عمد ولكن لا ترونها يعني أعماد, وبنفس المعنى عن مجاهد, أما الحسن وقتادة فنقل عن كل منهما قوله: خلقها بغير عمد قال لها قومي فقامت.

ضمن آية سورة (الرعد:۲) قال السيد الطباطبائي: إن السموات مرفوعة بغير عمد تعتمد عليها قد رأتها أبصاركم, وقال بعد كلام آخر: فهي مرفوعة على الأرض من غير عمد محسوسة للإنسان تعتمد عليها, ثم قال بأن النص يدل على نفي مطلق العماد عنها, للدلالة على نفي العماد المحسوس فيفيد في التقديرين أنها لما لم تكن لها عمد كان الله سبحانه وتعالى هو الرافع الممسك لها من غير توسط سبب ولو كانت لها أعمدة كسائر ما يعتمد على عماد لكانت الأعمدة هي الرافعة الممسكة لها من غير حاجة إلى الله سبحانه وتعالى كما ربما يذهب إليه أذهان العامة…الخ.

ثم قال: إن سنة الأسباب جارية ومطردة وأنه تعالى على صراط مستقيم, فلا معنى لكون حكم الأسباب جاريا في بعض الأمور الجسمانية غير جار في بعض. واستناد بعض الحوادث إليه بواسطة الأسباب واستناد بعضها الأخر إليه تعالى بلا واسطة, فإن قام سقف مثلا على عمود فقد قام بسبب خاص به بإذن الله, وإن قام جرم سماوي من غير عمود يقوم عليه فقد قام أيضا بسبب خاص به كطبيعته الخاصة أو التجاذب العام مثلا بإذن الله.

وفي تفسيره لآيات سورة (لقمان:۱۰) قال السيد الطباطبائي: إن قوله (تَرَوْنَهَا) يحتمل أن يكون قيدا توضيحيا والمعنى إنكم ترونها ولا أعمدة لها, أو أن يكون قيدا احترازيا والمعنى خلقها بدون أعمدة مرئية إشعارا بأن هناك أعمدة غير مرئية.

وقد اعتمد معظم الباحثين المعاصرين على ما نقله المفسرون عن الإمام أبي الحسن الرضا (ع) دون بقية الأحاديث المنقولة سابقا في تفسير النص (بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) وقد نقل السيد الطباطبائي في تفسيره (الميزان) عن (تفسير القمي) ضمن بحثه الروائي عن الإمام الرضا (ع) في قوله تعالى (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) قال: هي محبوكة إلى الأرض وشبك بين أصابعه (فقال الراوي): كيف تكون محبوكة إلى الأرض والله يقول: (رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا)؟

فقال: سبحان الله أليس يقول: (بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا)؟ ثم قال (ع): فثم عمد ولكن لا ترونها.

فقد نقل الدكتور محمد علي رضائي الاصفهاني ضمن بحثه (الإعجاز العلمي للقران الكريم), في الهامش (۲۰) مآب: ۱۵۶/العدد ۵, قول الإمام الرضا (ع): ثم عمد ولكن لا ترونها. أما الباحث محمد رضا الشريفي فنقل ضمن بحثه (التفسير العلمي للقران الكريم: تأشير التبعية أم توسيع لدائرة الإعجاز) في (مآب: ۷۰/ العدد ۹) قول الإمام الرضا (ع) بصيغة أخرى هي: فثم عمد ولكن لا ترى وذلك عن (مجمع البيان).

 

الحقيقة العلمية

إن أهم اعتراضات الرافضين للتفسير أو الإعجاز العلمي للقرآن الكريم هو أن العلوم لا تعرف الثبات ولا القرار ولا الرأي الآخر, (مجلة مآب: ۶۷/ العدد ۹), أو أن قيمة العلم تكمن في قابليته للتجديد والنقض, (مآب: ۷۰/ ۹), وذلك يجعل القرآن الكريم تابعا للعلوم وتقلباتها الدائمة, (مآب: ۷۱/ ۹).

