بُرَيد بن معاوية العِجْلي
عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام، وقال: يُكنّى « أبا القاسم ».
وقال النجاشيّ: روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السّلام، ومات في حياة الإمام الصادق عليه السّلام.
وهو وجه من وجوه الأصحاب، وفقيهٌ أيضاً، وله محلّ عند الأئمّة عليهم السّلام، حتّى قال الإمام الصادق عليه السّلام: أوتادُ الأرض وأعلام الدين أربعة: محمّد بن مسلم، وبُرَيد بن معاوية، وليث بن البختري المرادي، وزُرارة بن أعيَن.
وقد أُجمِع على تصحيح ما يَصِحّ عنه، والإقرار له بالفقه، وكان له كتاب يرويه عنه عليّ بن عُقبة بن خالد الأسديّ. تُوفّي سنة 150 هجريّة.
• ومن رواياته عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام في قول الله: إنّما أنتَ مُنذِرٌ ولكلِّ قومٍ هادٍ ، قال: رسولُ الله صلّى الله عليه وآله المنذر، وفي كلّ زمانٍ منّا هادياً يهديهم إلى ما جاء به نبيُّ الله، ثمّ الهُداة مِن بعد عليّ، ثمّ الأوصياء واحداً بعد واحد.( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء الأوّل، الباب 13/ح 1، والآية في سورة الرعد:7 ).
• وفي قوله تعالى: وما يَعلمُ تأويلَه إلاّ اللهُ والراسخونَ في العلم ، قال: رسولُ الله صلّى الله عليه وآله أفضلُ الراسخين، قد علّمه اللهُ جميعَ ما أنزلَ اللهُ إليه من التنزيل والتأويل، وما كان الله لِيُنزلَ عليه شيئاً لم يُعلّمْه تأويله. وأوصياؤه مِن بعده يَعلَمونه كلَّه، والذين لا يَعلَمون تأويله إذا قال العالِمُ فيه العلمَ فأجابهم الله يقولون: آمَنّا به، كلٌّ مِن عندِ ربّنا.. ( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء الرابع، الباب 10/ ح 4، والآية في سورة آل عمران:7 ).
• وقال عليه السّلام: ما الذي تبغون، أما إنّه لو كانت فزعة من السماء، لفزعَ كلُّ قومٍ إلى مأمنهم، ولفزعنا نحن إلى نبيّنا صلّى الله عليه وآله، وفزعتم إلينا، فأبشِروا ثمّ أبشروا ثمّ أبشروا، ألا واللهِ لا يُسوّيكم اللهُ وغيرَكم، لا ولا كرامة( المحاسن للبرقي 161 / ح 104 ـ الباب 28 ).
* * *
بكر بن حبيب
قال الأردبيليّ في ( جامع الرواة ): بكر بن حبيب الكوفيّ الأحمسيّ، من أصحاب الإمام الباقر والصادق عليهما السّلام، كنيته أبو مريم.
• ومن رواياته عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السّلام قوله:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أُدعُوا لي حبيبي. فارسَلَتْ عايشةُ وحفصةُ إلى أبوَيهما، فلمّا أن جاءا غَطّى رسولُ الله صلّى الله عليه وآله رأسَه فانصرفا، فكشف رأسه فقال: ادعُوا لي حبيبي. فأرسَلَت حفصةُ إلى أبيها وعايشةُ إلى أبيها، فلمّا جاءا غطّى رأسه، فانطلقا فقالا: ما نرى رسولَ الله أرادنا، قالتا: أجل، إنّما قال: ادعُوا لي خليلي، فرَجَونا أن تكونا أنتما. فجاء عليُّ بن أبي طالب عليه السّلام، فألزَقَ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله صدرَه بصدره، وأومأ إلى أُذُنه فحدَّثَه بألف حديث، لكلّ حديث ألفُ باب. ( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء السابع 314 / ح 3 ـ الباب 1 ).
* * *
بُكَير بن أعيَن الشَّيباني
أخو زُرارة بن أعيَن، روى عن الباقر والصادق عليهما السّلام معاً، وتُوفّي في حياة الإمام الصادق عليه السّلام، فلمّا بَلَغَه خبرُ وفاته قال ـ كما رواه الكشيّ ص 120 ـ: « أما واللهِ لقد أنزله اللهُ بين رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وعلى آلهما الطاهرين ».
وهو من ثقات أولاد أعيَن وصُلَحائهم.
• ومن رواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام ـ وهي كثيرة ـ:
قوله: إنّ الله أخَذَ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذَرٌّ يومَ أخذَ الميثاقَ على الذرّ والإقرار له بالربوبيّة، ولمحمّدٍ صلّى الله عليه وآله بالنبوّة..( بصائر الدرجات للصفّار القمّي، الجزء الثاني 89 ـ الباب 16 / ح 1 ).
• وقوله عليه السّلام: ألا أحكي لكم وضوءَ رسول الله صلّى الله عليه وآله. فأخذ بكفّه اليُمنى كفّاً مِن ماءٍ فغسَل به وجهه، ثمّ أخذ بيده اليسرى كفّاً من ماءٍ فغَسَل به يدَه اليمنى، ثمّ أخذ بيده اليمنى كفّاً مِن ماء فغَسَل به يده اليسرى، ثمّ مَسَح بفضلِ يديه رأسَه ورِجْلَيه. ( الكافي للكليني 24:3 )
* * *
ثابت الثُّمالي
مرّ تحت عنوان: أبو حمزة الثُّمالي.
* * *
ثابت بن أبي المِقْدام
ذكره الشيخ الطوسي في رجاله من ضمن أصحاب الأئمّة: السجّاد والباقر والصادق عليهم السّلام، وعرّفه بقوله: ثابت بن هُرمُز أبي المِقدام العِجْليّ مولاهم، الكوفي الحدّاد.
• له رواية عن الإمام الباقر عليه السّلام في باب الصلاة على ميّتٍ لا يُعرف، أنّه قال: كنتُ مع أبي جعفر عليه السّلام فإذا بجنازةٍ لقومٍ مِن جيرانه، فحَضَرها، وكنتُ قريباً منه فسمعته يقول:
اللّهمّ إنّك خَلَقتَ هذه النفوسَ وأنت تُميتها وتُحييها، وأنت أعلَمُ بسرائرِها وعلانيتها منّا ومستقَرِّها ومستودَعِها. اللّهمّ وهذا عبدُك، ولا أعلمُ منه شرّاً وأنت أعلَمُ به، وقد جِئناكَ شافِعين له بعد موته، فإن كان مُستوجِباً فشَفِّعْنا فيه، واحشُرْه مع مَن كان يتولاّه. ( الكافي للكليني 88:3 ).
* * *
ثَعلَبة بن ميمون
في رجال البرقي: ثَعلَبة بن ميمون، أبو إسحاق الفقيه، مِن أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام.
قال النجاشي: أبو إسحاق النحوي، كان وجهاً في أصحابنا، قارئاً فقيهاً نحويّاً لغويّاً وراوياً، وكان حسَنَ العمل كثير العبادة والزهد، روى عن الإمامين: الصادق والكاظم عليهما السّلام.
• وأمّا ما رواه عن الإمام الباقر عليه السّلام، فقوله:
أصدَقُ الأسماء ما سُمّيَ بالعبوديّة، وأفضلُها أسماء الأنبياء. ( الكافي للكليني 18:6 ).
* * *
جابر بن عبدالله الأنصاري
الصحابيّ الجليل المشهور، أخباره كثيرة، وفضائله ومناقبه مشهورة. جليل القدر، كان منقطعاً إلى أهل البيت عليهم السّلام، وجلالته أشهر مِن أن تُذكر. وهو الذي نقل ما في اللَّوح الأخضر الذي كانت تحتفظ به فاطمة الزهراء عليها السّلام، وفيه اسم النبيّ وأسماء أوصيائه صلوات الله عليه وعليهم. وقد أمَرَتْه فاطمةُ بنتُ أمير المؤمنين عليه السّلام أن يأتيَ عليَّ بن الحسين عليه السّلام ليدعُوَه إلى البُقْيا على نفسه بعد فاجعة كربلاء، وقالت له: إنّ لنا عليكم حقوقاً.
ورغم عَماه، كان جابر قد زار ـ مع دليله عطيّة العوفيّ ـ قبرَ الإمام الحسين عليه السّلام في العشرين مِن صفر، وبلّغ سلامَ رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى الإمام الباقر عليه السّلام، كما في الرواية التي ينقلها محمّد بن طلحة الشافعيّ في ( مطالب السَّؤول ص 81 ) عن محمّد بن أسلم المكيّ، قال:
كنّا عند جابر بن عبدالله، فأتاه عليُّ بن الحسين ومعه ابنه محمّد ( الباقر ) وهو صبيّ، فقال عليّ لابنه محمّد: قَبِّلْ رأسَ عمّك. فدنا محمّد فقبّل رأسَه، فقال جابر: مَن هذا ؟ وكان قد كُفَّ بَصَرُه، فقال له عليّ:
ـ هذا ابني محمّد.
فضَمَّه جابر إليه وقال: يا محمّد، محمّدٌ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله يَقرأ عليك السّلام. فقال ( الباقر ) لجابر: كيف ذلك يا أبا عبدالله ؟ فقال:
ـ كنتُ مع رسول الله صلّى الله عليه وآله والحسينُ في حِجْره وهو يُلاعبه، فقال: يا جابر، يُولَد لابنيَ الحسينِ آبنٌ يُقال له « عليّ »، إذا كان يومُ القيامة نادى مُنادٍ: لِيَقُمْ سيّدُ العابدين! فيقوم عليُّ بن الحسين. ويُولَد لعليٍّ ابنٌ يُقال له « محمّد »، يا جابر، إذا رأيتَه فأقْرئه منّي السلام، واعلَمْ أنّ بقاءك بعد رؤيته يسير.
وفي رواية أخرى: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لجابر: يا جابر، يُوشِك أن تبقى حتّى تَلقى ولداً لي من الحسين يُقال له « محمّد »، يَبقرَ علمَ النبيّين بَقْراً، فإذا لَقِيتَه فأقْرِئْه منّي السلام. ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 285:2 ).
ولجابر هذا رضوان الله عليه مناسباته الكثيرة في وقائع الإسلام وصِلاته بالنبيّ وأهل البيت صلوات الله عليه وعليهم.
• وأمّا روايته عن الإمام الباقر عليه السّلام، فقوله سلام الله عليه:
نحن خُزّانُ علمِ الله، وورثةُ وحيِ الله، وحَمَلةُ كتابِ الله. طاعتُنا فريضة، وحُبُّنا إيمان، وبُغضنا نفاق. مُحِبّونا في الجنّة، ومُبغضِونا في النار. خُلِقْنا ـ وربِّ الكعبة ـ مِن طينةٍ عذبةٍ لم يُخلَقْ منها سوانا، وخُلِق مُحبّونا مِن أسفل، فإذا كان يومُ القيامة أُلِحقَت السفلى بالعليا، فأين تُرى الله يفعل بنبيّه وأين تُرى نبيّه يفعل لوُلْده، وأين ترى وُلدَه يفعلون بمحبيّهم وشيعتهم ؟! كلٌّ إلى جِنانِ ربّ العالمين ( بشارة المصطفى لشيعة المرتضى لأبي جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري ص 193 ).
* * *
جابر بن يزيد الجُعْفي
الكوفي، روى عن الإمامين: الباقر والصادق عليهما السّلام، له أصل من أصول كتب أهل البيت عليهم السّلام، وكان ممّا تلقّاه عن الإمام الباقر عليه السّلام خاصّة سبعون ألف حديث، وقد حمل أسراراً وروى كراماتٍ باهرة.
أمَرَه الإمامُ الباقر عليه السّلام بإظهار الجنون فأظهره، فنجا من القتل الذي صمّم عليه هِشام ابن عبدالملك، فلمّا اطمأنّ عاد إلى حالته الأولى.
وذكر اليعقوبي في ( تاريخه 81:3 ) حديثاً عن جابر وإخبارهِ عمّا سيقع من أمر بني العبّاس وشأن قُحْطَبة. وجاءت فيه مدائحُ جمّة، وترحّم عليه الإمام الصادق عليه السّلام، وكان تُوفّي سنة 128 أو 132 هجريّة.
• ومن رواياته الغزيرة عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال:
ـ ما مِن عبدٍ يغدو في طلب العلم ويروح، إلاّ خاض من الرحمة خوضاً ( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء الأوّل ص 5 / ح 14 ـ الباب الثاني ).
ـ إنّ الله تباركت أسماؤه التي يُدعى بها وتعالى في عُلوّ كُنهه، أحدٌ توحّد بالتوحيد في تَوَحُّده، ثمّ أجراه على خَلْقه، فهو أحَدٌ صَمَد قُدّوس، يعبدهُ كلُّ شيء ويصمد إليه، وفوقَ الذي عينُنا تبلغ، وَسِع كلَّ شيءٍ علماً. ( المحاسن للبرقي 241 ـ 242 / ح 127 ـ الباب 24 ).
ـ إنّا أهلُ بيتٍ، مِن علمِ الله عَلِمْنا، ومِن حكمه أخَذْنا، ومن قول الصادق سَمِعْنا، فإن تَتَّبِعونا تَهتدوا. ( بصائر الدرجات للصفّار القمي ـ الجزء 10، ص 514 / ح 34، الباب 18 ).
ـ المهديُّ رجلٌ مِن وُلْد فاطمة، وهو رجلٌ آدَم ( أي شديد السُّمرة ). ( الغَيبة للشيخ الطوسيّ 114 ).
• وسأله جابر: يرحمك الله، ما الصبرُ الجميل ؟ فأجابه عليه السّلام:
ـ ذلك صبرٌ ليس فيه شكوى إلى الناس. ( الكافي للكليني 76:2 / ح 23 ـ باب الصبر ).
• وقال عليه السّلام له: يا جابر، أيكتفي مَن يَنتَحل التشيّعَ أن يقول بحبّنا أهلَ البيت ؟! فوَاللهِ ما شيعتُنا إلاّ مَنِ آتّقى اللهَ وأطاعه، وما كانوا يُعرَفون ـ يا جابر ـ إلاّ بالتواضع والتخشّع، والأمانة، وكثرةِ ذِكْر الله، والصومِ والصلاة، والبِرِّ بالوالدَين، والتعاهدِ للجيران من الفقراء وأهل المَسْكَنة والغارمينَ والأيتام، وصِدقِ الحديث وتلاوة القرآن، وكَفِّ الألسُن عن الناس إلاّ مِن خير، وكانوا أُمناءَ عشائرهم في الأشياء.. ( الكافي للكليني 60:2 / ح 3 ـ باب الطاعة والتقوى ).
• وروى جابر الجعفي أيضاً، أنّه عليه السّلام قال:
ـ إذا أُدخل المؤمنُ قبرَه نُوديَ: ألاَ إنّ أوّل حِبائِك الجنّة، وحِباء مَن تَبِعك المغفرة ( الكافي للكليني 173:3 ).
* * *
الجاحظ
قال الشيخ عبّاس القمي: الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر البصريّ اللغوي، كان مِن غِلمان النظّام. وقال ابن طاووس: طال عمره وأصابه الفالج في آخر عمره، ومات بالبصرة سنة 255 هجريّة.
وله كلامٌ في أفضلية أمير المؤمنين عليه السّلام ومظلوميّة فاطمة الزهراء عليها السّلام في أمر فدك ( سفينة البحار للشيخ القمي 370:1 ـ 371، مادّة « جحظ » ). وكان زمناً يميل إلى النَّصْب، وله كتاب « العُثمانيّة » ردّ عليه: أبو جعفر الإسكافي والشيخ المفيد والسيّد أحمد بن طاووس.
• ومع ذلك روى عن الإمام الباقر عليه السّلام هاتين الروايتين:
الأولى: قولُه عليه السّلام: اللهمّ أعنّي على الدنيا بالغِنى، وعلى الآخرة بالتقوى ( البيان والتبيين للجاحظ 271:3 ).
الثانية: قال الجاحظ: قد جمع محمّدُ بن عليّ بن الحسين عليهم السّلام صلاحَ شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين، فقال:
صلاح شأن جميع التعايش والتعاشر: مِلء مِكيال، ثُلُثاه فِطنة وثُلُثٌ تغافل. وعلّق الجاحظ قائلاً: فلم يجعل لغير الفطنة نصيباً من الخير ولا حظّاً في الصلاح، لأنّ الإنسان لا يتغافل إلاّ عن شيء قد فَطن له وعرفه. ( البيان والتبيين 84:1 ).
* * *
جعفر بن محمّد الفَزاري
لم تُعرَف له ترجمة مبسوطة، إلاّ أنّه كان كثيراً في الرواية عن الإمام الباقر عليه السّلام في تفسير آيات القرآن الكريم، مِن ذلك قوله عليه السّلام:
• لو أنّ الجُهّال مِن هذه الأمّة يعلمون متى سُمّي أمير المؤمنين، لم يُنكروا ولايتَه وطاعته! فسُئِل عليه السّلام: ومتى سُمّي عليٌّ أميرَ المؤمنين ؟! قال: حين أخذ اللهُ ميثاقَ ذريّة آدم، وكذا نزل جبرئيلُ على محمّدٍ صلّى الله عليه وآله: وإذْ أخَذَ ربُّك مِن بني آدمَ مِن ظُهورهِمُ ذريّتَهم واشْهَدَهُم على أنفُسِهُم: ألَستُ بربِّكم ؟! ، وأنّ محمّداً صلّى الله عليه وآله عبدي ورسولي، وأنّ عليّاً أميرُ المؤمنين ؟! قالوا: بلى.
ثمّ قال أبو جعفر عليه السّلام: واللهِ لقد سمّاه اللهُ باسمٍ ما سمّى باسمِه أحداً قبلَه. ( تفسير فرات الكوفي 47، والآية في سورة الأعراف: 172 ).
