نبذة مختصرة عن حياة العالم السيد محمد مهدي الخرسان ، أحد علماء النجف ، صاحب موسوعة «عبد الله بن عباس».
اسمه وكنيته ونسبه(1)
السيّد محمّد مهدي أبو محمّد صالح ابن السيّد حسن ابن السيّد عبد الهادي الموسوي الخرسان، والخِرسان نسبة إلى جدّهم أبي الفتح الأخرس، الذي ينتهي نسبه إلى إبراهيم المُجاب بن محمّد العابد ابن الإمام موسى الكاظم(ع).
والده
السيّد حسن، قال عنه السيّد أبو الحسن الإصفهاني في وكالته له: «وبعد، لا يخفى أنّه لمّا كان حضرة جناب العالم الكامل الزكي، والفاضل الصفي العامل التقي المهذّب، السيّد حسين نجل الماجد السيّد عبد الهادي الخرسان، قد اشتغل وجدّ برهة من عمره في تحصيل العلوم الدينية والمعارف الإلهية حتّى فاق أقرانه في الكمالات النفسانية، والفضائل العلمية والعملية، وكان ثقة مأموناً، فهو وكيل عنّي في جميع ما هو وظيفة الحاكم الشرعي…»(2).
ولادته
ولد في التاسع من رجب 1347ﻫ في النجف الأشرف بالعراق.
دراسته وتدريسه
بدأ بدراسة العلوم الدينية في مسقط رأسه، واستمرّ في دراسته حتّى عُدّ من العلماء في النجف، كما قام بتدريس العلوم الدينية فيها.
من أساتذته
السيّد عبد الهادي الشيرازي، الأخوان السيّد محمود والسيّد محسن الحكيم، السيّد أبو القاسم الخوئي، والده السيّد حسن.
ما قيل في حقّه
1ـ قال أُستاذه السيّد عبد الهادي الشيرازي في تقريظه على موسوعة عبد الله بن عباس: «إنّ خير ما تُصوّره ريشة الكاتب، وتخطة يراعة الباحث، هو ما يُثبت حقيقة راهنة، أو يُثبت برهنة صادقة، وإنّ ما جاء به ولدنا الأعز الفاضل الباحث الناقد الشريف محمّد المهدي الخرسان دام فضله أخذ بجامع المهمّتين، فطفق يفيض بحراً عن حبر الأُمّة، وعقوداً ذهبية من حياته المفعمة بالفضائل والفواضل، فحيقيق له أن يُعد في علية الكتب، وحسنة العصر الحاضر، ومأثرة خالدة لمؤلّفه البارع، فحيّاه الله علماً للأدب، وموئلاً للفضيلة… »(3).
2ـ قال السيّد هبة الدين الشهرستاني في تقريظه على موسوعة عبد الله بن عباس: «أمّا بعد الحمد والصلاة، فإنّي مبتهج بالفرحة السعيدة التي أطلعني فيها ولدي المهذّب الفاضل، والحبر البحّاث الكامل، فخر الزمان، السيّد مهدي الخرسان دامت إفاضاته وفيوضاته على كتابه القيّم، الذي عانى في سبيل إتمامه المشاق، فذلّل له الصعاب، وخاض الغمرة، وكشف الغبرة، وسدّد الثغرة، ولا غرو فهو ابن جلاها وطلاع ثناياها، فأسفرت جهوده عن سفره النفيس في حياة حبر الأُمّة عبد الله بن عباس… فالمؤلّف هو بحّاثة النجف، وبقية السلف، وعنوان الشرف، ثقة الإسلام، وفخر العلماء الأعلام، والمؤلّف مجموعة موسوعة فذّة، جمعت إلى حُسن الجمع والانتخاب، وجمال الأُسلوب والتنسيق، الصدق والأمانة في النقل والمحاكمة التاريخية…»(4).
3ـ قال السيّد علي السيّد حسن البهشتي في تقريظه على كتاب السرائر: «هذا هو الألمعي الأوحد، والعلّامة الأمجد، سماحة السيّد محمّد مهدي الخرسان المؤيّد، دامت معاليه أبو صالح المسدّد ، الذي كرّس صالح أيّامه ويكرّسها دوماً بتحقيق نُخب الفوائد، ونشر الدرر الفرائد»(5).
4ـ قال السيّد عبد العزيز الطباطبائي في كتابه أهل البيت في المكتبة العربية: «وأوفى ترجمة لمؤلِّفنا الكنجي وأوسعها، ما كتبه زميلنا الفاضل الباحث العلّامة السيّد محمّد مهدي الخرسان النجفي حفظه الله ورعاه في مقدّمة كتاب: البيان للكنجي»(6).
5ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «عالم جليل، ومجتهد وشاعر مقل، وفاضل مؤرّخ محقّق متتبّع، كثير البحث والمطالعة والكتابة… ثمّ انصرف إلى التأليف والتصنيف والتحقيق»(7).