ولكن ليس من العسير التفريق بين الحقيقة العلمية الثابتة وبين النظرية العلمية المتغيرة والرأي الشخصي, فأجهزة الفحص الطبية والعلمية ودقة نتائجها والأجهزة والمركبات والمعدات الكثيرة ووسائل النقل البرية والبحرية والجوية وأجهزة الاتصال السمعية والبصرية عبر الأقمار الصناعية, كلها تؤكد صحة المعلومات التي استند إليها العلماء في تصنيعها وحقائقها لا تتغير, وإنما تضاف إليها حقائق أخرى لتطوير ما تم صنعه سابقا.

أما النظريات العلمية فهي المتعلقة بشؤون الكون والحياة في الأزمان الغابرة التي لا يوجد شاهد عيان يروي للعلماء أحداث الماضي السحيق كنظرية نشوء الكون وتكوين الأرض ونشوء الحياة على الأرض إضافة إلى ما يسمى بالخيال العلمي الذي لا يستند إلى الحقائق العلمية المكتشفة فعلا من قبل العلماء والباحثين.

أخطأ بعض المختصين بتفسير (بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) بأنها قوة الجاذبية وتبعهم في ذلك بعض المفسرين والباحثين في الإعجاز العلمي كما نقل الدكتور الأصفهاني عن بعض المفسرين والعلماء بأن المراد بالنص هو قوة الجاذبية وقال بأنه يمكن عد الكواكب السماوية أحد مصاديق لفظ السموات, مهملا بذلك جو السماء الذي أعده أحد معاني السموات ومهملا بذلك أيضا الأجرام السماوية الأخرى كالنجوم والكويكبات والمذنبات … الخ, ثم أشار إلى أن بعض المحققين قد قال بأن هذه الآيات تشير إلى قوة الجاذبية وقد عبر القرآن عن هذه القوة بلفظ (العمد) لعدم إدراك الناس في ذلك العصر هذه القوة, (مآب: ۱۴۹- ۱۵۰/ العدد ۵)

 

ما هي الجاذبية؟

قال أحد علماء الفلك: لو لم نلاحظ سقوط الأجسام في كل دقيقة, لاعتبرنا ذلك ظاهرة مدهشة للغاية. وعلق الفيزيائي بيريلمان على هذا القول قائلا: إن العادة وحدها هي التي تجعلنا نشعر بأن جذب الأرض لكافة الأجسام الموجودة عليها هو ظاهرة عادية ولكن عندما يقال لنا بأن الأجسام تجذب بعضها البعض, لا نميل إلى تصديق هذا القول لأننا لا نلاحظ شيئا من هذا القبيل في حياتنا اليومية المعتادة.

فسقوط الأجسام على الأرض ظاهرة طبيعية قديمة شاهدها سكان الأرض قبل عصر الرسالة وما زالوا, وهي إحدى تطبيقات قوة (الجاذبية). أما (العمد) أو الأعمدة فهي ترفع السقوف عن الأرض, أي أنها تقاوم (الجاذبية) ولا يمكن تفسير (العمد) في النص القرآني بأنها قوة (الجاذبية), وإنما هي القوى المؤثرة التي تجعل كل الأجسام المادية للسموات (نجوم, كواكب, أقمار,كويكبات, مذنبات, جو السماء وغيرها مما لا نعرفه) ترتفع عن الأرض فلا تسقط عليها.

إن هذه القوى تمثل بعض أسماء الله الحسنى مثل القدير أو القادر والحكيم والخبير والعليم…الخ, فكل ذلك يسير وفق نظام ثابت أبدعه (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) فلا معنى لقول بعضهم بأن الله تعالى هو (الرافع الممسك من غير توسط سبب), فكل ما في الكون يسير وفق نظام, ويمكن تقريب ذلك بطيران الطيور في السماء:

أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ النحل: ۷۹

أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ الملك: ۱۹

إن ذلك لا يعني أن الله عز وجل قد جعل الطيور تطير بقدرته دون نظام, أو بإرادته التكوينية (كُن فَيَكُونُ). وإنما جعل ذلك بموجب نظام عام بقدرته أيضا, ويشمل ذلك كل من عرف النظام وأستطاع تطبيقه والدليل على ذلك هو قيام العلماء بتصنيع البالونات أولا للطيران (فِي جَوِّ السَّمَاء) ثم تصنيع أنواع الطائرات المختلفة والأقمار الصناعية لأهداف متعددة وهي تطير كما تطير الطيور (فِي جَوِّ السَّمَاء).