• وعن الفَزاريّ أيضاً، عن الإمام الباقر عليه السّلام في نزول قوله تعالى: إنّ الذين آمنوا وعَمِلُوا الصالحاتِ سيَجعَلُ لهمُ الرحمنُ وُدّاً ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: يا عليّ، إنّ الله أنزل فيك آيةً مِن كتابه، وجعَلَ لك وُدّاً في قلبِ كلِّ مؤمنٍ محبّة. ( تفسير فرات الكوفي 89. والآية في سورة مريم:96 ).
• وفي ظلّ قوله تعالى: وإنْ كادوا لَيَفتِنُونَك عنِ الذي أوحَينا إليكَ لِتَفتَريَ علينا غيرَه ، روى الفَزاريّ أنّ الإمام الباقر عليه السّلام قال: تفسيرها في عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، ولقد أرادوا أن يَردّوك عن الذي أوحينا إليك في عليّ، إنّ الله أوحى إليه أن أمَرَه بولاية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام. ( تفسير فرات الكوفي 106، والآية في سورة الإسراء:73 ).
• وفي ظلّ الآية المباركة: وتَعِيَها أُذُنٌ واعية ، قال الإمام الباقر عليه السّلام: الأذُنُ الواعية عليّ، وهو حجّة اللهِ على خَلْقه، مَن أطاعه أطاع الله، ومَن عصاه فقد عصى الله. ( تفسير فرات الكوفي 189، والآية في سورة الحاقّة:12 ).
* * *
جميل بن دَرّاج النَّخَعي
قال الشيخ الطوسي في رجاله: له أصل، وهو ثقة، روى عنه صفوان.
وقال ابن فَضّال: أبو محمّد ( جميل ) شيخنا ووجه الطائفة، ثقة، روى عن أبي عبدالله ( الصادق ) وأبي الحسن ( الكاظم ) عليهما السّلام، وله كتاب، روى عنه جماعات، وتُوفّي في أيّام الإمام الرضا عليه السّلام.
كُفّ بَصَرهُ في آخر حياته، وهو من الستّة أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام الذين أُجمِع على تصحيح ما يَصِحّ عنه والإقرار لهم بالفقاهة، وقد جاءت فيه مدائح تكشف عن علوّ درجته.
• ومن رواياته عن الإمام محمّد الباقر عليه السّلام قوله:
لمّا نزلت هذه الآية: بل يُريد الإنسانُ لِيَفْجُرَ أمامَه دخل أبو بكر على النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال له: سَلِّمْ على عليٍّ بإمرة المؤمنين، فقال: مِن الله ومِن رسوله ؟ قال: من الله ورسوله. فقال، ثمّ دخل عمر، قال: سلِّمْ على عليٍّ بإمرة المؤمنين، فقال: مِن الله ومن رسوله ؟ قال: من الله ومن رسوله. فقال، ثم نزلت: يُنَبّأُ الإنسانُ يومئذٍ بما قَدَّمَ وأخَّر .
قال: ما قَدّمَ ممّا أُمِر به، وما أخَّر ممّا لم يفعله لما أُمِر به من السلام على عليٍّ عليه السّلام بإمرة المؤمنين. ( بحار الأنوار للشيخ المجلسي 328:37 ).
• وقوله عليه السّلام: لا بأسَ بأن يصلّيَ الرجلُ في الثوب وفيه الدمُ متفرِّقاً شبه النَّضْح، وإنْ كان قد رآه صاحبُه قبل ذلك؛ فلا بأسَ ما لم يكن مجتمِعاً قَدْرَ الدِّرهم. ( تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي 256:1 ).
• وقوله عليه السّلام: أيُّما مؤمن حافَظَ على الصلواتِ المفروضة، فصلاّها لوقتها، فليس هذا مِن الغافلين. ( الكافي 270:3 ).
* * *
الحارث بن محمّد الأحولَ
قال النجاشيّ: الحارث بن أبي جعفر محمّد بن النعمان الأحول، مولى بَجيلة، روى عن أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام، له كتاب يرويه عدّةٌ من أصحابنا. وذكره البرقيّ أيضاً في رجاله.
• ومن رواياته قوله: سمعتُ أبا جعفر ( الباقر ) عليه السّلام يقول:
إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لعليّ عليه السّلام: لمّا أُسرِيَ بي إلى السماء، رايتُ في الجنَة نهراً أبيضَ من اللَّبَن وأحلى من العسل، فيه أباريقُ عددَ نجوم السماء، على شاطئه قِبابُ الياقوت الأحمر والدُّرّ الأبيض، فضرب جبرئيلُ بجناحه إلى جانبه.. فإذا هو مِسْكٌ أذفَر. ثمّ قال: والذي نفسُ محمّدٍ بيده، إنّ فيها لَشجراً يفقْن بالتسبيح بصوت لم يسمع الأولّون والآخِرون بمثِله، يُثْمِرن أثداءً كالرمّان، تُلقى الثمرة إلى الرجُل فيشقّها عن سبعين حُلّةً. والمؤمنون ـ يا عليّ ـ على كراسٍ مِن نور، وهمُ الغُرّ المُحجَّلون وأنت إمامهم..
( بحار الأنوار للشيخ المجلسيّ 127:27 / ح 117 )
* * *
الحارث بن المُغيرة النَّصْري
ذكره الشيخ الطوسي في رجاله من ضمن أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام، وقال: يُكنّى أبا عليّ، من بني نصر بن معاوية. وقد روى عن الأئمّة: الباقر والصادق والكاظم عليهم السّلام، وكان مِن ذوي الدرجات الرفيعة، كما شهدت له بذلك عدّة أحاديث، وهي كثيرة تُبيّن جلالته وعلوَّ ومنزلته.
• ومن رواياته أنّ الإمام الباقر عليه السّلام قال لنجيّه ـ وكان سأله ـ:
ـ يا نجيّة، إنّ لنا الخُمس في كتاب الله، ولنا الأنفال، ولنا صَفْوُ الأموال. وهما ـ واللهِ ـ أوَلُ من ظَلَمنا حقَّنا في كتاب الله، وأوّلُ من حمَلَ الناسَ على رقابنا، ودماؤُنا في أعناقهما إلى يومِ القيامة بظلمنا أهلَ البيت، وإنّ الناس لَيتقلّبون في حرامٍ إلى يوم القيامة بظلمنا أهلَ البيت.
( تهذيب الأحكام للشيخ الطوسيّ 145:4 )
• وقال الحارث ( أو الحرث ) النصري: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول الله عزّوجلّ: الذين بَدّلوا نعمةَ الله كفراً ، قال: ما يقولون في ذلك ؟ قلت: يقولون: هم الأفْجَران من قريش: بنو أُميّة وبنو المُغيرة. ثمّ قال عليه السّلام: هي ـ واللهِ ـ قريشٌ قاطبة، إنّ الله تبارك وتعالى خاطب نبيَّه صلّى الله عليه وآله فقال: إنّي فضّلتُ قريشاً علَى العرب، وأتممتُ عليهم نعمتين وبعثتُ إليهم رسولي، فبدّلوا نعمتي كفراً وأحلُّوا قومَهم دارَ البوار.
( الكافي للكليني 103:8 )
* * *
حُرَيز بن عبدالله الأزدي
أبو محمّد الكوفيّ، السجستانيّ، نُسب إلى سجستان لإكثاره السفر والتجارة إليها. وكان من فقهاء الرواة، وله عدّة كتبٍ في الفقه وقد روى عن الإمام الصادق عليه السّلام مشافهةً وبالواسطة أخباراً كثيرة، وكتبُه تُعدّ من الأصول.
وقد قُتل في سجستان في جماعةٍ من الشيعة؛ لأنّ أصحاباً له يقولون بمقالته، وكان الغالب على أهل سجستان الخوار الذين كانوا يَثْلِبون في أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام ويسبّونه، وقد هدموا المسجد على حُريز وأصحابه فقتلوهم.
• من رواياته قول الإمام الباقر عليه السّلام:
ـ أدنى العُقوق « أُفّ »، ولو عَلِم اللهُ أنّ شيئاً أهونُ منه نهى عنه.
( تفسير العيّاشي 285:2 )
ـ وما جعَلْنا الرؤيا التي أرَيناكَ إلاّ فِتنةً لهم ليعمهوا فيها، والشجرةَ الملعونةَ في القرآن يعني بني أُميّة.
( تفسير العيّاشي 297:2، والآية في سورة الإسراء:60 )
• وقوله عليه السّلام: إذا صَحِبتَ فاصحَبْ نحوَك، ولا تَصحَبنّ من يكفيك؛ فإنّ ذلك مذلّةٌ للمؤمن.
( الكافي للكليني 286:4 / ح 6 ـ باب الوصيّة )
* * *
الحسن بن الجَهْم
ذكره البرقي في رجاله من أصحاب الإمام الكاظم عليه السّلام. وقال الشيخ الطوسي في ( الفهرست ): الحسن بن الجهم بن بُكَير بن أعيَن، له مسائل، روى عن الحسن بن عليّ بن فضّال. وقال النجاشي: أبو محمّد الشيباني ( الحسن ) ثقة، روى عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام.
• أمّا روايته عن الإمام الباقر عليه السّلام بواسطة بعض الأصحاب، فهي قوله عليه السّلام:
ـ يُوقَف عبدٌ بين يدي الله تعالى يوم القيامة فيأمر به إلى النار، فيقول: لا وعزّتِك، ما كان هذا ظنّي بك، فيقول: ما كان ظنُّك بي ؟ فيقو: كان ظنّي بك أن تغفر لي، فيقول: قد غفرتُ لك.
قال أبو جعفر عليه السّلام: أمَا واللهِ ما ظنَّ به في الدنيا طَرْفةَ عين، ولو كان ظَنَّ به في الدنيا طرفةَ عين ما أوقَفَه ذلك الموقف لِما رأى من العفو.
( المحاسن للبرقي 25 / ح 3 ـ الباب 2 ثواب حسن الظنّ بالله )
* * *
الحسن بن محبوب
عدّه البرقي في رجاله من ضمن أصحاب الإمام الكاظم عليه السّلام. وقال الشيخ الطوسي في ( الفهرست ): الحسن بن محبوب السَّرّاد، ويُقال له « الزَّرّاد »، ويُكنّى أبا عليّ مولى بَجيلة، كوفيّ ثقة روى عن ستّين من أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام، وكان جليلَ القدر، ويُعدّ في الأركان الأربعة في عصره، وله كتب كثيرة.
• روى عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه أيّهما أفضل في الصلاة: كثرةُ القراءة أو طول اللبث في الركوع والسجود ؟ فقال: كثرة اللَّبْث في الركوع والسجود، أما تسمع لقول الله تعالى: فاقرأوا ما تَيسَّر منه وأقيموا الصلاةَ ، إنّما عنى بإقامة الصلاة طولَ اللبث في الركوع والسجود. قال: قلت: فأيُّهما أفضل: كثرة القراءة أو كثرة الدعاء ؟ قال: الدعاء، أما تسمع لقوله تعالى: قُلْ ما يَعبَأ بكم ربّي لولا دُعاؤُكم .
( بحار الأنوار للشيخ المجلسيّ 299:93، والآية الأولى في سورة المزّمّل:20، والثانية في سورة الفرقان:88 )
* * *
الحسين بن زيد
ابن عليّ السجّاد عليه السّلام، الملقَّب بـ « ذي الدَّمْعة »، كان الإمام جعفر الصادق عليه السّلام تبَنّاه ورَبّاه، وزَوّجه ابنةَ الأرقَط. روى الحسين عن الإمام الصادق عليه السّلام، وقد ذكره النجاشي.
• وأمّا عن الإمام الباقر عليه السّلام فقد روى عنه، قال:
سمعتُه ( أي أبا جعفر الباقر عليه السّلام ) يقول: يخرج رجلٌ مِن وُلْدِ موسى، أسمُه اسمُ أمير المؤمنين عليه السّلام، فيُدفَن في أرض طوس ـ وهي مِن خراسان ـ، يُقتَل فيها بالسمّ، فيُدفَن فيها غريباً، فمَن زاره عارفاً بحقّه أعطاه الله عزّوجلّ أجرَ مَن أنفق مِن قبل الفتح وقاتل.
( من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق 583:2 )
* * *
الحسين بن المختار
عدّه البرقي في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام. وعرّفه النجاشي بقوله: أبو عبدالله القَلانسي، كوفيّ مولى أحمَس مِن بجيلة، وأخوه الحسن يُكنّى أبا محمّد روَيَا عن أبي عبدالله الصادق عليه السّلام وأبي الحسن موسى الكاظم عليه السّلام.
• روي عن الامام الباقر سلام الله عليه قولَه:
ـ كفى بالمرء عيباً أن يتعرّف مِن عيوب الناس ما يَعمى عليه مِن أمر نفسه أو يَعيبَ على الناس أمراً هو فيه لا يستطيع التحوّل عنه إلى غيره أو يُؤذيَ جليسَه بما لا يَعنيه.
( الكافي 333:2 / ح 3 ـ باب من يَعيب الناس )
• وقال عليه السّلام: من قال إذا أصبح:
« اللّهمّ إنّي أصبحتُ في ذمّتِك وجِوارِك، اللّهمّ إنّي أستَودِعك دِيني ونفسي، ودنيايَ وآخِرتي، وأهلي ومالي، وأعوذ بك يا عظيمُ مِن شرِّ خَلْقك جميعاً، وأعوذ بك مِن شرّ ما يُلبِس به إبليسُ وجنودهُ »، إذا قال هذا الكلامَ لم يَضُرَّه يومَه ذلك شيءٌ، وإذا أمسى فقاله لم يضرَّه تلك الليلةَ شيءٌ إن شاء اللهُ تعالى.
( الكافي للكليني 383:2 ـ 384 / ح 19 ـ باب القول عند الإصباح والإمساء )
* * *
حفص بن البختري
عدّه البرق في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام، وقال الطوسي: له أصل، روى عنه ابن أبي عمير. وعرّفه النجاشي بقوله: بغدادي أصله كوفي، ثقة، روى عن الإمامين: الصادق والكاظم عليهما السّلام، وله كتاب.
• وروايته عن الإمام الباقر عليه السّلام هي قوله:
لمّا مات أبي عليُّ بن الحسين عليه السّلام، جاءت ناقةٌ له مِن الرَّعي حتّى ضَرَبَت بجِرّانها على القبر وتَمَّرغت عليه، فأمَرتُ بها فَرُدَّت إلى مَرعاها، وإنّ أبي عليه السّلام كان يحجّ عليها ويعتمر، ولم يقرعْها قَرْعَةً قطّ.
( الكافي للكليني 389:1 / ح 3 ـ باب مولد عليّ بن الحسين عليهما السّلام )
* * *
حفص بن غياث
النَّخعي الكوفي، القاضي. وَلِيَ القضاء لهارون الرشيد ببغداد الشرقيّة، ثمّ ولاّه قضاءَ الكوفة، وبها مات سنة 194 هجريّة، كما ذكر النجاشي، وذكر أنّ كتابه الذي يرويه عن الإمام جعفر الصادق عليه السّلام يحوي 170 حديثاً أو نحو ذلك.
وحفص هذا على الأشهر عاميّ المذهب، لكنّه موثوق في الرواية، وربّما استظهر بعضُهم من رواياته أنّه شيعيّ إماميّ وكان إذا حدّث عن الإمام جعفر الصادق عليه السّلام قال: حدّثني خيرُ الجَعافِرة.
ذكره الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام، وقال في فهرسته: له كتاب معتمد، روى عنه محمّد بن حفص، وعنه روى ابن مَعين وأحمد بن حنبل وجماعة، وأورد ابن حِبّان ترجمته في « الثقات ».
• ومن رواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال:
الأذان الثالث يومَ الجمعة بِدعة. ( الكافي للكليني 421:3 ).
* * *
الحَكَم بن الصَّلْت
ذكره البرقي في رجاله من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام، وقال الشيخ الطوسي: الحكم بن الصَّلْت الثقفي من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام.
• وله روايات كثيرة عنه سلام الله عليه، منها قوله:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: خذوا بحُجْزة هذا الأنزع ـ يعني عليّاً ـ؛ فإنّه الصدّيق الأكبر، والفاروق بين الحقّ والباطل، مَن أحبَه هداه الله، ومَن أبغضه أبغضه الله، ومن تخلّف عنه مَحَقه الله. منه سِبطا أُمّتي الحسنُ والحسين، وهما ابناي، من الحسين أئمّة الهدى، أعطاهمُ اللهُ علمي وفهمي. فتولَّوهم، ولا تتّخِذوا وَليجةً مِن دونهم، فيَحِلَّ عليكم غضبٌ مِن ربِّكم، ومن يحْلِلْ عليه غضبٌ مِن ربِّه فقد هوى، وما الحياةُ الدنيا إلاّ متاعُ الغُرور.
( بشارة المصطفى لشيعة المرتضى لأبي جعفر محمّد بن أبي القاسم محمّد بن عليّ الطبري ص 260 ).
* * *
حَمّاد بن عثمان
ابن زياد الرواسي الكوفي الملقِّب بـ « الناب ». روى عن الأئمّة: الباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السّلام. مات بالكوفة سنة 190 هجريّة، وله كتاب يرويه عنه عدّة من الثقات، وهو من أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام ومَن أُجمِع على تصحيح ما يصِحّ عنهم والإقرار لهم بالفقه، ومن الرواة الثقات الأخيار الأفاضل.
• ومن رواياته عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السّلام في قوله تعالى: « والشعراءُ يتّبعُهمُ الغاوُون »، قال: هل رأيتَ شاعراً يتّبعه أحد ؟! إنّما هم قوم تفقّهوا لغير الدِّين، فضلُّوا وأضلّوا.
( معاني الأخبار للشيخ الصدوق 385 / ح 19 ـ باب نوادر المعاني، والآية في سورة الشعراء:224 ).
