آداب الصوم
  • عنوان المقال: آداب الصوم
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 19:14:21 1-9-1403

إنّ لكلّ فرض عبادي فرضه الله تعالى على العباد منذ الخليقة إلى يوم القيامة أسباباً وغايات وأهدافاً ومن أهمّها بلوغ التقوى واجتناب ماهو سيء وقبيح وسلبي على حياة الفرد والمجتمع، ولم يخل فرض عبادي من آداب; إذ الإسلام رافق الإنسان في كل ميادين حياته، وجعل لكل ميدان منها آدابه الخاصة به، ولم يخل ميدان الصيام من تلك الآداب التي ترتقي بالصائم الى عزّ العبودية لله تعالى الذي يكمن فيه تكامل الإنسان، ونشير هنا إلى أهمّ تلك الآداب، بإيجاز يتناسب مع هدف كتابة هذا البحث.
الأوّل: الاجتناب عن الغيبة:
أ ـ عن الرسول(ص) قال: «الصائم في عبادة وإن كان نائماً على فراشه مالم يغتب مسلماً»(16).
ب ـ وعنه(ص): «إذا اغتاب الصائم أفطر»(17).
ج ـ وعنه(ص): «من اغتاب مسلماً في شهر رمضان، لم يؤجَر على صيامه»(18).
د ـ وعنه(ص): «من اغتابَ مُسلماً أو مسلمةً لم يقبل الله تعالى صلاته ولا صيامه أربعين يوماً وليلةً إلاّ أن يغفر له صاحبُهُ»(19).
الثاني: الاجتناب عن السبِّ:
عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «وسمع رسول الله(ص) امرأة تُسابُّ جاريةً لها وهي صائمة، فدعا رسول الله(ص) بطعام فقال لها: كُلي! فقالت: إنّي صائمة!
فقال: كيف تكونين صائمة وقد سبَبت جاريتك؟! إنّ الصوم ليس من الطعام والشراب»(20).
الثالث: الاجتناب عن الكذب: إنّ الكذب من أعظم المعاصي وأشنعها وهو مفتاح للمساوئ وموجب للذل. والجرأة على الكذب في ابتداء الأمر يورث في النفس حالة الانحراف والغفلة عن الحق وستره، وممارسة الكذب توجب حصول ملكة الكذب، وهي من أشنع الملكات وأخبثها، وهي التي يسمَّى صاحبها كذّاباً لذلك ورد عن علي بن الحسين(عليه السلام)، أنّه يقول لولده: «اتقوا الكذب، الصغير منه والكبير في كل جدّ وهزل، فإنّ الرجل إذا كذب في الصغير اجترى على الكبير، أما علمتم أنّ رسول الله(ص) قال: ما يزال العبد يصدق حتى يكتبه الله صدّيقاً، ومايزال العبد يكذب حتى يكتبه الله كذّاباً»(21).
وورد عن أبي جعفر(عليه السلام) أنّه قال: «إنّ الله عزّوجلّ جعل للشر أقفالاً و جعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، والكذب شرّ من الشراب»(22).
وعنه أيضاً(عليه السلام): «إنّ الكذب هو خراب الإيمان»(23).
الرابع: الاجتناب عن الرياء: والرياء هو من أخبث الصفات التي نهى الله تعالى عنها، والمرائي يرى حب لذة المدح والفرار من ألم الذم.
عن الرسول(ص) قال: «من صام يرائي الناس فقد أشرك»(24).
وورد عنه(ص) أيضاً أنّه قال: «إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يارسول الله؟ قال: الرياء»(25).
وعنه أيضاً(ص): «إنّ الله تعالى لايقبل عملاً فيه مثقال ذرّة من رياء»(26).
ونختم الكلام بما قاله الإمام السجاد(عليه السلام) في دعائه حيث يقول:
«اللهم... وأعنَّا على صيامه بكفِّ الجوارح عن معاصيك واستعمالها فيه بما يرضيك، حتى لانصغي بأسماعنا إلى لغو، ولانُسرع بأبصارنا إلى لهو، وحتى لا نبسط أيدينا إلى محظور، ولا نخطو بأقدامنا إلى محجور، وحتى لا تعي بطوننا إلاّ ما أحللت، ولاتنطق ألسنتنا إلاّ بما مثلت، ولانتكلف إلاّ ما يُدني من ثوابك، ولانتعاطى إلاّ الذي يقي من عق