شرح زيارة عاشوراء

مؤلف: آية الله حبيب الله الشريف الكاشانيّ (قدس سره)
متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-94216-2-9



بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الإهداء

أهدي هذا الجهد إلى مولاي صاحب الزيارة الإمام الحسين (ع)

قتيل العبرات المذبوح ظلماً وعطشاً بجنب الفرات

واُقدّمها إليه بتذلّلٍ وخضوع لعلّه يقبلها من عبده.

نزار



المقدّمة

(١)

الحمدُ لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام علی محمّد وآله الطاهرين واللعن الدائم علی أعدائهم إلى يوم الدين.

أمّا بعد :

هذا شرح (زيارة عاشوراء المشهورة العظيمة المرويّة عن الإمام الباقر عليه السّلام) للعالم الربّاني الکبير (حبيب الله الشريف الکاشانی)، لقد وقع بأيدينا بطبعة القديمة التي نفدت في الأسواق من قبل سنين. وفي نفس الوقت إنّ مکتباتنا الإسلاميّة في هذا اليوم تفتقر لشرح زيارة العاشوراء باللغة العربية، ولعلّها توجد باللغة الفارسية. وأيضاً رأيت الکثير من طلّاب العلم وغيرهم يبحثون ويسألون عن شرحٍ لهذه الزيارة العظيمة، ونظراً للحاجة الماسّة توکّلتُ علی الله الذي أستمدّ منه العون والقوّة، وتقرّباً لأهل البيت عليهم السّلام الذين هم ذخيرتی في الدُّنيا والآخرة، وعملي هذا خدمةً لآثارهم وإحياءً لفضائلهم عليهم السّلام.

وعملتُ في تحقيق وتصحيح هذا الشرح القيّم النادر، وحاولت أن أحصل علی نسخةٍ خطية لهذا الشرح واستمرّ البحث عدّة شهور وأخيراً أعانني الأخ المحترم المحقّق (الشيخ ماجد بن أحمد العطيّة) وجاءني بنسخةٍ خطيّة من (مرکز إحياة التراث الإسلامي) وعدد صفحاتها (٢٥) صفحة وکلّ صفحة تضمّ (١٨) سطراً إلاّ الصفحة الأولی، ولکن للأسف کانت النسخة الخطية ناقصة،


وقابلتُ النسخة المطبوعة قديماً والنسخة الخطية فوجدتُ بعض التفاوت وأشرت إلى الاختلاف الذی بينهما. وفی نفس الوقت علقت بعض التعليقات والتوضيحات وأشرت بعض الاشارات، وذکرنا في المقدمة من آثار وبرکات هذا الزيارة.

وأخير أحمد الله تعالی وأستغفره عن کل هفوة وزلّة صدرت منا. وأساله أن يوفقنا لخدمة الدين وأهله بحقّ محمد وآله الطاهرين.


ترجمة الشارح

(٢)

١. اسمه :

هو العلّامة المجتهد آية الله العظمی الملّا حبيب الله الشريف الکاشانی (أعلی الله مقامه).

٢. والده :

هو الفقيه المولی علی مدد الساوجی المتوفی سنة ١٢٧٠هـ بساوة والمدفون بمدينة قم المقدسة بجوار ابن بابويه والملّا مهدي النراقي وکان من أجلّاء علماء عصره ومشاهير فضلاء زمانه، وله مولّفات قيّمة.

٣. والدته :

العلوية الشريفة کريمة العلامة المحقق السيدالحسين الکاشانی (طاب ثراه).

٤. مولده :

ولد في مدينة کاشان وتاريخ ولادته علی ما ذکره بنفسه في آخر کتابه (لباب الألقاب) قال : «وأمّا تاريخ ولادتی فلم أتحققه في مکتوب من الوالد الماجد وإنّما ذکرت والدتی المرحومة أن ولادتك کانت قبل وفاة السلطان الغازی محمد شاه القاجاري بسنتين، وتاريخ وفاته علی ما حقّقناه سنة (١٢٦٤) من الهجرة النبوية.


٥. وفاته ومدفنه :

لقد أجاب داعی الله وعرج بروحه المقدّسه إلى دار السلام وجوار أوليائه الکرام، فلحق بالرفيق الاعلی في صبح يوم الثلاثاء ٢٣ جمادي الثانية عام (١٣٤٠) هجرية من عمر جاوز الثمانين. وشيعته بلدة کاشان برمتها والوفود التی حضرت کاشان من ضواحيها ونواحيها بتشييع حافل بالعلماء والوجوه العلمية وسائر الطبقات، وحمل جثمانه علی الرووس والاکتاف مارين به في البلد حتی جیء به إلى خارج البلد في محل يسمی «دشت أفروز». هذا، والأعلام تخفق أمام نعشه ومواكب اللطم والعزاء خلفه يردّدون أهازيج الحزن بلوعة. ودفن هناک في مقبرته الخاصة وأقيمت لروحه الفواتح في کاشان وفی نواحي اخری من البلاد کما رثته الشعراء والادباء بقصائد مشجية، واليوم مرقده الشريف مزار للخاص والعام في کاشان، ولاسيّما في ليالي الجمعة.

٦. أخلاقه الحميدة :

کان خلاصة علمائنا الاخيار وبقية فقهائنا الابرار، جامعا لانواع الکمالات، ومحاسن الصفات؛من الورع والتقوی والتمسک بالعروة الوثقي، وغاية في التواضع والانصاف في نهاية حسن الاخلاق والعفاف والکرام الذی لم يزل بيته مناخا للوالدين والاضياف، محبوبا لدي العوام والخواص، وکان بجانب عظيم من الزهد والتقشف، کان جشب الماکل وخشن الملبس حيث سار بسيرة الاولياء الصالحين من السلف الصالح، وکان صلب الايمان، وافر العقل، حسن الصحبة، ذا اناة وتامل، لم ياخذه الطيش والحدة إذا غضب، ولم تاخذه في الله لومة لائم، وکان مخالفا لهواه مطيعا لامر مولاه.

وکان دائم الذکر والتلاوة، کثير التهجّد والعبادة، وکان متصفا بالاخلاق السنيّة والشيم المرضية ؛ من لين العریکة، وصفاء الحقيقة، وخلوص المحبة ،


وشدة ولائه الاهل بيت العصمة والطهارة وإحياء ذکرهم ببثّ آثارهم الشريفة. وکان کثير التحمل ـ مع کثرة عائلته ـ للفقر والفاقة(١) .

وأيضا هناك ترجمة ضافية لشيخنا المترجم ذکرها بنفسه في آخر کتاب لباب الالقاب منها، قال : (وبالجملة لولا أنَّ تزکية المرء لنفسه قبيحة عند أرباب العقول لفصّلت الکلام فيما منَّ الله عليَّ من الخصائص في الأحوال بما يطول، والقول المجمل في ذلك أنّي لم اشتغل من بدو تمييزی قبل بلوغی إلى هذه السنة ١٣١٩هجري بما اشتغل به اللاهون والغافلون ولم أصرف عمری فيما صرف فيه البطالون ولم احب المخالطة مع الجهلة ولم ارکن إلى الظلمة، بل کنت محبا للاعتزال، مجتبا عن المراء والجدال، وعن قيل والقال، والجواب والسوال الا في مسائل الحلال والحرام، معرضا عن الحسد والطمع وطول الامال، صابرا علی الباساء والضراء وشدائد الاحوال، وان يجعل عاقبتی خيرا مما مضي.

وبالجملة قد وقفت عمری علی التدريس والتاليف والتصنيف ولم اکترث بما اصابنی من اذی کل وضيع وشريف، ولوشئت ان اذکر نبذا مما اصابنی من أهل هذا البلد وشطرا من ابتلائی بشر الحاسد إذا حسد لملات الطوامير وسطرت الاساطير، ولکنی أسدل دونها ثوبا وأطوی عن ذکرها کشحا فان الصبرعلی هاتی احجی وان کان في العين قذی وفی الحلق شجی.

خليلی جربت الزمان وأهله فلا عهدهم عهد ولا ودّهم ود بلاءٌ علينا کوننا بين معشر ولا فيهم خير ولا منهم بدُّ إلى غير ذلك مما ذکره بنفسه.

__________________

١ ـ هذا الکلام ذکره سبطه في آخر کتاب (أحسن الترتيب).


٧. مشایخه في العلم :

اخذ المترجم له علومه الابتدائية في الصرف والنحو والمنطق والمعانی

والبيان والبديع والتجويد من أساتذة الوقت في ساوة وکاشان، وفرغ منها ولم

يتجاوز الخامسة عشر من عمره، ثم شرع في الفقه واصوله لدي جماهة من

الاجلاء والفحول منهم :

١ ـ الفقيه السيد حسين الحسنی الکاشانی وهو جد آية الله العظمی السيد أبي القاسم الکاشانی المتوفی سنة ١٣٨١هـ.

٢ ـ العلامه المحقق الحاج محمد علی اللاجوردي الکاشانی المتوفی سنة ١٢٩٤هـ (مولف تکميل الاحکام في شرح المختصر النافع) و (شرح نتائج الافکار).

٣ ـ العلامة الحاج المولی محمد حسين الارد کانی الشهير بالفاضل الارد کانی نزيل کربلاء المقدسة والمدفون بها.

٤ ـ العلامة الحاج أبو القاسم الشهير بکلانتر وتلميذ الشيخ الانصاری.

٥ ـ العلامة الجليل زين العابدين الگلبايگانی.

٦ ـ الشيخ محمد الاصفهانی ابن اخت صاحب الفصول.

٧ ـ العلامة الحکيم السيد علی شرف الدين الحسينی المرعشی الشهير

ب (سيد الاطباء) المتوفی سنة ١٣١٦هـ مولف کتاب قانون العلاج وهو جد

المرجع الدينی السيد شهاب الدين المرعشی النجفی.

٨ ـ المولی المحقق عبد الهادي المدرس الطهرانی صاحب التعليقة علی القوانين.

هولاء العلماء الکبار الذين تلمذ عندهم المترجم له وغيرهم واجيز منهم أو روی عنهم احاديث العترة الطاهرة عليهم السّلام.


٨. تلاميذه :

هناك جم غفير وجمع کثير من العلماء الاعاظم الذين قد استفادوا من دروسه، منهم :

١ ـ المرجع الدينی السيد مصطفی الحسينی الکاشانی.

٢ ـ آية الله العظمی السيد محمد بن إبراهيم العلوی البروجردي الکاشانی المتوفی ١٣٦٢هـ.

٣ ـ العلامة المتبحر أبو القاسم القمی.

٤ ـ العلامة الميرزا المحلاتی نزيل اصفهان ومدرسها المشهور. وهو من أساتذة المرجع الکبير السيد حسين البروجردي.

٥ ـ العلامة النسابة السيد شمس الدين محمود الحسينی المرعشی النجفی صاحب الکتاب (مشجرات العلويين الکرام) وهو والد آية الله العظمی شهاب الدين المرعشی النجفی.

٦ ـ العلامة الجليل الشيخ المحمود التبريزی النجفی المتوفی ١٣٨٥هـ.

٧ ـ العلامة الاديب الميرزا شهاب الدين النراقي.

٨ ـ الميرزا أبو القاسم بن الحاج الملا محمد بن الفقيه المولی أحمد النراقي.

٩ ـ وهناک عشرات من أصحاب السماحة والفضيلة الذين درسو عنده ورووا عنه مع الواسطة ولکن نعرض عن ذکرهم بغية الاختصار ومخافة الاطالة.

٩. أولاده :

أعقب شيخنا المترجم له من الأولاد الذکور خمسة، وهم :

١ ـ الشيخ آقا حسين المتوفی سنة ١٣٧٨هـ.

٢ ـ العلامة الفاضل الشيخ مهدي.


٣ ـ العالم الفاضل أحمد الشريف.

٤ ـ الشيخ محمد الشريف، وهذا الشيخ سعی لاحياء آثار والده.

٥ ـ علی الشريف تزيل طهران المعروف باية الله زاده کاشانی.

١٠. شعره :

کان ممن وهبت له قريحة الشعر والنظم، وکانت قريحته نقادة في إنشاد الشعر باللغتين العربية والفارسية، وکان شعره يعتبر من المتوسط، وله ديوان شعر مطبوع أسماه (تشويقات السالکين) أکثرها في المعارف والحکم والامثال والمواعظ ومناقب ومراثی العترة الطاهرة عليهم السّلام.

ومن شعره في الامام المهدي (عج) في قصيدة طولية منها، قال :

يا سليل المصطفی يابن الحسن

يادليل الخلق يا خير البشر

أنت باب الله يوتی منه فی

عصرنا أنت الامام المنتظر

أنت نور العالمين في الدجی

انت شمس في سحاب مکفهر

أنتم ذخری وذخری حبّکم

حبّکم زادي ونعم المتجر

وبکم أرجو الفلاح والهدي

وشفيعی أنت فيما قد صدر

يا ولی العصر يا قطب الوری

خذ بايدينا بيوم لا مفر

قم بامر الله حتی لا يری

غير حکم الله والاثنی عشر

وقريضي لا يليق مدحهم

فليکن هذا مديحا مختصر

ومن شعره في مدح طلب العلم وآدابه في قصيدة طويلة اولها :

يا طالب العلم کم تسعی بلا عمل

وغاية العلم ترک الحرص والامل

إن کنت طالب علم فاهجر الامل

لا يجمع العلم والآمال في رحل

وطالب العلم مجزی بنيته

فاصف قلبک في النيات والعمل


لا تطلب العلم للدنيا فقد خسروا

طلاب علم لاجل المال والخول

وطالب العلم منهوم بلا شبع

فلا تراه علی الاحوال في عطل

وفکر طالب علم عند معضلة

فی طول ليلة أحلی من العسل

وطالب المال يسعی في معيشه

وطالب العلم مرزوق بلا ملل

الی آخر القصيدة وهی طويلة نکتفی بهذا المقدار منها.

١١. مؤلفاته وآثاره العلمية :

إنَّ شيخنا المترجم له من الافذاذ الذين وفقهم الله سبحانه بکثرة التاليف والتصنيف فاکثر وأجاد فيها، وکانت مؤلفاته في مختلف العلوم وشتی الفنون. وقال هو عند ترجمته لنفسه : (فنلرجع إلى ذکر مؤلفاتی ومصنفاتی مما کان قبل بلوغی إلى هذه السنة مع قلة الاسباب والابتلاء بالاقشاب واختلال البال وکثرة الديون والعيال وعروض الامراض والاعراض من حوادث الدهر الخوان من فقد الخلان وموت الولدان وغير ذلك مما يقصر عنه نطاق البيان، فنقول:- ومن الله التوفيق والتسديد- ترتقي هی إلى مائة وثلاثين بل تزيد(١) .

١ ـ مصابيح الظلام.

٢ ـ مصابيح الدجی.

٣ ـ التذکرة.

٤ ـ حديقة الجمل.

٥ ـ حقائق النحو.

٦ ـ المنظومة في الاصول ألّفها قبل البلوغ، تزيد علی ألف ومائتين من الابيات.

٧ ـ منظومة في افعال الصلاة موسومة بزبدة المقال في نظام الافعال.

٨ ـ لباب الفکر في علم المنطق.

٩ ـ لبُّ النظر في المنطق.

١٠ ـ هداية الضبط في علم الخط.

__________________

١ ـ سوف نذکر العربية منها فقط.


١١ ـ نخبة التبيان في علم البيان.

١٢ ـ بوارق الدهر في تفسير سورة الدهر.

١٣ ـ کشف السحاب في شرح الخطبة الشقشقية.

١٤ ـ مصاعد الصلاح في شرح دعاء الصباح.

١٥ ـ جذبة الحقيقة في شرح دعاء کميل.

١٦ ـ شرح علی مناجاة الخمسة عشر.

١٧ ـ رسالة في الرد علی البابية وذکر کلماتهم الواهية.

١٨ ـ حکم المواعظ.

١٩ ـ الدر المکنون في شرح ديوان المجنون.

٢٠ ـ صراط الرشاد في الاخلاق.

٢١ ـ رسالة في معنی الصلاة علی محمد وآل محمّد وآله صلّی الله عليه وآله.

٢٢ ـ منتقد المنافع في شرح المختصر النافع.

٢٣ ـ وسيلة المعاد في فضائل محمد وآل محمّد وآله صلّی الله عليه وآله.

٢٤ ـ شرح دعاء صنمی قريش.

٢٥ ـ شرح زيارة وارث.

٢٦ ـ شرح قصيدة الفرزدق.

٢٧ ـ شرح دعاء العديلة.

٢٨ ـ شرح زيارة عاشوراء وهو هذا الکتاب الذی بين يديك.

٢٩ ـ خواص الاسماء.

٣٠ ـ کتاب لباب الالقاب في القاب الاطياب.


من آثار وبرکات زيارة عاشوراء

(٣)

١. زيارة عاشوراء ورضوان الله تعالی :

کتب الولد الكبير لاية الله الاميني الدكتور محمد هادي الاميني : بعد أربعة سنين من وفاة والدي المرحوم العلّامة الأميني رأيته في إحدي ليالي الجمعة وقبل أذان الفجر سنة ١٣٩٤ هـ في عالم الرؤيا فرحا وعلى هيية حسنة فتقدّمت نحوه، وسلّمت عليه. وسئلته أي الأعمال أوصلتك الى هذه السعادة؟ قال : ماذا تقول أنت؟ وعرضت عليه السوال مرة أخرى هكذا : سيدي في هذا المكان الذي تقيم فيه الان، أي الأعمال أوصلتك اليه : كتاب (الغدير) أو بقية التأليفات. أو تأسيس مكتبة أمير المومنين؟ قال : وضح أكثر لا أعرف المقصود من سوالك هذا، قلت : أنت بعيد الان عنا، وذهبت الى العالم الاخر، فبأي الاعمال العلميّة والخدمات الدينيّة والمذهبية وصلت الى ما أرى؟ فمكث المرحوم الاميني قليلا، ثم قال : فقط عن طريق زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السّلام، ثمّ سألته : أنت تعرف في الوقت الحاضر أن الروابط السياسية بين ايران والعراق غير عادية والذهاب الى كربلاء غير ممكن.

قال : قوموا واشترکوا في مجالس عزاء الإمام الحسين عليه السّلام فلها ثواب زيارة مرقد أبي الأحرار الحسين عليه السّلام، ثم قال لي : يا ولدي أوصيتك في السابق کثيرا بقراءة زيارة العاشوراء، والآن اُکرر عليك وأقول : إستمر بقراءتها ولا تترکها لأي سبب کان، اقرأها دائما وکأنها جزء من واجباتک اليومية، فإنَّ لهذه الزيارة فوائد


وبرکات کثيرة، وهي طريق نجاتك في الدنيا والآخرة، أسألکم الدعاء(١) .

٢. زيارة عاشوراء وقضاء الدين :

ذکر العالم الجليل آية الله القوچانی النجفي في مدکراته ضمن خاطراته في المدة التي قضاها في اصفهان، والتي استمرت أربع سنوات من سنة ١٣١٤هـ إلى ١٣١٨هـ. کتبت إلى أبي ليرسل رسالة يشرح لي فيها حالته، لأني قلق عليه، فما أن أرسلت الرسالة، وإذا براسلة من أبي وصلتنی يقول فيها بان زوجته قد توفيت.

وکتبت أيضا : انه قبل عشر السنوات من هذه اقترض مبلغ اثنی عشر تومان لتسديد نفقات سفره لزيارة العتبات المقدسة ولکن بسبب (الربا) وصل القرض إلى ثمانين تومان وکل ماکان يملک أبي لم يصل إلى هذا المقدار، فصممت ان اقرا زيارة عاشوراء ولمدة اربعين يوما، وعلی سطح مسجدالسلطان الصفوی، وطلبت ثلاث حاجات :

الاولی : أداء قرض والدي.

الثانية : طلب المغفرة.

الثالثة : الزيادة في العلم والاجتهاد.

کنت أبدا بالقراءة قبل الظهر واتمها قبل ان يزول الظهر وتستغرق قرائتها مدة ساعتين، فلما تمت الاربعين يوما، وبعد الشهر تقريبا کتب لی الوالد : بان الامام موسی بن جعفر عليهم السّلام أدي قرضي، فکتبت له : لا، الامام الحسين عليهم السّلام أداه، وکلّهم نور واحد(٢) .

__________________

١ ـ زيارة عاشوراء وآثارها العجيبة ص ٤٥.

٢ ـ السياحة الشرقية ص ٢٠٤.


٣. زيارة عاشوراء ورفع مرض الوباء :

قال المرحوم آية الله الشيخ عبد الکريم الحائری : عند ما کنت مشغولا بدراسة العلوم الدينية في سامراء أصيب أهل تلک المدينة بمرض الوباء وکان في کل يوم يموت عدد کثير منهم. ذات يوم عندما کنت في بيت أستادي المرحوم السيد (محمد الفشارکی) وکان هناک عدد من أهل العلم جاء فجاة المرحوم الميرزا محمد تقي الشيرازی وبدا بالکلام عن الوباء والطاعون، وأن کل الناس معرضون لخطر الموت.

فقال آية الله الفشارکی: إذا أصدرت حکما هل ينفذ؟ ثم قال : هل تعتقدون بأنی مجتهد جامع للشرائط؟

فقال الجالسون : نعم، فقال : إنّی آمر شيعة سامراء أن يلتمزوا بقراءة زيارة عاشوراء لمدة عشرة أيام ويهدون ثوابها إلى روح نرجس خاتون، والدة الامام الحجة ابن الامام الحسن العسکری (عج) ويجعلونها شافعة لنا لدي ولدها لأن يشفع لامتة عند ربه وانی أضمن لکل من يلتزم بقراءة هذه الزيارة أن لايصاب بالوباء.

قال : ما إن صدر هذا الحکم أجمع الشيعة المقيمون في السامراء علی إطاعة الحکم وقراءة الزيارة، وبعد القراءة الزيارة فعلا توقفت الإصابة، بينما کان کل يوم يموت عدد کثير من أبناء العامة ومن شدة خجلهم يدفنون موتاهم بالليل(١) .

وقد سأل بعض العامة عن سبب توقف الوباء فيهم، فقالوا لهم : قرأنا زيارة عاشوراء، فاشتغلوا بقراءة هذه الزيارة المبارکة ورفع عنهم البلاء(٢) .

__________________

١ ـ القصص العجيبة، ص ٤٩٦ للسيد عبد الحسين دستغيب.

٢ ـ نفس المصدر.


٤. زيارة عاشوراء وزيادة الرزق :

قال الشيخ عبد الجواد الحائری المازندرانی : جاء شخص إلى حضرة شيخ الطائفة : الشيخ زين العابدين المازندرانی يشکو اليه ضيق المعاش، فقال له الشيخ : اذهب إلى ضريح الامام الحسين عليه السلام واقرا زيارة عاشوراء فسياتيک رزقک، واذا لم ياتک ارجع إلى فساطيک ما تحتاج اليه، وبعد فترة من الزمان التقيت به فسالته عن حاله، فقال : عندما کنت مشغول بقراءة الزيارة في حرم الامام أبي الأحرار عليه السّلام جائني رجل وأعطانی مبلغا من المال ففتحت أمامی أبواب الرزق(١) .

٥. زيارة عاشوراء وتسهيل أمر الزواج :

قال أحد الخطباء والوعاظ : جائنی قبل عدة سنين صديق شاب ومؤمن، وطرح لی حاجة مستعصية، وقال : نويت الزواج منذ فترة، ولکنی في کل مرة اتقدم فيها اواجه بعض المشاکل والمصاعب، فقلت له : لعلک تقدمت إلى افراد ليسوا من مقامك وشانك؟

قال : ليس کذالك، واذا لم تصدقنی، تقدم لی أنت إلى عائلة في طبقتی وشانی واخطب لی.

فذهبت إلى أحد أصدقائی الذی کنت مطمئنا منه بأنه يجيبنی وطلبت منه ابنته لهذا الشاب المؤمن في البداية فوافق، وبعد فترة قال : أستخير الله، ومع الاسف أجاب الرد.

هذه القصة آلمتنی کثيرا، وقال لی صديقي : رأيت الحق معی.

__________________

١ ـ تذکرة الزائرين.


قلت له : لا تؤذ نفسك، ولقضاء مشکلتك اقرأ ـ بعد أداء فريضة صلاة الصبح وتعقيباتها ـ زيارة عاشوراء مع اللعن مائة مرة والسّلام مائة مرة.

فبدأ بقراءة الزيارة، وفي يوم السابع والعشرين جائنی فرحا، وقالت : تقدمت إلى إحدي العوائل، فوافقوا وانا وهم في غاية الرضا، واليوم بعد العصر تقام مراسيم الخطبة، وارجو ان تکون من الشاهدين لها، فقلت له حينئذ : لا تنسي الثلاثة عشر يوما الباقية، وأنت بدأت حياتک الزوجية ببرکة زيارة عاشوراء، وفی أیّ وقت واجهت مشکلة في حياتك توسّل بها لقضائها، فإنها تقضی إن شاء الله(١) .

تم الفراغ من کتابة هذه المقدمة يوم الجمعة ١٦ ذی الحجة ١٤٢٢هـ

قم المقدسة

نزار نعمة الحسن

__________________

١ ـ زيارة عاشوراء وآثارها العجيبة ص ٥٠.





بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الملك المنان الذی جعل زيارة الحسين عليه السّلام وسيلة إلى المغفرة والرضوان، والصّلاة علی محمّد وآله أمناء الرحمن وأرکان الايمان، ولعنة الله علی أعداهم ما اخضرت الجنان، وسعرت النيران.

أمّا بعد فيقول العبد الضعيف ابن علی مدد حبيب الله الشريف :

إنّ هذه العجالة شرح في غاية الاختصار والوجازة، علقته علی الزيارة المعروفة بزيارة عاشوراء(١) المروية في جملة من الکتاب المعتبرة عند أصحابنا الامامية(٢) عن مولانا الباقر محمّد بن علي عليه السّلام.

فقد روی الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن جعفر بن موسی بن قولويه في کتابه المسمی بـ (کامل زياراة)(٣) عن حکيم بن داود بن حکيم وغيره، عن محمد بن موسی الهمدانی، عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة، وصالح بن عقبة جميعا، عن علقمة بن محمد الحضرمي(٤) ، ومحمد بن إسماعيل(٥) ، عن صالح بن عقبة عن

__________________

١ ـ الافضل ان تکون (العاشوراء) مجردة من الالف واللام کما وردت في الروايات.

٢. منهم الشيخ الطوسي في تذهيب الاحکام والمصباح، وابن قولويه في کتابه المعروف بـ (کامل الزيارات) والاقبال لابن طاووس، والعلامة المجلسي في کتابه (بحار الانوار)، والقمی في کتابه (مفاتيح الجنان)، وغيرهم.

٣ ـ أو (کامل الزيارات).

٤ ـ عده الطوسي في رجاله من أصحاب الامام الباقر والصادق عليهم السّلام.

