في بيان مقتله (علي بن أبيطالب (عليه السلام) )
  • عنوان المقال: في بيان مقتله (علي بن أبيطالب (عليه السلام) )
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 19:21:39 24-7-1403

أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسين علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا ابراهيم بن اسماعيل القاري، حدثني عمر بن سعيد الدارمي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، أخبرني خالد ابن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن اسلم: ان ابا سنان الدؤلي حدثه انه عاد علياً عليه السلام في شكوى اشتكاها قال: فقلت له: لقد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه فقال: ولكني والله ما تخوفت على نفسي منه لاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله الصادق المصدق يقول: انك ستضرب ضربة هاهنا، وضربة هاهنا ـ واشار إلى صدغيه ـ فيسيل دمها حتى تخضب لحيتك ويكون صاحبها اشقاها كما كان عاقر الناقة اشقى ثمود.

___________________________________

رواه الحاكم في مستدركه 3: 113 ورواه البيهقي في سننه 8: 58 واورده ابن الاثير في اسد الغابة 4: 33.

وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الحارث الاصفهاني الفقيه، أخبرنا محمد بن حيان ـ وهو أبو الشيخ الاصبهاني ـ حدثني أبو الحسين محمد بن محمد الجرجاني، عن موسى بن عبد الرحمان

الكندي، حدثنا: أحمد بن الحسين ـ وفيما اجاز لنا شيخنا أبو عبد الله الحافظ ـ حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الاصفهاني، حدثنا أبو جعفر محمد بن العباس بن ايوب الاجرم وأبو حامد أحمد بن جعفر بن سعيد الاشعري قالا: حدثنا أبو عيسى محمد بن عبد الرحمان بن محمد بن مسروق، حدثنا عثمان بن عبد الرحمان الحراني، حدثنا اسماعيل بن راشد قال كان من حديث ابن ملجم وأصحابه لعنهم الله ان عبد الرحمان بن ملجم لعنه الله والبرك بن عبد الله وعمرو بن بكر التميمي، اجتمعوا بمكة فذكروا امر الناس وعابوا على ولاتهم، ثم ذكروا أهل النهروان فترحموا عليهم وقالوا ما نصنع بالحياة بعدهم وقالوا اخواننا الذين كانوا دعاة الناس لعبادة ربهم الذين كانوا لا يخافون في الله لومة لائم فلو شرينا بانفسنا انفسهم فاتينا ائمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فارحنا منهم البلاد وثأرنا بهم اخواننا فقال ابن ملجم: انا اكفيكم علي بن أبي طالب وكان من اهل مصر، وقال البرك بن عبد الله: انا اكفيكم معاوية بن أبي سفيان، وقال عمرو بن بكر التميمي: انا اكفيكم عمرو بن العاص، فتعاهدوا وتواثقوا بالله لا ينكص الرجل منهم عن صاحبه الذي وجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه، فأخذوا اسيافهم فسموها واتعدوا لتسع عشرة

___________________________________

هذا هو الصحيح ولكن في |ر| سبع عشرة. من شهر رمضان، يثب كل واحد منهم إلى صاحبه الذي توجه إليه، فاقبل كل رجل إلى المصر الذي كان فيه صاحبه الذي طلب، فاما ابن ملجم المرادي لعنه الله فخرج فلقى أصحابه بالكوفة وكاتمهم أمره كراهة أن يظهروا شيئاً من أمره فرأى ذات يوم أصحابا له من تيم الرباب وكان علي عليه السلام قتل منهم يوم النهروان عددا، فذكروا قتلاهم ولقى من يومه ذلك امرأة من تيم الرباب يقال لها قطام وقد كان علي قتل اباها واخاها وكانت فائقة الجمال، فلما راها التست بعقله ونسى حاجته التي جاء لها فخطبها فقال: لا اتزوجك

حتى تشفي قلبي قال: وما تشائين؟

قالت: ثلاثة آلاف وعبد وقينة وقتل علي بن أبي طالب، فقال هو مهرك، فأما قتل علي فلا اراك تدركينه، قالت تريدني قال بلى قالت فالتمس غرته فان اصبته انتفعت بنفسك ونفسي وتحفد

___________________________________

تحفد: على صيغة المجهول من حفده أي خدمه، ورجل محفوداي مخدوم... ومنه حديث امية: بالنعم محفود ـ لسان العرب. العيش معي، وان هلكت فما عند الله خير وابقى من الدنيا وزبرج اهلها، فقال: والله ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل علي بن أبي طالب قالت فإذا اردت ذلك فانى اطلب لك من يشد ظهرك ويساعدك على امرك، فبعثت إلى رجل من قومها من تيم الرباب يقال له 'وردان' فكلمته في ذلك فأجابها وجاء ابن ملجم رجلاً من اشجع يقال له شبيب بن بحرة فقال له: هل لك في شرف الدنيا والآخرة؟ قال وما ذاك قال قتل علي بن أبي طالب، قال ثكلتك امك، لقد جئت شيئاً اداً

___________________________________

الاد: الامر الفظيع العظيم.. وفي التنزيل العزيز 'لقد جئتم شيئاً ادّا' |مريم: 89| ـ لسان العرب. كيف تقدر على ذلك؟ قال: اكمن له في المسجد فإذا خرج لصلاة الغداة، شددنا عليه فقتلناه فان نجونا شفينا انفسنا وادركنا ثارنا وان قتلنا فما عند الله خير من الدنيا، قال له: ويحك لو كان غير علي كان اهون علي، قد عرفت بلاءه في الاسلام وسابقته مع النبي وما اجدني أنشرح لقتله، قال أما تعلم