* * *
حمّاد بن عيسى
أبو محمّد، الجُهني البصري، غريق الجُحْفة. روى عن الأئمّة: الباقر والصادق والكاظم عليهم السّلام، وعاش إلى زمن الإمام الجواد عليه السّلام. وهو ممّن أُجمِع على تصحيح ما يَصِحّ عنهم والإقرار لهم بالفقه، وكان صدوقاً مُتحرّزاً في حديثه، وقد استجيب فيه دعاء الإمام الصادق عليه السّلام بأن يحجّ خمسين حجّة فوُفّق، وفي الحادية والخمسين أخذه السيل وتُوفّي، وذلك سنة 209 هجريّة.
له: كتاب النوادر وكتاب الزكاة وكتاب الصلاة، روى عنه إسماعيل بن سهل. قال النجاشي: أصله الكوفي وسكن البصرة، وقد تُوفّي وله 90 سنة.
• روى عن أبي جعفر محمّد الباقر عليه السّلام أنّه قال:
ـ إذا دخلتَ المسجد الحرام وحاذَيتَ الحَجَر الأسود فقل:
« أشهدُ أن لا إله إلاّ اللهُ وحدَه لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبدُه ورسوله، آمنتُ بالله، وكفرتُ بالطاغوت وباللاّت والعُزّى وبعبادة الشيطان وبعبادةِ كلِّ نِدٍّ يُدعى مِن دونِ الله ». ثمّ أدنُ مِن الحِجْر واستَلمْه بيمينك، ثمّ تقول:
« بسم اللهِ واللهُ أكبر، اللّهمّ أمانتي أدّيتُها وميثاقي تَعاهدتُه، لتشهدَ عندك لي بالموافاة ».
( الكافي للكليني 403:4 ـ 404 / ح 3 )
* * *
حُمْران بن أعيَن
الشيباني مولاهم، أخو زُرارة. كان مِن كبار أهل الحديث وثقات المشايخ، ذكره علماء الرجال وأثنَوا عليه واعتمدوا على رواياته وأخباره.
روى عن الإمامين: الباقر والصادق عليهما السّلام، ومنزلته عند الأئمّة عليهم السّلام لا يضارعه فيها مِن رجالهم إلاّ نادر، وقد قال له الإمام الباقر عليه السّلام: أنت مِن شيعتنا في الدنيا والآخرة.. وقال: حُمران مِن المؤمنين حقّاً، لا يرجع أبداً. وقال الإمام الصادق عليه السّلام: مات واللهِ مؤمناً.. وقال أيضاً: حُمران مؤمنٌ مِن أهل الجنّة، لا يرتاب أبداً، لا واللهِ لا والله.
وذلك وغيره يُنبئ عن رفعة مقامه وكثرة ورعه وثبات يقينه في زمن المحن والفتن. وما كان حمران فقيهاً وراوياً فحسب، بل كان أيضاً مِن علماء الكلام وحملة الكتاب، ويُذكر اسمه في أهل القراءات، وكان مِن علماء النحو واللغة.
• وله أخبارٌ كثيرة عن الإمام الباقر عليه السّلام، منها:
قوله: إنّ الله تبارك وتعالى أخذ الميثاق على أُولي العزم أنّي ربُّكم، ومحمّدٌ رسولي وعليٌّ أمير المؤمنين وأوصياؤه مِن بعده وُلاة أمري وخُزّان علمي. وأنّ المهديّ أنتصرُ به لديني.
( بصائر الدرجا للصفار القمّي ـ الجزء الثاني ص 106 / ح 14 ـ الباب 19 )
• وقوله عليه السّلام: الندامة على العفو أفضَلُ وأيسَرُ مِن الندامة على العقوبة. ( الكافي للكليني 88:2 / ح 6 ـ باب العفو ).
• وقوله عليه السّلام: إنّ الله عزّوجلّ إذا كان مِن أمره أن يُكرمَ عبداً وله ذَنْب، ابتلاه بالسُّقْم، فإن لم يفعل ذلك ابتلاه بالحاجة، فإن لم يفعل به ذلك شدّد عليه الموت؛ ليُكافيَه بذلك الذَّنب.. ( الكافي للكليني 322:2 / ح 1 ـ باب تعجيل عقوبة الذنب ).
• ويقول حُمران: دخلتُ على أبي جعفر عليه السّلام فقلت له: أوصِني، فقال:
ـ أُوصيك بتقوى الله، وإيّاك والمِزاح؛ فإنّه يُذهب هيبةَ الرجل وماءَ وجهه، وعليك بالدعاء لإخوانك بظَهر الغَيب؛ فإنّه يُهيل الرزق ـ يقولها ثلاثاً. ( بحار الأنوار للشيخ المجلسي 386:93 ).
* * *
حمزة بن حُمران
ذكره البرقي في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام، وقال الشيخ الطوسي في ( الفهرست ): له كتاب، روى عنه ابن سماعة.
• ومن رواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال:
ـ الجنّةُ محفوفةٌ بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنّة. وجهنّمُ محفوفة باللذّات والشهوات، فمَن أعطى نفسه لذّتَها وشهوتَها دخل النار!
( الكافي للكليني 73:2 / ح 7 ـ باب الصبر )
* * *
حنان بن سدير
ذكر البرقي في رجاله من أصحاب الإمامين: الصادق والكاظم عليهما السّلام وقال الشيخ الطوسي في ( الفهرست ): له كتاب وهو ثقة رحمه الله، روى عنه الحسن بن محبوب. وقال النجاشي: حنان بن سدير بن حكيم، أبو الفضل الصَّيرفي، كوفي، يروي عنه إسماعيل بن مهران.
• وممّا رواه عن الإمام الباقر عليه السّلام، قوله:
ما ثبّت اللهُ تعالى حُبَّ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في قلب أحدٍ فزلّتْ له قَدَمٌ إلاّ ثَبتَتْ له أُخرى. ( بشارة المصطفى لشيعة المرتضى لأبي جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري ص 85 ).
• وقال حنان بن سدير: سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى: إنّما أنت مُنذرٌ ولكلِّ قومٍ هادٍ : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أنا المنذر وعليٌّ الهادي، وكلُّ إمامٍ هادٍ للقَرنِ الذي هو فيه. ( تفسير العيّاشي 204:2، والآية في سورة الرعد:7).
* * *
خالد بن مادّ القلانسي
قال الشيخ الطوسي: له كتاب، روى عنه النضر بن شُعيب. وقال النجاشي: روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( الصادق والكاظم عليهما السّلام، مولى ثقة.
• وعن الإمام الباقر عليه لاسّلام روى أنه قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله إنّي تارك فيكم الثقلين: الثقل الأكبر، والثقل الأصغر إن تمسّكتم بهما لا تضلّوا ولا تبدّلوا، وإنّي سألت اللطيفَ الخبير أن لا يتفرّقا حتّى يَرِدا علَيّ الحوض، فأُعطِيتُ ذلك. قالوا وما الثقلُ الأكبر وما الثقل الأصغر ؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله، سببٌ طَرَفُه بيد الله وسببٌ طرفُه بأيديكم، والثقل الأصغر عترتي وأهل بيتي.
( بصائر الدرجات للصفّار القمي ـ الجزء الثامن ص 414 / ح 5 ـ الباب 17 )
داود بن كثير الرِّقّيّ
أبو سليمان، الكوفيّ الأسديّ مولاهم. روى عن الأئمّة: الباقر والصادق والكاظم عليهم السّلام، وعاش إلى أيّام الرضا عليه السّلام. وله حديث كثير لا سيّما في الكرامات والفضائل، وله أصلٌ رواه عنه جماعة من الثقات، وله كتاب المزار وكتاب الإهليلجة.
أمّا علوّ منزلته، فيكفي ما رواه الكشّي أنّ الإمام الصادق عليه السّلام قال: أنزِلوا داودَ الرقّي منّي بمنزلة المِقداد من رسول الله صلّى الله عليه وآله.وكان على درجةٍ من سموّ المنزلة في الدِّين واليقين.
• روى عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال: مَن زار الحسينَ عليه السّلام ليلةَ النصف مِن شعبان غُفِرتْ له ذنوبُه. ( بشارة المصطفى لشيعة المرتضى لمحمّد بن أبي القاسم محمّد الطبري 93 ).
* * *
رِبْعيّ بن عبدالله
ذكره البرقي في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام، قال الشيخ الطوسي في ( الفهرست ): له أصل رواه ابن أبي عُمير عنه. وقال النجاشي: ربعيّ بن عبدالله بن الجارود، أبو نعيم، بصريّ ثقة، روى عن الإمامين: الصادق والكاظم عليهما السّلام، وصحب الفضيل بن يسار وأكثرَ الأخذَ عنه.
• ومن رواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال:
الكمال كلُّ الكمال: التفقّه في الدِّين، والصبر على النائبة، وتقدير المعيشة.
( الكافي للكليني 25:1 / ح 4 ـ باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء )
* * *
ربيعة بن أبي عبدالرحمان
قال العلاّمة الحلّي: ربيعةُ الرأي مِن أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام، عامّي.
وقال ابن حَجَر: التميميّ مولاهم، المدنيّ، المعروف بربيعة الرأي، روى عن أنس والسائب بن يزيد وابن المسيّب والقاسم بن محمّد، قال العجليّ وأبو حاتم والنسائيّ: ثقة. وقال ابن سعد: تُوفي سنة 136 هجريّة بالمدينة.
• وروايته عن الإمام محمّد الباقر عليه السّلام قوله:
وَزَنَتْ فاطمةُ عليها السّلام بنتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله شَعْر حسنٍ وحسين عليهما السّلام، فتصدّقت بِزِنة ذلك فضّة. ( السنن الكبرى للبيهقي 299:2 )
* * *
زُرارة بن أعيَن
محدّثٌ جليل القدر، عظيم الشأن، كبير المنزلة، كثير الرواية، مِن كبار مشايخ الرواة وثقات أهل الحديث. عُرِف بالعلم والفضل، والقُرب مِن أهل البيت عليهم السّلام.
قال الطوسي في ( الفهرست ): زُرارة بن أعيَن، واسمه عبدربّه، يُكنّى أبا الحسن، وزرارة لقبٌ له. وكان أعيَنُ بن سنسن عبداً روميّاً لرجلٍ مِن بني شيبان، تعلّم القرآن ثم أعتقه. وقال النجاشيّ: زرارة شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدّمهم، كان قارئاً وفقيهاً ومتكلّماً وشاعراً أديباً، قد اجَتَمعتْ فيه خلالُ الفضل والدين فيما يرويه. وقال الشيخ الصدوق: رأيت له كتاباً في الاستطاعة والجبر، ومات سنة 150 هجريّة، فيكون قد أدرك سنتين من إمامة الإمام الكاظم عليه السّلام.
ذكره البرقي في رجاله من أصحاب الأئمّة: الباقر والصادق والكاظم عليهم السّلام، وقد روى عنهم. ومن رواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام ـ وهي كثيرة ـ:
• قال: سألتُ أبا جعفر عليه السّلام: ما حقُّ الله على العباد ؟ قال: أن يقولوا ما يعلمون، ويقفوا عندما لا يعلمون. ( الكافي للكليني 34:1 / ح 7 ).
• وقال: قال لي أبو جعفر محمّد بن عليّ عليهما السّلام: يا زرارة، إيّاك وأصحابَ القياس في الدِّين؛ فإنّهم تركوا علم ما وكلوا به وتكفّلوا ما قد كُفوه، يتأوّلون الأخبار ويَكْذبون على الله عزّوجلّ، كأنّي بالرجل منهم يُنادى مِن بين يديه: قد تاهوا وتحيّروا في الأرض والدِّين. ( أمالي الشيخ المفيد 39 ).
• وقال: قلت له: فطرة الله التي فطرَ الناسَ عليها ؟ فقال عليه السّلام: التوحيد. ( أمالي الشيخ الطوسي 274:2 ).
• وقال لأبي جعفر الباقر عليه السّلام: إنّ رجلاً مِن أصحابنا إذا سمع شيئاً مِن أحاديثكم قال: سَلِّموا، حتّى لُقِّب، فكان كلّما جاء قالوا: قد جاء سلم.. فقال أبو جعفر عليه السّلام: قد أفلح المسلِّمون، إنّ المسلِّمين همُ النجباء. ( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء العاشر 523 / ح 17 ـ الباب 20 ).
• وقال عليه السّلام: المؤمن أصلَبُ مِن الجبل، الجبل يُستَقَلّ منه، والمؤمن لا يُستقلّ مِن دِينه شيء. ( الكافي للكليني 189:2 / ح 37 ـ باب المؤمن وعلاماته ).
• وقال عليه السّلام: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أُتيَ باليهودية التي سَمّتِ الشاةَ للنبيّ صلّى الله عليه وآله فقال لها: ما حمَلَكِ على ما صنعتِ ؟ فقالت:
قلتُ إنْ كان نبيّاً لم يَضُرَّه، وإن كان مَلِكاً أرَحتُ الناسَ منه. قال: فعفا رسول الله صلّى الله عليه وآله عنها. ( الكافي للكليني 89:2 / ح 9 ـ باب العفو ).
* * *
زياد بن أبي رجاء
ذكره البرقي في رجاله من رواة الإمام الباقر عليه السّلام. قال محمّد بن مسعود: سألت ابن فضّال عن زياد فقال: ثقة، وذكره العلاّمة الحلي في ( الخلاصة ) فقال: زياد بن أبي رجاء منذر، كوفيّ ثقة صحيح.
• روى عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال:
ـ ما عَلِمْتُم فقولوا، وما لم تَعلموا فقولوا: اللهُ أعلم. إنّ الرجل لَينَتزِعُ الآيةَ من القرآن يخرّ فيها أبعدَ ما بين السماء والأرض. ( الكافي 33:1 / ح 4 ).
* * *
زيد الشحّام
أبو أُسامة، الأزدي الكوفي، روى عن الإمامين: الباقر والصادق عليهما السّلام، وقيل: عن الإمام الكاظم عليه السّلام أيضاً. وهو من الوثاقة وجلالة القَدْر بمكانٍ رفيع.
قال فيه الشيخ المفيد: إنّه من فقهاء أصحاب الصادقَين عليهما السّلام، الأعلامِ المأخوذ عنهم الحلال والحرام، والفُتيا وأحكام الدين.
جاءت فيه أحاديثُ تشهد له بعلوّ الدرجة، منها ما رواه الكشي في ( رجاله ص 216 ) أنّ زيد الشحّام قال: قلت لأبي عبدالله الصادق عليه السّلام: اسمي في تلك الأسامي ؟
ـ أي في كتاب أصحاب اليمين ـ قال: نعم. وقال عليه السّلام له: يا زيد، ما عندنا لك خير، وأنت مِن شيعتنا... يا زيد، كأنّي أنظر إليك في درجتك في الجنّة.
• ومن رواياته، قال: عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام في قول الله تعالى: « فلْينظُرِ الإنسانُ إلى طَعامهِ »، قال زيد: قلتُ: ما طعامه ؟ قال: علمُه الذي يأخذه ممّن يأخذه.
( المحاسن للبرقيّ220 / ح 127 ـ الباب 11، والآية في سورة عبس:24 )
• وعنه أيضاً، قال عليه السّلام: ادعُ في طلب الرزق في المكتوبة ( أي في صلاة الفريضة ) وأنت ساجد:
يا خيرَ المسؤولين، ويا خيرَ المُعطين، ارزُقْني وارزُق عيالي مِن فضلِك الواسع؛ فإنّك ذو الفضل العظيم.
( الكافي للكليني 401:2 / ح 4 ـ باب الدعاء للرزق )
* * *
زيد بن عليّ الشهيد
هو ابن الإمام عليّ بن الحسين السجّاد زين العابدين عليه السّلام، أخو الإمام الباقر عليه السّلام، روى عنهما سلام الله عليهما، وكفى به روايته للصحيفة السجّاديّة المباركة التي جمعت العلم والأدب والفصاحة والأخلاق في صيغٍ دعائيّة شريفة تُربّي الأرواح وتعنش القلوب والنفوس وتهذّب الطباع، وتهدي إلى الإيمان والتقوى والعمل الصالح.
وروى عن ابن أخيه الإمام الصادق عليه السّلانم، وكان يعتقد بإمامته ويدعو له في السرّ، وما ادّعى زيدٌ الإمامةَ لنفسه أيّام حياته وجهاده قطّ، وإنّما ادُّعيتْ فيه بعد شهادته في الكوفة سنة 121 هجريّة، فبكاه الإمام الصادق عليه السّلام وترحّم عليه، وأنفق على عيالِ مَن قُتِل معه.
وقد جمعَ زيدُ بن عليّ رضوان الله صفاتٍ فاضلةً قلمّا تجتمع في أحد، كالفقه والورع والسخاء والشجاعة والغَيرة والزهد والعبادة. ويكفيه شرفاً قول النبيّ صلى الله عليه وآله متنبّئاً فيه: يا حسين، يخرج مِن صُلبك رجلٌ يُقال له « زيد »، يتخطّى هو وأصحابه يوم القيامة رقابَ الناس، غُرّاً محجَّلين، يدخلون الجنّة بغير حساب. ( أمالي الصدوق 294 / المجلس 53 ).
• وكتب ابن حجر: رُئي النبي صلّى الله عليه وآله متسانداً إلى جِذع زيد بن عليّ، وزيدٌ مصلوب، وهو يقول: هكذا تفعلون بوَلَدي ؟! ( تهذيب التهذيب لابن حجر 420:3 ).
• وكتب الصفديّ: قال الموكَّل بخشبة زيد، التي صُلِب عليها: رأيت النبيَّ وقد وقف عند الخشبة وقال: هكذا يصنعون بوَلَدي مِن بعدي ؟! يا بُنيَّ يا زيد، قتلوك.. قَتَلَهمُ الله، وصلبوك.. صلبهُم الله.
فخرج هذا في الناس، فكتب يوسف بن عمر إلى هشام: أن عَجِّلْ؛ فإنّ أهل العراق قد فُتِنوا به: فكتب إليه هشام: أن أحرِقْه بالنار. ( فوات الوفيات 333:1 ).