٥ ـ هو محمد بن إسماعيل بل بزيع من صالحي هده الطائفة وثقاتهم، کثير العمل. راجع ـ ـ»


مالك الجهنی(١) ، عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال :

(مَن زار الحسين بن علي عليه السّلام(٢) يوم عاشوراء يوم العاشر مِن الشهر(٣) حتی يظل عنده باکيا لقي الله يوم القيامة مع ثواب(٤) ألف حجة وألف ألف عمرة وألف ألف غزوة وثواب کل عمرة(٥) وغزوة کثواب من حج واعتمر مع رسول الله صلی الله عليه وآله ومع الائمة الراشدين(٦) .

قال : قلت : جعلت فداك فما لمن کان في بعد البلاد واقاصيها ولم يمکنه المسير في ذلك اليوم؟ قال: إذا کان ذلك اليوم برز إلى الصحراء، أو صعد سطحا في داره وأوما إليه بالسّلام، واجتهد علی قاتله بالدعاء، وصلی بعده رکعتين، يفعل ذلك في صدر النهار قبل الزوال، ثم ليندب الحسين ويبکيه ويامر من في داره بالبکاء عليه، ويقيم في داره المصيبة(٧) بإظهار الجزع عليه ويتلاقون بالبکاء بعضهم بعضا في البيوت(٨) ، وليعز

__________________

«ـ ـ رجال النجاشی ص ٣٣٠ رقم (٩٨٣).

١ ـ ذکره الطوسي في رجاله من أصحاب الباقر والصادق عليهم السلام وقال : مات في حياة الامام الصادق عليه السلام.

٢ ـ (ابن علی) في کامل الزيارات غير موجودة.

٣ ـ في کامل الزيارات (من المحرم) بدل (يوم العاشر من الشهر).

٤ ـ في المصدر (بثواب) بدل (مع ثواب).

٥ ـ في المصدر (وثواب کل حجة وعمرة) بدل (وثواب کل عمرة).

٦ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٤، ط : النجف، تقديم محمد علی الاوردبادي، ومفاتيح الجنان ص ٥٢٢، ط بيروت.

٧ ـ في النسخة الخطية (فی دار مصيبة).

٨ ـ هذا هو ديدن الائمة عليهم السّلام بنصب العزاء علی سيّد الشهداء عليه السّلام ويأمرون أصحابهم بالعزاء


بعضهم بعضا بمصاب الحسين عليه السلام فانا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك علی الله جميع هذا الثواب.

فقلت : جعلت فداك أنت الضامن لهم والزعيم؟

قال : انا الضامن لهم ذلك والزعيم لمن فعل ذلك

قال : قلت : کيف يعزی بعضهم بعضا؟

قال : يقولون : (عَظَّمَ اللهُ أُجورنا بمُصابِنا بالحسين عليه السّلام وجعلنا وإيّاکم من الطالبين بثأره مَعَ وليه الإمام المهديّ عليه السّلام مِن آل محمّد)(١) .

فان استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل، فانه يوم نحس لا يقضي فيه حاجة مؤمن، وان قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رشدا، ولا تدخرن لمنزلك شيئا، ولا يبارك له في أهله(٢) ، فمن فعل ذلك کتب له ثواب

__________________

والجزع علی الحسين عليه السّلام وخصوصا في يوم عاشوراء، ويأمرون الشعراء بانشاد الشعر علی الحسين عليه السّلام ويضمنون الجنة لمن قال في الحسين بيتا من الشعر.

١ ـ کامل الزيارات ص ١٧٥.

٢ ـ قال الشيخ عباس القمی في مفاتيح الجنان ص ٣٧٣ : ينبغی للشيعة الامساك عن الطعام والشراب في يوم العاشر من عاشوراء دون نية الصيام، وان يفطروا في آخر النهار بعد العصر.

وقال العلامة المجلسي في (زاد العماد) : «والأحسن أن لا يصام اليوم التاسع والعاشر فان بنی أمية کانت تصومها شماتة بالحسين عليه السّلام وتبرکا بقتله عليه السّلام، وقد افتروا علی رسول الله صلی الله عليه وآله احاديث کثيرة وخصوصا في فضل هذين اليومين وفضل صيامها. وقد روی من طريق أهل بيت عليهم السّلام احاديث کثيرة في ذم الصوم فيهما، وکانت أمية تدخر قوت سنتها في يوم عاشوراء، ولذلك روی عن الامام الرضا عليه السّلام : (من ترك السعی في حوائجه يوم عاشوراء قضي الله له حوائج الدنيا والاخرة) ومن کان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه


ألف ألف حجة، والف عمرة والف غزوة مع رسول الله صلی الله عليه واله، وکان له ثواب مصيبة کل نبی ورسول وصديق وشهيد مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا إلى أنْ تقوم الساعة(١) .

قال صالح بن عقبة الجهنی، وسيف بن عميرة قال علقمة بن محمد الحضرمی : فقلت لابی جعفر عليه السّلام(٢) : علّمنی دعاء أدعو به في ذلك اليوم إذا زرته من قريب، ودعاء ادعو به إذا لم ازره من قرب، واومات اليه من بعد البلاد ومن داري بالسلام(٣) .

قال : فقال(٤) : يا علقمة إذا أنت صليت الرکعتين بعد ان تومی اليه بالسّلام وقلت عند الايماء اليه بعد الرکعتين(٥) هذا القول(٦) فانک إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به من زاره(٧) من الملائکة، وکتب الله لك بها الف الف حسنة(٨) ، «ومحي عنک الف الف سيئة، ورفع لك مائة الف

__________________

وبکائه يجعل الله عز وچل يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت بنا في الجنان عينه، ومن سمی يوم عاشوراء يوم برکة وادخر لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادخر وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد (لعنهم الله) إلى أسفل درك من النار). (راجع علل الشرائع للصدوق ج ١، ص ٢٦٦).

١ ـ مفاتيح الجنان ص ٥٥٢.

٢ ـ في بعض المصادر (قلت للباقر صلوات الله وسلامه عليه).

٣ ـ کامل الزيارات ص ١٧٦.

٤ ـ في بعض المصادر : (فقال لی).

٥ ـ في مفاتيح الجنان هکذا (فقل بعد الايماء اليه من بعد التکبير ...).

٦ ـ ای الزيارة الاتية.

٧ ـ ورد في مفاتيح الجنان (زواره).

٨ ـ في بعض المصادر (درجة).


درجة»(١) ، وکنت ممن استشهد مع الحسين بن علي عليهم السّلام حتی تشارکهم في درجاتهم لاتعرف(٢) آل في الشهداء(٣) الذين استشهدو معه، وکتب لك ثواب(٤) کل نبی ورسول وزيارة من زار الحسين عليه السلام منذ(٥) قتل عليه السلام(٦) .

[السّلام عليك يا أبا عبد الله السّلام عليك يابن رسول الله إلى آخره]

وابن قولويه(٧) مولف الکتاب المذکور کان شيخا جليلا وثقة نبيلا تلمذ عنده شيخنا المفيد، وقد قيل في حقّه: «إنّ کل ما يوصف الناس به من جميل وفقه الا وهو فوقه»(٨) ولکن حکيم بن داود مجهول لم اقف علی حاله في الرجل(٩) ، الا أنّ في رواية مثل هذا الشيخ(١٠) عنه نوع دلالة علی حسن حاله، ومحمد بن موسی الهمدانی ضعفه القميون بالغلو(١١) ، وربما يقال : أنّه کان يضع الحديث(١٢) ،

__________________

١ ـ في بعض المصادر بين القوسين غير موجود.

٢ ـ في بعض المصادر هکذا (وما عرفت ..).

٣ ـ في بعض المصادر (زمرة الشهداء).

٤ ـ کلمة (زيارة) ساقطة.

٥ ـ في بعض المصادر هکذا (منذ يوم قتل سلام الله عليه وعلی أهل بيته).

٦ ـ کامل الزيارات ص ١٧٦.

٧ ـ هو جعفر بن محمد بن جعفر بن موسی بن قولويه، وکنيته أبو القاسم وهو استاذ الشيخ المفيد. وابن قولويه مدفون في مقبرة شيخان بقم. (راجع رجال النجاشی ص ١٢٣).

٨ ـ رجال النجاشی ص ١٢٣، الرقم ٣١٨، والخلاصة للعلامة الحلی ص ٨٨، الرقم ١٨٩.

٩ ـ مثل الطوسي في رجاله والنجاشی.

١٠ ـ اشارة إلى أبي القاسم بن قولويه صاحب کامل الزيارات.

١١ ـ راجع رجال النجاشی ص ٣٣٨، الرقم (٩٠٤). وهوابو جعفر محمد بن موسی بن عيسي الهمداني السمان. وله کتاب في الرد علی الغلاة.

ـ ١٢ هذه (القيل) منسوبةالی ابن الوليد. والنجاشي في رجاله ص ٣٣٨ اوکل الامر إلى الله تعالی، لانه اعلم.


ومحمد بن خالد(١) لم اقف علی من وثقه ولکن قد يقال: إنّ رواية الاجلة عنه دليل الاعتماد، وسيف بن عميرة ثقة ولکن ربما يقال : انه کان واقفيا(٢) ، وصالح بن عقبة(٣) قيل : کتابه معتمد الاصحاب وقيل : انه غال کذاب، وعلقمة بن محمد لم ار من صرح بتو ثيقه. وبالجملة سند هذه الرواية ضعيف، ولکن ضعفه بالشهرة منجبر(٤) ، مع ان شيخنا الطوسي رواه أيضا في مصباحه(٥) علی ان قاعدة التسامح في ادلة السنن(٦) کفتنا مؤونة الاهتمام بتحقيق السند، وکيف کان فالمراد بهذا القول في قوله : وقلت عند الايماء اليه بعد الرکعتين هذا القول(٧) :

__________________

١ـ هو محمد بن خالد بن عمر الطيالسي التميمي، له کتاب نوادر ذکره الطوسي في رجاله ص ٣٤٣، والنجاشی ص ٣٤٠.

٢ ـ هو سيف بن عميرة النخعي الکوفي. ولم يتطرق النجاشي في رجاله علی انه واقفي بل اكتفي بانه (ثقة).

٣ ـ نفس المصدر ص ٢٠٠ رقم (٥٣٢).

٤ ـ عمل المشهور جابر لضعف السند أي ان کل خبر عمل به المشهور فهو حجة سواء کان الراوي ثقة أو غير ثقة. (راجع رجال السبحانی ص ٣٦).

٥ ـ مصابح المتهجد للشيخ الطوسي ص ٥٣٧، ط : الاعلمي.

٦ ـ هی القاعدة مستندة إلى صحيحة هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليه السلام قال : (من سمع شيئا من الثواب علی شیء فصنعه کان له وان لم يکن علی مابلغه).

راجع کتاب الاصول مثل الرسائل للانصاري، والحلقات للشهيد الصدر.

٧ ـ أي السلام.


«اَلسَّلام عليك يا أَبَا عَبدِ اللهِ»

هذه الجملة(١) تحية بأشهر أفرادها وأکملها يقصد بها الدعاء ولحقيقته القدسية المتحدة مع الجواهر الاکمل والعقل الاوّل المعبر عنه بلسان الشرع بالحقيقة المحمدية صلی الله عليه وآله بالحفظ والسّلامة والعصمة من کل ما يوجد البعد عن ساحة القربة، وهذا في الحقيقة تعليم للامة ليتوسلوا به إلى الوصول إلى هذه الدرجة علی حسب اختلاف مراتب استعدادهم للکمالات الامکانية، والا قدرة حقيقة عليه السّلام مکنونة، وجوهرة لطيفته مصونة عن کل آفة، وکذا جسمه اللطيف وجسده الشريف علی ما يرشد اليه قوله : «وعلی اجسامکم وعلی اجسادکم»(٢)

__________________

١ـ هو محمد بن خالد بن عمر الطيالسي التميمي، له کتاب نوادر ذکره الطوسي في رجاله ص ٣٤٣، والنجاشی ص ٣٤٠.

٢ ـ هو سيف بن عميرة النخعي الکوفي. ولم يتطرق النجاشي في رجاله علی انه واقفي بل اكتفي بانه (ثقة).

٣ ـ نفس المصدر ص ٢٠٠ رقم (٥٣٢).

٤ ـ عمل المشهور جابر لضعف السند أي ان کل خبر عمل به المشهور فهو حجة سواء کان الراوي ثقة أو غير ثقة. (راجع رجال السبحانی ص ٣٦).

٥ ـ مصابح المتهجد للشيخ الطوسي ص ٥٣٧، ط : الاعلمي.

٦ ـ هی القاعدة مستندة إلى صحيحة هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليه السّلام قال : (من سمع شيئا من الثواب علی شیء فصنعه کان له وان لم يکن علی مابلغه).

راجع کتاب الاصول مثل الرسائل للانصاري، والحلقات للشهيد الصدر.

٧ ـ أي السّلام.


لانهما ليسا کسائر الاجسام والاجساد التي تفنی وتبلی کما ورد به روايات کثيرة(١) ، وعليه فالخطب لا یختص بالحقيقة، وابو عبدالله من کناه المعروفة، والغرض من التکنية إظهار العظمة فلا يلزم ان يکون في ولده من يسمی بهذا الاسم(٢) ، وباطنا لما ظهر منه عليه السلام من شفقته علی عباد الله بشهادته المستتبعة للشفاعة.

__________________

فسلامنا علی جسد الامام وروح الامام کما تقول في الزيارة : (صلوات الله عليکم وعلی أرواحکم وعلی اجسادکم) فلولا الالخصوصية الموجودة في أبدانهم ـ أجسادهم عليهم السّلام ـ لما صار هناک معني محصل من السلام والصلوات عليها؟).

١ـ روی عن النبی صلّی الله عليه وآله : (ان الله عزّ وجل حرم لحومنا علی الارض ان تطعم منها شيئا). وروي عن الامام الصادق عليه السّلام : (ان الله عزّ وجل حرم عظامنا علی الارض وحرم لحومنا علی الدواب ان تطعم منها شيئا).

وقال الاستاذ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي شيخ الشافعي : إنَّ الانبياء لاتبلی أجسادهم ولا تاکل الارض منهم شيئا.

(تفسير الثقلين ج ٤، ص ٤٩٤) وراجع کتاب عظمة الامام الحسين عليه السلام للفراتي ص ٨٩، ذکر تفصيلا لخصوصية أبدانهم عليه السّلام.

٢ ـ هو عبدالله الرضيع الذی ذبحه حرملة بن کاهل الاسدِي (لعنه الله) بسهم وهو في حجر أبيه الحسين عليه السّلام. وهو الذی نعاه الامام المهدي في زيارة الناحية حيث يقول عليه السّلام : (السّلام علی عبدالله الرضيع المرمي الصريع، المتشحّط دما والمصعد بدمه إلى السماء ...).


اَلسَّلام عليك يابنَ رَسُول اللهِ

کونه ابنا للرسول مما تلقته الطائفة المحقة(١) بالقبول ؛ للآيات الکثيرة المستدل بها في اخبار کثيرة(٢) ، والاخبار الکثيرة. ففي رواية جابر عن النبی صلّی الله عليه وآله قال : ان کل بنی أُمّ ينتمون إلى أبيهم إلّا أولاد فاطمة فاني اناابوهم(٣) .

واحتاج يحيی بن يعمر العامري علی الحجاج(٤) بن يوسف الثقفي لعنه الله معروف(٥) کاحتجاج سعيد بن جبير عليه. ولا ينافي ذلك قوله تعالی : (ولا

__________________

فسلامنا علی جسد الامام وروح الامام کما تقول في الزيارة : (صلوات الله عليکم وعلی أرواحکم وعلی اجسادکم) فلولا الالخصوصية الموجودة في أبدانهم ـ أجسادهم عليهم السلام ـ لما صار هناک معني محصل من السلام والصلوات عليها؟).

ـ روی عن النبی صلی الله عليه وآله : (ان الله عزّ وجل حرم لحومنا علی الارض ان تطعم منها شيئا). وروي عن الامام الصادق عليه السلام : (ان الله عزّ وجل حرم عظامنا علی الارض وحرم لحومنا علی الدواب ان تطعم منها شيئا).

وقال الاستاذ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي شيخ الشافعي : ان الانبياء لاتبلی أجسادهم ولا تاکل الارض منهم شيئا.

(تفسير الثقلين ج ٤، ص ٤٩٤) وراجع کتاب عظمة الامام الحسين عليه السلام للفراتي ص ٨٩، ذکر تفصيلا لخصوصية أبدانهم عليه السلام.

ـ هو عبدالله الرضيع الذی ذبحه حرملة بن کاهل الاسدِ (لعنه الله) بسهم وهو في حجر ابيه

الحسين عليه السلام. وهو الذی نعاه الامام المهدي في زيارة الناحية حيث يقول عليه السلام : (السلام علی عبدالله الرضيع المرمي الصرع، المتشحط دما والمصعد بدمه إلى السماء ...).


ينافي ذلك قوله تعالی : (ماکان محمد أبا أحد من رجالکم)(١) ، لانه عليه السلام کان من رجاله صلّی الله عليه وآله کابراهيم ولده مع أنه عليه السّلام حين نزول هذه الاية ما کان بالغا حد الرجل، والنفي مخصوص بالماضي فلا يندرج فيه الاستقبال، هذا مع اختصاص المورد بزيد بن حارثة الذي تبناه النبي صلّی الله عليه وآله(٢) وحکايته معروفة.

فالحسين عليه السّلام ابن رسول الله ظاهرا لما مضي وباطنا لوجوه لاتخفی علی أولي النهی.

ويمکن حمل قوله صلی الله عليه وآله : (هذان أي الحسن والحسين عليهم السّلام ابناي

__________________

والحسين ولدا رسول الله صلی الله عليه وآله. يقول الشعبي : أطرقت، واذا برجل کبير مقيد بالحديد والاغلال وضعوه بين يديه، فقال الحجاج للشيخ ـ يحيی بن يعمر العامري من علماء الشيعة ـ وفي رواية اخری انه سعيد بن جبير ـ : تقول : ان الحسن والحسين کانا ولدي رسول الله صلی الله عليه وآله لتاتيني بحجة من القران والّا لاضربنّ عنقك.

يقول الشعبي : نظرت إلى الشيخ واذا هو يحيی بن يعمر فحزنت له وقلت : کيف يجد حجة علی ذلك من القران؟

فقال الشيخ : (ووهبنا له إسحاق ويعقوب کلا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسوف وموسی وهارون وکذلك نجزی المحسنين * وزکريا ويحيی وعيسي والياس کل من الصالحين) (سورة الانعام : ٨٤و٨٥) فقال الشيخ : کيف يليق هنا عيسي عليه السلام انه من ذرية إبراهيم ولم يکن له أب، فقال : الشيخ: إذا کان عيسي بن إبراهيم عن طريق مريم فالحسن والحسين أولی أن ينسبا إلى رسول الله صلی الله عليه وآله لانهم أقرب من عيسي إلى ابراهيم، فطرق الحجاج ثم أمر له بعشرة الاف دينار فدفعوها اليه.

١ـ سورة الاحزاب : ٤٠.

٢ـ راجع قصته في کتاب الاصابة في تمييز الصاحبة لابن حجر العسقلاني ج٢، ص٤٩٤، الرقم ٢٨٩٧، ط : الکتب العلمية بيروت.

وتفسير مجمع البيان للطبرسي ج٨، ص ٤٦٨، وتفسير شبر ص ٣٦٧.


امامان)(١) علی ما يشملهما فانه معنی واحد کلي يندرج تحته المعنيان فيجوز استعمال اللفظ فيه ولو مجازا في باب الحقيقة والمجاز المشترک، وکذا في المجازين کما في المقام لو قلنا : بان استعمال الابن في ابن البنت بل مطلق غيرالولد للصلب تجوز، فهذا من باب سبک المجاز من المجاز، ولکن العارف الواقف علی صراط المعارف يری هدا الاستعمال من قبيل الحقيقة کما ذهب اليه السيد المرتضي من اصحابنا المحقة(٢) . وفی الکامل(٣) بعد هذه الفقرة : (السلام عليك يا خيرة الله وبن خيرة)(٤) أي من اختاره الله من خلقه(٥) .

__________________

١ـ راجع بحار الانوار ج ٤٣ و٤٤، حياة السبطين عليه السلام، وتفسير مجمع البيان للطبرسي ٨/٤٦٨.

٢ـ السيد المرتضي هو علي بن الحسين بن موسی بن محمد بن موسی بن إبراهيم بن الامام موسی الکاظم، المشهور بالمرتضي وبعلم الهدي.

قال السيد المرتضي : يستحق الخمس المنتسب إلى هاشم ولو بالام، استنادا إلى راجع (الروضة البية في شرح اللمعة الدمشقية ج١، ص٢٠٨، کتاب الخمس).

٣ـ أي في کامل الزيارات بعد فقرة (السلام عليك يابن رسول الله).

٤ـ هذه الفقرة في بعض المصادر غير موجودة مثل المصابح للطوسي.

٥ـ هم الذين اختارهم الله من العالمين واصطفاهم علی الملائکة المقربين. و (في الکافي) عن الامام الصادق عليه السلام في خطبة له يذکر فيها حال الائمة قال فيها : فلم يزل الله تبارک وتعالی یختارهم لخلقه ويرتضيهم کلما مضي منهم امام نصب لخلقة من عقبه اماما بينا وهاديا نيرا واماما قيما وحجة عالما ائمة من الله يهدون بالحق وبه يعدلون، حجج الله ودعاته ورعاته علی خلقه يدين بهديهم العباد وتستهل بنور هم البلاد

راجع الکافي ج١ کتاب الحجة، باب فضل الامام.


السّلام عليك يابن أمير المؤمنين، وابن سيّد الوصييّن

کونه ابنا له عليه السّلام حقيقة علی الوجهين مما لا شك فيه، وقد افتخر به في رجزه المهروف عند قوله : خيرة الله من الخلق أبي ثم أمّي فانا ابن الخيرتين(١) . وأمير المؤمنين من القاب أبيه علي عليه السّلام، سمّاه الله به حين أخذ الميثاق له علی عباده، کما نطقت به روايات کثيرة : منها ما رواه الکلينی بسنده عن جابر عن الباقر عليه السّلام قال(٢) : الله سمّاه، وهکذا أنزل الله في کتابه : (واذ اخذ ربك من بنی ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم علی انفسهم ألست بربکم)(٣) وان محمّداً رسولی وان عليا أمير المؤمنين(٤) . وروی الصدوق في العلل(٥) عن الثمالي

__________________

١ـ مقتل أبي ص١٣٤، والبحار ج٤٨، ومطلعه : (خيرة الله من الخلق بعد جدي فانا ابن الخيرتين)

٢ ـ اصول الکافي ج٢، ص٤، ط : المکتبة الاسلامية.

٣ ـ سورة الاعراف اية ١٧٢ وذيل الاية : (قالوا بلی شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا کنا عم هذا غافلين).

٤ـ روی ابن شيورويه الديلمي في کتابه فردوس الأخبار ج٢ في باب الام، عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلی الله عليه وآله : لو يعلم الناس متی سمي علي أمير المؤمنين ما انکروا فضله، سمّي أمير المومنين وآدم بين الروح والجسد قال الله عزّ وجل : (وإذ أخذ ربک من بنی آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم علی انفسهم الست بربکم) قالت الملائکة : بلی فقال تبارك وتعالی : (أنا ربکم ومحمد نبيکم وعلي أميرکم).

وللفائدة راجع تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني ج٢، ص٥١، وخصائص الوحي المبين لابن البطريق الحلي ص ٢٥٩. ط : ايران.

٥ ـ علل الشرائع للشيخ الصدوق ج١، ص١٩١، ط : الأعلمي، ومختصر البصائر الدرجات


عنه عليه السلام أنه بعد أن سئل عن علة التسمية واختصاصها به قال : لانه ميرة العلم يمتار منه ولا يمتار منه

وفي کثیر من الأخبار انه لا يسمي(١) به غير بعده ولم يسم به أحد قبله، وفي بعضها لا يتسمی به أحد غيره إلا مفتر کذاب(٢) ، وفي بعضها الا کان منکوحاً(٣) وإن لم يکن به ابتلي به وهو قول الله في کتابه :

(إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً ...)(٤) .

وروی في معاني الأخبار(٥) عن الحسن البصري أنه قال : صعد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام منبر الکوفة فقال : أيها الناس انسبوني فمن عرفني فلينسبني وإلا فأنسب نفسي، أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن

__________________

لحسن بن سليمان الحلي ص ٦٧.

(عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالی قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام : يابن رسول الله لم سمي علي عليه السلام أمير المؤمنين وهو اسم ما سمي به أحد قبله ولا يحل لأحد بعده؟ قال : لأنه ميرة العلم يمتار منه ولا يمتار من أحد غيره).

١ـ أي لايجوز لأحد غير الإمام علي عليه السلام أن يلق علی نفسه لقب أمير المومنين، لأنه من خصائصه عليه السلام.

٢ ـ راجع بحار الأنوار ج ٣٨، ص ٢٥٣.

٣ ـ روی العياشي في تفسيره، وفي صحيفة الأبرار ج١، ص ٢٦٦ : (عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دخل رجل علی أبي عبدالله عليه السلام فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين سماه به ولم يسم به أحد غيره إلا منکوحاً وإن لم يکن به ابتلي به وهو قول الله في کتابه (إن يدعون من دونه إلا إناثاً ...).

٤ ـ سورة النساء : ١١٧.

٥ ـ معاني الأخبار للشيخ الصدوق ص ١٢٠، ط : الأعلمي.


المغيرة بن زيد بن کلاب. فقام اليه ابن الکواء(١) فقال : يا هذا ما نعرف لك نسبا غير انّك علي بن أبي طالب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن کلاب. فقال عليه السلام له : يا لکع(٢) ان أبي سماني زيدا باسم جده قصي، وان اسم أبي عبد مناف فغلبت الکنية علی الاسم، وان اسم عبد المطلب عامر فغلب اللقب علی الاسم، واسم هاشم عمرو فغلب اللقب علی الاسم، واسم عبد مناف المغيرة فغلب اللقب علی الاسم، (وان اسم قصي زيد فسمته العرب مجمعا لجمعه اياها من البلد الاقصي إلى مکة فغلب اللقب علی الاسم)(٣) .(٤) وانما کان عليه السلام سيد الوصيين کما کان محمد صلی الله عليه وآله سيد النبيين صلی الله عليه واله، لان الله فضلهما علی سائر الانبياء، والاوصياء في مقام الرسالة والولاية المطلقتين فما من نبي ولا ولي الا وهو تحت لوائهما، فمحمد صلی الله عليه وآله سيد المرسلين وعلي عليه السلام سيد الوصيين وقد افتخر بتلک السيادة کما وردت الرواية(٥) . والمراد بالسيد الاشرف، وربما يراد

__________________

١ـ هو عبدالله بن الکواء وهو من الخوارج الملعونين.

٢ ـ لکع ـ بضم اللام وفتح الکاف ـ يعني العبد اللئيم، کما ورد في معاني الأخبار ص ٣٢٥، ط الاعلمي، عن جعفر بن محمد، عن ابيه، عن ابائه عليهم السلام قال : رسول الله صلی الله عليه وآله : ياتي علی الناس زمان يکون اسعد الناس بالدنيا لکع ابن لکع خير الناس يومئذ مؤمن بين کريمين).

