الأوّل: نزول القرآن الكريم:
من المسائل التي وقعت مثاراً للبحث عند العلماء هي مسألة نزول القرآن، وهل نزل مرّة واحدة أو هناك تعدّد في النزول؟
قال السيّد السبزواري(رحمة الله): «لاريب في تعدد نزول القرآن حسب المستفاد من الآيات الشريفة والسنّة المقدّسة الواصلة إلينا»(1).
وقد ذكر المفسرون لذلك وجوهاً:
الأول: إنّه اُنزل جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور في السماء الدنيا، ثم اُنزل على رسول الله(ص) متفرّقاً ليقرأه على الناس في مجموع مدّة الدعوة، وقد وردت في ذلك روايات.
ففي الكافي عن حفص بن غياث، عن أبي عبدالله(عليه السلام): «سألته عن قول الله عزّوجلّ: (شهر رمضان الذي اُنزل فيه القرآن) وإنّما اُنزل في عشرين سنة بين أوَّله وآخره؟ فقال: أبو عبدالله(عليه السلام): «نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم نزل في طول عشرين سنة»(2).
وروي قريب منه عن ابن عباس وقد ادّعي الإجماع على ذلك(3).
الثاني: إنَّ المراد بنزول القرآن في شهر رمضان، هو ابتداء نزوله فيه، ثم اُنزل بعد ذلك متفرّقاً في أوقات مختلفة، والقرآن كما يطلق على المجموع يطلق على البعض أيضاً.
ويرد عليه: إنّه مخالف لظاهر الآيات المباركة الدالّة على نزول القرآن بأجمعه في شهر رمضان وفي الليلة المباركة منه...(4).
الثالث: أنّ المراد بنزول القرآن في ليلة القدر، هو نزول سورة من سوره المشتملة على جلِّ معارف القرآن، كسورة الحمد، فكأنَّ نزولها في ليلة القدر من شهر رمضان هو نزول القرآن بأجمعه.
ويرد عليه: ما أورد على سابقه، من أنّه خلاف ظاهر الآيات الشريفة التي تدل على أنّ القرآن نزل جملة في ليلة القدر، مع أنّ هذا الوجه في نفسه بعيد جدّاً كما لايخفى(5).
الرابع: إنّ المراد بإنزال الكتاب جملة في الليلة المباركة، هو حقيقة الكتاب التي وصفت بالمُحكمة والمفصّلة، والتي يأتي تأويلها في يوم القيامة، والتي لها وقع في الكتاب المكنون، الذي لايمسّه إلاّ المطهرون، وأنّه في اُمّ الكتاب أو في اللوح المحفوظ قبل التنزيل، كما دلّت عليها الآيات المباركة، وهذه هي التي نزّلت على قلب سيد المرسلين جملة، ثم اُنزل بعد ذلك بالتدريج حسب الوقائع والحاجة، ولذا اُمر بأن لايعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليه وحيه، قال تعالى: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يُقضى إليك وحيه}(6).
و هذا الكتاب المنزل تدريجاً متكئ على تلك الحقيقة المتعالية، المنزّهْ عن تلبيسات المبطلين و شكوك المعاندين، وقد انزلنا الله تعالى على رسوله، و حقيقة ما يعينه من الكتاب المبين.
وفيه: أنّه مخالف لسياق القرآن الذي نُزّل بلسان الاُمّة.
نعم، للقرآن حقيقة واحدة واقعية يحيط بها قلب نبيّنا الأعظم(ص)، ولكن مورد الكلام في الأوّل دون الثاني.
والحق أن يقال: إنَّ القرآن يختلف عن سائر الكتب الإلهية من جهات كثيرة، فهو آخرها، والمهيمن عليها، وأنـّه { أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }(7).
{ تَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً }(8)....
ولاريب في إنّ مثل هذا الكتاب له من الجلال والعظمة والكبرياء ما لا يمكن دركه بالعقول وإن بلغت ما بلغت، وحينئذ لايمكن لنا أن نقول بنزوله مرّة واحدة، سواء كان دفعة واحدة، أم تدريجاً، من دون أن يعرف من اُنزل عليه تأويله، وهو النبي العظيم، حبيب ربِّ العالمين وصاحب الشرع المبين... فلابدّ وأن يكون عارفاً به وبتأويله وحقيقته وجميع خصوصياته، فاُنزل جميعاً على قلب رسول الله(ص) كما هو المتيقَّن من قوله تعالى: { فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى }(9).
