الصيام فى الادب العربى
قال الشاعر مرحبا بالشهر الفضيل
أهلا بضيف يحل اليوم اربعنا***فيزد هى الكون نورا من محياه
ضيف كريم به فخر لامتنا ***و فرحة و تباشير بلقياه
ضيف به رحمة الرحمان مشرقة ***على المساجد يهواها و تواه
شهر به انزل القران خالقنا ***و ليله القدر يرضاها و ترضاه
من صامه مخلصا لله ادخله ***فى جنة الخلد مغفور الخطاياه
و من اقام لياليه فان له ***فضلا عظيما و فى الفردوس ماواه
يا امة المصطفى الرحمان فضلكم ***بامة وسط اذ غيركم تاهوا
شهر به الله دون الناس خصكم ***لكى تنالوا العلا انتم بالقياه
و قال ايضا:
شهر الصيام لقد كرمت نزيلا ***و شفيت من كل القلوب عليلا
فيه الجنان تفتحت لقدومه ***و الحور فيه تزينت تحفيلا
و بليلة قد قام يختم ورده ***متبتلا لا له تبتيلا
فاجهد عساك تنالها فيما بقى*** بالجحد و احذر ان تكون غفولا
شهر الامانة و الصيانة و التقى ***و الفوز فيه لمن اراد قبولا
طوبى لعبد صح فيه صيامه ***و دعا المهيمن بكره و اصيلا
شهر يفوز على الشهور بليله ***من الف شهر فضلت تفضيلا
و قال ايضا مبشرا الصائمين:
ايا معشر الصوام و افتكم البشرى ***و قد نشر البارى بمد حكموذكرا
خصصتم بشهر فيه عتق و رحمة ***و قد اجزل الرحمان للطائم الا جرا
و مساجده مأنوسة بتلاوة ***و ذكر و كانت قبله تشتكى الهجرا
فطوبى لم ارضى الا له مسارعا ***الى سبل تهديه للرحلة الاخرى
و قام و صلى فى الدياجى و دمعه ***على خده يجرى بمقلته العبرا
و اخلص لله العظيم قيامه ***و عاهده سرا و راقبه جهرا
و قال ايضا:
قد جاء شهر الصوم فيه الامان ***و العتق و الفوز بسكنى الجنان
طوبى لعبد صامه، و اتقى ***مولاه فى الفعل و نطق اللسان
ذاك الذى قد خصه ربه ***بجنة الخلد و حور الحسان
و قال ايضا:
رمضان يا خير الشهور تحية ***تضفى عليك من الجلال جلالا
رمضان ها قد جئت تطرق بابنا ***و تريد منا ان نكون رجال
ان الصيام عبادة سرية ***و السر اوسع ما يكون مجالا
و (الصوم لى و انا الذى اجزى به)***صدق الحديث و صح عنه تعالى
بالصوم تنطبع النفوس على الوفا ***فيزيدها قدسية و جمالا
(صوموا تصحوا) قالها خير الورى ***و بذاك اوصى صحبه و الآلا
و قال ايضا:
هذا هلال الشهر سل حسامه ***و على حواشى الافق خط علامه
رمضان تاج فوق مفرق عامه ***وافى يتوج بالكرامة عامه
طوبى لمن فيه تزود بالتقى ***و جرى على السنن القويم و صامه
ليس الصيام بان تجوع و لا بان ***يدع المسىء شرابه و طعامه
بل سره ان يمسك الانسان من ***فحش و يترك سبه و خصامه
فحذار لا يغتب و لا يرفث و لا ***يحبط بمعصية الا له صيامه
و ليقرأ القرآن فيه مرتلا ***ايامه متفقها احكامه
فالله يجزل للماجهد اجره ***و الله يحسن للتقى ختامه
و قال ايضا فى ليله القدر:
يا ليله جمعت للقول الوانا ***ماذا اثرت؟ و ماذا اوثر الآنا؟
كم فيك من امل تهفو النفوس له ***و فيك من الم ينساب اشجانا؟
فى جانبيك ادكار المجد مؤتلق ***لكنه النار يسرى فى حنايانا
يا ليلة زين (التنزيل) غرتها ***و انزلت فى كتاب الله (عنوانا)
فرددتها الليالى و هى رافعة ***على المدى لرسول الله شكرانا
ياليلة القدر يا ذكر مفاخرنا ***يا خير من الف شهر فى الدنا شانا
ما الف شهر بلا عز نسود به ***بل ما جميع الليالى دون عليانا
يا ليله القدر لو فى الناس مدكر ***واها لذاكراك بل آها لذكرانا
اتذكرين عهودا للهدى سلفت ***من بعد ما رفعت للعدل سلطانا؟
حتى اذا دارت الايام دورتها ***اذ بنا ننشد الماضى الذى كانا
فى مدرسة رمضان صفحة ٢٤٣
هادى الخزرجى
_____________________________________________________
عادنى من أطياف و حيك دفق ***فمشى يؤنس الحوالك برق
حالمات ما كدن يخطرن حتى ***أرقص الجانح المهوم خفق
فجسست الؤتار بعد هجوع ***فتبارى شدو و ردد و جوق
و جلوت الصدى عن الكأس فافتر***و بى للسلافة البكر شوق
أنا لولا و حى لديك لما موسق ***عود عندى و عربد زق
قد تعددت فى معانيك يا ***عيد ففى كل جانح لك أفق
فبأحلام طفلتى أنت أثواب ***حسان الألوان حمر و زرق
و أراجيح فى الهوى و مواصيل ***على نطقة الصغار تنق
و شفاه تثرثر الكلم الساذج ***من ناعم النسيم أرق
نظرات بريئة فى عيون ***تسكب الطهر لم يدنسه حنق
و بأحلام جدتى أنت كعك ***العيد يدحى بكفها و يرق
و حكايا مزوقات عن السلطان ***فى مسمع الصغار تزق
و حنين الى الشباب و أولاع ترامت*** أبعادها فهى مزق
و بقايا صبابة نم عنها ***راحة خضبت و رجل شق
يا لحلو الشباب ان راح تبقى ***منه للنفس ذكريات و عشق
و بدنيا المرفهين لذاذات تنزى فيها على الاثم عرق
كل أيامهم نعيم و أعياد فما جد فى صباحك فرق
خبروا أمتع اللذائذ فالبكر عتيق حتى تجشأ ذوق
لم يخافوا أن تنضب الكاس ما دام لهم من مناكب العرى رزق
انهم ما علمت عبء على الدنيا يئد احتماليه و يشق
فاذا عدت المفاخر لم تعدم لهم زامرا و طبلا يدق
أى فوضى فى الكون أن يشمخ الزيف و أن يدمغ المقاييس خرق
ولدى البائسين أنت سويعات ***بها قسوة الحياة ترق
فيفيئوا الى حصيلة حول ***أد فيه الأجسام حرث و طرق
بين ثوب و إن تواضع الا ***أنه ليس فيه رتق و فتق
و رغيف يلين بالمضغ لم يتعب ***كباقى أيامه منه شدق
و وعود لزوجة و صغار ***أنه سوف ينعش الحقل ودق
أيها العيد أنت أبعد مما نحوه من النعوت و شقوا
ان معنى تريده منك دنيا الله أسمى مما رأوا و أدق
لست بالعيد أو يسود القوانين بأيدى الحكام عدل و صدق
و بأن يفهموا و كم تكشف الأيام أن الشعوب لا تسترق
و بأن تسمع الصروح نداء السفح حتى يزول حقد و حمق
و بأن توسع الهوامش ابعادا و أن يدخل الحياة الأحق
من أناس عاشو