٣ ـ داخل القوسين غير موجود في متن النسخة الخطية وانما کان في هامشا. وهذا الهامش ليس من الشارح وانما من أحد أحفاده کما صرح في إحدي تهميشاته.

٤ ـ تقدم مصدر الرواية.

٥ ـ مختصر بصائر الدرجات ص٣٣، ص٣٤، ط ايران، والاحتجاج للطبرسي ج١، ص٧٧، ص ٨٢.


به المفترض الطاعة کما رواه الصدوق(١) عن عائشة قالت : کنت عند النبي صلی الله عليه وآله فاقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : هذا سيد العرب، قلت : وما السيد؟ قال صلی الله عليه وآله : من افترضت طاعته کما افترضت طاعتي(٢) .

ولا ينافي مفهوم هذا الحديث الدال علی انه ليس غير العرب. حديث الغدير المعروف(٣) لا ختصاص افتراض الطاعة في حال حياة النبي صلّی الله عليه وآله به اصالة، وحديث الغدير نصب لعلي عليه السّلام بعد الوفاة وهو عليه السّلام کان منصوبا عن النبي صلی صلّی الله عليه وآله علی العرب خاصة(٤) في حال حياته فکان مفترض الطاعة لهم حينئذ بالنيابة فتدبر.

__________________

قال عليه السّلام بعد خطبة طويلة : (أنا قسيم النار وانا خازن الجنان وصاحب الاعراف وانا أمير المؤمنين ويعسوب المتقين واية السابقين ولسان الناطقين وخاتم الوصيين ...).

١ـ هو محمد بن علي بن الحسين بن موسی بن بابويه القمي المعروف بالصدوق. ولد (بقم) في حدود سنة (٣٠٦هـ).

٢ـ اخرجها الشيخ الصدوق في کتاب معاني الأخبار ص١٠٣، ط : الاعلمي.

٣ـ ونص حديث الغدير : (من کنت مولاه فهذا علي مولاه أللهمَّ وآل من والاه وعاد من عاداه).

«تاريخ اليعقوبي ج٢، ص١١١، وموسوعة الغدير للعلامة الاميني».

٤ـ ان عليا عليه السّلام نصب من قبل الرسول الله صلّی الله علی وآله خليفة ويدل عليه حديث المنزلة وهو : (... اما ترضي ان تکون مني بمنزلة هارون من موسی غير انه لانبي بعدي).

ويدل عليه حديث الدار لما نزلت اية (وانذر عشيرتک الاقربين) الشعراء : ١٤. وکثير من الادلة التي تدل علی أنه عليه السّلام منصوب من قبل رسول الله صلی الله عليه وآله وللزيادة راجع (أسنی المطالب للشافعي ص٥٤ واثبات الوصية للشوکاني، ومطالب السؤول ...).


السلام عليك يابن فاطمة سيدة نساء العالمين

لو لوحظ في الزهراء معني الوصفية فالجر علی الوصفية والا بان جعل لقبا کما يظهر من جملة من الأخبار فعلی الاضافة لکونهما مفردين، ولعل الاول اظهر(١) نظرا إلى النظائر کالمصطفی، والمرتضي، والمجتبی، والسجاد، والباقر وغيرهما من القاب الائمة عليهم السّلام.

نعم، في بعض الأخبار انه سئل الصادق عليه السلام عن فاطمة لم سميت زهراء؟ فقال : لانها کانت إذا قامت في محرابها زهرَ نورها لاهل السماء کما يزهر نور الکواکب لاهل الارض(٢) .

__________________

١ـ هو لحاظ الوصفية في (الزهراء) فتکون مجرورة تبعا للموصوف (فاطمة).

٢ـ هذه الرواية اخراجها الصدوق في علل الشرائع ج١، ص٢١٤ عن الامام الصادق عليه السلام.

وفي بعض الأخبار سميت فاطمة عليها السلام بالزهراء لانها کانت تزهر لامير المؤمنين عليه السّلام في النهار ثلاث مرات بالنور، کان يزهر نور وجهها فيعلمون ان الذي راوه من نور فاطمة.

فاذا نصف النهار وترتبت للصلاة زهر وجهها عليها السّلام بالصفرة حجرات الناس فتصفر ثيابهم والوانهم فياتون النبي صلی الله عليه وآله فيسالونه عما راوا فيرسلهم إلى فاطمة عليها السلام فيرونها قائمة في محرابها وقد زهر نور وجهها عليها السلام بالصفرة فيعلمون ان الذي راوا کان من نور وجهها.


ولکن يحتمل أن يراد بالتسمية مطلق الوصف کمافي حديث تسميتها بالمحدثة(١) . وفاطمة من الفطم وهو القطع، سميت بهذا الاسم، لان الله فطم من أحبها من النار کما في جملة من الروايات(٢) ، أو لانه فطمها بالعلم، وعن الطمث کما في بعضها(٣) . أو عن الشر کما في رواية يونس بن ظبيان، وفيها لفاطمة تسعة اسماء عند الله : فاطمة، والصديقة، والمبارکة، والطاهرة، والزکية ،

__________________

فاذا کان آخر النهار وغربت الشمس احمر وجه فاطمة فاشرق وجهها بالحمرة فرحا وشکرا الله عزّ وجل فکان يدخل حمرة وجهها حجرات القوم وتحمر حيطانهم فيعجبون من ذلك وياتون النبي صلی الله عليه وآله ويسالونه عن ذلك فيرسلهم إلى منزل فاطمة فيرونها جالسة تسبح لله وتمجده ونور وجهها يزهر بالحمرة فيعلمون ان الذي راوا کان من نور وجه فاطمة عليها السلام فلم يزل ذلك النور في وجهها حتی ولد الحسين عليه السلام فهو يتقلب في وجوهنا إلى يوم القيامة في الائمة منا أهل البيت امام بعد امام).

١ـ روی الصدوق في علل الشرائع ج١، ص٢١٦، عن أبي عبدالله عليه السلام يقول : إنّما سميت فاطمة عليها السلام محدثة، لان الملائکة کانت تهبط من السماء فتناديها کما تنادي مريم بنت عمران فتقول : يا فاطمة إنّ الله إصطفاک وطهرک واصطفاک علی نساء العالمين، يا فاطمة اقنتي لربك واسجدي وارکعي مع الراکعين، فتحدثهم ويحدثونها، فقالت لهم ذات ليلة : أليست المفضلُة علی نساء العالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا : إنّ مريم کانت سيدة نساء الاولين والاخرين.

٢ ـ روی الصدوق في العلل ج١، ص ٢١١، عن أبي هريرة قال : (انما سميت فاطمة، لان الله تعالی فطم من احبها من النار).

وفی بعض الروايات الله فطمها وذريتها من النار، وفي بعض فطم الخلق عن معرفتها.

٣ ـ روی الصدوق عن أبي جعفر عليه السلام قال : اما ولدت فاطمة عليها السلام اوحي الله عزّ وجل إلى ملک فانطق به لسان محمد فسماها فاطمة، ثم قال : اني فطمتک بالعلم وفطمتک عن الطمث، ثم قال أبو جعفر عليه السلام : والله لقد فطمها الله تبارک وتعالی بالعلم وعن الطمث بالميثاق.


والرضية، والمرضية، والمحدثة والزهراء(١) .

والمراد بکونها سيدة نساء العالمين کونها أشرف من جميع نساء العالمين من الاولين والاخرين لا نساء عالمها واهل زمانها کما کانت مريم(٢) . وبه وقع التصريح في رواية المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام المروية في المعاني(٣) . وفي هذه النسبة أيضا فخر ظاهر وشرف باهر للحسين عليه السلام؛ وقد افتخر بها في مواطن عديدة(٤) . کيف لا وفاطمة بنت رسول الله صلی الله عليه وآله ولها من الفضل ما لا

__________________

١ـ روی الصدوق في نفس المصدر عن الحسن بن عبدالله بن يونس بن ظبيان، قال : أبو عبدالله عليه السلام لفاطمة عليها السلام تسعة اسماء عند الله عزّ وجل : فاطمة والصديقة والمبارکة والطاهر والزکية والراضية والمرضية والمحدثة والزهراء ثم قال : لولا ان أمير المؤمنين عليه السلام تزوجها ما کان لها کفؤ إلى يوم القيامة علی وجه الارض، آدم فمن دونه.

٢ ـ روی العلامة المتقي الهندي في کنز العمال عن رسول الله قال : (يا فاطمة اما ترضين ان تکونی سيدة العالمين وسيدة نساء المؤمنين وسيدة نساء هذه الامة) ج١٢ ح٣٤٢٣٢.

٣ ـ روی الشيخ الصدوق في معاني الأخبار ص ١٠٧، ط : الاعلمي : (عن المفضل بن عمر قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : اخبرني عن قول رسول الله صلی الله عليه وآله في فاطمة انها سيدة نساء العالمين) اهي سيدة نساء عالمها؟ فقال : ذاك لمريم کانت سيدة نساء عالمها، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين).

وللمزيد راجع کتاب بحارالانوار، ج٤٣ حياة الزهراء عليها السلام، ط : دار احياء التراث العربي.

٤ ـ افتخر الامام الحسين بنسبه الطاهر في ارجوزته التي رواها أبو مخنف في مقتله ص ١٣٤ حيث قال عليه السلام :

«والدي شمس وامی قمر

فانا الکوکب وابن الفرقدين

فضة قد صفيت من ذهب

فانا الفضة وابن الذهبين


ينکره المخالف أيضا(١) .

وقدکتب زياد بن أبيه لعنه الله إلى الحسن بن علي عليهم السلام : من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة ؛ أمّا بعد فقد اتانی کتابک تبدا فيه بنفسک قبلی إلى آخر ما کتبه، فبعث عليه السلام بکتاب الملعون إلى معاوية، فکتب إلى زياد : اما بعد فان الحسن بن علي بعث إلي بکتابک اليه جوابا عن کتاب کتبه إليك إلى قوله : واما کتابک إلى الحسن باسمه واسم امه ولا تنسبه إلى أبيه فان الحسن – ويحک - من لا يرمي به الرجوان، واي ام وکلته لا أم لك اما علمت انها فاطمة بنت رسو الله؟ فذاك افخر له لو کنت تعقله(٢) وقد يقال: إنّ فاطمة بعد رسول الله وأمير المؤمنين عليهم السلام أفضل من سائر الائمة وهو کما تری(٣) .

__________________ ـ

من له جد کجدي في الواری

او کشيخي فانا ابن العلمين

امي الزهراء حق وابي

وارث العلم مولی الثقلين»

١ـ راجع ينابيع المودة للقندوزي، والثغور الباسمة بفضائل فاطمة للسيوطي، ونور الابصار للشبلنجي، والدر المنثور للسيوطي، وفرائد السمطين والبحار ج٤٣ حياة الزهراء عليها السلام.

٢ـ ذکرها البلاذري في انساب الاشرف ج٣، ص٥٢. وذکرها السيد سلطان الواعضين في کتابه الفرقة الناجية ص ٢٧٦، ترجمة الاخ فاض الفراتی.

وختم معاوية رسالته بهذه الابيات :

«اما حسن فان الذي کان قبله

اذا ار سار الموت حيث يسير

وهل يلد الريبال الانظيره

وذا حسن شبه له ونظير

ولکنه لو يوزن العلم والحجا

بامر لقالو ا يذبل وثبير

٣ـ ومما يدل علی ان فاطمة عليها السلام أفضل من سائر الائمة عليهم السلام :

اولا : روی المفيد في الارشاد حديثا ج٢، ص٩٣، والطبرسي في اعلام الوری ص ٢٣٩ عن الامام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء قال لاخته زينب عليها السلام : (ابي حير مني، وأمّي خير مني ،


السلام عليك يا ثار الله وابن ثار والوتر الموتور

الثار مهموز العين کالراس والکاس * قد یخفف الهمز بقلبه الفا مثلهما کما هو المظبوط في کثيرمن کتب الزيارات طلب الدم، کما في نهاية ابن الاثير(١) . قال في حديث محمد بن مسلمة يوم خبير : «انا له يا رسول الله الموتور الثائر(٢) ای طالب الثار وهو طلب الدم، يقال : ثارت القتيل وثارت به فانا ثائر ايقتلت قاتله(٣) . ومنه الحديث ياثارات عثمان أي يا أهل ثاراته، ويا ايها الطالبون بدمه

__________________

واخي خير مني).

ثانيا : روی الصادق في اماليه ص ٤٣٧ المجلس ٦٧. قال رسول الله صلی الله عليه وآله : (الحسن والحسين فاضلان في الدنيا والآخرة وابوهما أفضل منهما).

ثالثا : روايات الکوفية وهي : روی الصدوق في اماليه ص ٥٩٢ المجلس ٨٦، وعلل الشرائع ص ١٧٨ عن الامام الصادق عليه السلام : (لولا ان أمير المؤمنين تزوجها لما کان لها کفؤ علی وجه الارض إلى يوم القيامة آدم فمن دونه).

وفی الحديث القدسي عن جبرئيل قال : (يا محمد ان الله جل جلاله يقول : لو لم اخلق عليا لما کان لفاطمة ابنتک کفؤ علی وجه الارض، ادم فمن دونه).

رابعا : الحديث المروي عن الامام الحسن العسکري عليه السلام قال : (نحن حجج الله علی خلقه وجدتنا فاطمة حجة علينا).

* ـ هنا واو ساقطة کما في النسخة الخطية.

١ـ نهاية ابن الاثير ج١، ص١٩٩. ط : دار الکتاب العلمية >

٢ ـ مسند أحمد بن حنبل ج٣، ص ٣٨٥، والنهاية ج١، ص١٩٩.

٣ ـ نهاية ابن الاثير، ج١، ص١٩٩.


فحذف المضاف واقام المضاف اليه مقامه(١) . وقال الجواهري يقال : ياثارات فلان أي يا قتلة فلان(٢) ، فعلی الاول يکون قد نادي طالبي الثار ليعينوه علی استيفائه واخذه، وعلی الثاني يکون قد نادي القتلة تعريفا لهم وتقريعا الخ(٣) . اومشترک بينه وبين الدم وقاتل الحميم کما يظهر من (ق) قال الثار : الدم والطلب به وقاتل حميمک(٤) ، أو حق القصاص واستيفاء عوض الدم کما يظهر من المطرزي قال ادرک فلان ثاره يعني قتل قاتل حميمه(٥) ، ولعله راجع إلى ما تقدم ويحتمل ان يکون الثار في المقام وامثاله بالالف مخففا من الثائر کما في رهار علی أحد الوجهين، أو مصحفا منه کما في مجمع الطريحي قال والثائر الذي لايبقي علی شيء حتی يدرک ثاره(٦) . وفي مخاطبة الامام حين الزيارة (اشهد انّك ثار الله وابن ثاره).

ولعله مصحف من يا ثائر الله وابن ثائره، وکيف کان فهذه الفقرة(٧) تحتمل(٨) وجوها :

احدها : ان المراد انّك طالب دم(٩) الشهداء لله ولاجله وفي سبيله في زمان

__________________ ـ ـ ـ

١ـ نفس المصدر، ولسان العرب لابن منظور ج٢، ص ٧٧.

٢ ـ الصحاح ص ٨١. ط : دار الفکر، ولسان العرب.

٣ ـ وتفظيعا للامر عليهم.

٤ ـ راجع قاموس المحيط للفيروز ابادي، ولسان العرب ج٢، ص٧٧.

٥ ـ لسان العرب والمنجد في اللغة ص ٦٨.

٦ ـ راجع کتاب مجمع البحرين للطريحي.

٧ ـ أي فقرة الزيارة وهي (ياثارالله وابن ثاره).

٨ ـ في النسخة الخطية (يحتمل) بدل (تحتمل).

٩ ـ في النسخة الخطية (الدم) بدل (دم).


رجعتک إلى الد نيا(١) ، ولا يجوز فيه لو جعلنا الثار مخففا من الثارئر الذی هو طالب الدم ووليه، واما علی غيره فلا بد من حذف مضاف ای ولی دم الشهداء لله، أو في الله کما قال الله : (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا)(٢) وقيل : ای انّك أهل طلب دم الشهداء في الله ای في سبيله حين الرجعة فتامل.

وثانيا : ان المراد انّك قتيل لاجل الله وفي سبيله فتجوز عنه بلفظ الثار الذي هو الدم لبعض العلائق المصححة.

وثالثا : ان المراد انّك قتيل قتلته محبة الله(٣) ، کما قال : ومن عشقته(٤) . قال الشاعر :

«باح مجنون عامر بهواه

وکتمت الهوی فمت بوجودي(٥)

واذا کان في القيامة نودي

من قتيل الهوی تقدمت وحدي»

__________________ ـ ـ ـ

١ ـ عندنا کثير من الروايات التي تؤکد الرجعة، واول من يرجع هو الامام الحسين عليه السلام ويحکم في رجعته حتی يشيب ويسقط حاجباه علی عينيه. وللزيادة راجع مختصر بصائر الدرجات، والرجعة للاستر ابادي.

٢ ـ الاسراء : ٣٣.

٣ ـ في خصوص محبة الله سبحانه للعبد شواهد من الکتاب والسنة ناطقة بان الله سبحانه يحب العبد، کقوله تعالی في سورة المائده (٥٧) : (يحبهم ويحبونه) وقوله تعالی في سورة الصف(٤) : (انالله يحب الذين يقاتلون في سبيله).

وقال الرسول صلی الله عليه وآله حاکيا عن الله تعالی : «لا يزال العبد يتقرب الي بالنوافل حتی احبه، فاذا احببته کنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به».

(راجع جامع السعادات ج٣، ص١٨٠ وص١٩٠).

٤ ـ لم نعثر علی هذا الحديث في المصادر المعتبرة عندنا.

٥ ـ في النسخة الخطية (بوحدي) بدل (بوجدي).


ومما ينسب اليه(١) قوله عليه السلام :

«ترکت الناس طرا في هواکا

وايتمت العيال لکي اراکا

فلو قطعتني اربا فاربا

لما حن الفؤاد إلى سواکا»(٢)

والتجوز علی حسب ما تقدم.

ورابعا : ان المراد ان الله سبحانه ولي دمک يطلب بدمک من اعدائک ففيه أيضا تجوز بالثار الذي هو طلب الدم عن المطلوبه بدمه.

قيل : وحينئذ يقدر مضاف للثار أي أهل ثار الله ويکون اضافة الثار إلى الله بمعني من، أي انّك أهل طلب الدم من الله أي طلب الدم الذي يکون الطلب ناشئا منه وأنت أهل لذلک الطلب الناشئ منه فتبدر.

وخامسها : ان المراد انّك صاحب الدم الذي عظمه الله وشرفه علی سائر الدماء، فالمضاف محذوف والاضافة تشريفية کما في روح الله وبيت الله، ويحتمل ان يراد بالثار صاحبه علی التجوز في نفس الکلمة.

وسادسها : ان المراد يامن ثاره ثار الله أي بمنزلته، کما في يد الله وعين الله. ونصب الوتر عطفا علی المنادي المضاف(٣) لکون المعطوف عليه(٤) کالمستقل وهو بالکسر علی المضبوط في الزيارات، والمشهور في القراءات الفرد

__________________

١ـ أي إلى الامام الحسين عليه السلام.

٢ ـ وفی بعض المصادر هکذا :

«الهي ترکت الخلق طرافي هواکا

وايتمت العيال لکي اراکا

فلو قطعتني في الحب اربا

لما مال الفؤاد إلى سواکا»

(راجع اسرار الشهادة ص ٤٢٣، واخلاق الامام الحسين عليه السلام ص ٢٥٨).

٣ ـ وهو (ياثار) وحکمه النصب لانه مضاف إلى لفظ الجلالة (الله).

٤ ـ المعطوف عليه هو (ثار).


فهو عليه السلام وتر لتفرده في الکمال في عصره، أو بقبوله للامانة أي الشهادة الکلية التي عرضها الله في الذر علی عباده فابوا من حملها واشفقوا منها فحملها فکان ظلوما أي مظلوما جهولا أي مجهول القدر(١) لعلو وارتفاع همته کما قال :

«سبقت العالمين إلى المعالي

بحسن خليقة وعلو همة

فلاح بحکمتي نور الهدي في

ليال في الضلالة مدلهمة

يريد الجاحدون ليطفئوه

ويابي الله الا ان يتمه»(٢)

والموتور يحتمل ان يکون تاکيدا(٣) للوتر من قبيل قولهم برد بارد، وليل اليل، وشعر شاعر، وفي التنزيل : (وحجرا محجورا)(٤) ، وان يکون من قبيل قوله عليه السلام : انا الموتور أي صاحب الوتر أي الطالب بالثار من الوتر والوتيرة والترة وهو طلب الثار، وان يکون من قبيل قوله : (من فاتته صلاة العصر فکانما وتر اهله وماله)(٥) أي نقص. يقال وترته إذا نقصته فکانک جعلته وترا بعدان کان کثيرا، ومنه قوله تعالی : (ولن يترکم اعمالکم)(٦) أي ولن ينقصکم

__________________

١ـ اشارة إلى الاية القرانة المبارکة في سورة الاحزاب اية (٧٢) قوله تعالی : (انا عرضناالامانة علی السموات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه کان ظلوما جهولا).

٢ ـ المناقب ج٤، ص٧٤، والبحار ج٤٤، ص١٩٤، والعوالم ج١٧، ص٦٩، واخاق الامام الحسين ص ٦١.

هذه الابيات منسوبة إلى الامام الحسين عليه السلام.

٣ ـ تاکيد لفظي.

٤ ـ سورة الفرقان : ٥٣.

٥ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٦٤٧.

٦ ـ سورة محمد صلی الله عليه وآله : ٣٥.


فهو عليه السلام موتور أي منقوص مکسور صولته بقتل اعوانه وانصاره من اخوانه واولاده وغيرهم ممن قتل بکربلاء فصار فردا لم ينصره أحد کما قيل : في فتية ساعدوا وواسوا وجاهدوا اعظم الجهاد حتی تفانوا(١) وظل فردا ونکسوه عن الجواد، وان يکون من قولهم : فلان موتور أي قتل له قتيل فلم يدرک بدمه وهو عليه السلام وان قتل يوم کربلاء کثيرا من اعدائه اضعاف من قتل من اوليائه الا انه لوقتل جميعهم لم يعدل سهما خرق حلقوم طفله الرضيع.

__________________

١ـ وقد وصفهم مشاهدوا المعرکة من جند ابن سعد ـ کما ينقل المعتزلي في شرح النهج ج ١، ص ٣٠٧ ـ بقولهم :

(ثارت علينا عصابة ايديها في مقابض سيوفها کالاسود الضارية، تحطم الفرسان يمينا وشمالا، وتلقي انفسها علی الموت لا تقبل الامان، ولا ترغب في المال ولا يحول حائل بينها وبين الورد علی حياض المنية، لو کففنا عنهم رويدا لاتوا علی المجموع بحذافيرها).

وقال اسد حيدر في کتابه (مع الحسين في نهضة) ص ٢٣١، ط : بيروت : «کانوا يتسابقون للذئد عن السين والدفاع عن مبادئه، وهم يتلقون سهام اعدائه وهي تهوي عليهم کشابيب المطر، فکلما صرع واحد منهم حل مکانه اخر، يدفع عنه بصدره ويجود من اجله برحه».

وقد وصفهم الامام الحسين عليه السلام بقوله : (لقد خبرتهم وبلوتهم، فلم اجد فيهم الاالاشوش الاقعس، يستانسون بالموت دوني استيناس الطفل بمحالب امه). (ابصار العين ص١٠).

وقد وصفهم الامام الصادق عليه السلام بقوله : «ان أصحاب جدي الحسين، کانوا لا يحسون بالم الحديد».


السلام عليك وعلی الارواح التي حلت بفنائك(١)

الحلول : النزول ف يقال : حل المکان وبه نزل(٢) ، وفناء الدار بالکسر ما اتسع من امامها، والمراد بالاروح ارواح اصحابة واعوانه الذين استشهدوا بين يديه ونزلوا بفناء محبته والوفاء بعهود مودة عليه السلام واستقاموا علی طريق بيعته حتی قال عليه السلام في حقهم : (لا اعلم اصحابا اوفی ولاخير من اصحابي)(٣) ، ولنعم ماقيل :

(هم سادة قد عظمت اجورها

بدت لهم عند اللقاء حورها

في جنة عالية قصورها

قطوفها دانية لمن يری

فعاينوا الحورعليهم تشرف

وجنة الخلد لهم تزخرف

فعانقوا بيض الظبا وارتشفوا

من القنا کاس الفناء سکرا

حتی ابيدوا کلهم علی ظما

بين طعين وجريح ظلما

فيالهم من ناصرين کرما

باعوا علی الله النفوس فاشتری)

ويمکن ان يراد بحلولها وساحته حشرها معه في حضرة القدس، فان

__________________

١ـ شرح هذه الفقرة غير موجود في النسخة الخطية التي اعتمدنا عليها.

٢ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ج ١، ص١٤٧وص١٤٨.

٣ ـ الکامل في التاريخ لابن الاثير ج٣ف٤١٦، ط : بيروت. والطبري في تاريخة ج٦، ص٢٣٨ إلى أنْ قال لهم الامام الحسين عليه السلام : «ولااهل بيت ابر ولا اوصل من أهل بيتي، فجزاکم اللع عني جميعا خيرا، الاواني اظن يومنا من هؤلاء الاعداء غدا، واني قد اذنت لکم فانطلقوا جميعا في حل ليس عليکم مني ذمام، وهذا الليل قد غشيکم فاتخذوه جملا ولياخذ کل رجل منکم بيد رجل من أهل بيتي فجزاکم الله جميعا خيرا وتفرقوا في سسوادکم ومدائنکم، فان القوم إنّما يطلبونني ولو اصابوني لذهلوا عن طلب غيري».


المرء يحشر مع من احبه، والاخبار متظافرة بذلك(١) ، وفي الحلول بالفناء اشارة إلى انحطاط درجتها عن درجته کما هو کذلک في نفس الامر بالضرورة فانها ما نالت هذا المقام الا بمحبته والفناء في عشقه ومودته، فياليتنا کنا معهم فنفوز فوزا عظيما(٢) ، ولکن الصحيفة الالهية قد انطوات عليهم لم يزد علی عدتهم أحد ولم ينقص منهم احد.

