نبذة مختصرة عن حياة العالم الشيخ علي الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء ، أحد علماء النجف ، مؤلّف كتاب «الحصون المنيعة في طبقات الشيعة» .
اسمه ونسبه(1)
الشيخ علي ابن الشيخ محمّد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء، وينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل مالك الأشتر النخعي.
والده
الشيخ محمّد رضا، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «وكان رئيساً مطاعاً، انتهت إليه رئاسة بيت الشيخ»(2).
ولادته
ولد عام 1268ﻫ في النجف الأشرف بالعراق.
دراسته وتدريسه
بدأ بدراسة العلوم الدينية في مسقط رأسه، واستمرّ في دراسته حتّى عُدّ من العلماء في النجف، كما قام بتدريس العلوم الدينية فيها.
من أساتذته
الشيخ مرتضى الأنصاري، الميرزا الشيرازي الكبير، السيّد هاشم السيّد محمّد علي القزويني الحائري، الشيخ هادي ابن الملّا محمّد أمين الطهراني.
ما قيل في حقّه
1ـ قال الشيخ حرز الدين في المعارف: «كان الشيخ عالماً كاتباً مؤرّخاً أديباً شاعراً، يحسن الشعر، وصار في فترة من الزمن رئيس البيت والأُسرة الجليلة العلمية، والمبرّز في عصره فيهم علميّاً وأدبيّاً، وكان قوي الحافظة ذكوراً نابهاً، خبيراً بالأُمور العرفية والنوعية، مقدّماً في قضاء حوائج الناس ومهام حوادثهم كأسلافه الكرام، وكانت له المنزلة العظيمة عند السلطات التركية، وجيهاً عند ولاتهم في بغداد… وكان محيطاً في التاريخ وأحوال الرجال، وكتب في تراجمهم شيئاً ضافياً»(3).
2ـ قال الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «هو زعيم الأُسرة الجعفرية في عصره، وشيخها المقدّم، علا مجده، وسعد جدّه، تربّع على منصّة الزعامة الطائفية في بيته، وكان مهاباً مبجّلاً محترماً… وقد أودع الله فيه من غريزة الذكاء ولطف القريحة ما لم يحصل لغيره، وأعظم من ذلك ما منحه الله من قوّة الحافظة، وسعة الذاكرة، ونباهة الهاجسة، ولطافة الطبع، وأريحية الروح، وسلامة النفس، وصفاء الضمير، فقد حاز بهذه الخلال ميزة وتقدّماً على أقرانه، وسبقاً على كثير مَن في طبقته»(4).
3ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم مؤرّخ، وزعيم نبيل، ومؤلّف معروف… انتهت إليه زعامة بيته، فكان من أعيان علماء النجف، ومشاهير رجالها، ومن ذوي الشأن والاعتبار لدى مختلف الطبقات والأُمراء في البلاد وغيرها، وكان رحب الصدر، يحترم الصغير والكبير، ويقضي حوائج الناس دون تفريق بين شريف ووضيع، وقريب وبعيد، لا يبخل بجاهه على أحد، ولا بماله على محتاج»(5).
4ـ قال السيّد الإصفهاني الكاظمي في الوديعة: «العالم البارع المتتبّع… الشيخ الفقيه المتتبّع… وهو من كبار العلماء المتتبّعين، عارف بأحوال العلماء، وقد ألّف في ذلك كتاباً كبيراً أوقفني عليه… وأمّا خُلقه الحسن وزهده فغني عن البيان»(6).
5ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «من شيوخ الفقه والأدب والتاريخ، عالم كاتب مؤرّخ أديب شاعر، قوي الحافظة، كان ذكوراً نابهاً، خبيراً بالأُمور العرفية والنوعية، محيطاً في التاريخ وأحوال الرجال… وانصرف للتأليف والبحث والمطالعة، واهتمّ باقتناء الكتب، وإنشاء مكتبة نفيسة، وانتهت إليه زعامة بيته، فكان من أعيان علماء النجف، ومشاهير رجالها، يقضي حوائج الناس دون تفريق بين المراجعين»(7).