ثم بعد ذلك اُنزل تدريجاً في مدَّة الدعوة(10).
الثاني: ليلة القدر:
وهي إحدى الليالي العشرة الأخيرة من شهر رمضان، والتي تكون من الليالي الفردية لا الزوجية، ولها فضل كثير ومنزلة جليلة، وتتضح للقارئ معالم هذه الليلة في ضمن نقاط:
الأولى: فضل ليلة القدر:
ليلة القدر هي أفضل ليالي السنة، وهي الليلة المباركة، وأنّه تعالى أنزل فيها سورة كاملة، وفيها ينزل الخير والبركة والمغفرة، وهي الليلة التي يُفرق فيها كل أمر حكيم، فينبغي للإنسان أن يجدَّ ويسعى لعبادة ربَّه وطاعته ويكون مشغولاً بما يقرّبه إلى الله لينال مرضاته.
قال رسول الله(ص): «وشهر رمضان سيد الشهور، وليلة القدر سيدة الليالي»(11).
وعنه(ص): «إنَّ الله عزّوجلّ اختار من الأيام الجمعة، ومن الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر»(12).
وعنه(ص): «قال: قال موسى: إلهي اُريد قربك».
قال تعالى: «قربي لمن يستيقظ ليلة القدر» .
قال: إلهي اُريد رحمتك.
قال تعالى: «رحمتي لمن رَحمَ المساكين ليلة القدر».
قال: إلهي أريد الجواز على الصراط.
قال تعالى: «ذلك لمن تصدّق بصدقة في ليلة القدر».
قال: إلهي اُريد أشجار الجنّة وثمارها.
قال تعالى: «ذلك لمن سبّح تسبيحة في ليلة القدر».
قال: إلهي اُريد النجاة من النار.
قال تعالى: «ذلك لمن استغفر في ليلة القدر».
قال: إلهي اُريد رضاك.
قال تعالى: «رضاي لمن صلّى ركعتين في ليلة القدر»(13).
الثانية: الاُمور التي تقدّر في هذه الليلة:
قال تعالى: «فيها يُفرق كلّ أمر حكيم»(14)
روي عن أبي جعفر الثاني(عليه السلام): «إنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) قال لابن عباس: إنّ ليلة القدر في كلّ سنة، وإنّه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، ولذلك الأمر ولاة بعد رسول الله(ص)، فقال ابن عباس: من هم؟ قال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون»(15).
عن علي بن سالم عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: «من لم يكتب في الليلة التي يفرّق فيها كلّ أمر حكيم لم يحجّ في تلك السنة، وهي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، لأنّ فيها يكتب وفد الحاجّ وفيها يكتب الأرزاق والآجال، وما يكون من السنة إلى السنة، قال: قلت: فمن لم يكتب في ليلة القدر لم يستطع الحجّ؟ فقال: لا، قلت: كيف يكون هذا؟ قال: لست في خصومتكم من شيء هكذا الأمر»(16).
الثالثة: السر في عدم تعيين ليلة القدر:
إنَّ ليلة القدر هي من ليالي شهر رمضان، ولكن الروايات المشهورة اختلفت ولم تحدّد تلك الليلة بعينها، نعم من الروايات من حدّدتها بأنّها في العشر الأواخر من شهر رمضان، ومنها من قالت أنـَّها في الليلتين الحادية والعشرين والثالثة والعشرين، وفي بعض الروايات في الليلة التاسعة عشر، وفي بعض الروايات ذكرت لها علامة، كما روي هذا المعنى عن محمد بن مسلم... قال: سألته عن علامة ليلة القدر، فقال: «علامتها أن تطيب ريحها، وإن كانت في برد دفئت، وإن كانت في حرٍّ بردت فطابت»(17). وإليك بعض الروايات:
1 ـ عن رسول الله(ص): «تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان»(18).
2 ـ في كتاب أمير المؤمنين(عليه السلام) إلى محمد بن أبي بكر وأهل مصر: «وعليك بالصوم، وإنّ رسول الله(ص) عكف عاماً في العَشْر الأول من شهر رمضان، وعكف العام المقبل في العُشْر الأوسط من شهر رمضان فلما كان العام الثالث رجع من بدر وقضى اعتكافه فنام فرأى في منامه ليلة القدر في العشر الأواخر... ـ إلى أن قال: فلم يزل يعتكف في العشر الأواخر من شهر رمضان حتى توفّاه الله»(19).