(فيا طول الاسي من بعد قوم

ادير عليهم کاس الافول

__________________

١ـ راجع البحار ج٢٧، ص ١٠٠ ومنها :

قام ثوبان مولی رسول الله صلی الله عليه وآله قال : بأبي أنت وأمّي يارسول الله متی قيام الساعة؟ فقال رسول الله صلی الله عليه وآله : ما اعددت لها اذ تسال عنها؟ قال : يارسول الله ما اددت لها کثير عمل الا اني احب الله ورسوله، فقال رسول الله صلی الله عليه وآله : وإلی ماذا بلغ حبک لرسول الله صلی الله عليه واله؟ قال : والذي بعثک بالحق نبيا ان في قلبي من محبتک ما لو قطعت بالسيوف ونشرت بالمناشير وقرضت بالمقاريض واحرقت بالنيران وطحنت بارحاء الحجارة کان احب الي واسهل علي من ان اجد لك في قلبي غشا أو بغضا لاحد من أهل بيتک واصحابک واحب الخلق الي بعدک احبهم لك وابغضهم الي من لا يحبک ويبغضک أو يبغض أو يبغض احدا ممن تحبه فان قبل هذا مني فقد سعدت وان اريد مني عمل غيره فما اعلم لي عملا اعتمده واعتد به غير هذا احبکم جميعا أنت واصحابک ان کنت لااطيقهم في اعمالهم، فقال صلی الله عليه وآله : ابشر فان المرء يوم القيامة مع من احبه، يا ثوبان لوکان عليك من الذنوب ملا ما بين الثری إلى العرش لانحسرت وزالت عنک بهذه المولاة اسرع من انحدار الظل عن الصخرة الملساء المستوية إذا طلعت عليه الشمس ومن انحسار الشمس إذا غابت عنها الشمس.

٢ ـ هذه اشارة إلى الاية القرانية في سورة النساء (٧٣)، قوله تعالی : (ياليتنی کنت معهم فافوز فوزا عظيما).


تعاورهم اسنة آل حرب

واسياف قليلات القلول

بتربة کربلاء لهم ديار

يتامی الاهل دراسة الطلول

تحيات ومغفرة وروح

علی تلک المحلة والعلول

ويحتمل ان يراد بالارواح أجسادهم الشريفة الطاهرة المدفونة في الروضة المقدسة الطيبة لطهارتها، ونزاهتها عن الادناس البشرية والعلائق العنصرية فصارت بمنزلة الارواح اللطيفة المجردة.

وحکي انه قد تراس تلميذ لقلانوس الحکيم علی الهند فرغب الناس في تلطيف الابدان وتهذيب الانفس وکان يقول :

ای امرء هذب نفسه واسرع في(١) الخروج عن هذا العالم الدنس، وطهر بدنه عن(٢) اوساخ هذا العالم ظهر له کل شيء وعاين کل غائب، وقدر علی کل معتذر، وکان مسرورا محبورا(٣) ماتذا عاشقا، لا يمل ولا يکل، ولا يمسه نصب ولا لغوب(٤) .

قال الشهرستاني(٥) : ولما وصل الاسکندرالی تلک الديار واراد محاربتهم صعب عليه افتتاح مدينة أحد الفريقين وهم الذين کانوا يرون استعمال اللذات في هذا العالم بقدر القصد الذي لایخرج إلى فساد البدن، فجهد حتی افتتحها وقتل منهم جماعة من أهل الحکمة فکانوا يرون جثث قتلاهم مطرحة(٦) کانها

__________________

١ـ في الاصل وهو الملل والنحل للشهرستاني [في] ساقطة.

٢ ـ في الملل والنحل بدل (عن) (من).

٣ ـ في الملل والنحل فقط (محبورا).

٤ ـ الملل والنحل للشهرستاني ج١، ص٤١٣، ط : دارالفکر (١٩٩٩م).

٥ ـ نفس المصدر.

٦ ـ في الملل والنحل (مطروحة).


جثث السمک الصافية النقية التي في الماء الصافي، فلما راوا ذلك(١) ندموا علی فعلهم وامسکوا عن الباقين. فاذا کان هؤلاء أجسادهم بهذه المثابة من اللطافة فکيف ظنک بالفتية الذين رباهم الحسين بن علي عليهم السلام وصفتهم بالشهادة، وبلغ بهم اعلی مراتب السعادة. وقد تقرر في محله ان الجسد بالرياضية والتصفية وتذهيب الاخلاق يتلون بلون الروح، کما ان الروح بمتابعة النفس الامارة تتلون بلون الجسد والله اعلم.

__________________

١ـ في الملل والنحل هکذا (وذلک بهم).


(١) عليکم مني جميعا سلام الله ابدا

مابقيت وبقي الليل والنهار

تقديم الخبر(٢) لافادة الحصر، وجميعا حال من ضمير الجمع، ويحتمل بعيدا من ضمير النفس أي بلساني وجناني، وفي اضافة السلام إلى الله اشارة إلى أنْ اللائق بهم سلامه تعالی، کما قيل :

«سلام من الرحمن نحو جنابکم

فان سلامي لا يليق بباکم»

وابدا ظرف عامله الاستقرار المحذوف وجوبا وهو الخبر بحسب المعنی، ويحتمل کونه السلام، وما بقيت أي مدة بقائی وبقاء الليل والنهار فهو تفسير بحسب المعنی لابدا، وما حرفية مصدرية والظرفة مستفادة من المضاف المحذوف ولاتنافي بين نسبة السلام إلى الله وکونه من الزائر وناشئا منه کما يقتضية من الابتدائية، فان المراد انه يطلب من الله ان يديم سلامه عليه، ويجعله مستمرا دائما فيقول : سلام الله أبدا عليکم، أو انه يسلم عليکم بسلام الله أبدا في حال حياته وبعد وفاته، فالمراد بسلام الله نحوه ونوعه کما في : سبحان الله أي سبحت نحو تسبيحه اللائق به الذی علمناه والهمناه فکما ان مطلق تسبيحنا لله لايناسب ببابه تعالی کذلک مطلق تسليمنا لا يليق بجنابه عليه السلام.

__________________

١ـ يبدو من هذه الفقرة قد سبقها کلام کما في کامل الزيارات هکذا ورد قبل (عليکم مني ...) وبعد (حلت بفنائك ) (اناخت برحلک).

٢ ـ وهو الجار والمجرور (عليکم) وهو الان خبر مقدم، واخر المبتدا وهو (سلام ..) وهو الان مبتدا مؤخر.


يا اباعبدالله، لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت(١) المصيبة

بک علينا، وعلی جميع أهل الاسلام، وجلت وعظمت مصبيتک

في السلماوات علی جميع أهل السماوت

جدد ندائه لتجديد الحزن وتوفير البکاء عليه فانه لا يذکر عند مؤمن الا وحزنة يتجدد وعبرته تجري(٢) .

واللام في لقد لتوطئة القسم أي والله لقد عظمت الرزية، وهي بفتح الراء المهملة وکسر المعجمة وتشديد الياء(٣) وربما يبقي الهمزة علی حالها فيقال : رزيئة من الرزء وهو المصيبة بفقد الاعزة والاحباب(٤) . والمصيبة اعم فانها الامر المکروه الذي يحل بالانسان کالمصابة والمصوبة وکيف لا تعظم علينا وعلی جميع أهل الاسلام رزيته ولاتجل مصيبة، وقد خص بالشهادة الکلية المتضمنة لجميع انواع الرزايا والمصائب ولذا کانت مصيبة اعظم المصائب.

__________________

١ـ (عظمت في کامل الزيارات غير موجودة).

٢ ـ عن ابن خارجة عن أبي عبدالله عليه السلام قال : کنا عنده فذکرنا الحسين بن علي عليهم السلام وعلی قاتله لعنة الله فبکی أبو عبدالله عليه السلام وبيکنا، قال : ثم رفع راسه فقال : قال الحسين بن علي عليهم السلام : انا قتيل العبرة لايذکرني مؤمن الابکی. (کامل الزيارات ص ١٠٨، والبحار ج٤٤، ص٢٧٩). وفي حديث آخر عن الامام صادق عليه السلام عن ابائه عليهم السلام قال : قال أبو عبدالله الحسين بن علي عليهم السلام : (انا قتيل العبرة لايذکرني مؤمن الا استعبر). البحار ج٤٤، ص٢٨٤.

وفي حديث آخر في البحار ج٤٤، ص٢٧٩، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال الحسين بن علي : انا قتيل العبرة قتلت مکروبا، وحقيق علی الله ان لا ياتيني مکروب قط الا رده الله أو اواقلبه إلى اهله مسروا.

٣ ـ راجع المصباح المنير للفيو مي ص٢٢٦، ط : دارالهجرة.

٤ ـ نفس المصدر.


قال الصادق عليه السلام : (ان اباعبد الله عليه السلام لما مضي بکت عليه السماوات السبع وما فيهن والارضون السبع وما فيهن وما بينهن وما في الجنة والنار من خلق ربنا وما يری وما لايری)(١) .

وقال الامام الباقر عليه السلام : (بکت الانس والجن والطير والوحش علی الحسين بن علي عليهم السلام حتی ذرفت دموعها)(٢) .

وعن جبلة المکية قالت : سمعت ميثم التمار يقول : والله لقتل هذه الامة ابن نبيها في المحرم لعشر يمضين منه وليتخذن اعدء الله ذلك اليوم برکة، وان ذلك لکائن قد سبق في علم الله، العلم ذلك بعهد(٣) عهده الي أمير المؤمنين عليه السلام، فلقد اخبرني انه يبکي عليه کل شیء حتی الوحوش في الفلوات، والحيتان في البحار، والطير في (جو)(٤) السماء وتبکي عليه الشمس والقمر والنجوم والسمائ والارض، ومؤمنو الانس والجن، وجميع ملائکة السماوات والارضين، ورضوان ومالک وحملة العرش، وتمطر السماء دما ورمادا(٥) .(٦)

__________________

١ـ البحار ج٤٤، ص٢٨٦، ط : المکتبة الاسلامية.

٢ ـ روی هذا الحديث ابن قولويه عن الامام الباقر عليه السلام في کامل الزيارات. عن ام سلمة قالت : ما سمعت نوح الجن الا في الليلة التي قتل فيها الحسين عليه السلام سمعت قائلا يقول :

«الا يا عين فاختلفی بجهد

ومن يبکي علی الشهداء بعدي

علی رهط تقودهم المنايا

الی متجبر في ثوب عبد»

(راجع تذکرة الخواص، ص ٢٤١ لابن الجوزي).

٣ ـ في النسخة الخطية (لعهد) بدل (بعهد).

٤ ـ بين القوسين في المصدر غير موجود.

٥ ـ في النسخة الخطية (رفادا) بدل (رمادا).

٦ ـ ـ تکملة الرواية في علل الشرائع للشيخ الصدوق ج١، ص ٢٦٧، ط : الاعملي. ثم قال :


والاخبار من هذا القبيل متواترة، فالتخصيص بالمسلمين واهل السماوات لتاثير هذه المصيبة في قلوبهم اعظم التاثير علی الوضع المعروف، ولکن تاثيرها ففففي سائر الموجودات علی وضع آخر کما لا يخفی علی من تاملسات تدبر، قال بعضهم :

مصائب سائت کل من کان مسلما

ولکن عيون الفاجرين اقرت

اذا ذکرت نفسي مصيبة کربلا

واشلاء(١) سادات بها قد تقرت

اضاقت فؤادي واستباحت تجارتي

وعظم کربي ثم عيشي امرت

اريقت دماء الفاطميين بالملا

فلو عقلت شمس النهار لخرت(٢)

__________________

(وجبت لعنة الله علی قتلة الحسين عليه السلام کما وجبت علی المشرکين الذين يجعلون مع الله الها آخر وکما وجبت علی اليهود والنصاری والمجوس. قالت جيلة : فقلت له : يا ميثم فکيف يتخذ الناس ذالک اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام يوم برکه؟

فبکی ميثم ثم قال : يزعمون لحديث يضعونه انه اليوم الذي قبل الله فيه توبة داود وانما قبل الله عزّ وجل توبته في ذي الحجة، ويزعمون انه اليوم الذي اخرج الله فيه يونس من بطن الحوت وانما اخرج الله عزّ وجل يونس من بطن الحوت في ذالحجة. ويزعمون انه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح علی الجودي وانما استوت علی الجودي يوم الثامن عشر من ذي الحجة، ويزعمون انه اليوم الذي فلق الله تعالی دفيه البحر لبني اسرائيل وانما کان ذلك في ربيع الاول، ثم قال ميثم : يا جبلة اعلمي ان الحسين بن علي عليه السلام سيد الشهداء ويوم القيامة ولاصحابه علی سائر الشهداء درجة، يا جبلة إذا نظرت السماء حمراء کانها دم عبيط فاعلمي ان سيد الشهداء الحسين قد قتل.

قالت جبلة فخرجت ذات يوم فرايت الشمس علی الحيطان کانها الملاحف المعصفرة فصحت حينئذ وبکيت وقلت : قد والله قتل سيدنا الحسين عليه السلام.

١ـ اشلاء : أي اعضاء، جمع شلو ـ بالکسر وهو العضو.

٢ ـ هذه الابيات وجدتها في بحار الانوار ج٤٥ (حياة الامام الحسين عليه السلام) ص ٢٨٠، ط : دار التراث العربي


فلعن الله أمّة اسست اساس الظلم والجور عليکم أهل البيت

هذا تفريح علی عظيم رزئه وجليل مصابه لاستحقاق من رزئه بهذه الرزية واصابه بهذه المصيبة(١) اللعن بحکم العقل(٢) ، والنقل کما في رواية جبلة المشمار اليها عن ميثم التمار حيث قال : وجبت لعنة الله علی قتلة الحسين، کما وجبت علی اليهود والنصاری والمجوس(٣) .

فما ذکره بعض علماء العامة(٤) مما يستحي القلم عن تحريره من عدم جواز اللعن علی يزيد بن معاوية لعنه الله عناد بحت وتسويل شيطانی، لا يصغي اليه من شم رائحة الاسلام(٥) ، فکيف بالعلماء الاعلام. وابتدا بلعن من اسس اساس

__________________

١ـ وهي فاجعة الطف التي روعت قلب الحسين عليه السلام وابکت عيون محبيه وانصاره، وايتمت عياله واطفاله، وفرحت بها اعداءه وانداده.

٢ ـ ان العقل السليم يحکم ويدرک ـ بان کل من نصب العداء والحرب والقتل (لمحمد) صلی الله عليه وآله عليهم السلام يستحق اللعنة والعداء والبراءة منهم، واذا العقل لم يحکم بهذا الحکم فهو مشکوک به.

٣ ـ راجع علل الشرئع للشيخ الصدوق ص ٢٦٧، ج١، ط : الاعلمي.

٤ ـ هو الغزالي في کتابه (احياء علوم الدين) ج٣، ص ١٢١ ـ ١٢٢.

٥ ـ وفي نفس الوقت لم يتوقف العلماء المنصوفون في کفر يزيد وزندقته ولعنه واجمعوا علی لعنه، منهم :

ا ـ سعد الدين التفتازاني في شرح العقائد النسفية ص ١٨١، قال : (والحق ان رضا ـ يزيد ـ بقتل الحسين واهانته أهل بيت رسول الله مما تواتر معناه، فنحن نتوقف في ايمانه فلعنة الله عليه وعلی أنصاره وعلی اعوانه).


الظلم، وزرع بذر الجور وهم صنما قريش وجبتاهما(١) واتباعهما ممن

__________________

صاحب کتاب (شفاء الصدور) قد رد علی الذين لم يجيزوا له=عن يزيد کابی حامد الغزالي صاحب کتاب (احياء علوم الدين) فانشا يقول :

(قل لمن لا يجيز لعن يزيد

انت ان فاتنا يزيد يزيد

زادک الله لعنة وعذابا

وله الله ضعف ذاك يزيد)

جـ ـ السمهودِ قال : اتفق العلماء علی جواز لعن من قتل الحسين أو امر بقتله أو اجازه، أو رضي به.

د ـ سئل ابن الجوزي عن ـ لعن يزيد ـ؟ فقال : (اجاز أحمد ـ لعنه ـ ونحن نقول : لا نحبه، لما فعل بابن بنت نبيا، وحمله آل رسول الله صلی الله عليه وآله سابيا إلى الشام علی اقتاب الجمال، وتجريه علی آل رسول الله، فان رضيتم بهذه المصالحة، بقولنا : لا نحبه، والا رجعنا الي اصل الدعوی جواز لعنته).

(راجع مرآة الجنان، ج٨، ص٤٩٦، ط : حيدر اباد).

١ـ روی الکلينی في الکافي ج٨، ص ٣٤٢، ح١٠، عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا : (سمعنا اباعبدالله عليه السلام وهو يلعن في دبر کل صلاة مکتوبة اربعة من الرجال واربعا من النساء فلان وفلان وفلان ومعاوية ويسميهم، وفلانة وفلانة وهند وام الحکم اخت معاوية).

ـ ورد في رجال الکشي ص ١٨٠، عن الامام الصادق عليه السلام قال : " (نحن معاشر بني هاشم نامر کبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما).

ومن اراد التفصل يرجع إلى کتاب (نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت) للمحقق الکرکي المعروف بالمقق الثاني.


اعانو هما علی غصب الخلافة من اهلها(١) ، لکونه اول ظالم ظلم حق آل محمد صلی الله عليه وآله فهو(٢) العلة الاولية الموجبة لوقوع هذه المصيبة العظمی، وحدوث هذه الرزية الکبری(٣) فاستحقا اللعن اولا. وقد ورد في بعض الأخبار انه : (ما من محجمة دم اهريقت الا وفي اعناقهما يوم القيامة)(٤) .

وماذاك الّا لما قننّنا من قوانين يترتب عليها تمام انواع الظلم ،. اسسا من قواعد البدعة في الدين يتفرع عليها جميع انواع المعاصي والجور.

والاساس : اصل البناء بل اصل کل شیء کالاس مثلثة(٥) واسست اساس الظلم أي بنت بنيانه.

وأهل البيت تصح إمّا علی النداء(٦) أو علی الاختصاص(٧) کما في قوله تعالی : (ليذهب عنکم الرجس أهل البيت)(٨) .

__________________ ـ ـ ـ ـ

١ـ ومن المعلوم والواضح لکل ذي لب وعقل، ان الخلافة من بعد الرسون صلی الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام بالنصوص الصريحة من الرسول صلی الله عليه وآله علی خلافته وولايته. وانه عليه السلام اشار إلى احقيته بالخلافة وقدرته واو لوليته، واشار عليه السلام إلى کيفية غصبها من قبل ابن أبي قحافة في خطبته المعروفة بـ (الشقشقية) في نهج البلاغة.

٢ ـ من المناسب ان تکون بصيغة المثنی (فهما).

٣ ـ لولا ظلمهما ماوقعت فاجعة الطف الاليمة وماساتها الحزينة.

٤ ـ اخرجه العلامة المجلسي في البحار ج٣٠، ص٣٨٣، عن الامام الباقر عليه السلام.

٥ ـ راجع الذليل إلى فقه اللغة وسر العربية للثعالبي ص ٣٥، ط : الاستانة في مشهد.

٦ ـ يعني ان اداة النداء محذوفة وهي (الياء) وبقي المنادي وهو (اهل البيت)، فکانما تقدير العبارة يکون هکذا (يا أهل البيت).

٧ ـ ان الاختصاص هو کالنداء ولکن النداء يستعمل معه حرف النداء مثل (الياء ...)، والاختصاص مجرد عن حرف النداء. وفي هذا الخصوص راجع الکتاب النحوية.

٨ ـ سورة الاحزاب : اية ٣٣.


ولعن الله أمّة دفعتکم عن مقامکم، وازالتکم عن مراتبکم

التي رتبکم الله فيها

ان قيل : کيف يمکن دفعهم عن مقامهم الذي جعله الله لهم وازالتهم عن مرتبتهم التي قرر ها لهم وقد (بلغ الله بهم اشرف محل المکرمين واعلی منازل المقربين وارفع درجات المرسلين حيث لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق ولا يسبقه سابق ولا يطمع في ادراکه طامع)(١) .

قيل عليه لم يعن بالمقام والمرتبة مقام قربهم ومرتبة ولايتهم واستحقاقهم للامامة والخلافة، فان ذلك مما يمتنع سلبه عنهم بل المراد ما ينبغي لهم بحسب الصورة والظاهر من الخلافة الظاهرية والسلطنة الصورية، ليطابق الظاهر الباطن، ويوافق الصورة الباطن.

فقوله : (رتبکم الله فيها) أي بالامر والتکليف دون الجعل والتقدير يعني امر الله الناس بان يرتبوکم في هذه المرتبة، ويجعلونکم ائمة يهتدون بکم، ويقتدون باثاراکم، ويطيعون اوامرکم کما قال : (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولی الامر منکم)(٢) ، وقد وصير رسول الله امته بذلك(٣) کله فخالفوه فبدلوا

__________________

١ـ هذا مقطع من الزيارة الجامعة المروية عن الامام الهادي عليه السلام.

٢ـ سورة النساء : اية (٥٩).

٣ـ هذه اشارة إلى حديث الثقلين المشهور بين الفريقين وهو : (اني تارک فيکم الثقلين کتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسکتم بهما فلن تضلوا بعدي). وقد اجاد اخونا الاستاذ (فاضل الفراتي) حيث بين عدة فوائد من هذا الحديث في کتابه (عظمة أمير المؤمنين عليه السلام).


دينه وغيروا سنته(١) فجعلوا هذا المقام لاعداء ذريته رغبة عن مرضاة الله وحرصا علی حطالم الدنيا، فاستحقوا اللعن الدائم من الله(٢) ورسوله وعباده الصالحين وملائکة المقربين. والفرق بين الدفع والازالة هو الفرق بين الدفع والرفع(٣) .

__________________ ـ ـ

١ـ من الواضح للعيان ولاصحاب الاذهان ان سنة رسول الله صلی الله عليه وآله غيروها وبدلوها وتجاوزوا عليها وعلی هذا شواهد کثيرة منها :

أ ـ ما ذکره السيوطي في الدر المنثور ج ٢، ص ١٤١ وتاريخ الخلفاء ص ١٢٨ وصحيح مسلم ج١، ص ٣٣٥، ط مصر : (ان عمر بن الخطاب نهی عن المتعتين، متعة النساء، ومتعة الحج).

ب ـ ان الرسول صلی الله عليه وآله کان يبکی علی الاموات مثل حمزة وياتي عمر بن الخطاب ويکذب علی الرسول الله صلی الله عليه وآله ويقول : قال الرسول الله صلی الله عليه وآله : (ان الميت يعذب ببکاء الحي عليه) وهذه مخالفة صريحة لسنته الشريفة. وکذلک من المخالفات لسنته بعد وفاته صلی الله عليه وآله ان الرسول صلی الله عليه وآله يحث علی استعمال النورة في ازالة الشعر عن البدن وتنظيفه، وکان صلی الله عليه وآله يستعملها، وقد خالفه عمر بن الخطاب في سنته هذه، فکان يحلق شعر بدنه بالموسی بدلا من النورة. (اخرجه ابن سعد في طبقاته ج٣، ص ٢٠٩).

والمتتبع يجد الکثير من المخالفات لسيرة رسول الله صلی الله عليه وآله في حياته وبعد مماته، ومن اراد المزيد عليه الرجوع إلى کتب القوم منها : (الدر المنثور للسيوطي، وتاريخ الخلفاء، وتفسير ابن کثير، وشرح النهج للمعتزلي، وصحيح مسلم، ومسند احمد، ونور الابصار للشبلنجي، وغيرها من الکتب).

٢ ـ روی الاربلي في کشف الغمة عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلی الله عليه وآله : (احفظوني في عترتي وذريتي فمن حفظني فيهم حفظه الله، الالعنة الله علی من آذاني فيهم ثلاثا).

٣ ـ في النسخة الخطية التي اعتمدنا عليها تعليق في الهامش وهو توضيح الفرق بين الدفع والرفع : ان الدفع علاج الشيء قبل الوقوع، والرفع علاجه بعد الوقوع. وبعبارة اخری علاج الواقعة قبل الوقوع يسمی بالدفع، وعلاج الواقعة بعد الوقوع يسمی بالرفع.


ولعن الله أمّة قتلتکم ف ولعن الله الممهدين لهم

بالتمکين من قتالکم

الظاهر من القاتل من باشر القتل، ويمکن ان يندرج فيه مطلق من يسعی فيه بل مطلق من يرضي به کما في بعض الاخبار.

والممهد علی بنائ الفاعل المهيئ للاسباب والمسهل للامور في کل باب واصله من المهد وهو موضوع يهيا للصبي ويوطا(١) ، والتمکين اعطاء المکنة والتمکين من الفعل وعدم المنع منه بل المساعدة عليه، والمراد بهم هنا رؤساء الجور الذين نصبوا العداوة لاهل بيت وحرضوا اتباعهم علی قتالهم وهيئوا لهم اسباب قتلهم ببذل الاموال واعداد الرجال والحث علی القتال، ويحتمل ان يراد بهم الاتباع والراعية فانه لولا اجتماعهم علی متابعة هؤلاء الطواغيت الفجرة الکفرة وملازمتهم لانقياد اوامرهم لمل حصلت لهم هذه المکنة والسلطنة والقدرة علی مقاتله آل الله المعصومين المخصوصين برسول الله، وفي حديث الخيط وجابر عن الباقر عليه السلام قال : (يا جابر ما ظنک بقوم اماتوا سنتنا وضيعوا عهدنا ووالوا اعدئنا وانتهکوا حرمتنا وظلمونا حقنا وغصبونا ارثنا واعانوا الظالمين علينا واحيوا سنتهم وساروا بسيرة الفاسقين الکافرين في فساد الدين واطفاء نور الحق)(٢) .

__________________

١ ـ راجع المصباح امنير للفيومي ص ٥٨٢.

٢ ـ هذا مقطع من حديث الخيط الذي رواه جابر بن عبدالله الانصاري واخرجه الطبري في نوادر المعجزات ص١٣٥، ح١٢، وفي مدينة المعاجز ج٤، ص٤٣٢، ح١٥٧، والمجلسي في البحار ج٢٦، ص ١٢، والبرسي في مشارق انوار اليقين ص ٨٩، واليک ملخصه :


برئت إلى الله وإليکم منهم، وأشياعهم وأتباعهم وأوليائهم

للايمان جناحان : موالاة أهل بيت النبوة ومعاداة اعدائهم وهي المعتبر عنها بالبراءة، فکما لا يکون ايمان بدون الولاية کذلک لايکون بدون البراءة(١) .

ويحتمل ان يراد بها مطلق الخلو عن محبة اعدائهم فان مع محبتهم لا يتم الولاية کما قال : (صديق عدوي داخل في عداوتي)(٢) .

وفي التنزيل : (ومن يتولهم منکم فانه منهم)(٣) ، وفي حديث المختار : (والذي بعث محمّداً بالحق لو ان جبرئيل وميکائيل کان في قلبهما شيء ـ أي من محبة الشيخين ـ لاکبهما الله في النار علی وجوههما)(٤) ، ومن في منهم

__________________ ـ

(ان بنب مروان لما کثر استقصاهم بشيعة علي بن الحسين عليهم السلام شکو اليه حالهم فدعا الباقرعليه السلام واخرج اليهم حقا فيه خيط اصفر وامره ان يحر تحريکا لطيفا فصعد السطح وحرکه، واذا بالارض ترجف وبيوت المدينة تساقطت حتی هوی من المدينة ستمائه دار، واقبل الناس هاربين اليه يقولون : اجرنا يابن رسول الله، اجرنا يا ولي الله، فقال : هذا دابنا ودابهم يستنقصون بنا ونحن نفنيهم ...).