فالطيور طارت منذ وجدت على الأرض وعلقت (فِي جَوِّ السَّمَاء) دون أعمدة مادية ترفعها عن الأرض أو تمنع سقوطها على الأرض, فهي تطير أيضا (بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) إذا صح التشبيه.

 

ما هي الأعمدة غير المرئية؟

الأعمدة غير المرئية هي القوى التي تمنع الشمس مثلا من السقوط على الأرض (بالمعنى الذي يلاحظه سكان الأرض) عندما تنعدم هذه القوى ويستمر تأثير قوة (الجاذبية). وقد قام أحد العلماء بحساب هذه القوى وقربها إلى الأذهان بأعمدة فولاذية تمنع سقوط الشمس على الأرض, فقال الفيزيائي ياكوف بيريلمان بأن المهندسين لو قرروا استبدال حبال (قوة مقاومة) الجاذبية غير المرئية بين الأرض والشمس بحبال مادية, أي أرادوا ببساطة أن يربطوا الأرض مع الشمس بحبال فولاذية متينة تمنع الأرض من الخروج عن مدارها الثابت حول الشمس, وليس هناك أقوى من الفولاذ الذي يتحمل قوة شدة تساوي (۱۰۰) كيلوغرام على المليمتر المربع.

لنفترض أن لدنيا عمودا فولاذيا ضخما يبلغ قطره (۵) أمتار, ثم قال بأن هذا العمود لا ينقطع إلا بتأثير قوة قدرها (۲) مليون طن, ثم قال بأننا نحتاج إلى مليون مليون عمود, وعند توزيع هذه الأعمدة بصورة منتظمة على نصف الكرة الأرضية المقابل للشمس تكون المسافة التي تفصل بين عمود عن آخر لا تزيد إلا قليلا عن قطر العمود. إن هذه القوة الهائلة تستخدم لغرض حني مسار الأرض بجعلها تنحرف عن المماس (۳) مليمتر في كل ثانية فيتحول المسار إلى مدار اهليلجي مقفل, (الفيزياء المسلية: ۸۳/ الكتاب الثاني).

 

حقيقة الأعمدة غير المرئية

على ضوء ما تم توضيحه واستنادا إلى قوانين (القوى والحركة) الفيزيائية, ولتسهيل معرفة أنواع القوى المؤثرة التي سميت بالأعمدة غير المرئية يمكن تحديد ذلك بالنقاط التالية بإيجاز:

۱- (جَوِّ السَّمَاء) أو الغلاف الجوي للأرض المتكون من جزيئات الهواء, فقد بقيت معلقة فوق الأرض بسبب خفة وزن جزيئات الهواء (بالمفهوم الدارج) أو قلة كثافتها (بالمفهوم الفيزيائي) مما يعني قلة (كتلته) التي تؤثر على قوة الجذب بين جزيئات الهواء والأرض, فكلما قلت الكتلة قلت قوة الجذب, وكلما زادت الكتلة زادت قوة الجذب, هكذا بقى الهواء أو جزيئاته معلقة في السماء ولا تسقط على الأرض بفعل النظام الطبيعي الذي سنه الله عز وجل لتنظيم كل ما في الكون.

أما ذرات الغبار المعلقة في (جَوِّ السَّمَاء) أثناء العواصف الترابية, فالرياح تحملها بسبب سرعتها العالية, فلو امتلكت الرياح سرعة كافية بصورة مستمرة لبقت جزيئات الهواء معلقة في السماء ولا تسقط على الأرض أبدا ما دامت للرياح سرعة مستمرة وكافية لذلك.

