الصيام فى الادب العربى
  • عنوان المقال: الصيام فى الادب العربى
  • الکاتب: الدكتور الشيخ احمد الوائلى
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 23:3:0 1-9-1403

الصيام فى الادب العربى

قال الشاعر مرحبا بالشهر الفضيل

أهلا بضيف يحل اليوم اربعنا***فيزد هى الكون نورا من محياه‏
ضيف كريم به فخر لامتنا ***و فرحة و تباشير بلقياه‏
ضيف به رحمة الرحمان مشرقة ***على المساجد يهواها و تواه‏
شهر به انزل القران خالقنا ***و ليله القدر يرضاها و ترضاه‏
من صامه مخلصا لله ادخله‏ ***فى جنة الخلد مغفور الخطاياه‏
و من اقام لياليه فان له‏ ***فضلا عظيما و فى الفردوس ماواه‏
يا امة المصطفى الرحمان فضلكم‏ ***بامة وسط اذ غيركم تاهوا
شهر به الله دون الناس خصكم‏ ***لكى تنالوا العلا انتم بالقياه

و قال ايضا:

شهر الصيام لقد كرمت نزيلا ***و شفيت من كل القلوب عليلا
فيه الجنان تفتحت لقدومه‏ ***و الحور فيه تزينت تحفيلا
و بليلة قد قام يختم ورده‏ ***متبتلا لا له تبتيلا
فاجهد عساك تنالها فيما بقى*** بالجحد و احذر ان تكون غفولا
شهر الامانة و الصيانة و التقى‏ ***و الفوز فيه لمن اراد قبولا
طوبى لعبد صح فيه صيامه‏ ***و دعا المهيمن بكره و اصيلا
شهر يفوز على الشهور بليله‏ ***من الف شهر فضلت تفضيلا

و قال ايضا مبشرا الصائمين:

ايا معشر الصوام و افتكم البشرى‏ ***و قد نشر البارى بمد حكموذكرا
خصصتم بشهر فيه عتق و رحمة ***و قد اجزل الرحمان للطائم الا جرا
و مساجده مأنوسة بتلاوة ***و ذكر و كانت قبله تشتكى الهجرا
فطوبى لم ارضى الا له مسارعا ***الى سبل تهديه للرحلة الاخرى‏
و قام و صلى فى الدياجى و دمعه‏ ***على خده يجرى بمقلته العبرا
و اخلص لله العظيم قيامه‏ ***و عاهده سرا و راقبه جهرا

و قال ايضا:

قد جاء شهر الصوم فيه الامان‏ ***و العتق و الفوز بسكنى الجنان‏
طوبى لعبد صامه، و اتقى‏ ***مولاه فى الفعل و نطق اللسان‏
ذاك الذى قد خصه ربه‏ ***بجنة الخلد و حور الحسان

و قال ايضا:

رمضان يا خير الشهور تحية ***تضفى عليك من الجلال جلالا
رمضان ها قد جئت تطرق بابنا ***و تريد منا ان نكون رجال‏
ان الصيام عبادة سرية ***و السر اوسع ما يكون مجالا
و (الصوم لى و انا الذى اجزى به)***صدق الحديث و صح عنه تعالى‏
بالصوم تنطبع النفوس على الوفا ***فيزيدها قدسية و جمالا
(صوموا تصحوا) قالها خير الورى‏ ***و بذاك اوصى صحبه و الآلا

و قال ايضا:

هذا هلال الشهر سل حسامه‏ ***و على حواشى الافق خط علامه‏
رمضان تاج فوق مفرق عامه‏ ***وافى يتوج بالكرامة عامه‏
طوبى لمن فيه تزود بالتقى‏ ***و جرى على السنن القويم و صامه‏
ليس الصيام بان تجوع و لا بان‏ ***يدع المسى‏ء شرابه و طعامه‏
بل سره ان يمسك الانسان من‏ ***فحش و يترك سبه و خصامه‏
فحذار لا يغتب و لا يرفث و لا ***يحبط بمعصية الا له صيامه‏
و ليقرأ القرآن فيه مرتلا ***ايامه متفقها احكامه‏
فالله يجزل للماجهد اجره‏ ***و الله يحسن للتقى ختامه