١ ـ قال السيد عبدالله شبر في شرح الزيارة الجامعة ص ١٥٢، ط : مکتبة الامين : (... ان الايمان بهم عليهم السلام لا يتم الامع الکفر بعدوهم والبراءة منه، وان حبهم لا يجتمع مع حب اعدائهم، فان المحب من يحب اولياء المحبوب ويبغض اعدائه، وقد اشار الله تعالی إلى ذلك بقوله : (فمن يکفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسک بالعروة الوثقي).

٢ ـ اشارة إلى حديث الامام علي عليه السلام المروي في نهج البلاغة، قال : (اعداؤک ثلاثة : عدوک، وعدو صديقک، وصديق عدوک).

٣ ـ سورة المائدة : اية (٥١).

٤ ـ راجع السرائر لابن ادريس ج٣، ص ٥٦٧، والبحار ج٤٥، ص ٣٣٩، ح٥، والعوالم ص ٦٥٣، ح١٢.


للمجاوزة کما في قوله تعالی : (فويل للقاسية قلوبهم من ذکر الله)(١) أي البراء من محبتهم مجاوزا عنهم إلى محبة الله ومحبتکم فتامل، ومن في قوله تعالی : (براءة من الله ورسوله)(٢) لابتداء الغاية أي هذه الايات براءة صدرت من الله تعالی. والاشياع : جمع الشيعة(٣) .

قال في (ق)(٤) : وشيعة الرجل بالکسر اتباعه وانصاره والفرقة علی حده وتقع علی الواحد والاثنين والجمع والمذکر والمؤنث إلى أنْ قال : والجمع اشياع وشيع کعنب، فاشياعهم واتباعهم مرادفان، ويمکن تخصيص الاول بالخواص والمتابعين لهم حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، کما ان اشياع أهل البيت واتباعهم واوليائهم اولياء الله الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون(٥) .

وکيف کان فالمؤمن هو المؤمن بمقام آل الرسول المحب لهم بالسر والعلانية ومن کان کذلک فهو لا محالة محب من خالفکم، موال لکم ولاوليائکم، مبغض لاعدائکم)(٦) .

__________________

١ ـ سورة الزمر : اية (٢٢).

٢ ـ سورة برائة : اية(١) .

٣ ـ لسان العرب لابن منظور ج٧، ص ٢٥٨، وکذلک مختار الصحاح ص ٣٥٣.

٤ ـ قاموس المحيط للفيروز ابادي.

٥ ـ هذه شارة إلى الاية الکريمة في سورة يونس اية (٦٢) : (الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

روی علي بن إبراهيم القمي في تفسيره ج٢، ص ٥١، عن الامام الباقر عليه السلام قال : (رسول الله صلی الله عليه وآله علي عليه السلام وشيعته علی کثبان من المسک الاذفر علی منابر من نور، يحزن الناس ولا يحزنون، ويفزع الناس ولا يفزعون).

٦ ـ هذا مقطع من زيارة الجامعة المروية عن الامام الهادي عليه السلام.


يا اباعبد الله، انّي سلمٌ لمن سالمکم، وحربٌ لمن حاربکم إلى

يوم القيامة

خص النداء بالحسين عليه السلام وعمم الخطاب لسائر أهل البيت لکونه سيد الشهداء والمظلومين مع احتمال الاختصاص في الخطاب أيضا تعضيما وتفخيما لشانه کما في قوله تعالی : (وانا له لحافظون)(١) وقوله تعالی : (يا ايها الذين امنو کلوا من طيبات ما رزقناکم)(٢) فان عادة العرب خطاب الواحد بالجمع لذلک. والسلم بالکسر المسالم المصالح الراضي بالحکم(٣) ، کما ان الحرب هو المحارب الذي لا يرضي بالحکم، وإلی هذا المعنی يرجع يرجع سائر المعاني کالمحبة والولاية والانقياد.

وکيف کان فهذا أيضا من الشرائط الايمان کما قال : (يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم کافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لکم عدو مبين)(٤) روی أبو بصير عن الصادق عليه السلام انه قال له : اتدري ما السلم؟ قال : لا اعلم، قال : ولاية علي والائمة الاوصياء من بعده، قال : وخطوات الشيطان والله ولاية فلان وفلان(٥) .

__________________

١ ـ سورة الحجر : اية(٩) .

٢ ـ سورة البقرة : الاية (١٧٢). في الخطية والمطبوعةما ذکر الاية بدقة وانما قال : (يا ايها الرسل کلوا ...).

٣ ـ اشار إلى هذا المعنی أحمد بن فارس بن زکريا في کتابه اللغوي، معجم مقاييس اللغة.

٤ ـ سورة البقرة : اية (٢٠٨).

٥ ـ راجع تفسير علي بن إبراهيم القمي ج١، ص ٧٩، ط : الاعلمي.


وفي کثير من الأخبار ان النبي صلی الله عليه وآله قال للحسين وابيه واخيه : (اني سلم لمن سالمکم وحرب لمن حاربکم)(١) .

قوله : إلى يوم القيامة أي أبدا دائما، فالغاية داخلة في حکم المغيا فالمسالمة مع المسالم، والمحاربة مع المحارب مستمرتان إلى آخر زمن [مع](٢) الامکان، هذا لو فسّرنا اللفظين بما يؤول إلى المحبة والعدوة، والا فلا سلم ولا حرب يوم القيامة.

__________________

١ ـ روی الحافظ رجب البرسي في مشارق انوار اليقين في اسرار أمير المؤمنين ص ٣١ وص ٥٣، ط : الاعلمي عن النبي صلی الله عليه وآله : (ياعلي حربک حربي وحرب علي حرب الله).

وروی الترمذي في ج٥، ص ٣٦٠ ط : بيروت دار الفکر، قال الرسول صلی الله عليه وآله لعلي وفاطمة والحسن والحسين : (انا حرب لمن حاربتم).

وايضا رواه الشيخ المفيد في الامالي ص ٢١٣.

٢ ـ بين المعقوفتين في النسخة الخطية غير موجود.


ولعن الله آل زياد وآل مروان، ولعن الله بني أميّة قاطبة ،

ولعن الله ابن مرجانة، ولعن الله عمر بن سعدا، ولعن الله شمرا

انما استحقوا اللعن فهو البعد عن رحمة الله الواسعة والطرد(١) عن ساحة القرب لظلمهم آل محمّد الذين هم أبواب الرحمة(٢) ، وبعدهم عن مقام محبتهم عليهم السّلام الموجبة للقرب وابتلائهم بعداوتهم الداعية إلى صورته الجحيم والعذاب الدائم کما ان القرب صورته الجنة والثواب الدائم، وبعبارة اخری محبة آل محمّد حقيقتها النور وعداوتهم الظلمة المستلزمة للبعد عن مقام حقيقتهم التي هي صرف النور ونور النور، کما ان حقيقة اعدائهم ظلمات بعضها فوق بعض لا يشوبها نور.

وفي اضافة الاول إلى زياد، ومروان اشارة إلى کونهما المنشا لطغيانهم وظلمهم، والمربين لهم في ذلك کما قيل :

__________________

١ ـ قال الرازي في الصحاح : الاعن : هو الطرد والبعاد من الخير.

٢ ـ بل هم عليهم السلام أبواب الايمان أي لا يعرف الايمان الا منهم ولا يحصل بدون ولايتهم، بل هم امناء الرحمن، بل هم اولياء النعم الظاهرة والباطنة والدنيوية والخروية فان بهم تنزل البرکات وتمطر السماوات، وروی الاصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : (ما بال اقوام غيروا سنة رسول الله صلی الله عليه وآله وعدلوا عن وصيته لا يتخوفون ان ينزل بهم العذاب ثم تلا هذه الاية (الم تری إلى الذين بدلوا نعمة الله کفرا واحلوا قومهم دار البوار * جهنم) ثم قال : نحن النعمة التي انعم الله بها علی العباد وبنا يفوز من فاز). (راجع اصول الکافي ج ١، کتاب الحجة ح ١).

وعن أبي يوسف البزاز قال : هي اعظم نعم الله علی خلقه وهي ولايتنا) نفس المصدر ح٣.


اذا کان رب الدار بادف مولعا(١)

فعادة أهل البيت کلهم رقص)

فهما(٢) داخلان في حکم اللعن بهذا اللفظ ايضا، کما ان فرعون داخل في حکم آل فرعون بلفظه، قوله قاطبة أي جميعا والاضافة للعهد فلا يردان منکم من کان متشبثا بولاية آل محمد صلی الله عليه وآله ومستحقا للرحمة قططعا علی ان المراد ببني امية يحتمل ان يکون کل من عادي أهل البيت وان لم ينتموا اليهم بحسب النسب الظاهري.

(وابن مرجانة) هو ابد زياد(٣) اللعين وتخصيصه بالذکر مع دخوله في العموم المتقدم(٤) لاکثيرية ظلمه وطغيانه کما لا يخفی علی من تتبع في وقائعه من معاداته لاهل بيت الرسول وحثه علی قتل الحسين واصحابه وبعثه عمر بن سعد(٥) ، وشمرا واشباههما إلى کربلاء لذلک، وهکته عترة الرسول في مجلسه بمکالمات فضيحة ومقالات قبيحة(٦) لعنه الله لعنا وبيلا أبدا دائما، ويعرف

__________________

١ ـ في بعض المصادر (راقصا).

٢ ـ (زياد ومروان).

٣ ـ هو عبيد الله بن زياد، ولده في البصرة سنة (٣١هـ). (راجع البيان والتبيان للجاحظ ج٢، ص١٣٠).

٤ ـ وهو (ال زياد).

٥ ـ ومن افعاله حاول ابن زياد اغراء عمر بن سعد لقيادة الجيش ضد الامام الحسين عليه السلام حيث وعده بملک الري، وامر بتوزيع الرواتب علی الجيوش التي خرجت لحرب الامام الحسين عليه السلام، وقتل ابن زياد مسلم بن عقيل وسبی نساء الحسين وفعل ما فعل ...) وللتفصيل راجع (الارشاد، واللهوف لابن طاووس، والخصائص الحسينية للشوشتري، ومقتل الحسين للمقرم).

٦ ـ ومن اقواله القبحية التي خاطب بها السيدة زينب عليها السلام :


بالدعي فان أباه زياد بن سمية کانت امه سمية مشهورة بالزناء(١) ، وولد علی فراش أبي عبيد عبد بني علاج من ثقيف(٢) ، فادعی معاوية ان أبا سفيان زنا بام زياد فاولدها زيادا(٣) وانه اخوه فصار اسمه الدعی، وکانت تسمية زياد

__________________ ـ ـ ـ ـ

الحمى الله الذي فضحکم واکذب احدوثتکم!

فقالت زينب عليها السلام لابن زياد : إنّما يفتضح الفاسق ويکذب الفاجر وهوغيرنا.

وبعد الکلام قال لها ابن زياد : (لفد شفي الله قلبي من طاغيتک الحسين والعصاة المردة من أهل بيتک)!

(وللتفصيل راجع اللهوف ص ٢٠٠).

١ ـ ذکر ابن الاثير في الکامل ج٣، ص ٣٠٠، ط ١٩٧٨ بيروت : (ان سمية ام زياد کانت لدهقان زندورد بکسکر فمرض الدهقان فدعا الحارث بن کلدة الطبيب الثقفي فعالجه فبرئ فوهبه سمية فولدت عند الحارث ابابکرة واسمعه نفيع فلم يقر به ثم ولدت نافعا فلم يقر به ايضا، فلما نزل أبو بکرة إلى النبي صلی الله عليه وآله حين حضر الطائف قال الحارث لنافع : أنت ولدي وکان قد زوج سمية من غلام له اسمه عبيد وهو رومي فولدت له زيادا).

وقال المسعودي في مروج الذهب ج٣، ص٦ : (وکانت سمية من ذوات الرايات بالطائف وکانت تنزله= في محلة يقال لها حارة البغايا).

٢ ـ (قيل : اسمه عبيد الرومي).

٣ ـ وايضا قال ابن الاثير في نفس المصدر السابق : (کان أبو سفيان بن حرب سار في الجاهلية إلى الطاائف فنزل علی خمار يقال له أبو مريم السلولي فقال أبو سفيان لاي ميم : قد اشتهيت النساء فالتمس لي بغيا، قال له : هل لك في سمية؟ فقال : هاتها علی طول ثديها وذفر بطنها. فاتاه بها فوقع عليها فعلقت بزياد ثم وضعته، وهي کانت في ذمة زوجها الرومي، واراد معاوية بن أبي سفيان استلحاق زياد بأبي سفيان حيث اقام الشهود علی انه من أبي سفيان، وشهد أبو مريم السلولي علی انه شهد أبا سفيان وهو يتغشی سمية أيام الجاهلية).


ابن ابيه، لانه ليس له اب معروف(١) .

قال صاحب کتاب الزام النواصب(٢) قال : وامّا عمر بن سعد فقد نسبوا أباه سعدا إلى غير ابيه، وانه رجل من بني عذرة وکان خدنا لامه(٣) ، ويشهد بذلك قول معاوية حين قال سعد له : انا احق بهذا الامر منک، فقال معاوية له : يابي عليك بنو عذرة وضرط له(٤) .

__________________

(وللزيادة راجع مروج الذهب ج٣، ص ٧، وکتاب الفرقة الناجية لسلطان الواعظين، ترجمة الاخ الفراتي).

١ ـ والبعض يسمونه ابن سمية، والبعض ابن عبيد، والبعض ابن ابيه.

٢ ـ الزام النواصب بامامة علي بن أبي طالب عليه السلام من المؤلفات المنسوبة إلى الشيخ مفلح بن الحسين بن راشد بن صلاح البحراني من اعلام القرن التاسع الهجري. وهذا الکتاب من مصادر بحار الانوار.

٣ ـ صاحبا لامه. لاحظ معجم مقاييس اللغة.

٤ ـ الزام النواصب ص ١٧١ وص ١٧٢، ط ١٤٢٠ تحقيق الشيخ عبدالرضا النجفي.


ولعن الله أمّة أسرجت وألجمت وتنقّبت(١) وتهيات لقتالك

السرج(٢) واللجام(٣) معروفان واسرجت والجمت أي جعلوا السرج واللجام علی خيولهم ومراکبهم، والنقاب(٤) أيضا معروف هو الذي يبدو منه محجر العين، ومن عادة العرب التنقب أي اخذ النقاب عند المحاربات، وتهيات أي استعدت باعداد اسلحة الحرب ف والظاهر ان المراد بهم الاتباع من الجيوش والعساکر فانهم مستحقون اللعن کالرؤساء المشار اليهم(٥) ، ويحتمل التعميم للمبالغة، والتوفير في اللعن.

__________________

١ ـ في کامل الزيارات (تنقبت) غير موجودة.

٢ ـ قال الفيومي في المصباح ص ٢٧٢ : (سرج الدابة ف وتصغيره سريج، وجمعه (سروج) مثل فلس وفلوس، واسرجت والفرس بالالف شددت عليه سرجه أو عملت له سرجا).

٣ ـ قال الفيومي في المصباح ص ٥٤٩ : (اللجام للفرس قيل عربي وقيل معرب والجمع (لجم) مثل کتاب وکتب، وتلجمت المراة شدت اللجام في وسطها والجمت والفرس الجاما جعلت اللجام في فيه).

٤ ـ قال الثعالبي في فقه اللغة : (اذا دنت المراة نقابها إلى عينيها، فتلک : الوصوصة فاذا انزلته دون ذلك إلى الحجر، فهو النقاب).

٥ ـ في قوله : (لعن الله آل زياد وآل مروان وابن مرجانة وعمر بن سعد، وشمرا).


(١) بأبي أنت وأمّي لقد عظم مصابي بك

هذا الترکيب مشتمل علی خبر مقدم ومبتدا مؤخر(٢) ، والباء للتفدية والمتعلق مفدي المحذوف، أو المستفاد من الحرف علی ما قيل، ولکن الظاهر ان الباء للتعدية کما يقال فديتک بنفسي حيث عدي إلى المفعول الاخر بالباء، فالفعل متعد إلى أحد المفعولين بالنفس وإلی النفس بالحرف، ومن هنا ربما يقال: إنّ هذا الترکيب في الاصل جملة فعلية أي (افديتک)(٣) بأبي وأمّي يعني اجعلهما فداء لك ووقاية لنفسک، فجعلت اسمية قصدا إلى الدوام والاستمرار کما في (الحمدالله)، فانت نائب عن الضمير المنصوب فالمراد بالمفدي المفدي له لانفس الفداء، ولا يلزم في الفداء ان يکون المفدي له أفضل منه کما في قوله : (وفديناه بذبح عظيم)(٤) حيث فسر الذبح العظيم بالحسين عليه السلام(٥) أي جعلنا قتله عليه السلام عوضا عن قتل إسماعيل عليه السلام، فلا يرد اشکال علی قوله عليه السلام في زيارة سائر الشهداء بأبي انتم وامي، علی ان هذا الترکيب کثير ما يستعمل في حق من يراد تعظيمه، واحترامه مطلقا من باب الکناية من غير ملاحظة معناه الوضعي کما في کثير الرماد(٦) وطويل النجاد(٧) .

__________________

١ ـ في زيارة عاشوراء المروية في کتاب کامل الزيارات لابن قولويه فيه قبل هذه الفقرة کلمة وهي (يا اباعبدالله).

٢ ـ المبتدا المؤخر هو (انت)، والخبر المقدم هو (بابي) يعني هکذا تکون (انت بأبي ...).

٣ ـ في النسخة الخطية (افديک) بدل افديتک.

٤ ـ سورة الصافات : اية (١٠٧).

٥ ـ راجع عيون اخبار الرضا عليه السلام باب ١٧، ص ٢٠٩، وراجع کتاب حول البکاء علی الامام الحسين عليه السلام للشيخ محمد علي دانيشار.

٦ ـ کثير الرماد : کناية عن کثرة الکرم والوجود.

٧ ـ طويل النجاد : کناية عن الشجاعة، کما قالت الخنساء في رثاء اخيها صخر :


وقد روي ان النبي صلی الله عليه وآله تکلم بهذه المقالة لبعض اصحابه في بعض غزاوة، هذا مع احتمال التعليم لشيعة في الزيارة، أو ارادة ان اولياء الحق يتحملون البلايا والزرايا لوقاية اشياعهم عن المکاره في الدنيا والاخرة. کما ورد في بعض الکلمات ان الحسين عليه السلام صار فداء للامة أي لتخليصهم عن النار بالشفاعة التي هي اجر الشهادة وتقديم الاب علی الام من باب تقديم الاعز الاشرف في مقام البذل کما في حديث علي عليه السلام في انفاقه الذهب قبل التبن(١) . وفي الفصل بين المعطوف عليه(٢) بالفدي له اشارة إلى کمال الاهتمام به، وعدم الغفلة عنه، هذا مع المحب وان لم تعظم في نفسها فکيف إذا عظمت في نفسها مثل مصيبة الحسين عليه السلام التي يصغر دونها جميع المصائب، ولذا ورد ان مصيبة اعظم المصائب، کيف وقد بکت فيها السماوات السبع وعامروها والارضون السبع وساکنوها وارتج لها العرش وضجت الحافون حوله(٣) .

__________________ ـ

(طويل النجاد رفيع العماد

کثير الرماد إذا ما شتا)

١ ـ تاريخ دمشق ج٤٢، ص ٤١٤، جواهر المطالب ج ١، ص ٢٩٧. وهذه شهادة من خصمه معاوية بن أبي سفيان الذي قال : «لو ملک علي بيتا من تبر وبيتا من تبن لانفد تبره قبل تبنه» راجع صوت العدالة الانساية لجورج جرداق ج١ ص ٩٣.

٢ ـ فصل بين المعطوف عليه وهو (ابي) والمعطوف وهو (امي) بالضمير (انت).

٣ ـ راجع کامل الزيارات لابن قولويه القمي ص ٨٨، ط : النجف ١٣٥٦.

وروی ابن قولويه في نفس المصدر عن أبي عبدالله عليه السلام قال : (ان الحسين عليه السلام بکت لقتله السماء والارض واحمرتا ولم تبکيا علی أحد قط الاعلی يحيی بن زکريا والحسين بن علي عليهم السلام).

وايضا روی معنعنا عن أمير المؤمنين عليه السلام قال الراوي : (نحن کنا جلوس عند امير


فاسئل الله الذي اکرم مقامك، واکرمني بك أن يرزقتي طلب

ثارك مع امام منصور من أهل(١)

بيت محمّد صلّی الله عليه وآله

الاکرام : الاعظام والاعزاز(٢) ، اکرم مقامک أي بالشهادة الکلية واکرمني بك أي بمعرفتك ومحبتك وتصديقك، ان يرزقني أي في زمان الرجعة التي هي من ضروريات مذهب الامامية المدلول عليها بالايات الکثيرة(٣) والاخبار

__________________

المؤمنين عليه السلام بالرحبة اذ طلع الحسين عليه السلام قال : فضحک علي عليه السلام حتي بدت نواجده، ثم قال : ان الله ذکرا قوما فقال : فما بکت عليهم السماء والارض وماکانوا منظرين، والذي فلق الحبة وبرا النسمة ليقتلن هذا ولتبکين عليه السماء والارض).

١ ـ في کامل الزيارات (ال) بدل (اهل).

٢ ـ راجع لسان العرب لابن منظور والمصباح.

٣ ـ ومن الايات التي تدل علی الرجعة :

أ ـ قوله تعالی في سورة النمل اية (٨٣) : (ويوم نحشر من کل أمّة فوجا ممن يکذب باياتنا فهم يوزعون).

ب ـ وقوله تعالی في سورة النور اية (٥٥) : (وعبدالله الذين امنوا منکم وعملوالصالحات ليستخلفنهم في الارض کما استخلف الذين من قبلهم وليمکنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلهم من بعد خوفهم امنا يعبدوننی لا يشرکون بی شيئا ومن کفر بعد ذلك فاولئک هم الفاسقون).

جـ ـ وقوله تعالی في سورة القصص اية (٥ ـ ٦) : (ونريد ان نمن علی الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين * ونمکن لهم في الارض ونری فرعون وهامان وجنودهما منهم هم الفاسقون).

وکثير من الايات التي تدل علی الرجعة منها اية (٢٤٣) في سورة البقرة، واية (٢٥٩) في سورة البقرة، ومن اراد الزيادة عليه بمراجعة تفسير القمي، وتفسير البرهان.


المتواترة(١) ففي بعضها أن الصادق عليه السلام سئل عن الرجعة أحق هي؟ قال : نعم، فقيل له : من أول من یخرج؟ قال : الحسين عليه السلام علی أثر القائم، فقلت : ومعه الناس کلهم؟ قال : لا، بل کما ذکره الله في کتابه : (يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا)(٢) .(٣)

مع إمام منصور؛ أي بالايات والجنود من الملائکة والشيعة من الجن والإنس، والمراد به القائم المنتظر الذي سيظهر بالضرورة من مذهبنا، وهو محمد بن الحسن العسکري عليهما السلام کما ورد في الأخبار المتواترة(٤) ، فالتنکير للتعظيم والتفخيم کما في قوله تعالی : (فقد کذبت رسل من قبلک)(٥) أي رسل عظام لا لعدم التعيين والنکارة، فالقائل بالمهدوية النوعية منکر للضرورة من مذهب الاثني عشرية.

__________________

١ ـ ومن الأخبار التي تنص علی الرجعة : (عن الامام الصادق عليه السلام قال : اول من تنشق الارض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي عليهما السلام، وان الرجعة ليست بعامة وهي خاصة لا يرجع الا من محض الايمان محضا أو محض الشرک محضا). (راجع البحار ج٣٥، باب الرجعة).

ـ وعن الصادق عليه السلام قال : (اول من يرجع إلى الدنيا الحسين بن علي عليهم السلام فيملک حتی يسقط حاجباه علی عينيه من الکبر). (نفس المصدر)

وللتفصيل راجع : مختصر بصائر الدرجات، وکتاب الرجعة للاسترابادي، والبحار

٢ ـ النبا : ١٨.

٣ ـ هذه الرواية اخرجها الشيخ حسن بن سليمان الحلي في مختصر بصائر الدرجات ص ٤٨، والميرزا الاسترابادي في کتابه الرجعة ص ٩٣.

٤ ـ في هذا الخصوص وردت روايات کثيرة، ومن اراد فليراجع کتاب مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ص ١٥٣ ج٢، تحقيق الاخ ماجد العطية.

٥ ـ سورةَ فاطر، اية(٤) .


اللهم اجعلني عندك وجيها(١) بالحسين عليه السّلام

في الدنيا والآخرة

الوجيه رو الجاه والعز، قال في النهاية(٢) : وفي حديث عائشة کان لعلي عليه السذم وجه من الناس حياة فاطمة أي جاه وعز فقدهما بعدها(٣) . وجيها أي مقربا عندك بالحسين أي بمحبدته ومعرفته، أو بشفاعته أو برجعتي في رجعته التي تبلغ مدة سلطنته فيها خمسين ألف سنة علی ما ورد في بعض الروايات(٤) ، فالمؤمن العارف بحقه عزيز في الدنيا لما يعطی من الکرامة، والدولة بسبب تقربه إلى الحسين عليه السلام وفي الآخرة لما يناله من الدرجات الرفيعة في الجنة ببرکته والحشر في زمرته، وقد ورد أن شيعتهم معهم، وفي وداع الجامعة(٥) : (السلام عليکم حشرني الله في زمرتکم وأوردني حوضکم وجعلني في حزبکم وأرضاکم عني ومکنني في دولتکم وأحياني في رجعتکم وملکني في أيامکم ...)، ومن کلام الصادق عليه السلام : (اللهم أحيي شيعتنا في دولتنا وأبقهم في

__________________

١ ـ وفي زيارة عاشوراء المروية في کامل الزيارات حيث قدم فيها وجيها علی عندک، يعني هکذا تکون : (اللهم اجعلني وجيها عندک).

٢ ـ النهاية لابن الاثير ج٥، ص ١٣٩، ط : دار الکتب العلمية.

٣ ـ نفس المصدر، وصحيح مسلم باب الجهاد.

٤ ـ راجع کتاب الرجعة، وفي بعض الروايات عن الامام الباقر عليه السلام يقول : (والله ليملکن منا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة، ويزداد تسعا).

٥ ـ زيارة الجامعة، وللفائدة رجع شرح الزيارة الجامعة لعبد الله شبر رحمه الله بتحقيق الاخ فاضل الفراتي، ط : مکتبة الامين.


ملکنا ومملکتنا)(١) ، وفي قوله : (عندک) إشارة إلى أنه لا اعتناء بالعزة والجاه عند الخلق بل العز الحقيقي هو العز عند الخالق.

__________________

١ ـ اخرجه البرسي في مشارق انوار اليقين ص ١٩٩، والمنتخب للطريحي ص ٢٦٨.

وايضا ورد عن الامام الحسين عليه السلام لما وصله خبر استشهاد أحد اصحابه قال : (اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلا کريما، واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتک انّك علی کل شيء قدير). (راجع ادب الحسين وحماسته ص ١١٥).


