الواصلية
  • عنوان المقال: الواصلية
  • الکاتب: شبكة رافــد
  • مصدر: شبكة رافد
  • تاريخ النشر: 19:28:29 6-10-1403

التعريف :

ـ هي فرقة كلامية من أهل السنّة، ظهرت في بدايات القرن الثاني الهجري، أسسها واصل بن عطاء، ارتكزت عقائدها على العقل، وانفردت بالقول بالمنزلة بين المنزلتين، وسميت بالواصلية، نسبة إلى مؤسسها واصل بن عطاء، مؤسس فرقة المعتزلة.

 

عوامل الظهور :

ـ اختلاف المسلمين في صاحب الكبيرة، فجماعة تقول : إنّ صاحب الكبيرة، مؤمن وإن فسق بارتكاب الكبيرة وبعضهم قال : إنّ مرتكب الكبيرة كافر مخلد في النار، ومن هنا برزت الواصلية تقول أنّ مرتكب الكبيرة من هذه الأمّة لا مؤمن ولا كافر، بل منزلة بين منزلتين، فأدّى هذا الرأي إلى بلورة فكرة جديدة التفّ حولها الكثير من الناس.

ـ سعي الحكومة الأموية إلى تركيز مفاهيم الجبرية التي كانت تصبّ في مصالحها، وذلك من خلال أنّ أعمال الإنسان قيد القدر، وهذا ينعكس على فهم الناس للسلطة ومصالحها بأنها خارج إرادة الحاكم، فبرزت الواصلية بأفكار تخالف توجهات الحكومة الأموية، وتدعو إلى حرية العبد في أفعاله، فاستطاعت أن تجذب الكثيرين، والمناؤين للهيمنة الأموية.

 

النشأة والتطور :

ـ نشأت الواصلية في مدينة البصرة، بعد الخلاف الذي كان بين واصل بن عطاء وشيخه البصري، وكان الخلاف على مرتكب الكبيرة، فأنّ واصل بن عطاء طرح رأيه القائل بالمنزلة بين المنزلتين، وعلى أثر هذا الرأي كوّن لنفسه فرقة سميت باسمه، وقد استطاع واصل أن ينفذ أصحابه إلى الآفاق، فقد بعث عبد الله بن الحارث إلى المغرب فأجابه خلق كثير، وبعث إلى خراسان حفص بن سالم، وبعث ذكوان إلى الكوفة، فاستطاع من خلال طرح أفكاره في الكثير من البلاد أن ينشر فرقته، وأن يكون لها الكثير من التابعين.

 

الأفكار والمعتقدات :

نفوا القدر فقالوا : إنّ الباري تعالى حكيم عادل، لا يجوز أن يضاف إليه شرّ ولا ظلم، ولا يجوز أن يريد من العباد خلاف ما يأمر، ويحتم عليهم شيئاً ثُمّ يجازيهم عليه، فالعبد هو الفاعل للخير والشرّ، والإيمان والكفر، والطاعة والمعصية، وهو المجازى على فعاله، والرب تعالى اقدره على ذلك كله، وأفعال العباد محصورة في الحركات والسكنات و الاعتمادات والنظر والعلم.

ـ الإيمان عندهم خصال خير إذا اجتمعت سمي المرء مؤمناً وهو اسم مدح، والفاسق لم يستجمع خصال الخير، ولا استحقّ اسم المدح، فلا يسمى مؤمناً وليس هو بكافر مطلقاً أيضاً، لأنّ الشهادة وسائر أعمال الخير موجودة فيه، ولا وجه لإنكارها، لكنه إذا خرج من الدنيا على كبيرة من غير توبة فهو من أهل النار، خالد فيها، لكن عقابه يكون أخفّ من عقاب الكافر، إذ ليس في الآخرة إلاّ فريقان فريق في الجنة، وفريق في السعير.

ـ قالوا : إِنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان على سائر المؤمنين على حسب استطاعتهم.

ـ رأيهم في الفريقين من أصحاب الجمل وأصحاب صفين، إنّ احدهما مخطئ لا بعينه، وكذلك قولهم في عثمان وقاتليه إنّ احدهم فاسق لا بعينه. ـ قالوا : إنّ الإيمان هو إقرار باللسان، ومعرفة، وعمل بالجوارح، وأنّ كُلّ من عمل فرضاً أو نفلاً فهو إيمان، وكلما ازداد الإنسان خيراً ازداد إيماناً، وكلما، عصى نقص إيمانه.

ـ قالوا : بعصمة الأنبياء جميعاً، وإنهم لا يجوز أن تقع منهم معصية بعمد لا صغيرة ولا كبيرة.