• وفي ( الملاحم والفتن ص 98 ) كتب ابن طاووس: وقف أمير المؤمنين عليه السّلام بالكوفة في الموضع الذي سيُصلَب فيه زيد، فبكى حتّى اخضَلَّتْ لحيتُه، وبكى الناس لبكائه، فقيل له: يا أمير المؤمنين، ممّا بكاؤك ؟! فقد أبكيتَ أصحابَك!
فقال: إنّ رجلاً مِن وُلْدي يُصلَب في هذا الموضع.
• وقال الإمام الباقر عليه السّلام: إنّ أخي زيدَ بن عليّ خارجٌ فمقتولٌ على الحقّ، فالويلُ لمَن خذله، والويل لمَن حاربه، والويل لمَن يَقتُله!
( مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزميّ 113:2 )
وهنالك كلمات أخرى لأهل البيت عليهم السلام فيه.
• أمّا ما رواه عن أخيه الإمام الباقر عليه السّلام، فقوله: حدّثني أخي محمّدُ بن عليّ أنّه سمع جابرَ بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: سُدُّوا الأبوابَ كلَّها ( أي أبواب المسجد ) إلاّ بابَ عليّ ـ وأومأ إلى باب عليٍّ عليه السّلام.
( التدوين في أخبار قزوين للرافعيّ القزوينيّ 10:3 )
• وقال زيد رضوان الله عليه: مَرَرتُ بأبي جعفر ( الباقر ) عليه السّلام وهو في داره وهو يقول:
اللّهمّ اغفِرْ لي بالقرآن، اللّهمّ ارحَمْني بالقرآن، اللّهمّ آهدِني بالقرآن، اللّهمّ ارزُقني بالقرآن.
( المصنَّف لعبد الرزّاق 553:1 )
* * *
سَدير بن حكيم الصَّيرفيّ
الكوفيّ، روى عن الأئمّة: السجّاد والباقر والصادق عليهم السّلام، وروى عن كثيرٍ من الثقات وبعض منهم من أصحاب الإجماع. وقد جاءت فيه مدائح كثيرة عن الإمام الصادق عليه السّلام، منها قوله لزيد الشحّام: يا شحّام، إنّي طلبتُ إلى إلهي في سَدير وعبدالسّلام بن عبدالرحمان ـ وكانا في السجن ـ فوهَبهما اللهُ لي، وخلّى سبيلهما.
ذكره البرقيّ في رجاله من رواة الإمام الباقر عليه السّلام، وكذا الشيخ الطوسيّ في رجاله أنّه من أصحابه عليه السّلام.
• أمّا رواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام فكثيرة، منها:
قول سدير: قلتُ لأبي جعفر عليه السّلام: أرأيتَ نوحاً عليه السّلام حين دعا على قومه فقال: ربِّ لا تَذَرْ علَى الأرضِ مِن الكافرين دَيّاراً * إنّك إنْ تَذَرْهُم يُضلُّوا عبادَك ولا يَلِدوا إلاّ فاجِراً كَفّاراً ؟ قال: أوحى الله إليه: أنّه: لا يُؤمِنُ مِن قومِك إلاّ مَن قد آمَن »، فعندَ هذا دعا عليهم بهذا الدعاء.
( علل الشرائع للشيخ الصدوق 28:1، والآتيان: ـ الأولى في سورة نوح:26 ـ 27، والثانية في سورة هود:36 ).
• وقال عليه السّلام: إنّما كلّفَ اللهُ الناسَ ثلاثةً: معرفةَ الأئمّة، والتسليمَ لهم فيما يَرِد عليهم، والردَّ إليهم فيما اختلفوا فيه.
• وعنه قال: سمعتُ أبا جعفر عليه السّلام يقول: إنّ اللهَ جعَلَ قَتْلَ أولادِ النبيّين مِن الأمم الماضية على يدِ أولاد زنا. ( كامل الزيارات لابن قولويه 78 ).
• وعنه أنّ الإمام الباقر عليه السّلام: إنّ أفضل العبادة عفّةُ البطن والفَرْج.
( الكافي للكليني 64:2 / ح 2 ـ باب العفّة )
* * *
سعد الإسكاف
ذكره الكشّي في رجاله، وروى أنّه قال لأبي جعفر الباقر عليه السّلام: إنّي أجلس فأقُصّ وأذكر حقَّكم وفضلَكم، قال: وَدِدتُ أنّ على كلّ ثلاثين ذراعاً قاصّاً مِثْلَك. وقد أدرك الإمامَ عليَّ بن الحسين عليه السّلام، وروى عن الإمام الباقر سلام الله عليه كثيراً، مِن ذلك:
• قوله عليه السّلام: عالمٌ يُنتفَع بعلمِه، أفضلُ مِن ألف عابد.
( دعائم الإسلام لأبي حنيفة النعمان المغربيّ 183:3 )
• وقال سعد: سألتُ أبا جعفر عليه السّلام عن قول النبيّ صلّى الله عليه وآله: إنّي تاركٌ فيكم الثقلَين، فتمسّكوا بهما؛ فإنّهما لن يفترقا حتّى يَرِدا علَيّ الحوض.
فقال أبو جعفر: لا يزال كتابُ الله والدليلُ منّا يَدُلّ عليه، حتّى يَرِدا على الحوض.
( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء التاسع ص 414 / ح 6، الباب 17 )
• وقوله عليه السّلام: مَن أتى آلَ محمّدٍ أتى عيناً صافية، تجري بعلم اللهِ ليس لها نفاد ولا انقطاع، ذلك وأنّ الله لو شاء لأراهُم شخصَه حتّى يأتوه مِن بابه، لكنْ جَعَل اللهُ محمّداً وآل محمّدٍ عليهم السّلام الأبوابَ التي تُؤتى منه، وذلك قوله: وليسَ البِرُّ بأن تأتُوا البُيوتَ مِن ظُهورِها ولكنّ البِرَّ مَن آتّقى، وأْتُوا البُيوتَ مِن أبوابها .
( بصائر الدرجات ـ الجزء العاشر ص 499 / ح 11، الباب 16، والآية في سورة البقرة:189 )
• وروى سعد الإسكاف عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال مَرّ النبيّ صلّى الله عليه وآله في سوق المدينة بطعام، فقال لصاحبه: ما أرى طعامك إلاّ طيّباً. وسأله عن سعره، فأوحى الله عزّوجلّ إليه أن يَدُسَّ يديه في الطعام، ففعل، فأخرج طعاماً رديّاً، فقال لصاحبه: ما أراك إلاّ وقد جَمَعتَ خيانةً وغِشّاً للمسلمين. ( الكافي للكليني 161:5 ).
* * *
سعد بن طريف
عدّه البرقي في رجاله من رواة الإمام الباقر عليه السّلام، والشيخ الطوسي أيضاً ذكره في باب أصحابه عليه السّلام. وقال النجاشيّ معرِّفاً به: سعد بن طريف الحنظليّ، كوفيّ، روى عن الأصبَغ بن نُباتة، وروى عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السّلام، وكان قاضياً، له كتاب رسالة أبي جعفر، روى عنه أبو جميلة.
• ومن رواياته عن الإمام محمّد الباقر عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام، قال: نادى مَلَكٌ في السماء يومَ « أُحُد »: لا سيفَ إلاّ ذو الفَقار، ولا فتى إلاّ عليّ. ( الإرشاد للمفيد 40 )
• قال سعد: سألتُه عن هذه الآية: وعلَى الأعرافِ رِجالٌ يَعرفون كُلاًّ بسِيماهُم ، قال: يا سعد، آلُ محمّد، لا يدخلُ الجنة إلاّ مَن عَرَفهم وعَرَفوه، ولا يدخل النارَ إلاّ مَن أنكرهم وأنكره، وأعراف لا يُعرَف اللهُ إلاّ بسبيلِ معرفتهم.
( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء العاشر ص 496 / ح 4 ـ الباب 16 )
• وقال عليه السّلام: الظلم ثلاثة: ظلمٌ لا يغفره الله، وظلمٌ يغفره الله، وظلم يَدَعه. فأمّا الظلم الذي لا يغفره الله الشرك، وأمّا الظلم الذي يغفره الله فظلمُ الرجل نفسَه، وأمّا الذي لا يَدَعه فالذنب بين العباد. ( تفسير العيّاشي 326:2 )
* * *
سَلام بن المُستَنير
عدّه البرقي في رجاله مِن رواة الإمامين: السجّاد والباقر عليهما السّلام، وذكره الشيخ الطوسي في رجاله أيضاً في ضمن أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام، وفي ( جامع الرواة ) كتب الأردبيلي: سلام بن المستنير الجعفي مولاهم الكوفي، من أصحاب السجّاد والباقر والصادق عليهم السّلام.
• أمّا رواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام فكثيرة، منها:
أنّ حُمران بن أعيَن قال له: أُخبِرُك ـ أطال الله بقاءَك لنا وأمتَعَنا بك ـ أنّا نأتيك، فما نخرج مِن عندك حتّى تَرِقّ قلوبُنا، وتَسْلوا أنفسُنا عن الدنيا ويَهُون علينا ما في أيدي الناس مِن هذه الأموال، ثمّ نخرج مِن عندك، فإذا صِرنا مع الناس والتجّار أحبَبْنا الدنيا!
فقال أبو جعفر عليه السّلام: إنّما هي القلوب، مَرّةً تَصْعُب ومرّة تَسْهُل. ثمّ قال أبو جعفر عليه السّلام: أما إنّ أصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله قالوا: يا رسول الله، نخاف علينا النفاق! فقال: ولِمَ تخافون ذلك ؟ قالوا: إذا كنّا عندك فذكّرتَنا ورغَبتَنا وَجِلْنا ونَسِينا الدنيا وزَهِدْنا، حتّى كأنّا نعاين الآخرة والجنّةَ والنار ونحن عندك! فإذا خرجنا مِن عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل، يكاد أن نُحوَّل عن الحال التي كنّا عليها عندك، وحتّى كأنّا لم نكن على شيء، أفتخاف علينا أن يكون ذلك نفاقاً ؟
فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله: كلاّ، إنّ هذه خُطُوات الشيطان، فيرغّبكُم في الدنيا، واللهِ لو تَدومون على الحالة التي وصَفْتم أنفسَكم بها لَصافحَتْكمُ الملائكة ومَشَيتُم على الماء.
( الكافي للكليني 309:2 ـ 310 / ح 1 ـ باب في تنقّل أحوال القلب )
• وعنه، عن الإمام الباقر عليه السّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
وُدُّ المؤمن للمؤمن في الله مِن أعظم شُعَب الإيمان، ومَن أحبَّ في الله، وأبغَضَ في الله، وأعطى في الله، ومنعَ في الله، فهو مِن أصفياء الله. ( المحاسن للبرقي 263 / ح 329 ).
• وعنه قال: سألتُ أبا جعفر عليه السّلام عن قول الله تعالى: كشجرةٍ طيّبةٍ أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء.. ، فقال: الشجرة رسول الله، نسبُه ثابت في بني هاشم، وفرع الشجرة عليّ، وعنصر الشجر فاطمة، وأغصانها الأئمّة، وورقها الشيعة. وإنّ الرجل منهم ليموت فتسقط ورقة، وإنّ المولد منهم لَيُولد فتُورِق ورقة..
( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء الثاني ص 59 / ح 2، الباب 2، والآية في سورة إبراهيم:24 )
• وقال سلام: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول الله عزّوجلّ: قُلْ لا أسألُكم عليهِ أجْراً إلاَّ المودّةَ في القُربى ، فقال: هي ـ واللهِ ـ فريضةٌ من اللهِ على العباد، لمحمّدٍ صلّى الله عليه وآله في أهل بيته. ( المحاسن للبرقي 144 / ح 46 الباب الثالث، والآية في سورة الشورى: 23 ).
* * *
سليمان بن خالد
ذكره البرقي في رجاله من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام، وعرّفه النجاشي هكذا:
سليمان بن خالد بن دَهقان، مولى عفيف بن مَعْدي كَرِب، كان قارئاً فقيهاً وجهاً، روى عن أبي جعفر الباقر وأبي عبدالله الصادق عليهما السّلام. وخرج مع زيد بن عليّ ( في ثورته ) فقُطعت يده، وكان الذي قطَعَها يوسفُ بن عمر بنفسه. وتُوفّي في حياة الإمام الصادق عليه السّلام فتوجّع لفقده.
• روى كثيراً عن الإمام محمّد الباقر سلام الله عليه، مِن ذلك:
قوله: ما كانت الأرضُ إلاّ وفيها عالِم.
وقوله: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ألا أُنبِّئكم بالمؤمن ؟ مَنِ آئتمَنَه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم. ألا أُنبّئكم بالمسلم ؟ مَن سَلِم المسلمون مِن لسانه ويده. والمهاجر مَن هَجَر السيّئات، وتَرَك ما حرّم الله. والمؤمن حرامٌ على المؤمن أن يَظلمه أو يَخذلَه أويغتابَه أو يدفعه دفعة. ( الكافي للكليني 184:2 / ح 19 ـ باب المؤمن وعلاماته )
• وقال عليه السّلام لسليمان بن خالد: إن شئتَ أخبرتك بأبواب الخير. قال: قلت: نعم جُعِلت فداك، قال: الصوم جُنّة من النار، والصدقة تَذهب بالخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل بذِكْر الله. ثمّ قرأ عليه السّلام: « تَتجافى جُنُوبُهم عنِ المضاجع ».
( الكافي 20:2 / ح 15 ـ باب دعائم الإسلام، والآية في سورة السجدة:16 )
* * *
سَماعة بن مهران الحضرميّ
الكوفي، روى عن الأئمّة: الباقر والصادق والكاظم عليهم السّلام، وله حديث كثير في الفقه، وروى كثيراً من زيارات الأئمّة عليهم السّلام ومن أدعية الإمام الصادق عليه السّلام، وله كتاب رواه عنه ثقات الرواة.
عرّف به النجاشي قائلاً: كان يتّجر في القَزّ، ويخرج إلى حَرّان، ونزل الكوفة في كِندة، وتُوفّي بالمدينة، وهو ثقة ثقة، مات سنة 145 هجرية.
• وممّا رواه عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السّلام، قوله:
سمعته يقول: إنّ الله تبارك وتعالى أوعَد في أكل مال اليتيم عُقوبتَين: أمّا إحداهما فعقوبة الآخرة بالنار، وأمّا عقوبة الدنيا فهو قوله عزّوجلّ: ولَيْخَشَ الذين لو تَرَكُوا مِن خَلْفِهم ذُريّةً ضِعافاً خافُوا عليهم، فَلْيتّقُوا اللهَ ولْيَقولوا قَولاً سَديداً ، يعني بذلك: ليخش أن أخلفَه في ذريّته، كما صنع بهؤلاء اليتامى.
( مَن لا يحضر الفقيه للصدوق 569:3، والآية في سورة النساء:9 )
* * *
سيف بن عُمَيرة
قال الشيخ الطوسي: سيف بن عُمَيرة، ثقة كوفي نَخَعيّ، له كتاب، روى عنه عليّ بن الحكم. وقال النجاشي: عربي كوفي ثقة، روى عن أبي عبدالله ( الصادق ) وأبي الحسن ( الكاظم ) عليهما السّلام.
• وعن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال: كان عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما يقول لِوُلْده: اتّقُوا الكَذِب، الصغيرَ منه والكبير، في كلِّ جِدٍّ وهَزْل؛ فإنّ الرجل إذا كَذَب في الصغير اجترى على الكبير، أما علمتم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: ما يَزال العبدُ يَصْدُق حتّى يكتبَه اللهُ صِدّيقاً، وما يزال العبدُ يَكذْب حتّى يكتُبَه اللهُ كذّاباً.
( الكافي للكليني 253:2 / ح 2 ـ باب الكذب )
* * *
شَهْر بن حَوْشَب
عدّه الأردبيليّ في ( جامع الرواة ) مِن أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام، وروى عنه أبو حمزة الثُّمالي. وفي ( تهذيب التهذيب ) كتب ابن حجر: شهر بن حوشب الأشعريّ، أبو سعيد، روى عن: أمّ سلمة وعائشة وأمّ حبيبة وبلال المؤذّن وسلمان وأبي ذرّ، وروى عنه جماعة كثيرة.
له ترجمة طويلة، قال الواقديّ: مات سنة 112 هجريّة.
• وله رواية عن الإمام الباقر عليه السّلام.. قال ابن حوشب:
قال لي الحجّاج: إنّ آيةً في كتاب الله قد أعيَتْني! فقلت: أيُّها الأمير! أيّةُ آيةٍ هي ؟ فقال: قولُه: وإنْ مِن أهلِ الكتابِ إلاّ لَيُؤمِنَنّ به قَبلَ موتهِ ، واللهِ إنّي لآمرُ باليهودي والنصاراني فيُضرَب عنقُه، ثمّ أرمُقه بعيني فما أراه يُحرّك شفتَيه حتّى يخمد. فقلت: ليس على ما تأوّلت، قال: كيف هو ؟! قلت:
إنّ عيسى يَنزِل قبل يومِ القيامة إلى الدنيا، فلا يبقى أهلُ ملّةٍ، يهوديٌّ ولا نصرانيّ، إلاّ آمَنَ به قبل موته، ويُصلّي خلفَ المهديّ.
قال الحجّاج: وَيْحك! أنّى لك هذا ؟! ومِن أي جئتَ به ؟!
فقلت: حدّثني به محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام.
فقال: جئتَ بها ـ واللهِ ـ مِن عينٍ صافية. ( تفسير القمّي 158:1 )
* * *
ضُريس الكُناسيّ
قال البرقيّ في رجاله: ضُريس بن عبدالملك من رواة الإمام الباقر عليه السّلام، وقال الكشي في رجاله: ضُريس بن عبدالملك بن أعيَن الشيبانيّ، قال حمَدوَيه: إنّما سُمّي بالكُناسيّ؛ لأنّ تجارته كانت بالكُناسة، وهو خيّر فاضل ثقة.
• ورواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام كثيرة، منها:
اذكروا مِن عظمة الله ما شئتُم، ولا تذكروا ذاتَه؛ فإنّكم لا تذكرون منه شيئاً إلاّ وهو أعظمُ منه. ( التوحيد للشيخ الصدوق 455 )
• وعنه عليه السّلام أنّه قال:
إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله مرّ برجلٍ يغرس غرساً في حائطٍ له ( أي بستان )، فوقف عليه فقال له: ألا أدلُّك على شيءٍ أثْبَتَ أصلاً وأسرعَ يَنْعاً وأطيبَ ثمراً وأبقى ؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: إذا أصبحتَ وأمسيتَ فقل: « سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر »؛ فإنّ لك بكلّ تسبيحةٍ شجراتٍ في الجنّة مِن أنواع الفاكهة، وهي الباقياتُ الصالحات. ( المحاسن للبرقي 37 / ح 38 ـ الباب 30 ).
* * *
طاووس اليمانيّ
ذكره الأردبيلي في ( جامع الرواة ) من أصحاب الإمام السجّاد عليه السّلام، وهو طاووس بن كَيْسان، أبو عبدالرحمان اليماني. قال ابن حجر: طاووس بن كيسان الحِمْيَري الجندي مولى بحير بن ريسان مِن أبناء الفُرس، وقيل: هو مولى هَمْدان. وله ترجمة طويلة في ( تهذيب التهذيب ) لابن حجر.
• يروي عن أبيه أنّه قال: سمعتُ محمّد بن عليّ عليهما السّلام يقول:
نزل جبرئيلُ على النبي صلّى الله عليه وآل بعَرَفات يوم الجمعة، فقال:
يا محمّد، إنّ الله يُقرئُك السلام ويقول لك: قُلْ لأُمّتك:
اليومَ أكمَلتُ لكُم دينَكَم وأتَممتُ عليكُم نعمتي بولاية عليِّ بن أبي طالب عليه السّلام..
( تفسير فرات الكوفي 188 )
* * *
ظريف بن ناصح
قال النجاشي: أصله كوفي، نشأ ببغداد، وكان ثقةً في حديثه صدوقاً، له كتب، روى عنه ابنه الحسن بن ظريف.
• وروايته عن الإمام الباقر عليه السّلام هي أنّه عليه السّلام قال:
إنّما شيعة عليّ عليه السّلام المتُبَاذِلون في ولايتنا، المُتحابُّون في مودّتنا، المُتَزاورون لإحياءِ أمرِنا. إن غَضِبوا لم يَظْلِموا، وإن رَضُوا لم يُسرفوا. بركةٌ لمَن جاوروا، وسِلْمٌ لمَن خالطوا.
( صفات الشيعة للشيخ الصدوق ص 55 )
* * *
عبدالحميد الطائيّ
ذكره البرقي في رجاله من رواه الأئمّة: الباقر والصادق والكاظم عليهم السّلام، وقال الشيخ الطوسي في رجاله: عبدالحميد بن عواض الطائي الكوفي، مِن أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام. وقال النجاشي في رجاله، في ضمن ترجمة مرازم: قُتل عبدالحميد الطائي بأمر هارون الرشيد.
• ومن رواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه سأله: الرجعة ( أي إلى الزوجة بعد الطلاق ) بغير جِماع تكون رجعة ؟ فقال عليه السّلام: نعم.
( تهذيب الأحكام للشيخ الطوسيّ 115:8 )
* * *
عبدالرحمان بن أبي ليلى
ذكره البرقيّ في رجاله مِن أصحاب أمير المؤمنين عليه السّلام، وقال الشيخ الطوسي في رجاله: عبدالرحمان بن أبي ليلى الأنصاري، شهد مع أمير المؤمنين، عربي كوفي.
ويبدو أنّه عُمِّر حتّى روى عن الإمام الباقر عليه السّلام قولَه:
• إذا سَمِعتُم العلمَ فاستعمِلُوه، ولْتَتّسِعْ قلوبُكم؛ فإنّ العلم إذا كَثُر في قلبِ رجلٍ لا يحتمله، قَدَرَ الشيطانُ عليه، فإذا خاصمكم الشيطان فأقْبِلوا عليه بما تعرفون؛ فإنّ كيد الشيطان كان ضعيفاً. قال عبدالرحمان: وما الذي نعرفه ؟ قال: خاصِمُوه بما ظَهَر لكم مِن قدرة الله عزّوجلّ.
( الكافي للكليني 36:1 / ح 7 ـ باب استعمال العلم )
• وقولَه عليه السّلام: مَن قُسِم له الرفق، قُسِم له الإيمان.
( الكافي للكليني 96:2 / ح 2 ـ باب الرفق )
* * *
عبدالرحمان بن أبي نجران
قال النجاشيّ: عبدالرحمان بن أبي نجران عمرو بن مسلم التميميّ، مولى كوفي، أبو الفضل. روى عن الإمام الرضا عليه السّلام، وكان ثقةً ثقة، مُعتمَداً على ما يرويه، وله كتب كثيرة.
• ومن رواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه كتب إليه: جعلني اللهُ فداك، نَعبُد الرحمنَ الرحيم، الواحدَ الأحد الصمد ؟ فقال عليه السّلام:
إنّ مَن عبَدَ الاسم دونَ المسمّى بالأسماء أشرَكَ وكَفَر وجَحَد ولم يعبد شيئاً، بلِ آعبُدِ اللهَ الواحدَ الأحد الصمد، المسمّى بهذه الأسماء دونَ الأسماء، إنّ الأسماء صفاتٌ وَصَف بها نفسَه.
( الكافي للكليني 68:1 ـ 69 / ح 3 ـ باب المعبود )
* * *
عبدالرحمان بن أعيَن
ذكره البرقي في رجاله من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام، وقال النجاشي: عن الحسين بن عليّ بن يقطين قال: حدّثني المشايخ أنّ: حُمران وزُرارة وعبدالملك وبُكيَر وعبدالرحمان بَني أعيَن كانوا مستقيمين.
• وله روايات عن الإما الباقر عليه السّلام، منها:
قوله: لقد غَفَر الله عزّوجلّ لرجلٍ من أهل البادية بكلمتين دعا بهما، قال: اللهمّ إن تُعَذِّبْني فأهلٌ ذلك أنا، وإن تَغِفرْ لي فأهل ذلك أنت. فغَفَر اللهُ له. ( أمالي الصدوق 238 )
* * *
عبدالرحيم القصير
ذكره الأردبيليّ في ( جامع الرواة ) أنّه مِن أصحاب الإمام جعفر الصادق عليه السّلام ولكنّه روى كثيراً عن الإمام محمّد الباقر عليه السّلام، ومن رواياته عنه أنّه قال:
• قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ أُمّتي عُرِضتْ علَيّ عند الميثاق، وكان أوّلَ مَن آمَنَ بي وصدّقني علِيّ، وكان أوّلَ مَن آمنَ بي وصدّقني حيث بُعثِتُ، فهو الصدّيق الأكبر.
( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء الثاني ص 84 / ح 3 ـ الباب 14 )
• وقال عليه السّلام له: يا عبدالرحيم، قلتُ: لبيّك، قال: قال الله: إنّما أنت مُنْذِرٌ ولِكُلِّ قومٍ هادٍ ، إذ قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله: أنا المنذر وعليٌّ الهادِ. ومَنِ الهادِ اليوم ؟ قال عبدالرحيم: فسكتُّ طويلاً.. ثمّ رفعتُ رأسي فقلت: جُعِلتُ فداك، هيَ فيكم تَوارَثُونها رَجُلٌ فرَجُل، حتّى انتهى إليك، فأنت ـ جُعلت فداك ـ الهادِ
قال: صدقتَ يا عبدَالرحيم، إنّ القرآن حيٌّ لا يموت، والآية حيّة لا تموت، فلو كانت الآية إذا نَزَلتْ في الأقوام ماتوا فمات القرآن، ولكنْ هيَ جاريةٌ في الباقين كما جَرَت في الماضين.
( تفسير العيّاشي 203:2، والآية في سورة الرعد:7 )
* * *
عبدالله بن أبي يَعفُور
العبديّ الكوفيّ، كان مِن أصحاب الإمامين: الباقر والصادق عليهما السّلام، وتُوفّي في زمن الصادق عليه السّلام الذي أبّنه حينما خاطب المفضّل قائلاً: يا مُفضَّل، عَهِدتُ إليك عهدي، كان إلى عبدالله بن أبي يعفور، فمضى رضي الله عنه مُوفياً لله جلّ وعزّ ولرسوله ولإمامه بالعهد المعهود لله، وقُبض صلوات الله على روحه محمودَ الأثر مشكور السعي، مغفوراً له، مرحوماً برضى الله ورسوله وإمامه عنه.. ».
وابن أبي يعفور هو القائل لإمامه الصادق عليه السّلام: لو فَلَقتَ رُمّانةً بنصفَين، فقلتَ: هذا حلال، وهذا حرام.. لَشهِدتُ أنّ الذي قلتَ حلال حلال، وأنّ الذي قلتَ حرام حرام. فقال عليه السّلام له: رَحمِك الله، رحمك الله.
وهذا التسليم والطاعة والامتثال لإمامه هو الذي صيّره بتلك الرتبة الرفيعة.
قال النجاشي: عبدالله بن أبي يعفور العبديّ، واسم أبي يعفور واقد، وقيل: وقدان. يُكنّى أبا محمّد، ثقة ثقة، جليلٌ في أصحابنا، كريمٌ على أبي عبدالله الصادق عليه السّلام، وكان قارئاً يقرأ في مسجد الكوفة، له كتاب، روى عنه ثابت بن شُرَيح.
• روى عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال له:
إنّ لولد العبّاس والمروانيّ لَوقعةً بقرقيساء يَشيب فيها الغلامُ الحزوّر، ويرفع اللهُ عنهم النصر، ويُوحي إلى طير السماء وسباع الأرض: اِشبَعي مِن لحوم الجبّارين.. ثمّ يخرج السفيانيّ. ( الغَيبة للنعماني 305 )
• وأنّه عليه السّلام قال: تُقبَل شهادةُ المرأة والنسوة إذا كنّ مستورات، من أهل البيوت، معروفاتٍ بالستر والعفاف، مطيعاتٍ للأزواج، تاركاتٍ للبَذاء والتبرّج إلى الرجال في أنديتهم.
( الاستبصار للشيخ الطوسي 13:3 )
* * *
عبدالله بن بُكَير
ابن أعيَن الشيبانيّ، روى عن الإمامين: الباقر والصادق عليهما السّلام، وهو من الستّة الذين يُجمَع على تصحيح ما يصحّ عنهم. وقد عُدّ في أجلّة الفقهاء والعلماء، ومن أصحاب الأصول المدوَّنة والمصنَّفات المشهورة، وهو ثقة في الرواية.
• له روايات عن الإمام الباقر عليه السّلام، منها قوله:
كتَبَ الحسينُ بن عليّ مِن مكّة إلى محمّد بن عليّ ( أخيه محمّد بن الحنفيّة ): بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن عليّ، إلى محمّد بن عليّ، ومَن قِبلَه مِن بني هاشم: أمّا بعد، فإنّ مَن لَحِقَ بي آستُثشهِد، ومَن لم يَلحَقْ بي لم يُدرِك الفتح، والسلام. ( كامل الزيارات لابن قُولُويه 75 )
• وقولُه عليه السّلام: إنّ آدمَ عليه السّلام قال: يا ربّ، سَلَّطتَ علَيّ الشيطانَ وأجريتَه منّي مَجرى الدم، فاجعَلْ لي شيئاً. فقال: يا آدم، جَعَلتُ لك أنّ مَن هَمّ مِن ذريّتك بسيّئةٍ لم تُكتَب عليه، فإنْ عَمِلَها كُتبت عليه سيّئة، ومَن هَمّ منهم بحسنةٍ، فإنّ لم يعملها كُتبتْ له حسنة، فإنْ هو عَمِلها كُتبتْ له عَشراً. قال: ياربِّ زِدْني، قال: جَعَلتُ لك أنّ مَن عَمِل منهم سيّئة ثمّ استغفر له غَفَرتُ له. قال: ياربّ زِدْني، قال: جَعلتُ لهم التوبة [ أو قال: بَسَطتُ لهم التوبة ] حتّى تبلغَ النفسُ هذه. قال: يا ربِّ حَسْبي!
( الكافي للكليني 319:2 / ح 1 ـ باب فيما أعطى الله تعالى آدم عليه السّلام )
عبدالله بن سِنان
ابن طريف الكوفيّ، مولى بني هاشم خاصّة، روى عن الإمام الصادق عليه السّلام، وقيل: وعن الإمام الكاظم عليه السّلام أيضاً. وكان خازناً للمنصور والمهدي والهادي والرشيد الحكّام العبّاسيّين، ومع ذلك فقد كان مِن شيعة أهل البيت عليهم السّلام، ومن الفقهاء والصلحاء، والثقات الأجلاّء.
وقد شاهد من الإمام الصادق عليه السّلام كرامةً باهرةً دلّت على كريم مقامه عنده عليه السّلام، وأنّه مِن حملة أسراره، وله كتب يرويها عنه أجلّة الرواة، ومشاهير الثقات. قال الشيخ الطوسي في ( الفهرست ): عبدالله بن سنان ثقة، له كتاب، روى عنه الحسن بن الحسين بن السَّكوني. وقال النجاشي: كوفي ثقة من أصحابنا جليل، لا يُطعَن عليه في شيء.
• روى عن الإمام الباقر عليه السّلام عدّة روايات، منها:
عن أبيه قال: حَضَرت أبا جعفر عليه السّلام، فدخل عليه رجلٌ من الخوارج فقال له: يا أبا جعفر، أيَّ شيءٍ تَعبُد ؟ قال: الله، قال: رأيتَه ؟ قال: لم تَرَه العيونُ بمشاهدة العِيان، ولكنْ رَأتْه القلوبُ بحقائق الإيمان، لا يُعرَف بالقياس، ولا يُدرَك بالحواسّ، ولا يُشبَّه بالناس، موصوفٌ بالآيات، معروفٌ بالعلامات، لا يجوز في حُكْمه، ذلك الله لا إله إلاّ هو.
قال: فخرج الرجلُ وهو يقول: اللهُ أعلمُ حيث يَجعلُ رسالتَه.
( التوحيد للشيخ الصدوق 108 )
• وعنه، عمّن سمع أبا جعفر الباقر عليه السّلام يقول:
لمّا حضرتِ الحسنَ عليه السّلام الوفاةُ بكى، فقيل له: يا ابن رسول الله، تبكي ومكانُك مِن رسول الله صلّى الله عليه وآله الذي أنت به، وقد قال فيك ما قال، وقد حَجَجْتَ عشرين حجّةً ماشياً، وقد قاسمتَ مالَك ثلاث مرّات ؟!
فقال: إنّما أبكي لخصلتين: لهولِ المُطَّلَع، وفراقِ الأحبّة.
( الكافي للكليني 384:1 / ح 1 ـ باب مولد الحسن عليه السّلام )
* * *
عبدالله بن شريك
أبو المُحجَّل، العامريّ، صَحِب الإمامين: الباقر والصادق عليهما السّلام، وكان عندهما وجيهاً مقدَّماً، وعَدُّوه في حواريَّيهما.
ذكره البرقيّ في رجاله مِن رواة الإمام الباقر عليه السّلام، وقال العلاّمة الحلّي في ( الخلاصة ): روى عن عليّ بن الحسين وأبي جعفر عليهما السّلام، وكان عندهما وجيهاً.
• ومن رواياته.. أنّ الإمام الباقر عليه السّلام روى عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: إنّ عن يمين العرش قوماً على منابِرَ مِن نور، وجوهُهم من نور وثيابُهم مِن نور، تغشى أبصارَ الناظرين مِن دونهم.
قال أبو بكر: مَن هم يا رسول الله ؟ فسكت. فقال الزبير: مَن هم يا رسول الله ؟ فسكت. فقال عبدالرحمان: مَن هم يا رسول الله ؟ فسكت. فقال عليُّ بن أبي طالب عليه السّلام: مَن هم يا رسول الله ؟ فقال صلّى الله عليه وآله: هم قومٌ تَحابُّوا بورع الله على غير أنسابٍ ولا أموال، أُولئك شيعتُك وأنت إمامُهم يا عليّ.
( بشارة المصطفى الشيعة المرتضى لأبي جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبريّ 200 )
• وروى عبدالله بن شريك أيضاً أنّ الإمام الباقر عليه السّلام قال لابن المختار بن أبي عبيد: رَحِمَ اللهُ أباكَ، رحمَ الله أباك، ما ترَكَ لنا حقّاً عند أحدٍ إلاّ طَلَبَه، قتَلَ قتلتَنا، وطَلَب بدمائِنا.
( رجال الكشيّ 115 )
* * *
عبدالله بن عجَلان
ذكره البرقيّ في رجاله من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام، قال العلاّمة الحلّي في ( الخلاصة ): أورَدْنا في كتابنا الكبير رواياتٍ عن الكشّي تقتضي مدحَه والثناء عليه.. عن ميسّر بن عبدالعزيز: قال لي أبو عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام: رأيتُ كأنّي على جبل، فيجيء الناس فيركبونه، فإذا ركبوا عليه تصاعد بهم الجبل، فينتشرون عنه ويسقطون، فلم يبقَ معي إلاّ عصابةٌ يسيرةٌ أنت منهم، وصاحبُك الأحمر ـ يعني عبدالله بن عجلان.
• روى عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال:
ـ بُنِيَ الإسلام على خمس [ دعائم ]: الولاية، والصلاة، والزكاة، وصوم شهر رمضان، والحجّ.