يا أبا عبد الله، إني أتقرّب إلى الله، وإلی رسوله ،

وإلی أمير المؤمنين، وإلی فاطمة، وإلی الحسن واليك

بموالاتک، وبالبراءة ممن قاتلك ونصب لك الحرب ،

وبالبراءة ممن أسس أساس الظلم والجور عليکم ،

قد أشار بالترتيب الذکري إلى الترتيب الواقعي النفس الأمري کما هو الصحيح فيما ذکروه من ترتيب مراتب المعصومين. نعم، رتبة فاطمة عليها السلام دون رتبة الأئمة الإثني عشر عليهم السلام علی الأظهر(١) ، کما أن رتبة القائم عليه السلام بعد رتبة الحسين عليه السلام علی ما يظهر من کثير من الروايات(٢) ، واختصاص الحسين عليه السلام بجملة من الأمور للشهادة لا ينافي أفضلية الحسن عليه السلام في رتبة الإمامة والولاية. ويظهر من هذه الفقرة ما قدمنا اليه الإشارة من أن الإيمان لا يستکمل إلا بالولاية والبراءة(٣) ، ولا يتقرب إلى الله إلا بالإيمان الکامل علی حسب مراتب الاستعدادات في المعرفة. وفي التکرار إشارة إلى أنْ تجديد ما في الجنان(٤)

__________________

١ ـ تقدمت الادلة علی ان فاطمة الزهراء عليها السلام أفضل من سائر الائمة علهم السلام في ص ٤١ وهذا عليه الاکثر، ولکن هذا غريب من الشارح مع وجود روايات تصرح بافضيلة مولاتنا الزهراء عليها السلام. والشارح نفسه رحمه الله يصرح بهذا وتقدم قوله في ص ٤١ حيث قال : (وقد يقال ان فاطمة بعد رسول الله وامير المؤمنين عليه السلام أفضل من سائر الائمة وهو کما تري).

٢ ـ في هذا الخصوص راجع شرح الزيارة الجامعة للشيخ أحمد الاحسائي ج٣، ص ١٦، ط : بيروت، دار المفيد.

٣ ـ راجع علل الشرائع للصدوق ج١، ص ١٦٩، باب ١١٩، ط : الاعلمي.

٤ ـ أي في القلب وفي الضمير.


وإظهاره باللسان مطلوب في مقام الإيمان، ليکون الظاهر عنوان الباطن، والتصدير بندائه عليه السلام(١) مع إظهار التقرب بالجميع لکون المقام مقام زيارته عليه السلام خاصة. ويستفاد من هذه الفقرة أيضا التقرب إلى الله وإلی رسوله وإلی ابنته(٢) وابنها(٣) إلا بمولاة الحسين عليه السلام. ونصب الحرب(٤) : إقامتها وايقاد نارها والعکوف عليها(٥) والوقوف علی لوازمها من القتل والاسر، قال عليه السلام :

قتل القوم عليا وابنه

حسن الخير کريم الأبوين

خنقا منهم وقالوا أجمعوا

واحشروا النسا علی قتل الحسين

وابن سعد قد رماني عنوة

بجنود کوکوف الهاطلين

__________________

١ ـ أي ابتداء الجملة بالنداء وهو (يا اباعبدالله).

٢ ـ الزهراء سيدة النساء عليها السلام.

٣ ـ الامام الحسن المجتبی عليه السلام.

٤ ـ راجع المصباح المنير ص ٦٠٧.

٥ ـ العکوف أي الوقوف ـ الشارح ـ.


وابرا إلى الله وإلی رسوله ممن اسس اساس ذلك ، وبنی عليه

بنيانه، وجری في ظلمه وجوره عليکم، وعلی اشياعکم، برئت الی

الله واليکم منهم، واتقرب إلى الله ثم إليکم بموالاتکم، وموالاة

وليّکم، وبالبراءة من أعدائکم، والناصبين لکم الحرب، وبالبراءة من

أشياعهم وأتباعهم، إنّي سلم لمن سالمکم، وحرب لمن حاربکم ،

ووليّ لمن والاکم، وعدو لمن عاداکم

وجه التکرير والتجديد هو الوجه في تکرير العبادة لله، فکما نحن محتاجون إلى الله في کل ان نظرا إلى أنْ الممکن(١) کما هو مفتقر في حدوثه إلى الباري کذلک مفتقر في بقائه اليه، لتحقق علة الافتقار وهو الامکان في تمام الاطوار فينبغي عدم انفکاکه عن العبادة، کذلک نحن محتاجون إلى أهل البيت عليهم السلام نظرا إلى کونهم عليهم السلام أبواب رحمته ووسائل نعمه(٢) ، والادلاء علی مرضاته فلا يمکن عبادة الله علی الوجه المرضي له الا بارشادهم ودلالتهم(٣) ، ولا يکون ذلك الا بتصديقهم واتباعهم ولا يحصل ذلك الا بموالاتهم وموالاة

__________________

١ ـ الممکن : أي المحتاج والمفتقر إلى غيره کالانسان بالنسبة إلى الله تعالی.

٢ ـ کما ورد في الزيارة الجامعة : (.. معدن الرحمة الرحمة واولياء النعم ...) وانهم عليهم السلام بهم ينزل الغيث وبهم نرزق وبهم نثاب وبهم نعاقب.

٣ ـ ورد عن الامام الصادق عليه السلام قال : (... وبعبادتنا عبد الله عزّ وجل ولولانا ما عبد الله). (راجع اصول الکافي ج١، کتاب الحجة).

وعن سليم بن قيس عن امير المرمنين عليه السلام قال : (ان الله تبارک وتعالی طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء علی خلقه وحجته في ارضه وجعلنا مع القران معنا لا نفارقه ولا يفارقنا).


اوليائهم ومعاداة اعدائهم والبراءة من محاربيهم ومبغضيهم(١) ، فيجب ان يکون ذلك مستمرا في جميع الاحوال.

قال محمد بن مسلم فيما رواه عن احدهما عليهم السّلام قلت : انّا نری الرجل من المخالفين عليکم له عبادة واجتهاد وخشوع فهل ينفعه ذلك ؟ فقال : يا محمد إنّما مثلنا أهل البيت مثل أهل بيت کانوا في بني اسرائيل فکان لا يجتهد أحد منهم اربعين ليلة الا فاجيب وان رجلا منهم اجتهد اربعين ليلة ثم دعا فلم يستجب له فاتی عيسی عليه السلام يشکو اليه ويساله الدعاء له فتطهر عيسی عليه السلام وصلی ثم دعا فاوحي الله اليه : يا عيسی ان عبادي اتاني من غير الباب الذي اوتي منه، دعاني وفي قلبه شک منک، فلو دعاني حتی ينقطع عنقه وتنتشر انامله ما استجيب له، فالتفت عيسی عليه السلام اليه وقال : تدعو وفي قلبک شک من

__________________

١ ـ هذا المعنی ورد في الزيارة الجامعة الشريفة قال عليه السلام :

(اني مؤمن بکم وبما امنتم به، کافر بعدوکم وبما کفرتم به، مستبصر بشانکم وبضلالة من خالفکم، موال لکم ولاوليائکم، مبغض لاعدائکم ومعاد لهم ف سلم لمن سالمکم وحرب لمن حاربکم ...) ؛ لان موالاتهم عليهم السلام هي موالاة الله سبحانه، وحبهم عليهم السلام حبه تعالی، وهذا ماصرحت به الزيارة الجامعة : (... من والاکم فقد وإلی الله، ومن عاداکم فقد عادي الله، ومن احبکم فقد احب الله، ومن ابغضکم فقد ابغض الله، ومن اعتصم بکم فقد اعتصم بالله).

ويؤکد هذا ما قاله الرسول صلی الله عليه وآله في الامام علي عليه السلام : (يا علي حربک حربي وحرب علي حرب الله).

وقوله صلی الله عليه وآله لفاطمة الزهراء عليها السلام : (فاطمة بضعة مني من اذاها فقد اذاني ومن اذاني فقد اذی الله).

(راجع ينابيع المودة للقندوزي ف والامالي للشيخ المفيد ص ٣١٣، المجلس الرابع والعشرون، وتفسير الکبير للفخر الرازي ج٢٧، ص ١٦٦).


نبيه؟ قال : يا روح الله وکلمته قد کان والله ما قلته فاسأل الله أن يذهب به عني فدعا له عيسی عليه السلام فتفضل الله عليه وصار فيط أهل بيته، کذلک نحن أهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشک في ولايتنا(١) .

وجری في ظلمه أي استمر، وفي الکامل(٢) وأجری ظلمه، والمراد بالمؤسس هو يزيد بن معاوية(٣) خاصة أو من سبقه ممن ابتدأ بغصب الخلافة عن أهل بيت النبوة.

__________________

١ ـ راجع البحار ج ٢٧، ص ١٩١، ح ٤٨، وأمالي المفيد ص ٢، ح٢، وروی مثله الشيخ الصدوق في العلل ج٢، ص٣٣٢، باب النوادر.

وروي في کتاب صحيفة الأبرار ص ٧٠ قال صلی الله عليه وآله : (انظر إلى علِي بن أبي طالب عبادة وذکره عبادة ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه).

ونقلا عن الخوارزمي قال : إن الرسول صلی الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : يا علي لو عاش عبد عمر نوح تعبد فيه، وأنفق في سبيل الله ذهبا بقدر جبل آحد، وحج بيت الله ألف مرة، وقتل مظلوما بين الصفا والمروة، ولم يقبل ولايتک فلن يشم رائحة الجنة).

وإلی هذا المعنی أشار العارف الکبير نصير الدين الطوسي في شعره المعروف :

لو انّ عبدا بالصالحات غدا

وود ّکلّ نبي مرسل ووليّ

وصام ماصام صوّاما بلا ضجر

وقام ما قدم قواما بلا ملل

وحجّ ما حجّ من فرض ومن سنن

وطاف ما طاف حاف غير منتعل

وطار في الجوّ لا ياوی إلى أحد

وغاص في البحر مامونا من البلل

يکسو اليتامی من الديباج کلّهم

ويطعم الجائعين البر بالعسل

وعاش في الناس الافا مؤلفة

عار من الذنب معصوما من الزلل

ما کان في الحشر عندالله منتفعا

الاّ بحب أمير المؤمنين عليّ

٢ ـ کامل الزيارات لابن قولويه ص ١٧٧، ط : النجف.

٣ ـ هو يزيد بن معاوية، وينسب معاوية إلى اربعة رجال عمر بن مسافر، وعمارة بن الوليد، والعباس بن عبد المطلب، ورجل اسود يدعی الصباح، وکانت هند جدة يزيد مغرمة بحب


فاسل الله الذي اکرمني بمعرفتکم، ومعرفة أوليائکم ،

ورزقني البراءة من أعدائکم، ان يجعلني معکم في الدنيا والآخرة ،

المراد بمعرفتهم ان يعرف بالدليل، ويعتقد بالاعتقاد الجازم الذي لا يزول بالتشکيک (انهم أهل بيت النبوة وموضوع الرسالة ومختلف الملائکة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة وخزان العلم ومنتهی العلم واصول الکرم واولياء النعم وعناصر الابرار ودعائم الاخيار إلى آخر ما ذکر في الجامعة)(١) .

وحاصله : انهم عليهم السلام أفضل الخلق بعد محمد صلی الله عليه وآله الذي لا أفضل منه في عالم الامکان، وبمعرفة اوليائهم ان يعرف ويعتقد کذلک انهم هم الفرقة الناجية(٢) ، وانهم خاصة أهل الجنة، وانهم هم المفلحون الفائزون يوم القيامة(٣) ،

__________________

السود، وما نسب معاوية أحد ممن يعرف حالها إلى أبي سفيان، لانها وضعته بعد زواجها منه بثلاثة اشهر.

وهند هذه هي التي اکلت کبد الحمزة عم الرسول صلی الله عليه واله.

وام يزيد هي ميسون بنت عبد الرحمن بن بجدل الکلبي، مکنت عبدا لابيها من نفسها، وحملت بيزيد.

وجده أبو سفيان اعدی اعداء الله ورسوله، وهو الذي قاد الحرب ضد الاسلام والقران في بدر واحد والاحزاب. (راجع ربيع الابرار للزمخشري)

١ ـ هذا مقطع من الزيارة الجامعة، وللفائدة راجع شروحها.

٢ ـ راجع کتاب الفرقة الناجية لسلطان الواعظين، ترجمة وتحقيق فاضل الفراتي.

٣ ـ اشارة إلى الاية القرانية في النبية(٧) قوله تعالی : (ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئک هم خير البرية) وبخصوص هذه الاية راجع تفسير الدر المنثور للسيوطي ج٦، ص ٣٧٩.


وان محبتهم محبة الله وعداوتهم عداوة الله(١) . وفي حديث جابر عن الباقر عليه السلام قال : يا جابر عليك بالبيان والمعاني، قال : فقلت : ومالبيان وما المعاني؟ قال : قال علي عليه السلام : اما البيان فهو ان تعرف أن الله ليس کمثله شیء فتعبده ولا تشرک به شيئا، وأما المعاني فنحن معانيه ونحن جنبه ويده ولسانه وأمره وحکمه وعلمه وحقه إذا شئنا شاء الله، ويريد الله ما نريد، إلى أنْ قال : يا جابر أو تدري ما المعرفة؟ المعرفة إثبات التوحيد أوّلا ثم معرفة المعاني ثانيا ثم معرفة الأبواب ثالثا ثم معرفة الإمام رابعا ثم معرفة الأرکان خامسا ثم معرفة النقباء سادسا ثم معرفة النجباء سابعا(٢) .

ويجعله معهم في الدنيا توفيقه لمتابعتهم حذو النعل بالنعل کما هو مقام الشيعة الکامل، وفي الآخرة حشره معهم في درجتهم کما ورد في الروايات الکثيرة(٣) .

__________________

١ ـ إشارة إلى الحديث الشريف : (يا علي حربک حربي وحرب علي حرب الله).

٢ ـ البحار ج٢٦، ص١٣، والقطرة ج، مناقب الإمام الباقر عليه السلام ص٣٢٨، وعيون المعجزات ص٧٨ ولهذه الرواية ذيل طويل.

٣ ـ راجع البحار ج٢٧، ص١٠٠، ط : طهران.


وأن يثبت لي عندکم قدم صدق في الدنيا والآخرة ،

وأساله أن يبلغني المقام المحمود لکم عند الله ،

وأن يرزقني طلب ثاري مع امام مهدي ظاهر ناطق منکم ،

الايمان النافع هو ما يموت عليه المرء ولذا لا ينجي المرتد ولا يفلح الا مع التوبظ مطلقا أو فط الجملة، فالثبات علی الايمان هو المطلوب لا مجرده. نعم، قد يقال: إنّ الايمان إذا حصل بحقيقته فلا زوال له، الارتداد کاشف عن عدم تحققه أوّلا وما ظهر ليس الا صورة من الايمان لا حقيقة لها، ولکن الحق خلافه کما قرر في محله، ولبعض الاصحاب في هذه المسالة رسالة مفردة فمن اراد التفصيل فليرجع اليها. والتثبيت : الادامة علی الحالة السابقة وعدم الازاغة، وفي الدعاء : (اللهم ثبتنا علی دينک ودين نبيك ولاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ...)(١) وفي الجامعة(٢) : (فثبتني الله أبدا ما حييث علی موالاتکم ومحبتکم ودينکم، وقفني لطاعتکم، ورزقني شفاعتکم، وجعلني من خيار مواليکم). وقدم صدق بالاضافة کلسان صدق هوالاثرة الحسنة، والقدم هو السابقة في الامر(٣) يقال : له قدم في الهجرة أي سابقة، والاضافة محتملة لتقدير من أو في. وامراد بها المحبة الخالصة، والطاعة التي لا يشوبها عصيان، کما ان المراد بلسان الصدق هو الذکر الحسن والثناء الجميل، وتخصيص التثبيت بالدنيا لکونها محل التغير والتبدل، والمراد بالمقام المحمود الشفاعة الخاصة بهم(٤) ، وفي اضافة الثار الی

__________________ ـ

١ ـ راجع دعاء يوم الجمعة من ادعية الاسبوع.

٢ ـ الزيارة الجامعة المروية عن الامام الهادي عليه السلام وهذا مقطع منها.

٣ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٤٩٣.

٤ ـ راجع تفسير القمي ج١، ص ٤١٥، ط : الاعلمي، تفسير سورة الاسراء.


ضمير النفس اشارة إلى أنْ کل مؤمن ولي هذا الدم فهو ثاره الذي يطلبه فلا ينافي ذلك اضافته إلى ضمير الخطاب(١) لاختلاف الحيثية، والظاهر : خلاف المستور، ويحتمل ان يکون بمعنی الغالب يقال ظهر عليه إذا غلب عليه.

__________________

١ ـ هذه اشارة إلى اختلاف النسخ، لان في بعض ماصادر الزيارة مثل کامل الزياراة مثل کامل الزيارت بدل (ثاري) (ثارکم).


وأسال الله بحقّکم، وبالشّان الذی لکم عنده ان يعطينطي

بمصابي بکم أفضل ما يعطي مصابا بمصيبة(١) ، مصيبة ما اعظمها

وأعظم رزيتها في الاسلام، وفي جميع السماوات والارض.

حقّهم أعظم الحقوق وشأنهم أعلی الشؤون، فالسؤال بهما اقرن بالاجابة، ويستفاد من حديث سلمان وغيره انه لا يرد دعاء إذا سئل فيه بهم عليهم السلام(٢) ، والمصائب الاول مصدر ميمي بمعنی المصيبة والثاني بمعنی من اصابته المصيبة وقد تقرر في محله ان زنة المصدر الميمي من المزيد علی زنة اسم المفعول منه، ومصيبة الثاني اما بدل(٣) أو عطف بيان أو توکيد لمصابي، فالاعراب الکسر وکذالو جعلناه تابعا للاول، ويحتمل النصب علی المفعولية لفعل محذوف(٤) . وفي الکامل(٥) بعد قوله بمصيبته «اقول : انا الله وانا اليه راجعون مصيبة ما اعظمها» والاخبار الواردة في عظم اجر المصائب اکثر من ان تحصي.

__________________

١ ـ في بعض النسخ (بمصيبه) بدون هاء الضمير.

٢ ـ ذکر العلامة المجلسي في زالبحار ج١٠، ص ٩٢، ط : بيروت، عن الامام علي عليه السلام قال : (صلوا علی محمد وآل محمد فان الله عزّ وجل يقبل دعائکم عند ذکر محمد ...).

واخرج الديلمي عن مسند أحمد ج٦، ص ٣٢٣، ان النبي صلی الله عليه وآله قال : (الدعاء محجوب حتی يصلی علی محمد واهل بيته).

٣ ـ بدل من المصيبة الاولی، والبدل يتبع المبدل منه بالاعراب.

٤ ـ ويحتمل ان يکون حکمها النصب علی انها مفعول به لفعل محذوف تقديره (اقول).

٥ ـ کامل الزيارات ص ١٧٧، ط : النجف.


قال الباقر عليه السلام : (ان الله إذا احب عبدا اغته بالبلاء غتا وشجه بالبلاء شجا فاذا دعاه قال : لبيک عبدي لئن عجلت لك ما سألت اني علی ذلك لقادر، ولئن اخرت لك فما ادخرت لك خيرلک)(١) .

وقال الصادق عليه السلام : (لو يعلم المؤمن ما له من الاجر في المصائب لتمنی انه قرض بالمقاريض)(٢) .

وفي روايظ النخعي عن الصادق عليه السّلام قال : (من اصيب بمصيبة فليذکر مصابه بالنبي صلی الله وعليه وآله فانه من اعظم المصائب)(٣) .

وفي رواية انه قال : لما اصيب أمير المؤمنين عليه السلام نعی الحسن إلى الحسين وهو بالمدائن فلما قرا الکتاب قال : يالها من مصيبة ما اعظمها مع ان رسول الله صلی الله وعليه وآله قال : من اصيب منکم بمصيبة فليذکر مصابه بي فانه لن يصاب بمصيبة اعظم منها وصدق رسول الله صلی الله وعليه وآله(٤) فتدبر. فان مصيبة الحسين عليه السلام من جملة مصائب النبي صلی الله وعليه واله، وکذا مصائب غيره من الائمة عليهم السلام، فمصيبة النبي صلی الله عليه وآله اعظم المصائب، ولا ينافيه ان مصيبة الحسين عليه السلام اعظمها.

وقوله : ما اعضمها وصف لمصيبة علی تقدير مقول في حقها فان فعل التعجب انشاء، والجملة الانشائية لا تقع صفة کما لا تقع خبرا علی المشهور بين النحاة(٥) نظرا إلى أنْ الخبر ما يحتمل الصدق والکذب، والانشاء لايکون ثابتا في نفسه

__________________ ـ

١ ـ راجع اصول الکافي ج ٢، ص ١٩٧، ح ٧.

٢ ـ نفس المصدر ص ١٩٨، ح ١٥.

٣ ـ راجع وسائل الشيعة للحر العاملي ج٦، ص ٣١٤.

٤ ـ اصول الکافي ج٣، ص ٢٢٠.

٥ ـ راجع قطر الندي، وکتاب شرح ابن عقيل، والنحو الوافي.


فلا يثبت لغيره.

وفي الوجهين نظر فان الحد المذکور حد للمقابل للانشاء لا لخبر المبتدا والغرض من الکلام الطلبي وهو ثابت في نفسه وغير الثابت هو المطلوب. نعم، هذا الطلب قائم بالمتکلم وليس من احوال المبتدا وانما المقصود من ذکر الخبر بيان حال من احوال المبتدا ليکون جزء متما للفائدة.

قال بعض المحققين قدس سره : فاذا قلت : زيد اضربه فطلب الضرب صفة قائمة بالمتکلم وليس حالا من احوال زيد الا باعتبار تعلقه به أو کونه مقولا في حقه أو استحقاقه ان اضربه زيد مطلوب ضربه أو تقول في حقه ذلك وهو جيد متين کما لا يخفی.


أللّهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات ورحمة

ومغفرة. أللهمَّ اجعل محياي محيا محمّد وآل محمّد ،

ومماتي ممات محمّد وآل محمّد.

مقامي أي لزيارة الحسين. تناله من النيل وهو الاصابة(١) . يقال : نال خيرا إذا اصابه، والامر منه نل بفتح النون کما في المجمع(٢) ، لا من النوال وهو الاجر والحظ ومنه النوال للعطاء(٣) والفعل منه نال ينول والامر نل بضم النون.

ممن تناله أي من الذين يستحقون ذلك بالمحبة والمعرفة بحقهم فان زائري الحسين العارفين بحقّه تنالهم من الصلوات والرحمة والمغفرة ما لا يحصي، کما لا يخفی علی من تتبع الأخبار الواردة في باب زيارته(٤) ، ففي جملة منها : ان من زار الحسين عليه السلام کان کمن زار الله فوق عرشه(٥) . وفي بعضها کتبه الله في عليين(٦) . وفي بعضها : غفر الله له جميع ذنوبه ولو کانت مثل زبد

__________________ ـ

١ ـ راجع لسان العرب والصحاح.

٢ ـ مجمع البحرين للطريحي.

٣ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٦٣١.

٤ ـ راجع کامل الزيارات لابن قولويه، وکتاب البحار وکتاب نور العين في المشي إلى زيارة الحسين عليه السلام للاصطهباني.

٥ ـ راجع البحار ج ٠١ ونور العين في المشي إلى زيارة الحسين عليه السلام : عن الحسين بن محمد القمي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : (من زار قبر أبي عبدالله عليه السلام بشط الفرات کان کمن زار الله فوق عرشه).

٦ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٤٧، ط : النجف، عن عيينة بياع القصب عن أبي عبدالله عليه السلام قال :

(من اتی قبرالحسين عليه السلام عارفا بحقه کتبه الله في اعلی عليين).


البحر، فاستکثروا من زيارته یغفرالله لکم ذنوبکم(١) . وفي بعضها : اعقته الله من النار(٢) ، وامنه يوم الفزع الاکبر(٣) ، ولم يسال الله حاجة من حوائج الدنيا والآخرة الا اعطاه(٤) ، وفي بعضها : انه أفضل ما يکون من الاعمال(٥) ، وفي بعضها : ان زوار الحسين يدخلون الجنة قبل الناس باربعين عاما وسائر الناس في الحساب(٦) ، وفي بعضها : ما من أحد يوم القيامة الاوهو يتمنی انه من زوار

__________________

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٣٨، منها : عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيی عن ابن مسکان عن أبي عبدالله عليه السلام قال : (من اتی قبرالحسين عليه السلام عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تاخر).

٢ ـ راجع نور العين، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه ـ في حديث ـ ان رسول الله صلی الله وعليه بکی بکاء شديدا فلم يساله أحد منا احلالا واعظاماله، فقال له الحسين : لم بکيت؟ فقال : يا ابة فما لمن زار قبورنا علی تشتتها؟ فقال : يا بنی اولئک طوائف من امتي يزورونکم فيلتمسون بذلك البرکة وتلقاه الملائکة بالبشارة يقال له : لا تخف ولا تحزن هذا يومک الذي فيه فوزک.

٣ ـ راجع البحار ج١٠١، عن زرارة قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : ما تقول فيمن زار اباک علی خوف؟ قال : يؤمنه الله يوم الفزع الاکبر وتلقاه الملائکة بالبشارة ويقال له : لا تخف ولا تحزن هذا يومک الذي فيه فوزک.

٤ ـ راجع نورالعين ص ١٤٩، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال : یغفر الله له ـ لزائر الحسين عليه السلام ـ ذنوبه ويقضي حوائجه، ثم قال : تقضي له الف حاجة ؛ ستمائة حاجة للاخرة واربعنائة للدنيا.

٥ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٤٦، ط : النجف، عن أبي خديجة عن أبي عبدالله قال : سالته عن زيارة قبر الحسين عليه السلام، قال : (افضل ما يکون من الاعمال).

٦ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٣٧، عن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : ان لزوار


الحسين بن علي عليهم السلام لما يري لما يصنع بزوار الحسين عليه السلام من کرامتهم علی الله(١) .

والتنکير في الالفاظ الثلاثة(٢) للتعظيم، أو التکثير، أو النوعية، والفرق بينها ان الصلوات تختص بمن لا ذنب له والمغفرة بمن له ذنب والرحمة تشملها(٣) فليتامل.

وفي بعض الأخبار : من اتی قبر الحسين عليه السلام ماشيا کتب الله له بکل خطوة الف حسنة ومحا عنه الف سيئة ورفع له الف درجة(٤) .

قوله (محياي محيی ..) أي حياتي مثل مماتهم في استحقاق الصلاة والرحمة والفوز بالسعادات الدائمة.

قال الطريحي(٥) : قوله محياي ومماتي لله : قد يفسران بالخيرات التي تقع في حال الحياة منجزة والتي تصل إلى الغير بعد الموت کالوصية للفقراء بشيء، أو معناه ان الذي اتيته في حياتي واموت عليه من الايمان والعمل الصالح لله خالصا.

__________________ ـ

الحسين بن علي عليهم السلام يوم القيامة فضلا علی الناس، قلت : وما فضلهم؟ قال : يدخلون الجنة قبل الناس باربعين عاما وسائر الناس في الحساب والموقف.

