في مولد رسول الله صلّى الله عليه وآله
غَمَر البطاحَ شعاعُـك اللَّمّـاحُ | فانجابَ ليـلٌ واستَقَـرّ صبـاحُ | |
وتأرّج النادي وضُمِّخٍ بالشَّـذى | عِطـراً، فنَفْـخُ عبيـرِهِ فَـوّاحُ | |
واهتزّت الصحراءُ بِشْراً مُذ بَدا | في الكون نورُ جبينِك الوَضّـاحُ | |
للهِ مولدُك الطَّروبُ... فإنّـه ال | جَنّاتُ تَرقصُ وَسْطَهـا الأدواحُ | |
بَسَمَت له هذي القلوب، وغرّدَتْ | فيه النفـوس، وغَنّـت الأرواحُ |
* * *
يا مولدَ الأملِ الفسيحِ قدِ اعتَلَتْ | منّا البشائـرُ فيـكَ والأفـراحُ | |
جَدَّدتَ ذكرى الخالدين، وذِكرُهم | غَضُّ الإهاب، ومجدُهم طَمّـاحُ | |
وأعَدتَ للدنيـا حديـثَ محمّـدٍ | نَضِراً، عليه من الجلالِ وِشاحُ | |
جلّى به الفتحُ المبين، وقد سمـا | فيه الجهادُ الحُـرُّ والإصـلاحُ | |
وتلألأَتْ روحُ العقيـدةِ شُعلـةً | فيـه كمـا يتـلألأُ المِصبـاحُ | |
وتَوطَّد الإسـلامُ فـي أركانِـهِ | حتّى تسامى شَرعُهُ المِسْمـاحُ |
* * *
يا مُهْـديَ الإسـلام أروعَ شِرعـةٍ | عصمـاءَ واكَبَهـا هُـدىً وفـلاحُ | |
ومُحـرِّرَ الأجيـالِ مِـن رِقّـيـةٍ | ألـشِّـركُ غَــدّاءٌ بـهــا رَوّاحُ | |
ومجـدِّداً عهـدَ النـبـوّةِ بعـدمـا | هبّـت عليـه عواصـفٌ وريـاحُ | |
ومُوضّحَ الدين ِ الحنيفِ ونهجِه السْ | سامـي بمـا يتطلّـبُ الإيـضـاحُ | |
نـوّرتَ تاريخـا ً تَـشـعّ بأُفـقِـهِ | غُرَرُ الهدى الزهـراءُ والأوضـاحُ | |
وسلكتَ دربَك في الحياة، وقد عَرتْ | مَسـرى سِـواك مَفـاوزٌ وبِطـاحُ | |
ألِقَ السَّنا، جَـمَّ المنائـرِ، تزدهـي | جَنَباتُـه بالنـور وهـيَ فِـسـاحُ | |
قُـدتَ السفينـةَ للنجـاةِ بحكـمـةٍ | في حينَ قـد أعيـا بهـا المَـلاّحُ |
* * *
دِيـنٌ عليـه مِـن التحـرّرِ بُــردةٌ | وبـه لمَـن سلـك الطريـقَ نجـاحُ | |
ديـنٌ بَنـاه لـنـا النـبـيُّ محـمّـدٌ | وعليـه سـار المسلمـون وراحُـوا | |
دستـورُه القـرآنُ حيـث نظـامُـهُ | لـطـفٌ وإنسـانـيـةٌ وسَـمــاحُ | |
وشرائـعُ الإسـلام خيـرُ فضـائـلٍ | روحيّـةٍ، فيهـا الـهـدى يَنـصـاحُ | |
تمشي مـع التاريـخ فـي خُطُواتِـهِ | قُدْمـاً، يُكبِّـر وَحْيُـهـا الـصَّـدَّاحُ | |
تبقى علـى مَـرِّ الزمـان، ويَحتَفـي | فـي ذِكرِهـا الإمسـاءُ والإصبـاحُ | |
أحكامُـه الغُـرُّ الحِسـانُ نَـواطـقٌ | وعِظاتُـه بِفَـمِ الـزمـانِ فِـصـاحُ | |
سامي الذُّرى، عالي البُنى، بادي المُنى | عَطِـرَ الشَّـذى، تاريخُـه الفَـيّـاحُ | |
دِيـنٌ علـيـه الأنبـيـاءُ تَـوافَـدَتْ | وتَـوارَدَت، وشعارُهـا الإصــلاحُ | |
طه، وعيسى، والكليمُ بِمـا آبتنـى ال | قــرآنُ والإنجـيـلُ والألـــواحُ |