ـ قالوا :بأنّ الله واحد لا شريك له، وذهبوا إلى نفي الصفات عنه، وقالوا إنها عين ذاته.

ـ قالوا : إنّ أصول المعرفة، وشكر النعمة واجبة، قبل ورود السمع، والحسن والقبح اللذين يجب معرفتهما بالعقل، واعتناق الحسن، واجتناب القبح كذلك.

ـ قالوا : إنّ لمقدورات الله تعالى ولأفعاله، ومعلوماته، غاية ونهاية، وأنّ الجنة والنار تفنيان ويفنى أهلها، حتى يكون الله سبحانه آخر لاشيء معه، كما كان أول لا شيء معه.

ـ قالوا : الواجب على الله أتباع الأصلح، وبأنّ أوامر الله ونواهيه تابعة للمصالح والمفاسد، وبأنّ أفعال العباد ليست مخلوقة لله.

ـ قالوا : إنّ ورود التكاليف ألطاف للباري تعالى أرسلها إلى العباد، بتوسط الأنبياء (عليهم السلام) امتحاناً واختباراً.

ـ قالوا : إنّ كلام الله مخلوق حادث وليس بقديم.

ـ قالوا : باستحالة رؤية الله سبحانه وتعالى بالأبصار.

ـ قالوا : أنّ مثل علي(عليه السّلام) ومن خالفه مثل، المتلاعنين لا يُدرى من الصادق منهما ومن الكاذب، واجمعوا على أن يتولَّوا القوم بالجملة، وأنّ احد الفريقين ضالّ لا شكّ من أهل النار.

 

أبرز الشخصيات :

1 ـ واصل بن عطاء.

2 ـ عمرو بن عبيد.

3 ـ حفص بن سالم.

4 ـ الحسن بن ذكوان.

5 ـ عثمان بن خالد الطويل.

6 ـ القاسم بن السعدي.

7 ـ عمرو بن حوشب.

8 ـ قيس بن عاصم.

9 ـ عبد الرحمن بن مرة.

10 ـ الربيع بن عبد الرحمن بن مرة.

 

مواقع الانتشار :

ـ انتشرت الفرقة الواصلية في البصرة، وخراسان،والكوفة، واليمن، وأرمينية، وطنجة، وفي قبيلة أورية.

 

أحداث :

ـ دخل رجل على الحسن البصري فقال : يا أمام الدين لقد ظهرت في زماننا جماعة يكفرون أصحاب الكبائر. والكبيرة عندهم كفر يخرج به عن الملة، وهم وعيديه الخوارج، وجماعة يرجئون أصحاب الكبائر والكبيرة عندهم لا تضرّ مع الإيمان، بل العمل على مذهبهم ليس ركناً من الإيمان، ولا يضرّ مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وهم مرجئة الأمّة، فكيف تحكم لنا في ذلك اعتقاداً ؟ فتفكر الحسن في ذلك وقبل أن يجيب، قال واصل بن عطاء : أنا لا أقول أنّ صاحب الكبيرة مؤمن مطلقاً، ولا كافر مطلقاً، بل هو منزلة بين منزلتين لا مؤمن ولا كافر.

ثُمّ قام واعتزل إلى اسطوانة من اسطوانات المسجد فقال الحسن : اعتزل واصل عنّا.

ـ سأل خالد وبن عبد الله القسري واصلاً بلغني أنّك قلت قولاً فما هو ؟ قال : قلت يقضي الله الحقّ ويحبّ العدل، قال : فما بال الناس يكذبونك ؟ قال : يحبون أن يحمدوا، ويلوموا خالقهم، فقال : لا ولا كرامة ألزم شأنك.

 

من ذاكرة التأريخ :

ـ روي أنّ بعض السمنية قال لجهم بن صفوان هل يخرج المعروف عن المشاعر الخمس ؟ قال : لا، قالوا : فحدّثنا عن معبودك هل عرفته بأيها ؟ قال لا، قالوا فهو إذا مجهول، فسكت، وكتب بذلك إلى واصل فأجاب، وقال: كان يشترط وجهاً سادساً، والدليل فتقول لا يخرج عن المشاعر أو الدليل ، فاسألهم هل يفرّقون بين الحيّ والميت، والعاقل والمجنون، فلابدّ من نعم، وهذا عرف بالدليل، فلما أجابهم جهم بذلك قالوا : ليس هذا كلامك، فأخبرهم فخرجوا إلى واصل وكلموه وأجابوه إلى الإسلام.