١ ـ راجع کتاب نور العين وکامل الزيارات، عن عبدالله الطحان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته وهو يقول : مامن أحد يوم القيامة الا وهو يتمنی انه من زوار الحسين لمل يری مما يصنع بزوار الحسين عليه السلام من کرامتهم علی الله تعالی.

٢ ـ وهي (صلوات ورحمة ومغفرة).

٣ ـ يعني ان الرحمة اعم من الصلاة والمغفرة لانها تشمل المذنب وغيره.

٤ ـ راجع ثواب الاعمال للصدوق، وکامل الزيارات.

٥ ـ في کتابه مجمع البحرين.


وفي رواية عن النبي صلی الله وعليه وآله قال : (من سره ان يحيی حياتي ويموت مماتي ويدخل جنة عدن قضب غرسه ربي بيده فليتول عليا والاوصياء من بعده وليسلم لفضلهم فانهم الهداة المرضيون)(١) .

فهما(٢) مصدارن ميميان ويحتمل کونهما اسمي زمان أي اجعلني بحيث احيی في زمان حياتهم وهو زمان الرجعة(٣) واموت في زکمان مماتهم أي عند رفعهم إلى السماء بعد انقضاء الدنيا، فليتامل.

__________________ ـ

١ ـ واخرج القندوزي بلفظ آخر ينابيع المودة ص ١٥١، الباب ٤٣ : (قال رسول الله صلی الله وعليه وآله : «من سره ان يحيی حياتي ويموت مماتي ويسکن جنات عدن التي غرس فيها قضيبا ربي، فليوال عليا وليوال وليه، وليقتد بالئمة من ولده من بعده، فانهم فانهم عترتي خلقوا من طينتي، وزرقوا فهما وعلما، وويل للمکذبين بفضلهم من امتي، القاطعين فيهم صلتي، لا انالهم الله شفاعتي».

٢ ـ محياي ومماتي.

٣ ـ لقد تقدمت الاشارة إلى الايات والروايات التي علی الرجعة.


اللهم ان هلاا يوم تبركت به بنو امية وابن أكلة اكباد ،

اللعين ابن اللعين، علی لسانك ولسان نبيك صلّی الله عليه وآله

في کل موطن وموقف وقف فيه نبيّك صلّی الله عليه وآله.

إنَّ هذا أي هذا اليوم المسمّي بعاشوراء يوم تبرکوا به لمکان قتل الحسين عليه السّلام، وفي الکامل(١) : (أللّهم إنّ هذا يوم تنزل فيه اللعنة علی آل زياد وآل أميّة وابن آکلة الاکباد الخ).

فيا عجبا کيف تبرکوا بهذا اليوم وهو يوم مصيبة وحزن، وقد قتلوا فيه سبط الرسول، وسبوا نسائه، وانتهبوا ثقله. وکانت أهل الجاهلية فيما مضي يحرمون فيه الظلم والقتال؟

قال الرضا عليه السلام : (من ترک السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضي الله له حوائج الدنيا والاخرة، ومن کان يوم عاشوراء يوم مصيبة وحزنه بکائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره ف وقرت بنا في الجنان عينه، ومن سمی يوم عاشوراء يوم برکة وادخر فيه لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنه الله(٢) إلى اسفل درک من النار)(٣) .

وفي رواية عبدالله بن الفضل قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : يابن رسول الله کيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغم وجزع وبکاء دون اليوم الذي قبض فيه

__________________

١ ـ کامل الزيارات ص ١٧٨، ط : النجف.

٢ ـ في الاصل (لعنهم الله).

٣ ـ نقل هذه الرواية صاحب مفاتيح الجنان في مفاتيحه ص ٣٧٤ عن کامل الزيارات.


رسول الله صلی الله عليه واله، واليوم الذي ماتت فيه فاطمة واليوم الذي قتل أمير المؤمنين عليه السلام واليوم الذي قتل فيه الحسن بالسم؟ فقال : ان يوم قتل الحسين عليه السلام اعظم مصيبة من جميع سائر الايام(١) ، وذلک ان أصحاب الکساء الذين هم کانوا اکرم الخلق علی الله کانوا خمسة فلما مضي عنهم النبي صلی الله عليه وآله بقي أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين فکان فيهم للناس عزاء وسلوة، فلما مضي الحسن کان للناس في الحسين عزاء وسلوة، فلما قتل الحسين عليه السلام لم يکن بقي من أصحاب الکساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة فکان ذهابه کذهاب جميعهم کما کان بقائه کبقاء جميعهم، فلذلک صار يومه اعظم الايام مصيبة. إلى أنْ قال : قال عبدالله بن الفضل، فقلت له : يابن رسول الله صلی الله عليه وآله فکيف سمت العامة يوم العاشوراء يوم برکة؟ فبکی ثم قال : لما قتل الحسين عليه السلام تقرب الناس بالشام إلى يزيد فوضعوا له الاخبار، واخذوا عليها الجوائز من الاموال فکان مما وضعوا له امر هذا اليوم وانه يوم برکة ليعدل الناس فيه من الجزع والبکاء والمصيبة والحزن إلى الفرح والسرور والتبرک(٢) ، حکم الله بيننا وبينهم)(٣) .

وآکلة الاکباد هي هند ام معاوية ارادت ان تاکل کبد حمزة عم الرسول صلی الله عليه وله

__________________

١ ـ ويدل علی هذا قول الامام الصادق عليه السلام : (لايوم کيومک يا با عبدالله).

وقول الامام رضا عليه السلام : (فعلی مثل الحسين فليبک الباکون ان يوم الحسين اقرح جفوننا واذل عزيزنا بارض کرب وبلاء).

٢ ـ اشار إلى هذا المعنی أحد اشعراء بقوله :

(کانت ماتم بالعراق تعدها

امية بالشام من اعيادها)

٣ ـ اخرج هذه الرواية الشيخ الاجل الصدوق في علله ج ١ ص ٢٦٤، ط : الاعملي.


وحکايتها المعروفة(١) ، والمراد بابنها في هذه الفقرة يزيد بن معاوية لا معاوية، لانه لم يکن حيا في هذه الوقعة(٢) ، واللعين الاول وصف ليزيد، والثاني لابيه معاوية أو أبي سفيان وکانا ملعونين علی لسان النبي صلی الله عليه وآله(٣) ف کما کان يزيد لعينا لاهل السماوات والارض. ومن کلام الحسن عليه السلام في مجلس معاوية، وانتم في رهط قريب من عدة اولئک لعنوا علی لسان رسول الله صلی الله عليه واله، فاشهد لکم واشهد عليکم انکم لعناء الله علی لسان نبيه صلی الله عليه وآله کلکم(٤) . وانشدکم بالله هل تعلمون ان رسو الله بعث إليك لتکتب (له)(٥) لبني خزيمة؟

__________________

١ ـ راجع السيرة الحلبية ج٢، ص ٢٤٤، (لما جاءت هند بنت عتبة إلى مصرع حمزة فمثلت به وحدعت انفه وقطعت اذنيه ومذاکيره، ثم جعلت ذلك کالسوار في يديها وقلائد في عنقها، وانها يقرت بطن حمزة واستخرجت کبده فلاکتها، فلم تستطع ان تسيغها فقال النبي زصلی الله عليه وآله لما بلغه اخرجها کبد حمزة : هل اکلت منه شيئا؟ قالوا : لا، قال صلی الله عليه وآله : ان الله قد حرم علی النار ان تذوق من لحم حمزة شيئا ابدا.

وقال الامام الصادق عيله السلام : أبي الله ان يدخل شيئا من بدن حمزة النار.

٢ ـ وهي معرکة الطف الخالدة التي وقعت في عام (٦١هـ) بين الحق المتجسد بالامام الحسين عليه السلام، والباطل الکفر المتجسد بيزيد واعوانه الظلمة.

٣ ـ ذکر ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج ج٤، ص ٧٩، ط : دار احياء الکتاب العربي : (روی شيخنا أبو عبد الله البصري المتکلم عن نصره بن عاصم الليثي عن أبيه قال : اتيت مسجد رسول الله صلی الله عليه وآله والناس يقولون : نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله فقلت : ما هذا؟ قالوا : معاوية قام الساعة فاخذ بيد أبي سفيان فخرجنا من المسجد فقال رسول الله صلی الله عليه وآله : لعن الله التابع والمتبوع رب يوم لامتي من معاوية ذي الاستاه.

وقال : روی العلاء بن حريز القشيري ان رسول الله صلی اله عليه وآله قال لمعاوية : لتتخذن يا معاوية البدعة سنة والقبح حسنا اکلک کثير وظلمک عظيم

٤ ـ في المصدر : کلکم أهل البيت.

٥ ـ بين القوسين في المصدر غير موجود.


(١) إلى أنْ قال : انشدکم الله هل تعلمون ان ما اقول حق(٢) انّك يا معاوية کنت تسوق بابيك علی جمل احمر، ويقوده أخوك هذا القاعد، وهذا يوم الاحزاب، فلعن رسول الله القائد والراکب والسائق فکان أبوك الراکب وأنت يا ازرق السائق واخوك هذا القاعد القائد. ثم (قال)(٣) : انشدکم بالله هل تعلمون ان رسول الله لعن أبا سفيان في سبعة مواطن؟

أوّلهن : حين خرج من مکة إلى مدينة، وأبو سفيان جاء من الشام فوقع فيه أبو سفيان فسبه وأوعده وهمّ أنْ يبطش به، ثمّ صرفه الله(٤) عنه.

والثاني : يوم العير حيث طردها أبو سفيان ليحرزها من رسول الله.

والثالث : يوم احد، يوم قال رسول الله : (الله مولانا ولا مولی لکم)، وقال أبو سفيان : (لنا العزی ولا عزی لکم)، فلعنه الله وملائکته ورسوله والمؤمنون أجمعون.

والرابع : يوم حنين، يوم جاء أبو سفيان يجمع قريش وهوازن إلى آخر الحديث وهو طويل(٥) .

__________________ ـ

١ ـ «بني خزيمة، حين ااصابهم خالد بن الوليد، فانصرف اليه الرسول فقال : هو ياکل، فاعاد الرسول إليك ثلاث مرات، کل ذلك يتصرف الرسول ويقول هو ياکل، فقال رسول الله : «اللهم لاتشبع بطنه، فهي والله في نهمتک واکلک إلى يوم القيامة».

٢ ـ في المصدر : (انما اقول حقا ...).

٣ ـ بين القوسين في المصدر غير موجود.

٤ ـ في المصدر (الله عزّ وجل عنه).

٥ ـ (وجاء عيينة بغطفان واليهود فردهم الله عزّ وجل بغيظهم لم ينالوا خيرا هذا قول الله عزّ وجل له في سورتين في کلتيهما يسمي أبا سفيان واصحابه کفارا، وأنت يا معاوية يومئذ


أللّهم العن ابا سفيان، ومعاوية بن أبي سفيان(١) ، ويزيد بن

معاوية، عليهم منك(٢) اللعنة أبد الآبدين

الاخبار في فضل اللعن علی اعداء آل الرسول سيما قتلة ذريته متواترة : ففي رواية الريان بن شبيب عن الرضا عليه السلام : (يابن شبيب ان سرک ان تسکن الغرف المبنية في الجنة فالعن قتلة الحسين)(٣) .

__________________

مشرک علی راي ابيک بمکة، وعلي يومئذ مع رسول الله وعلی رايه ودينه.

والخامس : قول الله عزّ وجل : (والهدي معکوفا ان يبلغ محله) وصددت أنت وابوک ومشرکوا قريش، رسول الله صلی الله عليه وآله فلعنه الله لعنة شملته وذريته إلى يوم القيامة.

والسادس : يوم جاء أبو سفيان بجمع قريش، وجاء عيينة بن حصن ابن بدر بغطفان، فلعن ورسول الله القادة والاتباع والساقة إلى يوم القيامة فقيل : يارسول الله اما في الاتباع مؤمن؟ فقال : لا تصيب اللعنة مؤمنا من الاتباع، واما القادة فليس فيهم مؤمن ولا مجيب ولاناج.

والسابع : يوم الثنية، يوم شد علی رسول الله اثني عشر رجلا، سبعة منهم من بني امية، وخمسة من سائر قريش، فلعن الله تبارک وتعالی وروسله من حل الثنية غير النبي وسائقه وقائده. (راجع الاستيعاب بذيل الاصابة ج٤، ص ٨٧).

١ ـ في کامل الزيارات (وعلی يزيد بن معاوية).

٢ ـ (عليهم منک) هذه غير موجودة في کامل الزيارت.

٣ ـ وهذا نص الرواية عن البحار ج ٤٤، ص ٢٨٥ :

عن الريان بن شبيب قال : دخلت علی الرضا عليه السلام في اول يوم من المحرم فقال لي : ياابن شبيب اصائم انت؟ فقلت : لا، فقال : ان هذا اليوم الذي دعا فيه زکريا ربه عزّ وجل فقال : (رب هب لی من لدنک ذرية طيبة انّك سميع الدعاء) فاستجب الله له وامر الملائکة فنادت زکريا وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرک بيحيی فمن صام هذا اليوم ثم دعا


وفي رواية الفضل عنه عليه السّلام : (من نظر إلى الفقاع أو إلى الشطرنج فليذکر الحسين عليه السلام وليلعن يزيد وآل يزيد، يمحو الله بذلك ذنوبه ولو کانت کعدد النجوم)(١) .

وفي الرواية عن النبي صلی الله عليه وآله قال : (الا ولعن الله قتلة الحسين عليه السّلام ومحبيهم وناصريهم والساکتين عن لعنهم من غير تقية تستکهم)(٢) .

__________________

الله عزّ وجل استجاب الله له کما استجاب لزکريا عليه السلام، ثم قال : يا ابن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي کان أهل الجاهلية فيما مضي يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها، لقد قتلوافي هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله فلا غفرالله لهم ذللک ابدا، ياابن شبيب ان کنت باکين لشيء فابک للحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام فانه ذبح کما يذبح الکبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الارض شبيهون ولقد بکت السماوات سبع والارضون لقتله ولقد نزل إلى الارض من الملائکة اربعة الاف لنصره فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر إلى أنْ يقوم القائم فيکونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين، ياابن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده انه لما قتل جدي الحسين امطرت السماء دما وترابا احمر، يا ابن شبيب ان بکيت علی الحسين حتی تصير دموعک علی خديک غفرالله لك کل ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام، ياابن شبيب ان سرک ان تسکن الغرف المبنية في الجنة مع النبي صلی الله عليه وآله فلعن قتلة الحسين، ياابن شبيب ان سرک ان يکون لك من الثواب مثل مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متی ما ذکرته : ياليتني کنت معهم فافوز فوزا عظيما، ياابن شبيب ان سرک ان تکون معنا في الدرجات العلی من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليک بولايتنا فلو ان رجلا تولی حجرا لحشره الله معه يوم القيامة).

١ ـ راجع البحار ج ٤٤، ص ٢٩٩ الرواية ٢ ـ الباب ٣٦

٢ ـ البحار ج ٤٤، ص ٣٠٤، الرواية ١٧ ـ الباب ٣٦، واليک نص الرواية :


وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين

صلوات الله عليه ،

ونسخة الکامل(١) خالية عن هذه الفرقة ولکنها موجودة في اثر الکتب، وحکايات فرحهم بقتل الحسين عليه السلام سيما حين ورود أهل بيته الکوفة مشهورة مسطورة في کتب المقاتل(٢) . لعنهم الله فقد حمدوا الله وشکروه علی قتله بقولهم لأهل البيت عليهم السلام : الحمد لله الذي قتلکم وأهلککم وأراح البلاد من رجالکم وأمکن أمير المؤمنين يزيد منکم : وقال ابن زياد لزينب عليها السلام : الحمد لله الذي فضحکم وأکذب أحدوثتکم، وقال لما صعد المنبر : الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه وقتل الکذاب ابن الکذاب(٣) .

__________________

قال رسول الله صلی الله عليه وآله : لما نزلت : (واذا اخذنا ميثاقکم لا تسفکون) الاية في اليهود أي الذين نقضوا عهد الله وکذبوا رسل الله وقتلوا اولياء الله، افلا انبئکم بمن يضاهيهم من يهود هذه الامة؟ قالوا : بلی يا رسول الله، قال : قوم من امتي ينتحلون انهم من أهل ملتي يقتلون افاضل ذريتي واطائب ارومتي يبدلون شريعتي وسنتي ويقتلون ولدي الحسن والحسين کما قتل اسلاف اليهود زکريا ويحيی، الا وان الله يلعنهم وکما لعنهم ويبعث علی بقايا ذراريهم قبل يوم القيامة هاديا مهديا من ولد الحسين المظلوم يحرقهم بسيوف اوليائه إلى نار جهنم، الا لعن الله قتلة الحسين عليهم السلام ومحبيهم وناصريهم والساکتين عن لعنهم من غير تقية يسکتهم الا وصلی الله علی الباکين علی الحسين رحمة وشفقة والاعنين لاعدائهم والممتلئين عليهم غيظا وحنقا، الا وان الراضين بقتل الحسين شرکاء قتلته، الا وان قتلته واعوانهم واشياعهم والمقتدين بهم براء من دين الله.

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٨، ط : النجف.

٢ ـ راجع الدمعة الساکبة ومقتل المقرمص ٣١٠، واللهوف ص ٨١.

٣ ـ اللهوف لابن طاووس ص ٢٠١ ـ ٢٠٣، مقتل المقرم ص ٣٢٤ ـ ٣٢٧.


أللّهم فضاعف عليهم اللعن منك والعذاب الاليم.

أللّهم اني اتقرب إليك في هذا اليوم، وفي موقفي هذا ،

وأيّام حياتي، بالبراءة منهم، واللعنة عليهم، وبالموالاة

لنبيّك وآل نبيّك عليه وعليهم السّلام.

وفي الکامل(١) : (أللّهم فضاعف عليهم اللعنة أبدا بقتلهم(٢) الحسين اني اتقرب إليك في هذا اليوم في موقفي هذا وأيّام حياتي بالبراءة منهم وباللعن عليهم وبالموالاة لنبيك واهل بيت نبيك صلی الله عليه ...).

دعا عليهم بمضاعفة اللعن والعذاب ليکون عذابهم مثل عذاب جميع أهل النار، لما روي عن النبي صلّی الله عليه وآله انه قال : (إنَّ قاتل الحسين بن علي عليه السّلام في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا، وقد شد يداه ورجلاه بسلاسل من نار منکس في النار حتی يقع في قعر جهنم وله ريح يتعوّذ أهل النار إلى ربهم من شدة نتنه، وهو فيها خالد ذائق العذاب الاليم مع جميع من شايع علی قتله، کلّما نضجت جلودهم بدّل الله عليهم الجلود حتّی يذوقوا العذاب الاليم، لا يفتر عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنّم، فالويل لهم لهم عذاب النار)(٣) .

وفي رواية عنه صلّی الله عليه وآله قال : (إنَّ في النار منزلة لم يکن يستحقها أحد من الناس إلّا بقتل الحسين بن علي ويحيی بن زکريا)(٤) .

__________________

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٨.

٢ ـ في الاصل (لقتلهم).

٣ ـ راجع البحار ج ٤٥، ص ٣١٤، الرواية ١٤، الباب ٤٦.

٣ ـ اخرجها المجلسي في البحار ج ٤٤، ص ٣٠١، باب ٣٦، ط : طهران.


ثم تقرب إلى الله بالبراءة والولاية لما تقدم من ان کمال الايمان بهما(١) ولا يتقرب إلى الله الا بالايمان الکامل، وقدم البراءة لکونها اهم کما يظهر من بعض الأخبار(٢) .

ثم تقول مائة مرّة :

__________________

١ ـ بالبراءة والاولاية. وروري في البحار ج ٣٠، ص ٣٨٣، عن سلام بن سعيد الخزومي عن أبي جعفر عليه السلام قال : ثلاثة لا يصعد عملهم إلى السماء ولا يقبل منهم عمل :

من مات ولنا أهل البيت في قلبه بغض، ومن تولی عدونا ومن تولی ابابکر وعمر).

٢ ـ بل في بعض الأخبار الواردة عن أهل البيت عليهم السلام رجحان اللعن والبراءة علی الصلاة علی محمد وآل محمد منها :

ـ (جاء رجل خياط بقميصين إلى الامام الصادق عليه السلام وقال : عندما کنت اخيط أحد القمصين تختاره؟

فاختار الامام الصادق عليه السلام القميص الذي کان الخياط عند خياطته يلعن اعدائهم، فقال : اني احب هذا القميص اکثر).

ـ وفي رواية اخری نقل الشيخ أبو الحسن المرندي عن خط محمد بن الحسن الحر العاملي (صاحب الوسائل) : (ان أمير المؤمنين عليه السلام کان يطوف بالکعبة فرای رجلا متعلقا باتار الکعبة وهو يصلي علی محمد وآله فسلم عليه ومر به ثانيا ولم يسلم عليه.

ـ فقال : يا امير المؤمنين، لم لم تسلم علي هذه المرة؟

فقال عليه السلام : (خفت ان اشغلک عن اللعن وهو أفضل من السلام ورد السلام ومن الصلاة علی محمد وآله محمد).

(راجع مجمع النورين وملتقي البحرين ص ٢٠٨).


أللّهم العن أوّل ظالم ظلم حقّ محمّد وآل محمّد، وآخر تابع له

علی ذلك ، أللهمَّ العن العصابة التي جاهدت الحسين ،

وشايعت وبايعت وتابعت علی قتله، أللهمَّ العنهم جميعا.

وفي الکامل(١) : (أللّهم العن أوّل ظالم ظلم حقّ محمّد وآخر تابع له علی ذلك ، أللهمَّ العن العصابة التي حاربت الحسين وشايعت وبايعت أعدائه علی قتله وقتل أنصاره أللهمَّ العنهم جميعا).

المراد باول ظالم من تقدم علی وصيه وغصب حقّه وتقمّص الخلافة وهو يعلم أنَّ محلّه منه محل القطب من الرحي(٢) . وباخر تابع کل من لحقه من بني أميّة وبني العباس. والعصابة بکسر العين الجماعة من الناس والخليل والطير، وقيل : هم من العشرة إلى الاربعين(٣) .

قوله : وتابعت في بعض النسخ بالتاء المثناة من فوق ثم الالف ثم الباء الموحدة ولکن في نسخة الکامل بالياء المثناة من تحت(٤) بدل الموحدة من المتابعة وهي التهافت في الشر واللجاج کما في قوله عليه السلام : (ونعوذ بك ان تتابع بنا اهوائنا)، فلا يستعمل إلّا في الشر بخلاف المتابعة بالموحدة فانها أعم فالاوّل أنسب بالمقام بل جعل الثاني تصحيفا بعض الاعلام(٥) ، قال في الرواشح :

__________________

١ ـ کامل الزيارات ص ١٧٨.

٢ ـ هذه اشارة إلى الخطبة الثالثة في نهج البلغة المعروفة بالخطبة (الشقشقية).

٣ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٤١٣.

٤ ـ يعني في کامل الزيارات (بايعت) بدل (تابعت).

٥ ـ وهو المير داماد أي (محمد باقر بن محمد الحسيني المعروف بالميرالداماد، وسمي


وجماهير القاصرين من أصحاب العصر يصحفونها ويقولون تابعت بالتاء المثناة فوق والباء الموحدة فتامل.

ثم تقول مائة مرّة :

__________________

الداماد لان والده کان صهرا للمحقق الثاني رحمه الله فيدعی دامادا ثم انتقل هذا اللقب إلى ولده. وله مؤلفات منها القبسات، والرواشح السماوية، والصراط المستقيم وشرح الصحيفة السجادية وغيرها.

وللتفصيل راجع ترجمة حياته في کتاب الکنی والالقاب للشيخ عباس القمي ج٢، ص ٢٢٧.


السّلام عليك يا أبا عبدالله، وعلی الارواح التي حلّت بفنائك ،

عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ،

ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتکم، السّلام علی الحسين ،

وعلی عليّ بن الحسين، وعلی أولاد الحسين، وعلی أصحاب الحسين.

وفي نسخة الکامل(١) (عليکم مني) بدل (عليك) و (اخر العهد من زيارتکم) بدل (اخر العهد مني لزيارتکم) وزيادة ابن علي بعد الحسين عليه السّلام(٢) ، ونقصان وعلی أولاد الحسين.

وفي بعض النسخ(٣) زيادة (وأناخت برحلك بعد بفنائك )، يقال : انخت الجمل استناخ أي ابرکته فبرک، ورحل البعير بالفتح(٤) کالسرج للفرس أي ابرکت اجمالهم لشد الرحال عليها في نصرتك، والمسائر معك في مجاهدة الاعداء، ويحتمل ان يکون کناية عن فوزهم بالشهادة معه عليه السّلام.

ثمّ تقول مائة مرّة :

__________________

١ ـ راجع الکامل الزيارات ص ١٧٨.

٢ ـ في نسخة کامل الزيارات ما وجدنا هذه الزيادة.

٣ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٨.

٤ ـ راجع المصباح المنير ص ٦٢٩.


أللّهمَّ خصّ أنت، أوّل ظالم باللعن منّي، وابدأ به أوّلا ،

ثمّ العن الثاني، والثالث، والرابع، أللّهمَّ العن يزيد خامسا ،

والعن عبيد الله بن زياد، وابن مرجانة، وعمر بن سعد، وشمرا ،

وآل أبي سفيان، وآل زياد، وآل مروان إلى يوم القيامة.

وفي الکامل(١) : (أللّهمَّ خصَّ أوّل ظالم ظلم باللعن ثمّ العن أعداء آل محمد من الاوّلين والآخرين، أللّهمَّ العن يزيد وأباه والعن عبيدالله بن زياد وآل مروان وبني أميّة قاطبة إلى يوم القيامة).

والمراد بالاوّل والثاني والثالث، الثلاثة الّذين غصبوا حقّ وصي الرسول صلّی الله عليه وآله وتقدّموا عليه(٢) . وبالرابع معاوية.

وحکي أنَّ بعض المعاندين من المخالفين عرضوا علی الخليفة العباسي أنَّ الشيخ الطوسي قدس سرّه سبَّ الصحابة في کتابه الموسوم بالمصباح(٣) في دعاء يوم عاشوراء. فأمر الخليفة باحضاره مع الکتاب المذکور، فلمّا حضر استفسر منه الأمر فانکر الشيخ. ففتح بعض کتّاب الخليفة الکتاب وأراوه العبارة : (أللّهمَّ خص أنت أوّل ظالم ...) فقال الشيخ بديهة : يا أمير المؤمنين ليس المراد ما عرض به المعاندون، بل المراد بأوّل ظالم قابيل قاتل هابيل، وهو الذي بدا بالقتل في بني

__________________

١ ـ راجع الکامل الزيارات ص ١٧٩، ط : النجف.

٢ ـ وهم الخلفاء الثلاثة الذين انتحلوا مقام الامام علي عليه السلام، واشار عليه السلام إلى هذه الظلامة في الخطبة الشقشقية. راجع نهج البلاغة الخطبة الثالثة.