( الكافي للكليني 17:2 / ح 7 ـ باب دعائم الإسلام )
• وفي معنى قوله تعالى: يا أيُّها الذين آمنوا أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأُولي الأمرِ منكم ـ في أُولي الأمر ـ قال عليه السّلام: هي في عليٍّ وفي الأئمّة، جعَلَهم اللهُ مَواضعَ الأنبياء، غير أنّهم لا يُحلّون شيئاً ولا يُحرّمونه.
( تفسير العيّاشي 252:1، والآية في سورة النساء:59 )
• وقال عبدالله بن عجلان: سألته عن قوله:
قُلْ كفى باللهِ شهيداً بيني وبينَكم ومَن عنَده عِلْمُ الكتاب ، فقال: نَزَلَتْ في عليٍّ بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله، وفي الأئمّة بعد، وعليٌّ عنده علمُ الكتاب.
( تفسير العيّاشي 221:2، والآية في سورة الرعد:43 )
* * *
عبدالله بن عطاء
المكّي، عدّه الأردبيلي في ( جامع الرواة ) مِن أصحاب الإمامين: الباقر والصادق عليهما السّلام، وكذا الشيخ الطوسي ذكره في رجاله في ضمن رواة الإمام الباقر عليه السّلام.
ورواياته عنه سلام الله عليه كثيرة، منها:
• قال عبدالله بن عطاء: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: رجلانِ مِن أهل الكوفة أُخِذا، فقيل لهما: إبْرآ مِن أمير المؤمنين. فبرئ واحدٌ منهما وأبى الآخر، فخُلِّي سبيلُ الذي برئ وقُتِل الآخر. فقال: أمّا الذي برئ فرجلٌ فقيه في دينه، وأمّا الذي لم يبرأ تَعجَّل تَغحَّل إلى الجنّة.
( الكافي للكليني 175:2 / ح 21 ـ باب التقيّة )
• وقال عبدالله بن عطاء: كنتُ جالساً مع أبي جعفر عليه السّلام في مسجد النبيّ صلّى الله عليه وآله، فرأيتُ عبدَالله بن سلاّم جالساً في ناحية، فقلت لأبي جعفر عليه السّلام: زَعَموا أنّ أبا هذا الذي عندَه علِمُ الكتاب، فقال: لا إنّما ذاك عليُّ بنُ أبي طالب عليه السّلام، نزَلَ فيه: « أفمَن كانَ على بيّنةٍ مِن ربِّه ويتلوه شاهدٌ منه »، فالنبيّ صلّى الله عليه وآله على بيّنةٍ من ربِّه، وعليٌّ الشاهد منه.
( تفسير فرات الكوفي 64، والآية في سورة هود:17 )
* * *
عبدالله بن محمّد الجُعفيّ
ذكره الشيخ الطوسيّ في رجاله من رواة الإمام الباقر عليه السّلام، وروى له عددٌ من العلماء رواياتٍ عديدة، منها عن الإمام الباقر سلام الله عليه:
• قولهُ: أحقُّ خَلْقِ الله أن يُسلِّم لِما قضى اللهُ عزّوجلّ مَن عَرَف اللَه عزّوجل، ومَن رضيَ بالقضاء أتى عليه القضاء وعظّم اللهُ أجرَه، ومَن سَخِط القضاءَ مضى عليه القضاءُ وأحبطَ اللهُ أجرَه.
( الكافي للكليني 51:2 / ح 9 ـ باب الرضى بالقضاء )
• وقولُه عليه السّلام: أيُّما مؤمنٍ خرَجَ إلى أخيه يزوره عارفاً بحقّه، كتَبَ اللهُ له بكلّ خُطوةٍ حسنةً ومُحِيتْ عنه سيّئة، ورُفِعتْ له درجة، وإذا طرقَ البابَ فُتِحتْ له أبواب السماء، فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبلَ اللهُ عليهما بوجهه..
( الكافي للكليني 147:2 / ح 1 ـ باب المعانقة )
* * *
عبدالله بن مسكان
الكوفي، روى عن الأئمّة: الباقر والصادق والكاظم عليهم السّلام، وهو من الستّة الذين أُجمِع على تصحيح ما يصحّ عنهم والإقرار لهم بالفقه، ويُعدّ مِن أجلّة الفقهاء العظام، والمأخوذ عنهم الحلال والحرام، والفُتيا والأحكام، وله كتب عديدة يرويها عنه أجلّة الثّقات الأعلام.
وعرّف به النجاشي قائلاً: أبو محمّد مولى عَنَزة، ثقةٌ عين، له كتب، روى عنه محمّد بن سنان.
• أمّا روايته عن الإمام الباقر عليه السّلام فقوله:
ـ لا يكون شيءٌ في الأرض ولا في السماء إلاّ بهذه الخصال السبعة:
بمشيّةٍ، وإرادةٍ، وقَدَرٍ، وقضاءٍ، وإذْنٍ، وكتابٍ، وأجَل.. فمَن زعم أنّه يَقْدِر على نقصِ واحدةٍ منهنّ فقد كفر!
( المحاسن للبرقي 244 / ح 236 ـ الباب 25 )
* * *
عبدالله بن المُغيرة
عدّه البرقي في رجاله من أصحاب الإمام الكاظم عليه السّلام، وقال الأردبيلي في ( جامع الرواة ): أبو محمّد البجلي، كوفي ثقة ثقة، لا يُعدَل به أحدٌ مِن جلالَته ودِينه وورعه.
• وقد روى عن الإمام الباقر عليه السّلام، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخُدْري قال: رأيتُ رسول الله وسمعته يقول: يا عليّ، ما بَعَث اللهُ نبيّاً إلاّ وقد دعاه إلى ولايتك: طائعاً أو كارهاً.
( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء الثاني ص 72 / ح 4 ـ الباب 8 )
* * *
عبدالله بن ميمون
القدّاح، ذكره البرقي في رجاله مِن أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام، وقال النجاشي: روى أبوه عن الإمامين: الباقر والصادق عليهما السّلام، وهو يروي عن أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام، وكان ثقة، له كتب، روى عنه جعفر بن محمّد بن عبيدالله. وروى الكشّي أنّ الإمام الباقر عليه السّلام سأله: يا ابنَ ميمون، كم أنتم بمكة ؟ قال: نحن أربعة، فقال له: أما إنّكم نورٌ في ظلمات الأرض.
• وروى عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:
فضلُ العالِم على العابد، كفضل القمر على سائر النجوم ليلةَ البدر.
( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء الأوّل ص 7 / ح 2 ـ الباب 4 )
• وعنه عليه السّلام أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام قال: نَظِّفوا أفنيتَك مِن حَوك العنكبوت، فإنّ تركه في البُيوت يُورِث الفقر.
( المحاس للبرقي 624 / ح 78 ـ الباب 9 )
* * *
عبدالمؤمن الأنصاريّ
ابن القاسم، من أصحاب الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السّلام ـ كما ذكر البرقي في رجاله ـ. أمّا الأردبيلي فقد قال في ( جامع الرواة ): عبدالمؤمن بن القاسم بن قيس بن نهد الكوفي، أبو عبدالله الأنصاريّ، من أصحاب الإمام عليّ بن الحسين عليهما السّلام. وقال النجاشي: روى عن الإمامين: الباقر والصادق عليهما السّلام، ثقةٌ هو وأخوه، يُكنّى عبدُ المؤمن بأبي عبدالله، كوفي، تُوفّي سنة 147 هجريّة وهو ابن 81 سنة.
• من رواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال:
ـ إنّ الله عزّوجلّ أعطى المؤمنَ ثلاث خصال: العِزَّ في الدنيا في دينه، والفَلَج ( أي الظَّفَر ) في الآخرة، والمَهابةَ في صدور العالمين.
( الخصال للشيخ الصدوق 139 / ح 157 ـ باب الثلاثة )
* * *
عبدالملك بن أعيَن
أبو ضريس الشيبانيّ، أخو زُرارة وحُمران ابنَي أعيَن. روى عن الإمامين: الباقر والصادق عليهما السّلام، وتُوفّي في أيّام الإمام الصادق عليه السّلام، ولمّا بلَغَه وفاتُه وهو بمكّة رفع يدَيه ودعا له واجتهد في الدعاء له وترحّم عليه، ولمّا قَدِم المدينة زار قبره بالمدينة مع أصحابه. وأمّا ابنه ضريس فكان مِن رواةِ الإمام الصادق عليه السّلام أيضاً وثقاتهم، وروى عنه الثقات.
• ومن روايات عبدالملك عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال:
ـ أنزَلَ اللهُ تعالى النصرَ على الحسين عليه السّلام، حتّى كان ما بين السماء والأرض، ثمّ خُيِّر النصر أو لقاء الله، فاختار لقاء الله تعالى.
( الكافي للكليني 260:1 )
* * *
عُبَيد بن زُرارة
ابن أعيَن الشيبانيّ، ممّن أخذ عن الإمامين: الباقر والصادق عليهما السّلام، وله كتاب رواه عنه أجلّة الرواة وبعض أهل الإجماع. وهو مِن عيون الثقات ومن الفقهاء البارزين، ومن أرباب الأصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة. وعرّف به النجاشي قائلاً: ثقةٌ ثقة عين، له كتاب يرويه جماعة عنه.
• روى عن أبيه قال: كنّا عند أبي جعفر ( الباقر ) عليه السّلام، فجاء الكُمَيت ( الشاعر ) فاستأذن عليه، فأذِن له، فأنشده:
مَن لقلبٍ مُتَيَّمٍ مُسْتهامِ...
فلمّا فَرَغ منها قال له أبو جعفر عليه السّلام: يا كُميت، لا تزال مؤيَّداً بروح القدس ما نَصَرْتَنا بلسانك وقلتَ فينا.
( إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي 509:1 ـ الفصل الرابع )
* * *
عُبيد بن كثير
قال الأردبيليّ في ( جامع الرواة ): عبيد بن كثير بن عبدالواحد، أبو سعيد العامريّ الكلابيّ الوحيديّ، روى عن الأمامين: السجّاد والباقر عليهما السّلام، وتُوفّي سنة 294.
• ومن رواياته المرسلة عن الإمام الباقر عليه السّلام:
قولُه في ظلّ الآية الشريفة: « وإنّي لَغفّارٌ لمَن تابَ وآمَنَ وعَمِلَ صالحاً ثمّ اهتدى »: واللهِ لو أنّه تاب وآمن وعمل صالحاً، ولم يهتدِ إلى ولايتنا ومودّتنا، ولم يعرف فضلَنا، ما أغنى عنه ذلك شيئاً.
( تفسير فرات الكوفي 93، والآية في سورة طه:82 )
• وفي ظلّ قوله تعالى: وتَعِيَها أُذُنٌ واعية ، قال عليه السّلام: هي ـ واللهِ ـ أذُنُ عليِّ بنِ أبي طالب عليه السّلام.
( تفسير فرات الكوفي، والآية في سورة الحاقّة:12 )
* * *
العلاء بن الفُضَيل
عدّه البرقيّ في رجاله من رواة الإمام الصادق عليه السّلام، وقال الشيخ الطوسي في ( الفهرست ): له كتاب، روى عنه محمّد بن سنان. وقال النجاشيّ: أبو القاس النهديّ مولى، ثقة.
• وله عن الإمام الباقر عليه السّلام رويتان:
الأولى ـ عَظِّمُوا أصحابَكم ووقّروهم، ولا يَتَجهَّمْ بعضُكم بعضاً، ولا تَضارُّوا ولا تَحاسَدوا، وإيّاكم والبخل، كونوا عبادَ الله المخلِصين.
( الكافي للكليني 139:2 / ح 12 ـ باب حقّ المؤمن على أخيه )
والثانية ـ قوله: إذا دخلتَ المسجد وأنت تريد أن تجلس، فلا تَدخُلْه إلاّ طاهراً، وإذا دَخَلتَ فاستقبل القبلة ثمّ ادعُ اللهَ وأسألْه وسَمِّ حين تدخله، واحمدِ اللهَ وصَلِّ على النبيّ صلّى الله عليه وآله.
( تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي 263:3 )
* * *
عليّ بن أسباط
ذكره البرقيّ في رجاله من رواة الإمام الكاظم عليه السّلام، وعرّف به الشيخ الطوسيّ في الفهرست هكذا: عليّ بن أسباط الكوفيّ، له أصل وروايات، روى عنه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب. وقال النجاشي: عليّ بن أسباط بن سالم بيّاع الزطّي، أبو الحسن المقرئ الكوفي، ثقة.
روى عن الإمام الرضا عليه السّلام، وكان مِن أوثق الناس وأصدقهم لهجة، له كتب، روى عنه عدّة. وروى عن الإمام الباقر عليه السّلام بوسائط، مِن ذلك:
• قولُه عليه السّلام: الإبقاء على العمل، أشدُّ مِن العمل. قيل له: وما الإبقاءُ على العمل ؟ قال: يَصِل الرجلُ بِصِلة، ويُنفق نفقةً لله وحده لا شريك له، فكُتِب له سرّاً، ثمّ يذكرها فتُحمى فتُكتب له علانية، ثمّ يذكرها فتُمحى وتُكتَب له رياءً!
( الكافي للكليني 224:2 ـ 225 / ح 16 ـ باب الرياء )
• وقيل له: إنّ الناس يَزعُمون أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله لم يكن يكتب ولا يقرأ. فقال عليه السّلام: كذبوا ـ لعنهم الله! ـ أنّى ذلك وقد قال الله: هوَ الذي بعَثَ في الأُميّينَ رسولاً منهم يَتلُو عليهم آياتهِ ويُزكيّهم ويُعلّمَهمُ الكتابَ والحكمةَ وإنْ كانوا مِن قبلُ لَفي ضَلالٍ مُبين ؟! فيكون أن يُعلّمُهمُ الكتابَ والحكمة وليس يُحسن أن يقرأ ويكتب ؟!
فقيل له: فَلِمَ سُمّي النبيّ صلّى الله عليه وآله أُمّيّاً ؟ قال: نسبةً إلى مكة؛ وذلك قول الله عزّوجلّ: لِتُنذِرَ أُمَّ القُرى ومَن حَولَها ، فأُمّ القرى مكّة، فقيل: أُميٌّ، لذلك.
( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء الخامس ص 226 ـ 227 / ح 4 ـ الباب 4، والآيتان: الأولى في سورة الجمعة:2، والثانية في سورة الأنعام:92 ).
* * *
عليّ بن حسّان
الواسطيّ أبو الحسين القصير، عُمِّر أكثر من مئة سنة، حتّى أدرك الإمامَ الرضا والجواد عليهما السّلام. قال النجاشيّ: لا بأس به، روى عن أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام، وله كتاب يرويه عدّة من أصحابنا.
• أمّا روايته عن الإمام الباقر عليه السّلام فهي قوله:
مَن حاربَ اللهَ وأخذَ المال وقَتَل، كان عليه أن يُقتَلَ ويُصلَب. ومَن حاربَ وقتلَ ولم يأخذ المال، كان عليه أن يُقتَلَ ولا يُصلَب. ومَن حارب فأخذ المالَ ولم يَقتل، كان عليه أنْ تُقطَعَ يدُه ورِجْلُه مِن خلاف. ومَن حارب ولم يأخذ المالَ ولم يَقتل، كان عليه أن يُنفى. ثمّ استثنى عزّوجلّ فقال: إلاّ الذينَ تابُوا مِن قَبلِ أنْ تَقْدِروا عليهم ، يعني يتوب مِن قَبل أن يأخذَهم الإمام.
وقوله: اتّقوا اللهَ وابتغُوا إليه الوسيلة : تقرّبوا إليه بالإمام.
( تفسير القمّي 166:1 ـ 167، والآيتان: الأولى في سورة المائدة 34، والثانية في سورة المائدة أيضاً:35 ).
* * *
عليّ بن رِئاب
عدّه البرقي في رجاله من رواة الإمام الصادق عليه السّلام، وعرّف به الشيخ الطوسي بقوله: عليّ بن رئاب الكوفيّ، له أصل، وهو ثقة جليل القدر، روى عن الحسن بن محبوب. وقال النجاشي: أبو الحسن كوفي، روى عن أبي عبدالله ( الصادق ) وأبي الحسن ( الكاظم ) عليهما السّلام، وله كتب.
كذلك روى روايتين عن الإمام الباقر عليه السّلام.
* * *
عمر بن أُذَينة
ذكره البرقي في رجاله من أصحاب الإمامين: الصادق والكاظم عليهما السّلام، وقال الشيخ في ( الفهرست ): ثقة، له كتاب، روى عنه صفوان وابن أبي عُمَير.
• وله بعض روايات عن الإمام الباقر عليه السّلام، منها:
ـ قول ابن أُذينة: سألته عن قول الله: حُنَفاءَ للهِ غيرَ مُشركينَ به ، ما الحنيفيّة ؟ قال: هيَ الفطرة التي فُطِر الناسُ عليها، فَطَر اللهُ الخَلْقَ على معرفته.
( المحاسن للبرقي 241 / ح 223 ـ الباب 24، والآية في سورة الحجّ:31 )
ـ وسُئل عليه السّلام: ما حدُّ المرض الذي يَضطرّ صاحبَه، والمرض الذي يَدَع صاحبُه فيه الصلاةَ قائماً ؟ فقال عليه السّلام: « بلِ الإنسانُ على نفسِه بَصيرة »، ذلك إليه، هو أعلَمُ بنفسه.
( تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي 177:3، والآية في سورة القيامة:14 )
* * *
عمر بن الإمام عليٍّ السجاد عليه السّلام
أبو حفص الأشرف، أخو الإمام الباقر عليه السّلام، قال الأردبيلي في ( جامع الرواة ): مدنيّ تابعيّ، كان فاضلاً جليلاً، وَليَ صدقاتِ النبيّ وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما.