___________________________________

في |ر|: انا نعلم. انه قتل أهل النهروان العباد المصلين قال بلى قال فاقتله بمن قتل من اخواننا، فاجابه فجاؤا حتى دخلوا على قطام وهى في المسجد الاعظم معتكفة فيه، فقالوا لها: لقد اجتمع

___________________________________

في |ر|: اجمع. رأينا على قتل علي قالت فإذا اردتم ذلك فأتوني ثم عادوا ليلة الجمعة التي قتل علي في صبيحتها سنة اربعين فقال هذه الليلة التي وعدت فيها صاحبي ان يقتل كل واحد منا

صاحبه فدعت لهم بالحريرة فعصبتهم واخذوا اسيافهم وجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي عليه السلام، فلما خرج شد عليه شبيب لعنه الله بالسيف فضربه بالسيف فوقع سيفه بعضادة الباب أو بالطاق، وضربه ابن ملجم لعنه الله فاقرنه بالسيف وهرب وردان حتى دخل منزله فدخل عليه رجل من بني أمية وهو ينزع الحريرة من صدره فقال ما هذه الحريرة والسيف؟ فاخبره بما كان فانصرف فجاد بسيفه فعلى به وردان حتى قتله وخرج شبيب نحو أبواب كندة في الغلس، فصاح الناس فلقيه رجل من حضر موت يقال له عويص وفي يد شبيب السيف فاخذه وجثم عليه الحضرمي، فلما رأى الناس قد أقبلوا في طلبه وسيف شبيب في يده خشى على نفسه فتركه فنجا بسيفه ونجا شبيب في غمار الناس فشدوا على ابن ملجم لعنه الله فاخذوه إلا ان رجلا من همدان يكنى أبا اد أخذه فضرب رجله فصرعه، وتأخر علي فدفع في ظهر جعدة بن هبيرة المخزومي فصلى بالناس الغداة ثم قال علي عليه السلام: علي بالرجل، فادخل عليه فقال: أي عدو الله، الم احسن اليك؟ قال بلى قال فما حملك على هذا قال: |ان سيفي هذا| شحذته اربعين صباحا فسألت الله ان يقتل به شر خلقه فقال علي عليه السلام: فلا اراك إلا مقتولا به ولا أراك إلا من شر خلق الله.

فذكروا: أن محمد بن حنفية قال: والله اني لا صلى تلك الليلة التي ضرب فيها علي بن أبي طالب في المسجد في رجال كثير من المصر، يصلون قريبا من السدة ما هم إلا قياماً وركوعاً وسجوداً فلا يسأمون من اول الليل إلى آخره إذ خرج علي عليه السلام لصلاة الغداة فجعل ينادي: أيها الناس، الصلاة، الصلاة، فما ادري اخرج من السدة فتكلم إذ نظرت إلى بريق السيوف وسمعت: الحكم لله لا لك يا علي ولا لأصحابك، فرأيت سيفا ثم رأيت ثانياً، وسمعت عليا عليه السلام يقول: لا يفوتنكم الرجل وشد عليه الناس من كل جانب فلم ابرح حتى اخذ ابن ملجم قبحه الله وادخل على

علي عليه السلام فدخلت فيمن دخل، فسمعت عليا عليه السلام يقول: النفس بالنفس، فان هلكت فأقتلوه كما قتلني، وان بقيت رأيت فيه رأيي.

وذكروا أن الناس دخلوا على الحسن بن علي فزعين لما حدث من أمر علي عليه السلام فبينما هم عنده وابن ملجم مكتوف بين يديه إذ ثارت 'ام كلثوم' بنت علي عليه السلام فقالت: أي عدو الله انه لا بأس على أبي، والله يخزيك، فقال ابن ملجم: على ما تبكين؟ لقد اشتريت سيفي بألف وسممته بألف ولو كانت هذه الضربة لجميع أهل الأرض ما بقى أحد.

___________________________________

رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3: 35 وفيه: عمرو بن بكير.

وذكروا ان جندب بن عبد الله دخل على علي عليه السلام يسليه فقال: يا أمير المؤمنين ان فقدناك ـ فلا نفقدك ـ فنبايع الحسن؟ قال لا آمركم ولا انهاكم، انتم ابصر

___________________________________

راجع تعاليقنا على الرقم 406. قال فزد فدعا حسنا وحسينا فقال:

اوصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا وان بغتكما، ولا تبكيا على شيء زوي عنكما، وقولا الحق وارحما اليتيم واعينا الضائع واصنعا للآخرة وكونا للظالم خصماً وللمظلوم ناصراً، اعملا بما في الكتاب فلا تأخذكما في الله لومة لائم.

ثم نظر إلى محمد ابن الحنفية فقال: هل حفظت ما أوصيت به أخويك؟ قال: نعم، قال فاني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك، لعظيم حقهما عليك ولا تؤثر

___________________________________

في |ر|: لا توثق. امراً دونهما.

ثم قال اوصيكما به فانه شقيقكما وابن أبيكما وقد علمتما ان أباكما كان يحبه، وقال للحسن: يا بني أوصيك بتقوى الله وإقام الصلاة لوقتها وإيتاء الزكاة عند محلها فانه لا صلاة إلا بطهور ولا تقبل الصلاة ممن منع الزكاة وأوصيك بعفو الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم والحلم عن الجاهل والتفقه

في الدين والتثبت في الامر والتعاهد في القرآن وحسن الجوار والامر بالمعروف والنهى عن المنكر واجتناب الفواحش.

___________________________________

انظر مقتل أمير المؤمنين لابن ابي الدنيا ح: 33.