٣ ـ للشيخ الطوسي ـ المعروف بشيخ الطائفة رحمه الله ـ کتاب في الادعية والزيارات اسمه (مصباح المجتهد).


آدم(١) والمراد بالثاني عاقر ناقة صالح النبي صلی الله عليه وآله واسمه قيدار بن سالف(٢) ، وبالثالث قاتل يحيی بن زکريا، وبالرابع عبدالرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب عليه السّلام، فلما سمع الخليفة بيانه رفع شانه وأکرمه وزاد إعظامه وانتقم ممّن سعی فيه(٣) .

ثمّ تسجد سجدة وتقول فيها :

__________________

١ ـ إشارة إلى قوله تعالی في سورة المائدة اية (٣٠) : (... فطوّعت له نفسه قتل أخيه فقتله فاصبح من الخاسرين).

٢ ـ هذه إشارة إلى قوله تعالی في سورة الشمس، الآيات ١٣ إلى ١٥ : (فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقيها * فکذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها * ولا یخاف عقباها).

٣ ـ وذکر هذه القصة السيد سلطان الواعظين ـ مؤلف کتاب (ليالي پيشاور) ـ في کتابه (الفرقة الناجية) ج٢، الذي ترجمه الاخ فاضل الفراتي.


أللّهمَّ لك الحمد حمد الشاکرين لك علی مصابهم ،

الحمد لله علی عظيم رزيتي، أللّهمَّ ارزقني شفاعة الحسين يوم

الورود، وثبـّت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين ،

الذين بذلوا مُهَجَهم دون الحسين عليه السّلام

وفي الکامل(١) : (رزيتي فيهم). ويوم الورود : القيامة لورود الخلق علی حساب الله، أو لورود المؤمنين علی الحوض والکافرين علی الجحيم(٢) .

والمهج : جمع المهجة وهي دم القلب خاصة(٣) . دون الحسين أي بحضرته، قال علقمة : قال(٤) : (اذا استطعت ان تزوره في کل يوم بهذه الزيارة من دهرك فافعل، فلك ثواب ذلك ان شاء الله(٥) ، ولا يجب تبديل ان هذا يوم بان يوم قتل الحسين في غير عاشوراء لجواز الاشارة به إلى يوم قتله والاحتياط بالجمع لا ينبغي ترکه، والحمدالله أوّلا وآخرا.

تم الفراغ من تحقيق هذه الزيارة في يوم الجمعه ٢ شعبان ليلة ولادة الامام الحسين عليه السلام ١٤٢٢ هـ.

قم المقدسة / نزار الحسن

__________________ ـ

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٩، ط : النجف.

٢ ـ واشارات إلى هذا المعنی الاية القرانية في سورة هود (٩٨) : (يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود).

٣ ـ راجع فقه اللغة للثعالبي ص ٢١٥.

٤ ـ أي الامام محمّد الباقر عليه السّلام.

٥ ـ راجع مصباح المجتهد للطوسي ص ٥٣٩، ط : الاعلمي، ومفاتيح الجنان ص ٥٥٦.



زيارة عاشوراء

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَباعَبْدِاللَّهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أمير المؤمنين وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الاَرْواحِ الَّتى حَلَّتْ بِفِناَّئِكَ عَلَيْكُمْ مِنّى جَميعاً سَلامُ اللَّهِ أبدا ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ يا اَبا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ أهل الاِسْلامِ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصيبَتُكَ فِى السَّمواتِ عَلى جَميعِ أهل السَّمواتِ فَلَعَنَ اللَّهُ أمّة اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أهل الْبَيْتِ وَلَعَنَ اللَّهُ أمّة دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَاَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتى رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فيها وَلَعَنَ اللَّهُ أمّة قَتَلَتْكُمْ وَلَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالتَّمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ بَرِئْتُ اِلَى اللَّهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ وَاَوْلِياَّئِهِم يا اَبا عَبْدِ اللَّهِ. اِنّى سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَلَعَنَ اللَّهُ آل زِيادٍ وآل مَرْوانَ وَلَعَنَ اللَّهُ بَنى اُمَيَّةَ قاطِبَةً وَلَعَنَ اللَّهُ ابْنَ مَرْجانَةَ وَلَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَلَعَنَ اللَّهُ شِمْراً وَلَعَنَ اللَّهُ أمّة اَسْرَجَتْ وَاَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ بِاَبى أنت وَاُمّى لَقَدْ عَظُمَ مُصابى بِكَ فَاَسْئَلُ اللَّهَ الَّذى اَکْرَمَ مَقامَكَ وَاَکْرَمَنى بِكَ اَنْ يَرْزُقَنى طَلَبَ ثارِكَ مَعَ اِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أهل بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله أللهمَّ اجْعَلْنى عِنْدَكَ وَجيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِى الدُّنْيا والآخرة يا


اَباعَبْدِاللَّهِ اِنّى اَتَقَرَّبُ اِلى اللَّهِ وَاِلى رَسُولِهِ وَاِلى أمير المؤمنين وَاِلى فاطِمَةَ وَاِلَى الْحَسَنِ وَاِلَيْكَ بِمُوالاتِكَ وَبِالْبَراَّئَةِ (مِمَّنْ قاتَلَكَ وَنَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ وَبِالْبَرائَةِ مِمَّنْ اَسَّسَ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِعَلَيْكُمْ وَاَبْرَءُ اِلَى اللّهِ وَاِلى رَسُولِهِ) مِمَّنْ اَسَسَّ اَساسَ ذلِكَ وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ وَجَرى فى ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعلى اَشْياعِكُمْ بَرِئْتُ اِلَى اللَّهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللَّهِ ثُمَّ اِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ وَبِالْبَرآئَةِ مِنْ اَعْداَّئِكُمْ وَالنّاصِبينَ لَكُمُ الْحَرْبَ وَبِالْبَرآئَةِ مِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ. اِنّى سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَوَلِىُّ لِمَنْ والاکُمْ وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداکُم ْفَاَسْئَلُ اللَّهَ الَّذى اَکْرَمَنى بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ اَوْلِياَّئِكُمْ وَرَزَقَنِى الْبَراَّئَةَ مِنْ اَعْداَّئِكُمْ اَنْ يَجْعَلَنى مَعَكُمْ فِى الدُّنْيا والآخرة وَاَنْ يُثَبِّتَ لى عِنْدَکُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِى الدُّنْيا والآخرة وَاَسْئَلُهُ اَنْ يُبَلِّغَنِى الْمَقامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَاَنْ يَرْزُقَنى طَلَبَ ثارى مَعَ اِمامٍ هُدىً ظاهِرٍ ناطِقٍ (بِالْحَقِّ) مِنْكُمْ وَاَسْئَلُ اللَّهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّاْنِ الَّذى لَكُمْ عِنْدَهُ اَنْ يُعْطِيَنى بِمُصابى بِكُمْ أفضل ما يُعْطى مُصاباً بِمُصيبَتِهِ مُصيبَةً ما اَعْظَمَهَ واَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِى الاِسْلامِ وَفى جَميعِ السَّمواتِ وَالاَرْضِ أللهمَّ اجْعَلْنى فى مَقامى هذا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ أللهمَّ اجْعَلْ مَحْياىَ مَحْيا محمد وآل مُحَمَّدٍ وَمَماتى مَماتَ محمد وآل مُحَمَّدٍ أللهمَّ اِنَّ هذا يَوْمٌ تَبرَّکَتْ بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ وَابْنُ آکِلَةِ الَآکبادِ اللَّعينُ ابْنُ اللَّعينِ عَلى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله فى کُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فيهِ نَبِيُّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله أللهمَّ الْعَنْ اَباسُفْيانَ


وَمُعاوِيَةَ وَيَزيدَ بْنَ مُعاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ اَبَدَ الاْبِدينَ وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آل زِيادٍ وآل مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أللهمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ (الاْليمَ) أللهمَّ اِنّى اَتَقَرَّبُ إليك فى هذَا الْيَوْمِ وَفى مَوْقِفى هذا وَاَيّامِ حَياتى بِالْبَراَّئَهِ مِنْهُمْ وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَبِالْمُوالاتِ لِنَبِيِّكَ وآل نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ اَلسَّلامُ أللهمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ محمد وآل مُحَمَّدٍ وَآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلى ذلِكَ أللهمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتى جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ أللهمَّ الْعَنْهُمْ جَميعاً اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَباعَبْدِاللَّهِ وَعَلَى الاَرْواحِ الَّتى حَلَّتْ بِفِناَّئِكَ عَلَيْكَ مِنّى سَلامُ اللَّهِ (اَبَداً) ما بَقيتُ وَبَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَلاجَعَلَهُ اللَّهُ آخر الْعَهْدِ مِنّى لِزِيارَتِكُمْ اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى أولاد الْحُسَيْنِ وَعَلى أصحاب الْحُسَيْنِ أللهمَّ خُصَّ أنت اَوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنّى وَابْدَأ بِهِ أوّلا ثُمَّ الثّانِىَ وَالثّالِثَ وَالرّابِعَ اَللّهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ خامِساً وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيادٍ وَابْنَ مَرْجانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَشِمْراً وآل اَبى سُفْيانَ وآل زِيادٍ وآل مَرْوانَ اِلى يَوْمِ الْقِيمَةِ أللهمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشّاکِرينَ لَكَ عَلى مُصابِهِمْ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى عَظيمِ رَزِيَّتى أللهمَّ الرْزُقْنى شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ وَثَبِّتْ لى قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَاَصْحابِ الْحُسَيْنِ الَّذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ


فضل دعاء علقمة

قال سيف بن عميرة : سألت صفوانا فقلت له : إنَّ علقمة بن محمد لم يأتنا بهذا عن الباقر عليه السلام إنّما اتانا بدعاء الزيارة، فقال صفوان : وردت مع سيدي الصادق صلوات الله وسلامه عليه إلى هذا المکان ففعل مثل الذي فعلناه في زيارتنا ودعا بهذا الدعاء عند الوداع بعد أن صلّی کما صلّينا وودع کما ودّعنا. ثم قال صفوان : قال الصادق عليه السّلام : تعاهد هذه الزيارة وادع بهذا الدعاء وزر به فاني ضامن علی الله لکل من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد ان زيارته مقبولة وسعيه مشکور وسلامه واصل غير محجوب وحاجته مقضية من الله تعالی بالغة ما بلغت ولا یخيبه.

يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي وأبي عن أبيه علي بن الحسين عليهم السّلام مضمونا، والحسن عليه السّلام عن أبيه أمير المؤمنين عليه السّلام مضمونا بهذا الضمان، وأمير المؤمنين عليه السّلام عن رسول صلّی الله عليه وآله مضمونا بهذا الضمان، ورسول الله عن جبرائيل عليه السّلام مضمونا بهذا الضمان، وجبرائيل عن الله تعالی مضمونا بهذا الضمان، وقد آلى الله علی نفسه عزّ وجل ان من زار الحسين عليه السّلام بهذه الزيارة من قرب أو بعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زيارته وشفّعته في مسالته بالغةً ما بلغت وأعطيته سؤله ثم لا ينقلب عني خائبا وأقلبه مسرورا قريرا عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنة والعتق من النار وشفّعته في کل من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت، آلى الله تعالی بذلك علی نفسه واشهدنا بما شهدت به ملائکة ملکوته، ثم قال جبرائيل : يارسول الله أرسلني الله إليك سرورا وبشری لك ولعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولدك وشيعتکم مسرورين إلى يوم البعث.

قال صفوان : قال لي الصادق عليه السّلام : يا صفوان إذا حدث لك إلى الله حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث کنت وادع بهذا الدعاء وسل ربك حاجتك تاتك من الله. والله غير مخلف وعده ورسوله بجوده وبمنه والحمد لله.


دعاء علقمة

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يا اَللّهُ يا اَللّهُ يا اَللّهُ يا مُجيب دَعْوَهِ الْمُضْطَرينَ وَيا کاشِفَ کَرْبِ الْمَکْرُوبين ويا غِياثَ الْمُسْتَغيثين وَيا صَريخَ الْمُسْتَصْرِخين وَيا مَنْ هُوَ اَقْرَبُ إليَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ وَيا مَنْ يحولُ بين الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَيا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأعْلى وَبِالأُفُقِ الْمُبين وَيا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمِ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى وَيا مَنْ يعلَمُ خائِنَهَ الأعْين وَما تُخْفِی الصُّدُورُ وَيا مَنْ لا یَخْفى عليه خافيه وَيا مَنْ لا تَشْتَبِهُ عليه الأصْواتُ وَيا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الْحاجاتُ *وَيا مَنْ لا يبرِمُهُ اِلْحاحُ الْمُلِحينَ يا مُدْرِكَ کُلِّ فَوْت وِيا جامِعَ کُلِّ شَمْل وِيا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ يا مَنْ هُوَ کُلُّ يوم في شَأن يا قاضي الْحاجاتِ يا مُنَفِّسَ الْکُرُباتِ وَيا مُعْطِیَ السُؤلاتِ يا وَلِیَّ الرَّغَباتِ يا کافِیَ المُهِمّاتِ يا مَنْ يکفی مِنْ کُلِّ شَیْء وَلا يکفی مِنْهُ شَیْءٌ في السَّماواتِ وَالأرْضِ أَسْألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَعَلیٍّ وَبِحَقِّ فاطِمَهَ بِنْتِ نَبِيكَ وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسينِ فَاِنّی بِهِمْ اَتَوَجَّهُ إليك في مَقامی هذا وَبِهِمْ اَتَوَسَّلُ وَبِهِمْ اَتَشَفَّعُ إليك وَبِحَقِّهِمْ أَسْألُکَ وَاُقْسِمُ وَاَعْزِمُ عليك وَبِالشَّأنِ الَّذی لَهُمْ عندك وَبِالْقَدْرِ الَّذی لَهُمْ عندك وَبِالَّذی فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالمين وَبِاسْمِكَ الَّذی جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعالمين وَبِهِ اَبَنْتَهُمْ


وَاَبَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ فَضْلِ الْعالمين حَتّى فاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعالمين جَميعاً أَسْألُكَ اَنْ تُصَلِّیَ عَلى محمد وآل مُحَمَّد وَاَنْ تَکْشِفَ عَنّی هَمّی وَغَمّی وَکَرْبی وَتکفينی الْمُهِمَّ مِنْ اُمُوري وَتَقْضي عَنّی دينی وَتَجْبُرَنی مِنَ الْفَقْرِ وَتُجيرنی مِنَ الْفاقَةِ وَتغنينی عَنِ الْمَسْأَلَهِ اِلَى الْمَخْلُوقينَ وَتکفينی هَمَّ مَنْ اَخافُ هَمَّهُ وَعُسْرَ مَنْ اَخُافُ عُسْرَهُ وَحُزُونَهَ مَنْ اَخافُ حُزُونَتَهُ وَشَرَّ مَنْ اَخافُ شَرَّهُ وَمَکْرَ مَنْ اَخافُ مَکْرَهُ وَبَغْیَ مَنْ اَخافُ بَغْيه وَجَوْرَ مَنْ اَخافُ جَوْرَهُ وَسُلطانَ مَنْ اَخافُ سُلْطانَهُ وَکَيد مَنْ اَخافُ کَيدهُ وَمَقْدُرَهَ مَنْ اَخافُ بَلاءَ مَقْدُرَتِهِ عَلَیَّ وَتَرُدَّ عَنّی کَيد الْکَيدهِ وَمَکْرَ الْمَکَرَهِ أللهمَّ مَنْ اَرادَنی بِسُوء فَأَرِدْهُ *وَمَنْ کادَنی فَـکِدْهُ وَاصْرِفْ عَنّی کَيدهُ وَمَکْرَهُ وَبَأسَهُ وَاَمانِيه وَامْنَعْهُ عَنّی کيف شِئْتَ وَاَنّى شِئْتَ أللهمَّ اشْغَلْهُ عَنّی بِفَقْر لا تَجْبُرُهُ وبِبَلاء لا تَسْتُرُهُ وبِفاقَه لا تَسُدُّها وبِسُقْم لا تُعافيه وذُلٍّ لا تُعِزُّهُ وَبِمَسْکَنَه لا تَجْبُرُها أللهمَّ اضْرِبْ بِالذُلِّ نَصْبَ عَينيه وَاَدْخِلْ عليه الْفَقْرَ في مَنْزِلِهِ *وَالْعِلَّهَ وَالسُّقْمَ في بَدَنِهِ حَتّى تَشْغَلَهُ عَنّی بِشُغْل شاغِل لا فَراغَ لَهُ وَاَنْسِهِ ذِکْری کَما اَنْسيتَهُ ذِکْرَكَ وَخُذْ عَنّی بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيدهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَميع جَوارِحِهِ وَاَدْخِلْ عليه في جَميع ذلك السُّقْمَ وَلا تَشْفِهِ حَتّى تَجْعَلَ ذلك لَهُ شُغُلاً شاغِلاً عَنّی وَعَنْ ذِکْری وَاکْفِنی يا کافِیَ ما لا يکفی سِواكَ فَاِنَّكَ الْکافی لا کافِیَ سِواكَ وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواكَ وَمغيثٌ لا مغيثَ سِواكَ وَجارٌ لا جارَ


سِواكَ خابَ مَنْ کانَ رَجاؤُهُ سِواكَ وَمغيثُهُ سِواكَ وَمَفْزَعُهُ اِلى سِواكَ وَمَهْرَبُهُ وَمَلْجَؤُهُ إلى غَيركَ وَمَنْجاهُ مِنْ مَخْلُوق غَيركَ فَاَنْتَ ثِقَتی وَرَجائی وَمَفْزَعی وَمَهْرَبی وَمَلْجَئِی وَمَنْجایَ فَبِكَ اَسْتَفْتِحُ وَبِكَ اَسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّد وآل مُحَمَّد اَتَوَجَّهُ إليك وَاَتَوَسَّلُ وَاَتَشَفَّعُ فَاَسْألُكَ يا اَللّهُ يا اَللّهُ يا اَللّهُ فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّکْرُ وَإليكَ الْمُشْتَکى وأنت المُسْتَعانُ فَاَسْألُكَ يا اَللّهُ يا اَللّهُ يا اَللّهُ بِحَقِّ محمد وآل مُحَمَّد اَنْ تُصَلِّیَ عَلى محمد وآل مُحَمَّد وَاَنْ تَکْشِفَ عَنّی غَمّی وَهَمّی وَکَرْبی في مَقامی هذا کَما کَشَفْتَ عَنْ نبيك هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَکَرْبَهُ وَکَفَيتهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ فاکْشِفْ عَنّی کَما کَشَفْتَ عَنْهُ وَفَرِّجْ عَنّی کَما فَرَّجْتَ عَنْهُ وَاکْفِنی کَما کَفَيتهُ وَاصْرِفْ عَنّی هَوْلَ ما اَخافُ هَوْلَهُ وَمَؤُونَهَ ما اَخافُ مَؤُونَتَهُ وَهَمَّ ما اَخافُ هَمَّهُ بِلا مَؤُونَه عَلى نَفْسي مِنْ ذلك وَاصْرِفْنی بِقَضاءِ حَوائِجی وَکِفايه ما اَهَمَّنی هَمُّهُ مِنْ اَمْرِ آخِرَتی وَدُنْيایَ يا أمير المؤمنين وَيا أبا عبدالله عَلَيکما مِنّی سَلامُ اللّهِ أبدا ما بَقيتُ وَبَقي الليل وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللّهُ آخر الْعَهْدِ مِنْ زيارَتِکُما ولا فَرَّقَ اللّهُ بينی وَبينکُما أللهمَّ اَحينی حياهَ مُحَمَّد وَذُريتِهِ وَاَمِتْنی مَماتَهُمْ وَتَوَفَّنی عَلى مِلَّتِهِمْ وَاحْشُرُنی في زُمْرَتِهِمْ وَلا تُفَرِّقُ بينی وَبينهُمْ طَرْفَهَ عَين أبدا في الدُّنْيا وَالآخِرَهِ. يا أمير المؤمنين وَيا اَبا عَبْدِ اللّهِ اَتَيتکُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً اِلى اللّهِ رَبّی وَرَبِّکُما وَمُتَوَجِّهاً اليه بِکُما وَمُسْتَشْفِعاً بِکُما اِلَى اللّهِ تَعالى فی


حاجَتی هذِهِ فَاشْفَعا لی فَاِنَّ لَکُما عِنْدَ اللّهِ الْمَقامَ الْمَحْمُودَ وَالْجاهَ الْوَجيه وَالْمَنْزِلَ الرَّفيع وَالْوَسيلَهَ اِنّی اَنْقَلِبُ عَنْکُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحاجَهِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللّهِ بِشَفاعَتِکُما لی اِلَى اللّهِ في ذلك فَلا اَخيب وَلا يکون مُنْقَلَبی مُنْقَلَباً خائِباً خاسِراً بَلْ يکون مُنْقَلَبی مُنْقَلَباً راجِحاً مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً لی بِقَضاءِ جَميع حَوائِجی وَتَشْفَعا لی اِلَى اللّهِ اَنْقَلِبُ عَلى ما شاءَ اللّهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّهَ اِلاّ بِاللّهِ *مُفَوِّضاً اَمْری اِلَى اللّهِ مُلْجِئاً ظَهْری اِلَى اللّهِ وَمُتَوَکِّلاً عَلَى اللّهِ وَاَقُولُ حَسْبِیَ اللّهُ وَکَفى سَمِعَ اللّهُ لِمَنْ دَعا لَيس لی وَراءَ اللّهِ وَوَراءَکُمْ يا سادَتی مُنْتَهى ما شاءَ رَبّی کانَ وَما لَمْ يشأ لَمْ يکنْ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّهَ اِلاّ بِاللّهِ *اَسْتَوْدِعُکُمَا اللّهَ وَلا جَعَلَهُ اللّهُ آخر الْعَهْدِ مِنّی اليکما *انْصَرَفْتُ يا سيدي يا أمير المؤمنين وَمَوْلایَ وأنت يا أبا عبدالله يا سيدي وَسَلامی عَلَيکما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ الليل وَالنَّهارُ واصِلٌ ذلك إليکما غَير مَحْجُوب عَنْکُما سَلامی اِنْ شاءَ اللّهُ وَاَسْألُهُ بِحَقِّکُما اَنْ يشاءَ ذلك وَيفعَلَ فَاِنَّهُ حَميد مَجيد انْقَلَبْتُ يا سيدي عَنْکُما تائِباً حامِداً للّه شاکِراً راجِيا لِلإجابَهِ غَير آيس وَلا قانِط آئِباً عائِداً راجِعاً اِلى زيارَتِکُما غَير راغِب عَنْکُما وَلا مِنْ زيارَتِکُما بَلْ راجِعٌ عائِدٌ اِنْ شاءَ اللّهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّهَ اِلاّ بِاللّهِ الْعَلِیِّ العَظيم يا سادَتی رَغِبْتُ اليکما وَاِلى زيارَتِکُما بعْدَ اَنْ زَهِدَ فيکما وَفی زيارَتِکُما أهل الدُّنْيا فَلا خَيبنِی اللّهُ مِمّا رَجَوْتُ وَما اَمَّلْتُ في زيارَتِکُما اِنَّهُ قَريبٌ مُجيب.


الفهرس

الإهداء ٣

المقدّمة ٥

ترجمة الشارح ٧

من آثار وبرکات زيارة عاشوراء١٥

«اَلسَّلام عليك يا أَبَا عَبدِ اللهِ» ٢٩

اَلسَّلام عليك يابنَ رَسُول اللهِ ٣١

السّلام عليك يابن أمير المؤمنين، وابن سيّد الوصييّن ٣٤

السلام عليك يابن فاطمة سيدة نساء العالمين ٣٨

السلام عليك يا ثار الله وابن ثار والوتر الموتور ٤٢

(١) عليکم مني جميعا سلام الله ابدا ٥٢

مابقيت وبقي الليل والنهار ٥٢

يا اباعبدالله، لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت المصيبة ٥٣

فلعن الله أمّة اسست اساس الظلم والجور عليکم أهل البيت ٥٦

ولعن الله أمّة دفعتکم عن مقامکم، وازالتکم عن مراتبکم ٥٩

ولعن الله أمّة قتلتکم ف ولعن الله الممهدين لهم ٦١

بالتمکين من قتالکم ٦١

برئت إلى الله وإليکم منهم، وأشياعهم وأتباعهم وأوليائهم ٦٢

يا اباعبد الله، انّي سلمٌ لمن سالمکم، وحربٌ لمن حاربکم إلى ٦٤

يوم القيامة ٦٤

ولعن الله آل زياد وآل مروان، ولعن الله بني أميّة قاطبة ، ٦٦

ولعن الله ابن مرجانة، ولعن الله عمر بن سعدا، ولعن الله شمرا ٦٦


ولعن الله أمّة أسرجت وألجمت وتنقّبت(١) وتهيات لقتالك ٧٠

بأبي أنت وأمّي لقد عظم مصابي بك ٧١

فاسئل الله الذي اکرم مقامك، واکرمني بك أن يرزقتي طلب ٧٣

اللهم اجعلني عندك وجيها(١) بالحسين عليه السّلام ٧٥

يا أبا عبد الله، إني أتقرّب إلى الله، وإلی رسوله ، ٧٧

وإلی أمير المؤمنين، وإلی فاطمة، وإلی الحسن واليك ٧٧

بموالاتک، وبالبراءة ممن قاتلك ونصب لك الحرب ، ٧٧

وبالبراءة ممن أسس أساس الظلم والجور عليکم ، ٧٧

وابرا إلى الله وإلی رسوله ممن اسس اساس ذلك ، وبنی عليه ٧٩

فاسل الله الذي اکرمني بمعرفتکم، ومعرفة أوليائکم ، ٨٢

وأن يثبت لي عندکم قدم صدق في الدنيا والآخرة ، ٨٤

وأسال الله بحقّکم، وبالشّان الذی لکم عنده ان يعطينطي ٨٦

أللّهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات ورحمة ٨٩

اللهم ان هلاا يوم تبركت به بنو امية وابن أكلة اكباد ، ٩٣

أللّهم العن ابا سفيان، ومعاوية بن أبي سفيان ، ويزيد بن ٩٧

وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين ٩٩

أللّهم فضاعف عليهم اللعن منك والعذاب الاليم ١٠٠

أللّهم العن أوّل ظالم ظلم حقّ محمّد وآل محمّد، وآخر تابع له ١٠٢

السّلام عليك يا أبا عبدالله، وعلی الارواح التي حلّت بفنائك ، ١٠٤

أللّهمَّ خصّ أنت، أوّل ظالم باللعن منّي، وابدأ به أوّلا ، ١٠٥

أللّهمَّ لك الحمد حمد الشاکرين لك علی مصابهم ، ١٠٧

زيارة عاشوراء ١٠٩

فضل دعاء علقمة ١١٢

دعاء علقمة ١١٣

الفهرس ١١٧


شرح زيارة عاشوراء

شرح زيارة عاشوراء

مؤلف: آية الله حبيب الله الشريف الكاشانيّ (قدس سره)
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
ISBN: 964-94216-2-9
الصفحات: 118