3 ـ عن زرارة، عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال: سألته عن ليلة القدر؟ قال: «هي إحدى وعشرون أو ثلاث وعشرون، قلت: اليس إنّما هي ليلة؟ قال: بلى، قلت: فأخبرني بها، قال: وما عليك أن تفعل خيراً في ليلتين»(20).
4 ـ عن عبدالواحد بن المختار الأنصاري، قال: سألت أبا جعفر(عليه السلام) عن ليلة القدر؟ قال: «في ليلتين: ليلة ثلاث وعشرين وإحدى وعشرين»، فقلت: أفرد لي إحداهما، فقال: «وما عليك أن تعمل في ليلتين هي إحداهما»(21).
5 ـ عن زرارة عن الإمام الباقر(عليه السلام) قال: سألته عن ليلة القدر.
قال: «هي ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين»
قلت: أليس إنّما هي ليلة؟
قال: «بلى».
قلت: فأخبرني بها.
فقال: «وما عليك أن تفعل خيراً في ليلتين»(22).
6 ـ عن حسّان بن مهران عن الإمام الصادق(عليه السلام)، قال: سألته عن ليلة القدر، فقال: «إلتمسها في ليلة إحدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين»(23).
والسرّ في عدم تعيين ليلة القدر يعود إلى توجيه الناس للاهتمام بجميع هذه الليالي والمحافظة على شهر رمضان، ولكي يُستوعب الشهر بأكمله بالأعمال الصالحة ويجتهد الناس بالعبادة ويحييوا ليالي شهر رمضان طمعاً في إدراك ليلة القدر.
الثالث: معركة بدر الكبرى:
كانت في اليوم السابع عشر من شهر رمضان عام (2 هـ ). قال اليعقوبي: كانت وقعة بدر يوم الجمعة لثلاث عشر ليلة بقيت من شهر رمضان(24). حيث أحرز المسلمون أوّل انتصار لهم على الطغيان في معركة بدر الكبرى التي هي أول لقاء مسلح بين الإيمان والكفر.
فكان لهذا الانتصار أثر كبير في نفوس المسلمين في السيطرة على المراكز السياسية المنتشرة في شبه الجزيرة العربية، وكان لهذا الانتصار الأثر القوي في كسر شوكة قريش وكسر شوكة اليهود الذين أبدوا تخوّفهم من تطور قوة المسلمين وخاصة يهود بني قينقاع الذين بدأوا بتدبير المؤامرات وممارسة الأعمال العدوانية ضد المسلمين وإعلان الحرب الباردة بنشر الأكاذيب وبثِّ المعلومات المزيَّفة.
والمشاركون في معركة بدر امتازوا بمنزلة خاصّة فقد سمُّوا «البدريين».
الرابع: فتح مكة:
في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان، سيطر المسلمون على أهمّ منطقة في الجزيرة العربية من غير إراقة دماء، وفي هذا اليوم، ذلّت قريش للرسول الأعظم(ص) وحطَّم(ص) الأصنام التي علت ظهر الكعبة وجعلها تحت الأقدام، وبهذه المناسبة سمِّي ذلك العام بـ «عام الوفود»; لتزاحم وفود القبائل على النبي(ص) من أجل الدخول في الإسلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
{ إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا }(25).
الخامس: شهادة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)
وكانت شهادته في عام (40هـ). حيث أقدم أشقى الأولين والآخرين عبدالرحمن بن ملجم على ارتكاب جريمته التي سوّدت صفحات التأريخ، حيث قتل بطل الإسلام ومن شيّد الإسلام بسيفه. والذي كان أباً عطوفاً للمحتاجين وللأرامل والأيتام، حتى لقّب بـ «أبي الأيتام»، فسلام عليه يوم ولد في بيت الله، ويوم اُصيب في بيت الله ومسجده، ويوم استشهد، ويوم يبعث حيّاً.
السادس: وفاة أبي طالب(عليه السلام):
في السابع عشر من شهر رمضان ولشدّة وقع نبأ وفاته على الرسول(ص) سمّى العام الذي توفي فيه عمه أبوطالب وأيضاً زوجته خديجة «رضوان الله عليها» بـ «عام الحزن».
