ذكر الشيخ الطبرسي في كتابه بعض دلائل الإمام محمد الباقر (ع) فقال:
قد روت الشيعة من دلالاته أشياء سوى ما تقدم ذكره من خبر حبابة الوالبية منها :
ما رواه شعيب العقرقوفي ، عن أبي عروة قال دخلت مع أبي بصير ( 1 ) إلى منزل أبي جعفر أو أبي عبد الله عليهما السلام قال : فقال لي : أترى في البيت كوة قريبا من السقف ؟ قال : قلت : نعم ، وما علمك بها ؟ قال : أرانيها أبو جعفر عليه السلام ( 2 ) .
وروى أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن مثنى الحناط ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له : أنتم ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
قال : ( نعم ) .
قلت : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وارث الأنبياء ، عالم كل ما علموا ؟
قال لي : ( نعم ) .
قلت : فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤوا الأكمه والأبرص ؟
فقال : ( بلى بإذن الله ) ثم قال : ( ادن مني يا أبا محمد ) فمسح على وجهي وعلى عيني فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شئ في الدار ، فقال : ( أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة ، أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا ؟ )
قلت : أعود كما كنت . قال : فمسح على عيني فعدت كما كنت .
قال الراوي : فحدثت به ابن أبي عمير فقال : أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق ( 3 ) .
وروى حماد بن عثمان ، عن عبد الله بن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ( ان أبي قال ذات يوم : إنما بقي من أجلي خمس سنين ، فحسبت فما زاد ولا نقص ) ( 4 ) .
الهوامش
( 1 ) وهو يحيى بن أبي القاسم الكوفي الأسدي ، ولد مكفوفا ، وكان يعد من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، ثقة وجيه ، له كتاب ، مات سنة خمسين ومائة بعد أبي عبد الله الصادق عليه السلام .
وذكر العلامة أنه رأى الدنيا مرتين ، حيث مسح أبو عبد الله عليه السلام على عينيه وقال : أنظر ما ترى ، قال : أرى كوة في البيت وتد أرانيها أبوك قبلك .
أنظر : رجال النجاشي 440 / 1187 ، رجال الطوسي : 330 / 9 ، الخلاصة : 264 / 3 .
( 2 ) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 184 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 268 / 66 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 289 / 1 ، الكافي 1 : 391 / 3 ، الهداية الكبرى : 243 ، الخرائج والجرائح 1 : 274 / 5 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 184 ، دلائل الإمامة : 100 ، الفصول المهمة : 217 و 218 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 237 / 14 .
( 4 ) المناقب لابن شهرآشوب 4 : 186 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 46 : 268 / 67 .