• وله عن الإمام الباقر عليه السّلام عدّة روايات يرويها، منها:
قوله عليه السّلام عن آبائه عليهم السّلام: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ الله عَهِد إليّ عهداً، فقلتُ: يا ربِّ بيّنْه لي، قال: اسمع، قلتُ: سمعتُ، قال: يا محمّد، إنّ عليّاً راية الهدى بَعدك، وإمامُ أوليائي، ونور مَن أطاعني، وهو الكلمة التي ألزَمَها اللهُ المتقين، فمَن أحبّه فقد أحبّني، ومَن أبغضه فقد أبغضني، فبشِّره بذلك.
( أمالي الطوسي 250:1 )
* * *
عمرو بن أبي المِقدام
هو عمرو بن ثابت بن هُرمز العِجْلي الكوفي، روى عن الأئمّة: السجّاد والباقر والصادق عليهم السّلام، وعداده في التابعين. وهو القائل: إذا نَظَرتُ إلى جعفر بن محمد ( عليهما السّلام ) علمتُ أنّه من سُلالة النبيّين، وقد روى الفريقانِ عنه هذه الكلمة.
وله مقام معروف عند الفريقين، وجاء عن الإمام الصادق عليه السّلام فيه قولٌ يدلّ على صلاحه وارتفاع مقامه عند الله تعالى، فقد قيل ـ والإمام قاعد بفِناء الكعبة ـ: ما أكثرَ الحاجّ! فقال عليه السّلام: ما أقلّ الحاجّ! فمرّ عمرو بن أبي المقدام فقال: هذا مِن الحاجّ.
( رجال الكشّي 248 )
وله كتاب يرويه عنه الثقات، قال النجاشي: له كتابٌ لطيف، ثمّ ذكر سنده إليه. وقال الشيخ الطوسي في الفهرست: له كتابُ حديث الشورى، يرويه عنه جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر عليه السّلام.
• و من رواياته.. أنّ الإمام الباقر عليه السّلام قال:
إنّما كانت شيعةَ عليٍّ المتباذلون في ولايتنا، المتحابّون في مودّتنا، المتزاورون لإحياء أمرنا. إن غَضِبوا لم يَظلموا، وإن رَضَوا لم يُسرفوا. بركةٌ لمن جاوروا، سِلْم لمَن خالطوا.
( الخصال للشيخ الصدوق 397 / ح 104 ـ باب السبعة )
• وروى عمرو في قوله تعالى: اتّخَذُوا أحبارَهم ورُهْبانَهم أرباباً مِن دونِ الله ، أنّ الإمام الباقر عليه السّلام قال: واللهِ ما صَلُّوا لهم ولا صاموا، ولكن أطاعوهم في معصية الله.
( المحاس للبرقي 246 / ح 244 ـ الباب 28، والآية في سورة التوبة:31 )
* * *
عمرو بن دينار
ذكره الشيخ الطوسيّ في رجاله من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام، وقال: عمرو بن دينار المكيّ، أحد التابعين، كان فاضلاً عالماً ثقة. واعتبره الأردبيليّ في ( جامع الرواة ) من رواة الإمام الصادق عليه السّلام.
• ومن رواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام قولُه:
ما رُئِيتْ فاطمةُ ضاحكةً قطُّ منذ قُبِض رسولُ الله، حتّى قُبضَت.
( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 101:2 )
• وقولُه عليه السّلام: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله لعليٍّ عليه السّلام في مرضه الذي مات فيه: اخرُجْ يا عليُّ فقل عنِ الله، لا عن رسول الله: لعَنَ اللهُ مَن قَطَع السِّدْر.
( المصنَّف لابن أبي شيبة 11:11 )
* * *
عمرو بن شمر
الجعفيّ، من رواة الإمام الصادق عليه السّلام، قال الشيخ الطوسي في رجاله: إنّه من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام.. وقد روى عنه قولَه:
إنّ حديثنا صَعبٌ مُستَصعَب.. شريف كريم، فإذا سمعت منه شيئاً ولانَتْ له قلوبكم فاحتَمِلوه واحمدوا الله عليه، وإن لم تحتملوه ولم تُطيقوه فرُدُّوه إلى الإمام العالِم مِن آل محمّد صلّى الله عليه وآله، فإنّما الشقيّ الهالك الذي يقول: واللهِ ما كانَ هذا! ثمّ قال عليه السّلام له: يا جابر، إنّ الإنكار هو الكفرُ باللهِ العظيم.
( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء الأول ص 22 / ح 9 )
* * *
عمرو بن قيس الماصِر
ذكره العلاّمة الحلّي في ( الخلاصة ) من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام، وقال: إنّه بَتَريّ. وله روايات عدّة عن الإمام الباقر سلام الله عليه، منها:
قوله: سمعته يقول: إنّ الله لم يَدَعْ شيئاً تحتاج إليه الأُمّة إلى يوم القيامة إلاّ أنزله في كتابه، وبيّنه لرسوله، وجعَلَ لكلّ شيءٍ حدّاً، وجعَلَ عليه دليلاً يدلّ عليه.
( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء الأوّل ص 6 / ح 3 ـ الباب 3 )
* * *
غالب أبو الهُذَيل
قال الأردبيلي في ( جامع الرواة ): غالب بن الهذيل ( أو أبو الهذيل )، الشاعر الأسدي، كوفي مِن أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام.
• له روايات عديدة عن الإمام الباقر عليه السّلام، منها:
قوله: سألتُ أبا جعفر عليه السّلام عن قول الله: وآمسَحُوا برؤوسِكُم وأرجُلِكُم إلى الكعبين ، على الخَفْض ( أي بكسر كلمة « أرجلكم » ) أم على الرفع ؟ فقال بل هي على الخفض. [ أي « وأرجُلِكم » ].
( تفسير العيّاشي 301:1، والآية في سورة المائدة:6 )
* * *
الفُضَيل بن يَسار
النَّهدي، بصري، روى عن الإمامين: الباقر والصادق عليهما السّلام، وتُوفّي في أيّام الصادق عليه السّلام، وهو ممّن أُجمِع على تصحيح ما يصحّ عنهم والإقرار لهم بالفقه من الستّة أصحاب الإمام أبي جعفر الباقر عليه السّلام، وكان الإمام الصادق عليه السّلام إذا نظر إلى الفضيل مُقْبِلاً قال: بَشِّرِ المُخبتين.
والأحاديث في فضله وصلاحه كثيرة، وحين أُخبر الإمام الصادق عليه السّلام أنّ يد فضيل تستر عورته لدى غُسلهِ ميّتاً قال: رحمَ اللهُ الفضيل بن يسار، وهو منّا أهلَ البيت.
قال النجاشي: ثقة، له كتاب يرويه جماعة، وقال الشيخ الطوسي في رجاله: ثقة، من أصحاب الباقر سلام الله عليه.
• ورواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام كثيرة جّداً، منها:
قوله: يا فُضَيل، إنّ حديثنا يُحيي القلوب. ( الخصال للشيخ الصدوق 22/ ح 76 ـ باب الواحد ).
وقوله عليه السّلام: إنّ العلم الذي هبط مع آدم عليه السّلام لم يُرفَع، والعلم يُتوارَث، وإنّه لم يَمُتْ عالِمٌ إلاّ خَلفَ مِن بعدِه مَن يعلم مِثْلَ علمه أو ما شاء الله.
( المحاسن للبرقي 235 / ح 196 ـ الباب 21 )
وقوله عليه السّلام: إذا رأيتَ الفاقةَ والحاجة قد كَثُرَت، وأنكر الناس بعضُهم بعضاً، فعند ذلك فانتَظِر أمرَ الله عزّوجلّ. قال فُضِيل: قلت: جُعِلتُ فداك، ما إنكارُ الناسِ بعضهِم بعضاً ؟ قال: يأتي الرجلُ منكم أخاه فيسأله الحاجة، فينظر إليه بغير الوجه الذي كان ينظر إليه، ويكلّمه بغير اللسان الذي كان يكلّمه به.
( الكافي للكليني 221:8 )
وقوله عليه السّلام: لا يبلغُ أحدُكم حقيقةَ الإيمان حتّى يكونَ فيه ثلاثُ خصال: حتّى يكونَ الموتُ أحبَّ إليه من الحياة، والفقرُ أحبّ إليه من الغِنى، والمرض أحبّ إليه مِن الصحّة. قلنا: ومن يكون كذلك ؟! قال: كلُّكم. ثمّ قال: أيُّما أحبُّ إلى أحدكم: يموتُ في حبّنا، أو يعيش في بُغضنا ؟ فقلت: نموتُ واللهِ في حبّكم أحبُّ إلينا. قال: وكذلك الفقرُ والغنى، والمرض والصحّة. قلتُ: إي والله!
( معاني الأخبار للشيخ الصدوق 189 / ح 1 )
* * *
القاسم بن الفضيل بن يسار
البصري النَّهدي، أبو محمّد، ثقة، روى عن الإمامين: الباقر والصادق عليه السّلام. وله روايتان عن الإمام الباقر عليهم السّلام، هما:
الأولى: عن أمّ سلمة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: الحجُّ جهادُ كلِّ ضعيف.
( مسند أحمد بن حنبل 294:6 )
الثانية: وقوله عليه السّلام: إعرفِ المودّةَ لك في قلب أخيك، ممّا له في قلبك.
( حِلية الأولياء لأبي نُعَيم 187:3 )
* * *
الكُمَيت بن زيد الأسديّ
الشاعر المشهور مادح أهل البيت عليهم السّلام، ذكَرَه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السّلام، كوفي، أبو المُستَهلّ، تُوفّيَ في أيّام الإمام الصادق عليه السّلام.
• وللكميت أخبارٌ وآثار مشهورة مع الإمام الباقر عليه السّلام، منها:
قال: دخلتُ على أبي جعفر عليه السّلام فقال: واللهِ يا كميت، لو كان عندنا مالٌ لأعطيناك منه، ولكنْ لك ما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لحسّان بن ثابت: لن يزال معك روحُ القدس ما ذَبَبْتَ عنّا. قلتُ: خبِّرْني عن الرجلين. قال: فأخذ الوسادة فكسرها في صدره ثمّ قال: واللهِ يا كميت، ما أُهْرِيق مَحجمةٌ مِن دم، ولا أُخِذ مالٌ مِن غيرِ حِلِّه، ولا قُلِب حَجَرٌ على حَجَر.. إلاّ ذاك في أعناقهما.
( الكافي للكليني 102:8 )
* * *
مالك بن أعيَن الجُهنيّ
في ( جامع الرواة ) قال الأردبيلي: مِن أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام، ومات في حياة أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام. وذكره الشيخ الطوسي في رجاله مِن رواة الإمام الباقر عليه السّلام، حيث روى عنه عدداً كبيراً من الأخبار، منها:
• قولُه عليه السّلام: إنّ المؤمنَينِ إذا التَقَيا فتَصافَحا، أدخل اللهُ عزّوجلّ يدَه بين أيديهِما، وأقْبلَ بوجهه على أشدّهما حُبّاً لصاحبه، فإذا أقبل اللهُ عزّوجلّ بوجهه عليهما، تَحاتَّتْ عنهما الذنوب كما يَتحاتُّ الورقُ مِن الشجر.
( الكافي 144:2 / ح 3 ـ باب المصافحة )
• وقوله عليه السّلام له: يا مالك، إنّ الله تعالى يُعطي الدنيا مَن أحبَّ ومَن يُبغض، ولا يُعطي الدِّينَ إلاّ مَن أحبّ.
( المحاسن للبرقي 216 / ح 107 ـ باب الدِّين )
* * *
محمّد بن إسماعيل بن بزيع
ذكره البرقيّ في رجاله من أصحاب الإمام الرضا عليه السّلام، وفي ( جامع الرواة ) كتب الأردبيليّ: محمّد بن إسماعيل بن بزيع، ثقة صحيح، كوفيّ. وقال النجاشيّ أبو جعفر، كان مِن صالحي هذه الطائفة وثقاتها، كثير العمل، له كتب، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى.
• ومِن رواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام، قول إسماعيل: سألتُ أبا جعفر عليه السّلام أن يأمر لي بقميصٍ مِن قُمصه أُعدّه لكَفَني، فبعث به إليّ، فقلت له: كيف أصنعُ به جُعلتُ فداك ؟ قال: انزعْ أزرارَه.
( رجال الكشّي 112 )
* * *
محمّد بن عبدالرحمان بن أبي ليلى
الأنصاريّ القاضي الكوفيّ، من أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام، كان صدوقاً مأموناً، تُوفّي سنة 148 هجريّة.
• روى عن الإمام الباقر عليه السّلام قولَه: مَن قُسِم له الخُرْق، حُجِب عنه الإيمان.
( الكافي للكليني 242:2 / ح 1 ـ باب الخُرْق )
* * *
محمّد بن الفُضَيل
هو اسم جماعة من الرواة من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام والصادق والكاظم والرضا عليهم السّلام. وأمّا عن الإمام الباقر سلام الله عليه فقد روى عدّة روايات:
• منها، قال: كتبتُ إلى أبي جعفر عليه السّلام أسأله عن السِّقْط، كيف يُصنَع به ؟ فكتب عليه السّلام إليّ: أنّ السقط يُدفَن بدمه في موضعه.
( الكافي للكليني 208:3 )
• وقال: في قول الله تعالى: أم يَحسُدونَ الناسَ على ما آتاهُمُ اللهُ مِن فضلهِ ، قال عليه السّلام: نحن المحسودون.
( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء الأوّل ص 35 / ح 3 ـ الباب 17، والآية في سورة النساء:54 )
* * *
محمّد بن قيس
البَجَلي الكوفي، من رواة الإمامين: الباقر والصادق عليهما السّلام. قال النجاشي: أبو عبدالله البَجَلي، ثقة عين، له كتاب القضايا، روى عنه عاصم بن حميد.
• ومن رواياته عن الإمام محمَّد الباقر عليه السّلام أنّه قال:
أوحى اللهُ تبارك وتعالى إلى آدم عليه السّلام: يا آدم، إنّي أجمع لك الخير كلَّه في اربع كلمات: واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين الناس. فأمّا التي لي فتعبدني ولا تُشرك بي شيئاً، وأمّا التي لك فأُجازيك بعملك أحوجَ ما تكون إليه، وأمّا التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعلَيّ الإجابة، وأمّا التي فيما بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك.
( معاني الأخبار للشيخ الصدوق 137 / ح 1 )
* * *
محمّد بن مسلم
الثقفي الكوفي، كان محدّثاً جليل القدر عظيم الشأن كبير المنزلة، كثير الرواية، ثقة عين مُعتمَد، ورد ذِكرُه في كتاب رجال الحديث مكرَّماً معظَّماً ممدوحاً، فأثنى عليه الفقهاء والمحدّثون واعتمدوا على رواياته، وعملوا بأخباره وآثاره.
روى عن الإمامين: الباقر والصادق عليهما السّلام، وأدرك زمنَ الإمام الكاظم عليه السّلام، وكان من الأفذاد والمثلَ الأعلى في الطاعة للأئمّة عليهم السّلام والاقتداء بسيرتهم والأمينَ عند الناس، وكان فضله وصلاحه معروفَين حتّى عند مَن خالفه في عقيدته وسيرته.
وقد عُدَّ فقيه عصره في زمنٍ هو خير العصور في الفقه، وقد سمع من الإمام الباقر عليه السّلام ثلاثين ألف حديث، ومن الإمام الصادق عليه السّلام ستّة عشر ألف حديث. وأمّا ثناء الأئمّة عليهم السّلام عليه، فجَمٌّ كثير، وهو من الستّة أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام مَن أُجمِع على تصحيح ما يصحّ عنهم والإقرار لهم بالفقه.
تُوفّي سنة 150 هجريّة وله نحو سبعين سنة.
• أمّا رواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام فمئات، منها:
ـ لمّا خلَقَ اللهُ العقل استنطقه، ثمّ قال له: أقْبِلْ، فأقبل، ثمّ قال له: أدْبِر، فأدبر، ثمّ قال له: وعزّتي وجلالي، ما خَلَقْتُ خَلْقاً هو أحبُّ إليّ منك، ولا أُكمِلُك إلاّ فيمن أحبّ، أمَا إنّي إيّاك آمُر وإيّاك أنهى، وإيّاك أُعاقب وإيّاك أُثيب.
( المحاس للبرقي 192/ ح 6 ـ الباب 1 )
ـ تفقّهوا في الحلال والحرام؛ وإلاّ فأنتم أعراب.
( المحاسن للبرقي 227 / ح 158 ـ الباب 15 )
ـ أدنى الشِّرك، أن يبتدع الرجل راياً، فيُحبّ عليه ويُبغض.
( المحاسن للبرقي 207 / ح 68 ـ الباب 6 )
ـ وفي قوله تعالى: ومَن يَقترفْ حسنةً نَزِد له فيها حُسْناً قال عليه السّلام: الاقتراف التسليم لنا، والصِّدْق علينا، ولا يُكذَّب علينا.
( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء العاشر ص 521 / ح 6 ـ الباب العشرون، والآية في سورة الشورى: 23 )
ـ مَن سبّح تسبيح الزهراء عليها السّلام ثمّ استغفر، غُفِر له.. وهي مئةٌ باللسان، وألفٌ في الميزان، تردّ الشيطان، وتُرضي الرحمن.
( ثواب الأعمال للشيخ الصدوق 196 )
* * *
محمّد بن المُنْكَدِر
عرّفه الكشّي في رجاله أنّه: مِن رجال العامّة إلاّ أنّ له مَيْلاً ومحبّة شديدة. قال ابن حجر: أبو عبدالله التَّيمي، أحد الأعلام، روى عن: أبيه وعمه ربيعة وجماعة من الصحابة، وروى عنه: ابناه يوسف والمنكدر وابن أخيه وجماعة. وذكره ابن حِبّان في « الثِّقات » وقال: كان مِن سادات القرّاء.
قال البخاري: مات سنة 131 هجريّة، وقال ابن المديني عن أبيه: بلغ ستّاً وسبعين سنة.