۲- القمر لا يسقط على الأرض بتأثير القوة الناتجة عن حركته خلال دورانه حول الأرض وكذلك فعلت الأرض مع الشمس وذلك بسبب القوة الناتجة عن حركة الأرض أثناء دورانها حول الشمس.

۳- أجرام المجموعة الشمسية من كواكب وأقمار ومذنبات وكويكبات فأن دوران الأقمار حول كواكبها ودوران الكواكب والمذنبات وغيرها حول الشمس تجعلها مستقرة في مداراتها ولا تؤثر عليها جاذبية الأرض وهي تقاوم جاذبية الشمس كما قاومت الأرض جاذبية الشمس.

هناك أجرام سماوية صغيرة, فهي صغيرة فكتلتها قليلة فقوة جذب الشمس لها قليلة فلا تدور في مدارات مستقرة وثابتة لأنها تتأثر بأي جرم تقترب منه فتغير سرعتها (كمية واتجاها) فتقترب أحيانا من الأرض فتقع تحت تأثير جاذبية الأرض, فإذا كانت قوة جذب الأرض لها كافية لتجذبها نحو الأرض فإنها تدخل الغلاف الجوي للأرض وبتأثير الاحتكاك العالي بين هذه الكتلة وجزيئات الهواء فإنها تحترق متحولة إلى رماد فإذا احترقت كلها سميت بالشهاب وإذا بقيت منها كتلة غير محترقة فإنها تسقط على الأرض وتسمى بالنيزك, والنيزك لفظ غير عربي بمعنى الرمح الصغير حسب القواميس العربية, وسماها القرآن بالطارق فالطارق هو اللفظ العربي للنيزك.

۴- الأجرام السماوية التي تقع خارج المجموعة الشمسية وهي النجوم وتوابعها فأن بعدها الشاسع عنا يجعل قوة الجذب بين الشمس وكواكبها وبين تلك النجوم ضئيلة جدا, لأن قوة الجذب بين أي جسمين في الكون تتناسب عكسيا مع مربع المسافة بينهما, فاستقرار تلك النجوم في مداراتها تجعل تأثير قوة الجذب غير فعالة.

 

مسك الختام

(بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) تقبل كلا التفسيرين من وجهة نظر لغوية ومن وجهة نظر علمية, كذلك كانت الأحاديث المنقولة عن المعصومين (ع) فلا توجد أعمدة مادية (كأعمدة الخشب والخرسانة المسلحة والفولاذ) ترفع السموات عن الأرض, ولكن توجد أعمدة غير مرئية ترفع كل أجسام الكون المادية عن الأرض فلا تسقط عليها.

إنها القوى المؤثرة التي تقاوم قوة جاذبية الأرض وقد جهلها الأقدمون فلم يوفقوا في تفسير النص, وكشفها العلماء والباحثون في عصر النهضة الحديث فاستخدمها المهندسون في حساباتهم عند إعداد التصاميم الفنية للمشاريع المختلفة فنجحت مشاريعهم وحققت أهدافها مما يؤكد صحة القوانين الطبيعية التي سنها الله عز وجل بقدرته لتنظيم العلاقة بين مكونات الكون المادية المختلفة.

نتمنى أن يوفق الله عز وجل الجميع للأخذ بالتفسير الصحيح للنصوص القرآنية وعدم اعتماد (علماء الأمة) ومفسروهم القدامى شخصيات مقدسة لا يجوز الطعن بآرائهم الخاطئة ونظرياتهم الفاشلة فلم يوجد نص شرعي يلزم المسلمين باعتماد كل ما يراه مفسر أو ما يقرره عالم, عدا الأئمة الهداة المعصومين (ع) الذي ألزمنا الشارع المقدس بطاعتهم فهم الوحيدون الذين خولهم الله تعالى والرسول الأعظم محمد (ص) باعتماد تفاسيرهم للقران الكريم ولا يجوز الرد عليهم مع اعتماد ظاهر المعنى للنص.

وما التوفيق إلا من عند الله تعالى عليه توكلت وإليه أنيب, والحمد لله رب العالمين.