الرأي
• موضوع خطير، يُراد له عقلٌ ثاقب، وقلبٌ منوّر، ونفسٌ تبتغي الحقّ والخير، ومَلَكة ومعرفة وتجربة وأناة.. وقد وردت عن أميرالمؤمنين عليه السلام كلماتٌ عديدة تعرّف وتبيّن وتوجّه، منها قوله:
ـ « الرأيُ مع الأناة » ( بحار الأنوار 81:78 / ح 76 ـ عن: كشف الغمّة للإربلّي ).
ـ « رأيُ الرجل على قَدْر تجربته » ( غرر الحكم: 187 ).
ـ « رأيُ الرجل ميزانُ عقله » ( عيون الحكم 204:6 ).
ـ « الرأي بالفكر » ( غرر الحكم: 12 ).
ـ « رأي العاقل يُنْجي » ( عيون الحكم 202:6 ).
ـ وسُئل عليه السلام يوماً: أيُّ الناس أثبتُ رأياً ؟ فأجاب: « مَن لم يَغرَّه الناس من نفسه، ولم تَغرَّه الدنيا بتشويقها » ( تفسير نور الثقلين 217:4 / ح 102 ـ عن: مَن لا يحضره الفقيه للصدوق).
• وفي إحدى مناجاته ورد قول الإمام السجّاد عليّ بن الحسين عليهما السلام:
ـ « وأعوذ بك من دعاءٍ محجوب، ورجاءٍ مكذوب، وحياءٍ مسلوب، واحتجاجٍ مغلوب، ورأيٍ غيرِ مُصيب » ( بحار الأنوار 156:94 / ح 22 ).
• وفي إحدى كلماته القصار قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: « ثلاثةٌ يُستدَلّ بها على إصابة الرأي: حُسنُ اللقاء، وحسنُ الاستماع، وحسنُ الجواب » ( بحار الأنوار 237:78 / ح 73 ـ عن: تحف العقول ).
• أمّا الخطورة ففي زلّة الرأي، يبيّن ذلك الإمام عليٌّ عليه السلام في جُملٍ غرّاء:
ـ « زلّة الرأي تأتي على المُلْك، وتُؤْذن بالهُلك » ( غرر الحكم: 188 ).
ـ « ضَلّة الرأي تُفسِد المقاصد » ( عيون الحكم 235:6 ).
ـ « مَن أضاع الرأيَ ارتبك » ( غرر الحكم: 268 ).
ـ « مَن ضَعُفَت آراؤُه، قَوِيَت أعداؤه » ( عيون الحكم 360:6 ).
• أمّا الأطمئنان في الرأي فيُرشد إليه أميرالمؤمنين عليه السلام بقوله:
ـ « أقربُ الآراء من النُّهى، أبعدُها من الهوى » ( غرر الحكم: 89 ).
ـ « أفضلُ الناس رأياً مَن لا يستغني عن رأيِ مُشير» (عيون الحكم 13:6).
• وقد يكون لأحدٍ رأي ثمّ ينغلق عليه ويستبدّ به، تعصّباً لنفسه وإعجاباً بعقله، فيبقى على ما هو عليه من الخطأ الذي يكون أحياناً مُردياً صاحبه، يقول الإمام عليّ عليه السلام:
ـ « الاستبدادُ برأيك يُزِلُّك ويُهوّرك في المهاوي» ( غرر الحكم: 35 ).
ـ « مَنِ استبدّ برأيه هلك، ومَن شاور الرجالَ شاركها في عقولها » ( نهج البلاغة: الحكمة 161 ).
ـ « خاطَرَ بنفسه مَنِ استغنى برأيه » ( بحار الأنوار 98:75 / ح 1 ـ عن أمالي الصدوق:268 ).
ـ « ليس لمُعجَبٍ رأي » ( عيون الحكم 333:6 ).
ـ « ما أُعجِب برأيه إلاّ جاهل » ( غرر الحكم: 307 ).
• وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: « لا تُشِرْ على المستبدّ برأيه » ( بحار الأنوار 105:75 / ح 41 ـ عن: إعلام الدين بصفات المؤمنين للديلمي ».
• وقد يكون هنالك رأي، ثمّ يخيب ويفشل ولا يُؤدّي دَوره، فما السبب يا تُرى ؟ الجواب مستفادٌ من:
ـ قول الإمام عليّ عليه السلام: « الخلاف يَهدِم الرأي » ( نهج البلاغة: الحكمة 215 ).
ـ وقوله سلام الله عليه أيضاً: « اللَّجاجة تَسُلُّ الرأي » ( بحار الأنوار 341:71 / ح 14 ـ عن نهج البلاغة: الحكمة 179، وتَسُلّ: أي تَذهب به وتَنزعُه ).
ـ وقوله عليه السلام كذلك: « شرُّ الآراء ما خالف الشريعة » ( غرر الحكم: 196 ).
