مولد النور
  • عنوان المقال: مولد النور
  • الکاتب: محمد حسين الصغير
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 19:3:22 1-9-1403

في مولد رسول الله صلّى الله عليه وآله

غَمَر البطاحَ شعاعُـك اللَّمّـاحُ   فانجابَ ليـلٌ واستَقَـرّ صبـاحُ
وتأرّج النادي وضُمِّخٍ بالشَّـذى   عِطـراً، فنَفْـخُ عبيـرِهِ فَـوّاحُ
واهتزّت الصحراءُ بِشْراً مُذ بَدا   في الكون نورُ جبينِك الوَضّـاحُ
للهِ مولدُك الطَّروبُ... فإنّـه ال   جَنّاتُ تَرقصُ وَسْطَهـا الأدواحُ
بَسَمَت له هذي القلوب، وغرّدَتْ   فيه النفـوس، وغَنّـت الأرواحُ

* * *

يا مولدَ الأملِ الفسيحِ  قدِ  اعتَلَتْ   منّا البشائـرُ فيـكَ والأفـراحُ
جَدَّدتَ ذكرى الخالدين، وذِكرُهم   غَضُّ الإهاب، ومجدُهم طَمّـاحُ
وأعَدتَ للدنيـا حديـثَ محمّـدٍ   نَضِراً، عليه  من الجلالِ وِشاحُ
جلّى به الفتحُ المبين، وقد سمـا   فيه الجهادُ  الحُـرُّ والإصـلاحُ
وتلألأَتْ روحُ  العقيـدةِ شُعلـةً   فيـه كمـا يتـلألأُ المِصبـاحُ
وتَوطَّد الإسـلامُ فـي أركانِـهِ   حتّى تسامى  شَرعُهُ المِسْمـاحُ

* * *

يا مُهْـديَ الإسـلام أروعَ شِرعـةٍ   عصمـاءَ واكَبَهـا  هُـدىً وفـلاحُ
ومُحـرِّرَ  الأجيـالِ مِـن رِقّـيـةٍ   ألـشِّـركُ غَــدّاءٌ بـهــا رَوّاحُ
ومجـدِّداً عهـدَ النـبـوّةِ بعـدمـا   هبّـت عليـه عواصـفٌ  وريـاحُ
ومُوضّحَ  الدين ِ الحنيفِ ونهجِه السْ   سامـي بمـا يتطلّـبُ الإيـضـاحُ
نـوّرتَ تاريخـا ً تَـشـعّ بأُفـقِـهِ   غُرَرُ الهدى الزهـراءُ  والأوضـاحُ
وسلكتَ دربَك  في الحياة، وقد عَرتْ   مَسـرى سِـواك  مَفـاوزٌ وبِطـاحُ
ألِقَ السَّنا،  جَـمَّ المنائـرِ، تزدهـي   جَنَباتُـه  بالنـور  وهـيَ فِـسـاحُ
قُـدتَ  السفينـةَ للنجـاةِ بحكـمـةٍ   في حينَ قـد  أعيـا  بهـا المَـلاّحُ

* * *

دِيـنٌ عليـه مِـن التحـرّرِ بُــردةٌ   وبـه لمَـن  سلـك الطريـقَ نجـاحُ
ديـنٌ بَنـاه لـنـا النـبـيُّ محـمّـدٌ   وعليـه  سـار المسلمـون وراحُـوا
دستـورُه  القـرآنُ  حيـث نظـامُـهُ   لـطـفٌ وإنسـانـيـةٌ وسَـمــاحُ
وشرائـعُ  الإسـلام خيـرُ فضـائـلٍ   روحيّـةٍ، فيهـا الـهـدى يَنـصـاحُ
تمشي مـع التاريـخ  فـي خُطُواتِـهِ   قُدْمـاً، يُكبِّـر  وَحْيُـهـا الـصَّـدَّاحُ
تبقى علـى  مَـرِّ الزمـان، ويَحتَفـي   فـي  ذِكرِهـا  الإمسـاءُ والإصبـاحُ
أحكامُـه  الغُـرُّ الحِسـانُ نَـواطـقٌ   وعِظاتُـه بِفَـمِ الـزمـانِ فِـصـاحُ
سامي الذُّرى،  عالي البُنى، بادي المُنى   عَطِـرَ الشَّـذى، تاريخُـه  الفَـيّـاحُ
دِيـنٌ علـيـه الأنبـيـاءُ تَـوافَـدَتْ   وتَـوارَدَت، وشعارُهـا  الإصــلاحُ
طه، وعيسى، والكليمُ  بِمـا آبتنـى ال   قــرآنُ والإنجـيـلُ  والألـــواحُ