الصوم في شهر رمضان
  • عنوان المقال: الصوم في شهر رمضان
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 18:33:26 1-9-1403

قال رسول الله(ص): «ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتساباً إلاّ أوجب الله ـ تبارك وتعالى ـ له سبع خصال: أولها: يذوب الحرام من جسده، والثانية: يقربُ من رحمة الله عزّوجلّ، والثالثة: قد كفّر خطيئة أبيه آدم، والرابعة: يهوّن الله عليه سكرات الموت، والخامسة: أمان من الجوع والعطش يوم القيامة، والسادسة: يطعمه الله عزّوجلّ من طيّبات الجنّة، والسابعة: يعطيه الله عزّ و جل براءة من النار»(1).
فشهر رمضان هو خير طريق يوصلنا إلى ربِّنا الجليل وهو المدرسة التي تتربّى فيها قلوبنا على وعي الحقائق، وإدراك المعارف، وهو مدرسة الروح والفكر والضمير، إنّه الشهر الذي يفتح الله فيه أبواب مغفرته وكرمه وجوده لعباده، إنّه الشهر الذي غُلّت فيه مردة الشياطين، وأغلقت فيه أبواب النيران، إنّه الشهر الذي دعينا فيه لضيافة الرحمن، شهر يبسط فيه الخالق سبحانه وتعالى، ضيافته الكريمة لعباده، ويفتح أبواب رحمته ومغفرته ليزيد المطيعين ثواباً.
فشهر رمضان مدرسة، والصوم فيه رسالة هدفها تطهير النفس من الرذائل. وكرامة شهر رمضان لا تخصّ الصائمين فقط، بل تشمل حتى أصحاب العذر الشرعي الذي يسوِّغ لهم الافطار ـ كالمسافر والمريض ـ ، فالعناية الإلهية في هذا الشهر تشمل الجميع.
وقد اعتاد المسلمون أن يحتفلوا في كلّ عام بقدوم شهر رمضان وبطريقة مميّزة لأنـّه من الشهور المباركة، ففي هذا الشهر المبارك يصوم المسلمون جميعاً في كلّ أقطار الدنيا ويتوجَّهون فيه لقراءة القرآن والدعاء ويكثرون من الصلاة والاستغفار، وفي هذا الشهر المبارك يشعر المسلمون بالحب والمساواة; لأنّهم جميعاً يصومون في يوم واحد ويفطرون في يوم واحد.

إشتقاق كلمة رمضان

«رمضان» مأخوذ من «رمض»، وهو شدَّة وقع الشمس على الرمل وغيره ويقال: «رمض الصائم» إذا حرَّ جوفه من شدة العطش(2).
إلاّ أنّه لماذا سمِّي الشهر بشهر رمضان؟ هناك عدّة احتمالات:
الأوّل: لأنّ حدوث هذه التسمية كان في شدَّة الحر، فإنَّهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة عدّوها بالأزمنة التي وقعت فيها.
الثاني: لأنـّه يحرق الذنوب ويسقطها عن الصائمين، قال(ص): «إنّما سمي رمضان لأنـّه يرمض ذنوب عباد الله»(3).
الثالث: مأخوذ من الرمضاء، وهو مطر يأتي قبل الخريف يطهِّر وجه الأرض من الغبار، فكذلك شهر رمضان يطهِّر القلوب من الخطايا والذنوب.
الرابع: إنَّ رمضان إسم من أسماء الله، فعن أبي جعفر(عليه السلام) قال: «لا تقولوا هذا رمضان ولا ذهب رمضان، ولا جاء رمضان، فإنَّ رمضان إسم من أسماء الله عزّوجلّ لايجيىء ولايذهب وإنّما يجيىء ويذهب الزائل، ولكن قولوا: شهر رمضان، فالشهر المضاف الى الإسم، والإسم إسم الله، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن جعله الله تعالى مثلاً وعيداً»(4