مكتبته
قال عنها الشيخ حرز الدين في المعارف: «وكانت له مكتبة مهمّة فيها من نفائس المخطوطات، وكتب بخطّه كثيراً الكتب والمجاميع الأدبية، وكان سريع الكتابة، مولعاً باقتناء الكتب، وقد أوقف مكتبته على طلّاب العلوم الدينية في النجف»(8).
جدّه
الشيخ موسى الشيخ جعفر، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «كان من أساطين العلماء، وجبال العلم، وأركان الدين، والمرجع العام في الدين والدنيا لعامّة عصره حتّى الأُمراء والوزراء، فضلاً عن العلماء والمقلّدين، كان عالماً محقّقاً مدقّقاً متقناً طويل الباع كثير الاحتياط في الفتوى، لا نظير له في الفقاهة… كان ترجمان الفقهاء، ولسان العلماء، ومفتاح كلّ ما أشكل على العلماء، مع تبحّر في فقه الحديث، ومهارة في معرفة لحن خطابات الطاهرين»(9).
من إخوته
الشيخ موسى، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «أحد السلالة الجعفرية، ومن رجال الفضل فيها»(10).
ولداه
1ـ الشيخ أحمد، قال عنه السيّد الإصفهاني الكاظمي في الوديعة: «كان عالماً فاضلاً، وفقيهاً كاملاً، ومجتهداً عادلاً، فهو كعبة العلوم التي تشدّ إليها الرحال، وبيت شرف المنطوق والمفهوم الذي يطوف به الرجال»(11).
2ـ الشيخ محمّد حسين، قال عنه الشيخ حرز الدين في المعارف: «وكان عالماً أُصوليّاً فقيهاً، وكاتباً بارعاً، لا يُدانيه أحد في عصره بقلمه وخطابه ومجالسته، صرع الكتاب بقلمه، وأفحم المتكلّمين بمنطقه، أرجف ممثّلي الدول والساسة بحديثه وشخصيّته، إضافة إلى أنّه كان بحّاثة منقّباً مؤرّخاً أديباً شاعراً»(12).
من مؤلّفاته
الحصون المنيعة في طبقات الشيعة (10 مجلّدات)، سمير الحاضر وأنيس المسافر (5 مجلّدات)، النوافح العنبرية في المآثر السرية، النهج الصواب في الكاتب والكتابة والكتاب، النهج الصواب إلى حلّ مشكلات الإعراب.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في الأوّل من المحرّم 1350ﻫ في مسقط رأسه، ودُفن في مقبرة آل كاشف الغطاء بالنجف.
رثاؤه
أرّخ السيّد مشكور الطالقاني عام وفاته بقوله:
«يومَ شجوٍ وأسىً ** قد دهى من خَطبِهِ
وقضى الشرعُ شَجىً ** نَحبَهُ مَن نُحبَّهُ
فعليٌّ أرّخُوهُ ** قمرٌ غابَ بهِ».
الهوامش
1ـ اُنظر: الحصون المنيعة: المقدّمة: 21، فهرس التراث 2 /312.
2ـ تكملة أمل الآمل 6 /91 رقم2565.
3ـ معارف الرجال 2 /136 رقم270.
4ـ ماضي النجف وحاضرها 3 /176 رقم19.
5ـ طبقات أعلام الشيعة 16 /1437 رقم1949.
6ـ أحسن الوديعة 2 /253 رقم86.
7ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف 3 /1046.
8ـ معارف الرجال 2 /137 رقم270.
9ـ تكملة أمل الآمل 6 /88 رقم2565.
10ـ ماضي النجف وحاضرها 3 /204 رقم32.
11ـ أحسن الوديعة 2 /253 رقم86.
12ـ معارف الرجال 2 /272 رقم348.