• كان مِن رواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام قوله:
قال ابن عبّاس: ما نَدِمْتُ على شيءٍ نَدَمي على أن لم أحجَّ ماشياً؛ لأنّي سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يقول: مَن حَجَّ بيت الله ماشياً كتبَ اللهُ له سبعةَ آلاف حسنة مِن حسنات الحرم. قيل: يا رسول الله، وما حسنات الحرم ؟
قال: حسنة ألف الف حسنة.
وقال عليه السّلام: فضل المشاة في الحجّ كفضل القمر ليلةَ البدر على سائر النجوم، وكان الحسين بن عليّ عليهما السّلام يمشي إلى الحجّ ودابّته تُقاد وراءه.
( المحاسن للبرقي 70 / ح 139 / الباب 114 )
• وقال محمّد بن المنكدر: رأيتُ محمّدَ بن عليّ ( الباقر ) فأردتُ أن أعِظه فوعَظَني. فقال له أصحابه: بأيّ شيءٍ وعظك ؟ قال:
خرجتُ إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة، فَلِقيتُ محمّد بن عليّ، وكان رجلاً بدَيناً، وهو متّكئٌ على غلامَينِ له أسوَدَين، فقلتُ في نفسي: شيخٌ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحالة في طلب الدنيا! أشهَدُ لأعِظَنّه. فدنوتُ منه فسلّمتُ عليه، فسَلّم علَيّ وقد تصبّب عرقاً، فقلت: أصلحك الله، شيخ مِن أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا، لو جاءك الموتُ وأنت على هذه الحال ؟!
قال ابن المنكدر: فخلّى عن الغلامين مِن يده ثمّ تَسانَد وقال: لو جاءني ـ واللهِ ـ الموتُ وأنا في هذه الحال وأنا في طاعةٍ من طاعات الله، أكُفُّ بها نفسي عنك وعن الناس، وإنّما كنتُ أخاف الموتَ لو جاءني وأنا على معصيةٍ مِن معاصي الله.
فقلتُ: رَحِمَك الله، أردتُ أن أعِظَك فوعَظْتَني!
( الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة لابن الصبّاغ المالكي 196 )
* * *
معاوية بن عمّار
ابن خَبّاب البَجَلي الدُّهني الكوفي، كان وجهاً من الأصحاب مقدَّماً كبير الشأن، وقد خاطبه الإمام الصادق عليه السّلام بـ « يا بُنَيّ ».
ذكره البرقي في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليه السّلام، وعرّف به الشيخ الطوسي في ( الفهرست ) بأنّ له كتاباً، وروى عنه محمّد بن مسكين، وكذا النجاشي إذ قال: كوفيّ، ودُهن من بجيلة، عظيم المحلّ ثقة، مات سنة 175 هجريّة.
• روى عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه أمر الحلاّق في الحجّ أن يضعَ الموسى على قَرنه الأيمن، ثمّ أمره أن يحلق، وسمّى هو وقال: اللّهمّ أعطِني بكلّ شَعرةٍ نوراً يومَ القيامة.
( تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي 224:5 )
* * *
معاوية بن وهب
عدّه البرقي في رجاله من رواة الإمام الباقر عليه السّلام، وقال الشيخ الطوسي في ( الفهرست ): معاوية بن وهب البَجَليّ، له كتاب، روى عنه ابن أبي عُمَير، وقال النجاشي: أبو الحسن، عربيّ ثقة حسَنُ الطريقة، روى عن الإمامين: الصادق والكاظم عليهما السّلام، وله كتب.
* * *
معروف بن خرّبوذ
القرشيّ المكيّ، روى عن الأئمّة: السجّاد والباقر والصادق عليهم السّلام، وهو ممّن أُجمِع على تصحيح ما يصحّ عنهم والإقرار لهم بالفقه. وقد جاءت فيه أحاديث دلّت على جلالته وكبير مقامه، وكونه مِن أهل الأسرار، ومن العُباد ذوي السجود الطويل.
• ومن رواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام قوله:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ: إنّ ربّي مثّل لي أُمّتي في الطين، وعلّمني أسماءهم كلَّها كما علّم آدمَ الأسماء كلَّها، فمرّ بي أصحابُ الرايات، فاستغفرتُ لك وشيعتك يا عليّ، إنّ ربّي وعدني في شيعتك خصلةً، قلت: وما هيَ يا رسولَ الله ؟ قال: المغفرة لمَن آمنَ منهم واتّقى، لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة، لهم تُبدَّل سيّئاتُهم حسنات.
( بصائر الدرجات للصفّار القمّي ـ الجزء الثاني 85 ـ 86 / ح 11 ـ الباب 14 )
• وأنّه عليه السّلام قال: ما مِن مؤمنٍ يُصاب بمصيبةٍ في الدنيا فيسترجع عند مصيبته حين تَفجأُه المصيبة، إلاّ غفَرَ اللهُ له ما مضى مِن ذنوبه، إلاّ الكبائرَ التي أوجَبَ اللهُ عليها النار.
وقال: كلّما ذكَرَ مصيبتَه فيما يستقبل مِن عمره، فاسترجع عندها وحَمِد الله، غفرَ اللهُ له كلَّ ذنبٍ اكتسبه فيما بين الاسترجاع الأوّل إلى الاسترجاع الثاني، إلاّ الكبائر مِن الذنوب.
( ثواب الأعمال للشيخ الصدوق 234 )
• وعنه عليه السّلام، عن زيد بن أرقم قال: كنّا جلوساً بين يَدَي النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال: ألاَ أُدلُّكم على مَن إذا استرشدتموه لن تَضِلّوا ولن تهلكوا ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هو هذا ـ وأشار إلى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ـ ثمّ قال: واخُوه وآزِروه، وأصدقوه وأنصِحُوه؛ فإن جبريل عليه السّلام أخبرني بما قلتُ لكم.
( مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام لابن المغازلي الشافعي 245 / ح 292 )
* * *
مُعَمَّر بن يحيى
عدّه البرقي في رجاله من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام، وقال الشيخ الطوسي في رجاله: مُعمَّر بن يحيى بن بسّام، كوفي مِن رواة الإمام الباقر عليه السّلام، وعرّف به النجاشي قائلاً: العِجلي، عربيٌّ ثقةٌ مقدَّم، روى عن أبي جعفر ( الباقر ) وأبي عبدالله ( الصادق ) عليهما السّلام، وله كتاب، روى عنه ثعلبة.
• وعن الإمام الباقر عليه السّلام روى معمَّر قوله:
ـ التقيّة في كلّ ضرورة. ( المحاسن للبرقي 259 / ح 307 ـ الباب 31 )
* * *
المنهال بن عمرو الأسديّ
عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من رواة الإمام السجّاد عليه السّلام، وعرّف به البرقي في رجاله أنّه مِن أصحاب الإمام السجّاد عليه السّلام.
• ومع ذلك، كان له رواياتٌ عديدة عن الإمام الباقر عليه السّلام منها:
قوله: زَعَمَت العربُ أنّ لهم فضلاً على العجم، فقال العجم: وبما ذلك ؟
قالوا: كان محمّدٌ منّا عربيّاً، قالوا لهم: صَدَقتم. وزعمت قريش أنّ لها فضلاً على غيرها من العرب، فقالت لهم العرب مِن غيرهم: وبما ذاك ؟
قالوا: كان محمّد قرشيّاً، قالوا لهم: صدقتم.
فإنْ كان القوم صدقوا، فلنا فضل على الناس؛ لأنّا ذريّة محمّد، وأهلُ بيته خاصّةً وعترتُه، لا يَشركُنا في ذلك غيرُنا.
قال له الرجل ( السائل ): واللهِ إنّي لأُحبُّكم أهلَ البيت، قال عليه السّلام: فاتّخِذْ للبلاءِ جِلباباً! فَوَاللهِ إنّه لأسرَعُ إلينا وإلى شيعتنا من السيل في الوادي، وبنا يبدو البلاءُ ثمّ بكم، وبنا يبدو الرخاء ثمّ بكم. ( أمالي الطوسي 95 ).
* * *
موسى بن إسماعيل بن ( موسى الكاظم عليه السّلام )
قال الشيخ الطوسي في ( الفهرست ): له كتاب الصلاة وكتاب الوضوء، رواهما عنه محمّد ابن الأشعث. وقال النجاشي: له كتاب جوامع التفسير، روى كتبَه محمّد بن الأشعث.
• روى موسى عن أبيه إسماعيل، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: رأس العقل بعد الدِّين: التودّدُ إلى الناس، واصطناع الخير إلى كلّ بَرٍ وفاجر.
( بحار الأنوار للشيخ المجلسي 401:74 / ح 44 )
* * *
ميسّر بن عبدالعزيز
النَّخَعي المدائني الكوفي، ذكره الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام، والكشّي في رجاله، وأنّه روى عن الإمام الصادق عليه السّلام أيضاً. والثناء عليه كثير، كقول الإمام الباقر عليه السّلام له: يا ميسر، أما إنّه قد حضر أجَلُك غيرَ مرّة ولا مرّتين؛ كلّ ذلك يؤخّر اللهُ بصِلتِك لقرابتك، وكقوله عليه السّلام له أيضاً: إنّي لأُحبُّ ريحَكم وأرواحك، وإنّكم على دِين الله ودِين ملائكته.
• وكان ممّا رواه ـ وهو كثير ـ عن الإمام الباقر عليه السّلام قولُه:
ـ إنّ الرجل لَيَغضبُ فما يَرضى أبداً حتّى يَدخلَ النار. فأيّما رجلٍ غَضِب على قومٍ وهو قائم فلْيَجلِسْ مِن فَوره ذلك؛ فإنّه سيذهب عنه رجزُ الشيطان. وإيّما رجلٍ غَضِب على ذي رَحِمٍ فَلْيَدنُ منه فلْيَمَسَّه؛ فإنّ الرَّحِم إذا مُسّتْ سَكَنت.
( الكافي للكليني 229:2 / ح 2 ـ باب الغضب )
• وقولُه عليه السّلام: إنّ في جهنّم جبلاً يُقال له « صَعود »، وإنّ في صَعود لَوادياً يُقال له « سَقَر »، وإنّ لَفي سَقر لَجُبّاً يُقال له « هَبْهَب »، كلّما كُشِف غطاءُ ذلك الجُبّ ضجّ أهلُ النار مِن حَرّه، وذلك منازل الجبّارين.
( المحاسن للبرقي 123 / ح 138 ـ الباب 66 )
• وسُئل عن الكبائر فقال عليه السّلام: الشِّرْك بالله العظيم، وأكلُ مال اليتيم، وقذف المحصَنة، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، والربا، والفرار مِن الزحف،.. ثمّ قال لبعض أصحابه:
فاجعلوا أمرَكم هذا لله، ولا تجعلوه للناس؛ فإنّه ما كان للناس فهو للناس، وما كان لله فهو له، فلا تخاصموا الناس بدينكم؛ فإنّ الخصومة محرّضة القلب، إنّ الله قال لنبيّه صلّى الله عليه وآله: إنّك لا تَهدي مَن أحبَبْت ، وقال: أفأنتَ تُكرِهُ الناسَ حتّى يكونوا مؤمنين .
( بحار الأنوار للشيخ المجلسي 125:27 ـ 126 / ح 113، والآيتان: في سورة القصص:56، وسورة يونس:99 )
* * *
ميمون القَدّاح
ذكره البرقي في رجاله من رواة الإمام الباقر عليه السّلام، وكذا من رواة الإمام الصادق عليه السّلام. وقال الشيخ الطوسي في تعريفه: ميمون القدّاح مولى بني مخزوم، مكّي.
• وله روايات عديدة عن الإمام الباقر عليه السّلام، منها:
ـ أيُّما عبدٍ مِن عباد الله سنّ سُنةَ هدى، كان له أجر مثل أجر مَن عَمِل بذلك، مِن غير أن ينقص مِن أجورهم شيء. وأيّما عبدٍ من عباد الله سنّ سُنّةَ ضلالة، كان عليه مِثْلُ وِزْرِ مَن فعَلَ ذلك، مِن غير أن ينقص مِن أوزارهم شيء.
( ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للشيخ الصدوق 16 )
• وقال عليه السّلام لأحد أصحابه: لا تَنَمْ وحدَك؛ فإنّ أجْرأَ ما يكون الشيطان على الإنسان إذا كان وحدَه. ( الكافي للكليني 533:6 )
* * *
نجم بن حطيم الغَنَويّ
عدّه البرقي في رجاله من رواة الإمام الباقر عليه السّلام. وقد روى عنه أنّه عليه السّلام قال:
ـ اليأس ممّا في أيدي الناس عِزُّ المؤمن في دِينه. أوَ ما سمعتَ قول حاتِم:
إذا ما عزمتُ اليأس ألْفَيتُهُ الغِنى إذا عَرَّفَتْه النفسُ، والطمعُ الفقرُ
( الكافي للكليني 120:2 / ح 6 ـ باب الاستغناء عن الناس )
• وقال عليه السّلام: مَن نوى الصوم ( أي المستحبّ )، ثمّ دخل على أخيه فسأله أن يُفطِر عنده، فلْيُفطرْ ولْيُدخل عليه السرور، فإنّه يُحتَسَب له بذلك اليوم عشرةُ أيّام، وهو قول الله عزّوجل: مَن جاءَ بالحسَنةِ فله عَشْرُ أمثالِها .
( الكافي للكليني 150:4 / ح 2، والآية في سورة الأنعام:160 )
* * *
وَرْد بن زيد الأسدي
أخو الكميت بن زيد الشاعر، روى عن الإمام الباقر عليه السّلام رواياتٍ عديدة، منها:
• قوله عليه السّلام: إثنانِ بين يدَي هذا الأمر ( أي الظهور ): خسوف القمر لخمس، وكسوف الشمس لخمس عشرة، ولم يكن ذلك منذ هبط آدمُ عليه السّلام إلى الأرض، وعند ذلك يسقط حسابُ المنجّمين.
( إكمال الدين وإتمام النعمة للشيخ الصدوق 655 / ح 25 ـ الباب 57 )
• وقال ورد: قلتُ لأبي جعفر عليه السّلام: جعلني الله فداك، قَدِم الكميت، فقال: أدخِلْه. فسأله الكميت عن رجلين، فقال له أبو جعفر عليه السّلام: ما أُهريقَ دم، ولا حُكِم بحكمٍ غيرِ موافقٍ لحكم الله وحكم رسوله صلّى الله عليه وآله وحكْم عليّ.. إلاّ وهو في أعناقهما. فقال الكميت: الله أكبر، الله أكبر! حَسْبي، حسبي! ( رجال الكشّي 179 )
* * *
الوَصّافي
هو عبيد الله بن الوليد، ذكره البرقي في رجاله من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام،
وقال النجاشي في تعريفه به: عربيّ ثقة، يُكنّى أبا سعيد، روى عن أبي جعفر ( الباقر ) وأبي عبدالله ( الصادق ) عليهما السّلام، وله كتاب يرويه عنه جماعة.
• ورواياته عن الإمام الباقر عليه السّلام عديدة، منها قوله:
ـ فيما ناجى اللهُ موسى عليه السّلام أنْ قال: إنّ لي عباداً أُبيحهم جنّتي، وأُحكّمهم فيها. قال موسى: مَن هؤلاء.. ؟ قال: مَن أدخل على مؤمنٍ سروراً.
( قصص الأنبياء عليهم السّلام للجزائري 165 )
ـ وقوله عليه السّلام: صدقةُ السرّ تُطفئ غضبَ الربّ، وبِرُّ الوالدَين وصلة الرحم يَزيدانِ في الأجَل.
( بحار الأنوار للشيخ المجلسي 82:74 ـ 83 /ح 89 )
• وعنه عليه السّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أحَبُّ الأعمال إلى الله ثلاثة: إشباعُ جَوعة المسلم، وقضاءُ دَينه، وتنفيس كربته.
( المحاسن للبرقي 294 /ح 457 ـ الباب 47 )
• وقال عليه السّلام: مَن كظمَ غَيظاً وهو يَقْدر على إمضائه، حشا اللهُ قلبَه أمْناً وإيماناً يومَ القيامة. ( الكافي 90:2 / ح 7 ـ باب كظم الغيظ )
• وقوله عليه السّلام: كان فيما ناجى به اللهُ موسى عليه السّلام على الطُّور أن:
ـ يا موسى، أبلِغْ قومك أنّه ما يتقرّب إليَّ المتقرّبون بمِثْل البكاء مِن خشيتي، وما تعبّد ليَ المتعبّدون بمِثْل الورع عن محارمي، ولا تَزّين ليَ المتزيّنون بمِثْل الزهد في الدنيا عمّا بهم الغِنى عنه.
قال: فقال موسى عليه السّلام: يا أكرمَ الأكرمين، فما أثَبْتَهم على ذلك ؟
فقال: يا موسى، أمّا المتقرّبون إليّ بالبكاء مِن خشيتي، فهُم في الرفيق الأعلى، لا يَشركُهم فيه أحد. وأمّا المتعبّدون لي بالورع عن محارمي، فإنّي أُفتّش الناسَ على أعمالهم، ولا أُفتّشهم؛ حياءً منهم. وأمّا المتزيّنون لي بالزهد في الدنيا، فإنّي أمنحُهمُ الجنّةَ بحذافيرها يتبوّأونَ منها حيث يشاؤون. ( ثواب الأعمال للشيخ الصدوق 205 )
• وقال عليه السّلام: كان فيما ناجى اللهُ عزّوجلّ به موسى عليه السّلام أن قال:
يا موسى، أكرمِ السائلَ ببَذْلٍ يسير، أو بِرَدٍّ جميل؛ إنّه يأتيك مَن ليس بإنسٍ ولا جانّ، ملائكة من ملائكة الرحمن، يبلونك فيما خوّلتُك، ويسألونك فيما نوّلتك، فانظُرْ كيف أنت صانعٌ يا ابنَ عِمران. ( مَن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق 68:2 )
والحمد لله ربّ العالمين. وأزكى صلواته على خاتم الأنبياء والمرسلين،
المصطفى الصادق الهادي الأمين، وعلى آله الهداة الطيّبين الطاهرين الميامين.