• وهنالك نصائح عَلَويّة وإرشاداتٌ وتنبيهات عُلويّة، نقرأها في كلمات أميرالمؤمنين عليه السلام حيث يقول:
ـ « الرأيُ كثير والحزمُ قليل » ( عيون الحكم 276:5 ).
ـ « واقصُرْ رأيك على ما يَعنيك » ( نهج البلاغة: الكتاب 69 ).
ـ « إنّ رأيك لا يتّسع لكلّ شيء، ففرِّغْه للمهمّ » ( غرر الحكم: 113 ).
ـ « لا تصغرنّ عندك الرأي الخطير، إذا أتاك به الرجل الحقير » ( غرر الحكم ).
• وفي الدِّين، أين يكون موقعُ الرأي يا تُرى ؟
ـ رُويَ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « لم يزل أمرُ بني إسرائيل معتدلاً حتّى نشأ فيهم المولَّدون وأبناءُ سبايا الأمم التي كانت بنو إسرائيل تسبيها، فقالوا بالرأي، فَضَلّوا وأضلُّوا! » ( كنز العمّال / خ 918 ).
ـ كذلك رُوي عن أميرالمؤمنين عليه السلام قوله: « ثلاثةٌ لا يُقبَل معهنّ عمل: الشرك، والفكر، والرأي »، قالوا: يا أميرالمؤمنين، ما الرأي ؟ قال: « تَدَع كتابَ الله وسُنّةَ رسوله، وتعمل بالرأي » ( كنز العمّال / خ 1640 ).
ـ وقال سلام الله عليه: « فلا تستعملوا الرأي فيما لا يُدرِك قعرَه البصر، ولا تتغلغل إليه الفِكَر » ( نهج البلاغة: الخطبة 87 ).
الربا
• هو من مُلوِّثات الأرواح والنفوس والضمائر، فضلاً عن تلويث الأبدان والأرزاق والأخلاق والروابط الإنسانيّة بين الناس! يكفي في تعريفه:
ـ قول النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلَّم: « شرُّ الكسب كسبُ الربا » ( بحار الأنوار 115:103 ).
ـ وقول حفيده الإمام الباقر عليه السلام: « أخبثُ المكاسب كسب الربا » ( وسائل الشيعة للحرّ العاملي 423:12 ).
ـ وقول الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام: « إعلمْ ـ يرحمك الله ـ أنّ الربا حرامٌ سُحتٌ من الكبائر، وممّا قد وعد الله عليه النار، فنعوذ بالله منها، وهو محرَّمٌ على لسان كلِّ نبيّ، وفي كلّ كتاب » ( فقه الإمام الرضا عليه السلام ).
• وأمّا آكل الربا، فهذا مصيره ومآله على لسان الآيات، وفي نصوص الروايات:
ـ قال تعالى: « الذينَ يأكلُون الرِّبا لا يقومونَ إلاّ كما يقومُ الذي يَتخبّطُه الشيطانُ مِن المَسّ... » [ سورة البقرة: 275 ].
ـ وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « لمّا أُسرِيَ بي إلى السماء رأيتُ قوماً يريد أحدُهم أن يقومَ فلا يقدر مِن عِظَم بطنه، فقلت: مَن هؤلاءِ يا جبرئيل ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون الربا، لا يقومون إلاّ كما يقوم الذي يتخبّطه الشيطانُ مِن المَسّ، وإذا هم بسبيلِ آل فرعون يُعرَضون على النار غُدوّاً وعَشِيّاً، يقولون: ربَّنا متّى تقوم الساعة ؟! » ( بحار الأنوار 116:103 ـ عن تفسير القمّي ).
ـ وقال صلّى الله عليه وآله: « مَن أكل الربا ملأ اللهُ عزّوجلّ بطنه من نار جهنّم بقَدْر ما أكل، وإنِ اكتسب منه مالاً لا يَقبل منه شيئاً من عمله، ولم يزل في لعنة الله والملائكة ما كان عنده قيراطٌ واحد! » ( بحار الأنوار 120:103 ).
ـ وقال صلّى الله عليه وآله أيضاً في ظلّ قوله تعالى: « يومَ يُنفَخُ في الصَّورِ فتأتونَ أفواجاً » [ سورة النبأ: 18 ]: « تُحشَر عشرة أصنافٍ من أُمّتي أشتاتاً قد ميّزهمُ الله عن المسلمين... وأمّا المُنكَّسون على رؤوسهم فأكَلَةُ الربا » ( مستدرك الوسائل 478:2 ).
• والإثم الذي يترتّب على الربا فظيع، بشع مريع! هكذا رُوي عن النبيّ المصطفى صلّى الله عليه وآله، وكذا عن حفيده الصادق عليه السلام:
ـ « درهمُ ربا أعظمُ عند الله من سبعين زَنْيةً بذات مَحْرَمٍ في بيت الله الحرام!!! » ( بحارالأنوار 117:103 ـ عن: تفسير القمّي، وبحار الأنوار 58:77 / ح 1 ـ عن الخصال ).