غزوة حنين
  • عنوان المقال: غزوة حنين
  • الکاتب: مركز آل البيت (عليهم السلام) العالمي
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 20:47:29 1-10-1403

غزوة حنين

مركز آل البيت (عليهم السلام) العالمي

موقع حنين :

حنين واد بين مكّة والطائف ، بينه وبين مكّة ثلاث ليال .

وقت الغزوة :

 خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى حنين يوم السبت، لثلاث خلون من شوال، سنة ثمان من الهجرة ، ووصل إليها مساء ليلة الثلاثاء، لعشر ليال خلون من شوال .

سبب الغزوة :

لمّا فتح الله تعالى على رسوله ( صلى الله عليه وآله ) مكّة ، أطاعته قبائل العرب إلاّ هوازن وثقيفاً ، فإنّهم كانوا طغاة عتاة مردة ، فلمّا سمعت هوازن بفتح مكّة على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، جمعها رئيسها مالك بن عوف النصري ، فاجتمع إليه مع هوازن ثقيف كلّها ، واجتمعت نصر وجشم كلّها ، وكانوا اجتمعوا حين بلغهم خروجه ( صلى الله عليه وآله ) من المدينة ، فظنّوا أنّه إنّما يريدهم ، فلمّا بلغهم أنّه أتى مكّة عمدوا لحربه بعد مقامه بمكّة نصف شهر .

فجاءوا حتّى نزلوا بحنين ، وحطّ مالك معهم النساء والصبيان والأموال ، وفي ثقيف رئيسان لهم : قارب بن الأسود ، وذو الخمار سبيع بن الحارث ، وفي جشم دريد بن الصمّة شيخ كبير أعمى ، ليس فيه شيء إلاّ التيمّن برأيه ، ومعرفته بالحرب وتجربته ، وهو على هودج له يقاد به ، فلمّا نزل بأوطاس ـ وهو مكان بقرب حنين ـ قال : بأيّ واد أنتم ؟

قالوا : بأوطاس ، قال : ما لي اسمع رغاء البعير ، ونهاق الحمير ، وبكاء الصغير ، ويعار الشاة ، وخوار البقر ؟ قالوا : ساق مالك بن عوف مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم ، فقال دريد لمالك : لم فعلت هذا ؟ قال : سقت مع الناس أموالهم ونسائهم وأبناءهم ليجعل كلّ رجل أهله وماله وراء ظهره فيكون أشدّ لحربه .

وبلغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما أجمعت عليه هوازن من حربه ، فتهيأ لقتالهم .

عدد الجيش :

خرج مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اثنا عشر ألفاً ، عشرة آلاف من أصحابه الذين فتح بهم مكّة ، وألفان من مسلمة الفتح ، وخرج جيش العدو بثلاثين ألفاً .

وقوع الحرب :

 قال جابر بن عبد الله الأنصاري : لمّا استقبلنا وادي حنين انحدرنا في واد من أودية تهامة ، أجوف حطوط ، إنّما ننحدر فيه انحداراً ، وذلك في عماية الصبح ، وكان القوم قد سبقونا إليه ، فكمنوا لنا في شعابه واحنائه ومضايقه ، فما راعنا ونحن منحطّون ، إلاّ الكتائب قد شدّوا علينا شدّة رجل واحد ، وانهزم الناس فانشمروا لا يلوي أحد على أحد ، وانحاز رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات اليمين .

ثمّ قال : (( أيّها الناس هلمّوا إليّ أنا رسول الله محمّد بن عبد الله ، فلا يأتيه أحد )) .

وقال ( صلى الله عليه وآله ) للعباس ـ وكان صيّتاً جهوري الصوت : (( ناد القوم وذكّرهم العهد )) ، فنادى بأعلى صوته : يا أهل بيعة الشجرة ، يا أصحاب سورة البقرة ، إلى أين تفرّون ؟ اذكروا العهد الذي عاهدتم عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

وقد وصلت الهزيمة إلى مكّة ، وسرّ بذلك قوم من مكّة ، واظهروا الشماتة ، وقال قائل منهم : ترجع العرب إلى دين آبائها .

الذين ثبتوا مع الرسول ( صلى الله عليه وآله ) :

إنّ الذين ثبتوا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم حنين ، بعد هزيمة الناس هم : علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، والعباس بن عبد المطلّب ، والفضل بن العباس بن عبد المطلّب ، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلّب ، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلّب ، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلّب ، وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب ، وأيمن بن عبيد ـ وهو ابن أمّ أيمن مولاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وحاضنته ، وقد قتل يوم حنين .

وقال العباس بن عبد المطلّب في ذلك :

نصرنا رسول الله في الحرب تسعة      وقـد فـر من قد فر منهم iiواقشعوا

وقـولي  إذا مـا الفضل شدّ بسيفه      عـلى القوم أخرى يا بني iiليرجعوا

وعـاشرنا  لاقـى الـحمام iiبسيفه      بـما  مـسّه فـي الله لا iiيتوجع

يعني أيمن بن عبيد .

وقال الشيخ المفيد : لم يبق مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلاّ عشرة نفر ، تسعة من بني هاشم خاصّة ، والعاشر أيمن ابن أمّ أيمن .

نزول آيات :

وحول ما حصل في حنين من فرار الناس عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) انزل الله تعالى قوله : (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ* ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا) التوبة : 25 ـ 26 .

قال الشيخ المفيد : يعني بالمؤمنين علياً ومن ثبت معه من بني هاشم ، أو عامّة المؤمنين الذين رجعوا بعد الهزيمة ، وكان رجوعهم بثباته ( عليه السلام ) ومن معه ، ومحاماته عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وحفظه من القتل .

خلوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعلي ( عليه السلام ) :

 عن جابر بن عبد الله الأنصاري : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لمّا خلا بعليّ يوم الطائف ، أتاه بعض المهاجرين فقال : أتناجيه دوننا ، وتخلو به ؟

فقال : (( ما أنا انتجيته ، بل الله انتجاه )) ، فاعرض وهو يقول : هذا كما قلت لنا قبل الحديبية لتدخلنّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين فلم ندخله ، وصددنا عنه ، فناداه النبي ( صلى الله عليه وآله ) : (( لم أقل لكم أنّكم تدخلونه من ذلك العام )) .

من السبايا :

وقد كان فيما سبي أُخته بنت حليمة ، فلمّا قامت على رأسه قالت : يا محمّد أختك شيماء بنت حليمة ، فنزع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) برده فبسطه لها فأجلسها عليه ، ثمّ أكبّ عليها يسائلها ، وهي التي كانت تحضنه إذ كانت أُمّها ترضعه .

شهداء الغزوة :

استشهد في ذلك اليوم من المسلمين أربعة ، وهم :

1ـ أيمن بن عبيد ، من بني هاشم .

2ـ يزيد بن زمعة بن الأسود ، من بني أسد .

3ـ سراقة بن الحارث بن عدي ، من الأنصار .

4ـ أبو عامر الأشعري ، من الأشعريين .