قال اليعقوبي: «وتوفي أبو طالب بعد خديجة بثلاثة أيام، وله ست وثمانون سنة،وقيل: بل تسعون سنة، ولما قيل لرسول الله(ص) إنَّ أبا طالب قد مات عظُم ذلك في قلبه واشتدّ له جزعه، ثم دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرّات، وجبينه الأيسر ثلاث مرّات، ثم قال: «ياعم ربّيت صغيراً، وكفلت يتيماً، ونصرت كبيراً، فجزاك الله عنّي خيراً»، ومشى بين يدي سريره وجعل يعرضه ويقول: «وصلتك رحم وجزيت خيراً»، وقال: «إجتمعت على هذه الاُمّة في هذه الأيام مصيبتان لا أدري بأيِّهما أنا أشدُّ جزعاً».
يعني مصيبة خديجة وأبي طالب(26).
السابع: وفاة خديجة(سلام الله عليها):
توفِّيت خديجة بنت خويلد في اليوم العاشر من شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث سنين، ولها خمس وستون سنة(27) .
وهي اُم المؤمنين، والوعاء الذي حمل سيدة النساء فاطمة الزهراء(س). وأوّل النساء إسلاماً، والتي افتخر بها الأئمة المعصومون، والتي هي من أفضل نساء أهل الجنّة.
روي عن رسول الله(ص): «أفضل نساء أهل الجنّة أربع: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون»(28).
فكانت نعِم المرأة المواسية لزوجها والمضحية في سبيل رسالته السماوية، فسلام عليها يوم ولدت ويوم توفيت ويوم تبعث حيّة.
الثامن: ميلاد الإمام الحسن(عليه السلام)
وذلك في النصف من شهر رمضان المبارك، عام (3هـ).
الإمام الحسن(عليه السلام) ابن أمير المؤمنين(عليه السلام) وابن فاطمة الزهراء(س)، ريحانة الرسول الأكرم(ص) والذي نزلت في حقّه وأبيه وجدّه واُمّه وأخيه الآيات المباركات :
كآية التطهير، وآية المودّة وغيرهما.
فهو سبط النبي(ص) وأوّل ولد لأمير المؤمنين8. وكان يحبّه جدّه الرسول(ص) حبّاً جمّاً، وكان الإمام الحسن(عليه السلام) مجمعاً للفضائل و مثالاً صالحاً للأخلاق الفاضلة.
وقد وردت روايات كثيرة في حق الإمام الحسن وأخيه الحسين(عليهما السلام) عن الرسول(ص)، منها:
«إنّ إبني هذين ريحانتاي من الدنيا»(29).
«من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني، ومن أبغضهما فقد أبغضني»(30).
ويقول(ص): «الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنّة»(31).
____________________________________
(1) تفسير مواهب الرحمن: 3/37 .
(2) الكافي: 2/628 ـ 629 ح6 .
(3) تفسير مواهب الرحمن: 3/37 - 38 .
(4)تفسير مواهب الرحمن: ص39 .
(5)تفسير مواهب الرحمن: 39 .
(6) سورة طه: 114 .
(7) سورة هود: الآية 1 .
(8) سورة يوسف: الآية 111 .
(9) سورة النجم: الآية 10 .
(10) تفسير مواهب الرحمن: 3/39 - 40 .
(11) بحار الأنوار: 40/54 .
(12) كمال الدين وتمام النعمة: 281، عنه وسائل الشيعة: 7/381/19، وبحار الأنوار: 36/206.
(13) الاقبال: 1/345، عنه: وسائل الشيعة: 8/20/8 ، وبحار الأنوار: 95/145 .
(14) سورة الدخان: 3 .
(15) الكافي: 1/532/ح11، الخصال: 479 .
(16) علل الشرائع: 2/420 .
(17) الكافي: 4/157 .
(18) صحيح البخاري: 2/254 .
(19) مستدرك سفينة البحار: 7/321 ; وبحار الأنوار: 33/7 .
(20) أمالي الطوسي: 689. ويلاحظ في البحار: 94/4 عشرين بدل عشرون .
(21) تفسير مجمع البيان: 10/407 .
(22) تهذيب الأحكام: 3/58، وسائل الشيعة: 10/359/14 .
(23) الكافي: 4/156، عنه: وسائل الشيعة: 10/354/1 .
(