ومن خطبة له عليه السلام 20
  • عنوان المقال: ومن خطبة له عليه السلام 20
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 5:43:17 29-6-1403

[وفيها جملة من صفات الربوبية والعلم الالهي]

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي بَطَنَ خَفِيَّاتِ (1) الاْمُورِ، وَدَلَّتْ عَلَيْهِ أَعْلاَمُ (2) الظُّهُورِ، وَامْتَنَعَ عَلَى عَيْنِ الْبَصِيرِ؛ فَلاَ عَيْنُ مَنْ لَمْ يَرَهُ تُنْكِرُهُ، وَلاَ قَلْبُ مَنْ أَثْبَتَهُ يُبْصِرُهُ، سَبَقَ فِي الْعُلُوِّ فَلاَ شَيءَ أَعْلَى مِنْهُ، وَقَرُبَ فِي الدُّنُوِّ فَلاَ شَيْءَ أَقْرَبُ مِنْهُ، فَلاَ اسْتِعْلاَؤُهُ بِاعَدَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ، وَلاَ قُرْبُهُ سَاوَاهُمْ في المَكَانِ بِهِ، لَمْ يُطْلِعِ الْعُقُولَ عَلَى تَحْدِيدِ صِفَتِهِ، ولَمْ يَحْجُبْهَا عَنْ وَاجِبِ مَعْرِفِتِهِ، فَهُوَ الَّذِي تَشْهَدُ لَهُ أَعْلاَمُ الْوُجُودِ، عَلَى إِقْرَارِ قَلْبِ ذِي الْجُحُودِ، تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقولُ الْمُشَبِّهُونَ بِهِ وَالْجَاحِدُونَ لَهُ عُلوّاً كَبِيراً!

-------
1. بَطَنَ الخفيّات: علِمَها من باطنها.
2. الاَعْلام: جمع عَلَم ـ بالتحريك ـ وهو المنار يهتدى به، ثم عمّ في كل ما دل على شيء، وأعلام الظهور: الاَدلة الظاهرة.