و قال ايضا فى ليله القدر:

يا ليله جمعت للقول الوانا ***ماذا اثرت؟ و ماذا اوثر الآنا؟
كم فيك من امل تهفو النفوس له‏ ***و فيك من الم ينساب اشجانا؟
فى جانبيك ادكار المجد مؤتلق‏ ***لكنه النار يسرى فى حنايانا
يا ليلة زين (التنزيل) غرتها ***و انزلت فى كتاب الله (عنوانا)
فرددتها الليالى و هى رافعة ***على المدى لرسول الله شكرانا
ياليلة القدر يا ذكر مفاخرنا ***يا خير من الف شهر فى الدنا شانا
ما الف شهر بلا عز نسود به‏ ***بل ما جميع الليالى دون عليانا
يا ليله القدر لو فى الناس مدكر ***واها لذاكراك بل آها لذكرانا
اتذكرين عهودا للهدى سلفت‏ ***من بعد ما رفعت للعدل سلطانا؟
حتى اذا دارت الايام دورتها ***اذ بنا ننشد الماضى الذى كانا

فى مدرسة رمضان صفحة ٢٤٣
هادى الخزرجى
_____________________________________________________

عادنى من أطياف و حيك دفق‏ ***فمشى يؤنس الحوالك برق‏
حالمات ما كدن يخطرن حتى‏ ***أرقص الجانح المهوم خفق‏
فجسست الؤتار بعد هجوع‏ ***فتبارى شدو و ردد و جوق‏
و جلوت الصدى عن الكأس فافتر***و بى للسلافة البكر شوق‏
أنا لولا و حى لديك لما موسق‏ ***عود عندى و عربد زق
قد تعددت فى معانيك يا ***عيد ففى كل جانح لك أفق‏
فبأحلام طفلتى أنت أثواب‏ ***حسان الألوان حمر و زرق‏
و أراجيح فى الهوى و مواصيل‏ ***على نطقة الصغار تنق‏
و شفاه تثرثر الكلم الساذج‏ ***من ناعم النسيم أرق‏
نظرات بريئة فى عيون‏ ***تسكب الطهر لم يدنسه حنق‏
و بأحلام جدتى أنت كعك‏ ***العيد يدحى بكفها و يرق‏
و حكايا مزوقات عن السلطان‏ ***فى مسمع الصغار تزق‏
و حنين الى الشباب و أولاع ترامت*** أبعادها فهى مزق‏
و بقايا صبابة نم عنها ***راحة خضبت و رجل شق‏
يا لحلو الشباب ان راح تبقى‏ ***منه للنفس ذكريات و عشق
و بدنيا المرفهين لذاذات تنزى فيها على الاثم عرق‏
كل أيامهم نعيم و أعياد فما جد فى صباحك فرق‏
خبروا أمتع اللذائذ فالبكر عتيق حتى تجشأ ذوق‏
لم يخافوا أن تنضب الكاس ما دام لهم من مناكب العرى رزق‏
انهم ما علمت عب‏ء على الدنيا يئد احتماليه و يشق‏
فاذا عدت المفاخر لم تعدم لهم زامرا و طبلا يدق‏
أى فوضى فى الكون أن يشمخ الزيف و أن يدمغ المقاييس خرق
ولدى البائسين أنت سويعات‏ ***بها قسوة الحياة ترق‏
فيفيئوا الى حصيلة حول‏ ***أد فيه الأجسام حرث و طرق‏
بين ثوب و إن تواضع الا ***أنه ليس فيه رتق و فتق‏
و رغيف يلين بالمضغ لم يتعب‏ ***كباقى أيامه منه شدق‏
و وعود لزوجة و صغار ***أنه سوف ينعش الحقل ودق
أيها العيد أنت أبعد مما نحوه من النعوت و شقوا
ان معنى تريده منك دنيا الله أسمى مما رأوا و أدق‏
لست بالعيد أو يسود القوانين بأيدى الحكام عدل و صدق‏
و بأن يفهموا و كم تكشف الأيام أن الشعوب لا تسترق‏
و بأن تسمع الصروح نداء السفح حتى يزول حقد و حمق‏
و بأن توسع الهوامش ابعادا و أن يدخل الحياة الأحق‏
من أناس عاشو