من نشاطاته في النجف
1ـ إقامته صلاة الجماعة في جامع الشيخ الأنصاري.
2ـ اهتمامه بإقامة مجالس العزاء في جميع المناسبات الدينية.
جدّه
السيّد عبد الهادي السيّد موسى، قال عنه الشيخ حسين القديحي في إجازة الرواية لحفيده السيّد محمّد رضا الخرسان: «الفاضل الكامل».
أخوه
السيّد محمّد رضا، قال عنه السيّد عبد الحسين شرف الدين في إجازة الرواية له: «وبعد، فإنّ من رواة آثار أُولي العصمة، وثقات أخبار أهل بيت الرحمة السيّد الأبر الأغر الشريف الفاضل، والعالم العامل التقي النقي الكامل، السيّد محمّد رضا…».
نجله
السيّد محمّد صالح، فاضل، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف، ومن أساتذتها في السطوح العليا وفي التفسير وعلم الرجال، إمام جماعة جامع الشيخ الأنصاري لصلاة العشائين، له محاضرات في المناسبات الدينية، ممثّل والده في المناسبات الاجتماعية والدينية، وجميع ما يتعلّق بشؤون العائلة الكريمة.
من أحفاده
السيّد محمّد السيّد محمّد صالح، فاضل، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف.
من مؤلّفاته
موسوعة عبد الله بن عباس (21 مجلّداً)، علي إمام البررة ـ شرح قصيدة السيّد أبو القاسم الخوئي ـ (3 مجلّدات)، مقدّمات كتب تراثية (مجلّدان)، نهاية التحقيق فيما جرى في أمر فدك للصدّيقة والصدّيق بالنصّ والتوثيق، المحسن السبط مولود أم سقط، نافذة على التاريخ في ربع قرن من الصحيح الصريح وإلى الصريخ الذبيح، حيّ على خير العمل، مزيل اللبس في مسألتي شقّ القمر وردّ الشمس، حديث الرزية، السجود على التربة الحسينية.
وأخيراً طُبعت مؤلّفاته تحت عنوان: «موسوعة آية الله السيّد محمّد مهدي الموسوي الخرسان» في ستّة وأربعين مجلّداً.
من تحقيقاته
موسوعة ابن إدريس الحلّي (14 مجلّداً)، منتقلة الطالبيين للسيّد إبراهيم بن ناصر الطباطبائي، طب الإمام الرضا(ع)، البيان في أخبار صاحب الزمان(ع) للكنجي، الاختصاص للشيخ المفيد، معاني الأخبار للشيخ الصدوق.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في الأوّل من ربيع الأوّل 1445ﻫ في النجف، وصلّى على جثمانه السيّد محمّد تقي السيّد محمّد علي الحكيم، ودُفن بجوار قبر أخيه في حجرة 30 بالصحن الحيدري.
رثاؤه
أرّخ الشيخ علي المظفّر عام وفاته بقوله:
بكَ انثلمَ الإسلامُ وانهدَّ ركنُهُ ** وزلزلَ عرشُ العلمِ واندكَّ سورُهُ
بفقدِكَ عينُ الدينِ غاضت ** فأرِّخُوا محمّدٌ المهديُّ غُيّبَ نورُهُ
وأرّخ الشيخ إبراهيم النصيراوي عام وفاته بقوله:
قد كنتَ حقّاً بالكتابِ خليقاً ** ويراعَ صدقٍ نابضاً ودقيقا
والمكتباتُ بكتكَ يا نبراسُها ** عرفتْكَ في حفظِ التراثِ حقيقا
فرثاؤُنا بدموعِنا أرّختُ قلْ ** مهديُّنا قد أيتمَ التحقيقا
بيان تعزية مكتب السيّد موسى الشبيري الزنجاني بمناسبة وفاته
«نتقدّم بأحرّ التعازي من الحوزات العلمية، وبيت آل الخرسان المكرّم والعريق، ومن كلّ مَن نهل من كُتب المرحوم القيّمة، بمناسبة وفاة آية الله الحاج السيّد محمّد مهدي الخرسان (قدس سره)، وندعو الباري تعالى أن يمنّ على هذا المحقّق المجتهد، والمدافع عن الحرم العلوي المقدّس بعلوّ الدرجات»(8).
الهوامش
1ـ اُنظر: الموقع الإلكتروني للمترجم له، كما اطّلع على الترجمة نجله الفاضل السيّد محمّد صالح الخرسان.
2ـ عندي صورة الوكالة.
3ـ موسوعة عبد الله بن عباس 1 /15.
4ـ المصدر السابق 1 /13.
5ـ مقدّمة تفسير منتخب البيان: 5.
6ـ أهل البيت(عليهم السلام) في المكتبة العربية: 429.
7ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف 2 /488.
8ـ الموقع الإلكتروني لمكتب السيّد الشبيري الزنجاني.