الوهابية
  • عنوان المقال: الوهابية
  • الکاتب: شبكة رافــد
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 19:35:28 6-10-1403

التعريف :

فرقة من الفرق الإسلامية السنيّة، ظهرت في قلب الصحراء العربية سنة (1143 هـ) أسسها محمد بن عبد الوهاب إحياءً لمذهب (ابن تيمية) المبني على أساس الفقه الحنبلي، وهي من الفرق السلفية التي تدعو للعودة إلى الدين الإسلامي الصحيح المستمدّ من القرآن والحديث، ولكنها طعنت في عقائد المسلمين وكفرت بعضهم.

 

عوامل الظهور :

ـ أدخل الشيخ محمد بن عبد الوهاب في عقول أتباعه مبدأ الجهاد المقدس، باعتباره أهم الفروع الدينية، مستغلاً طبائع المجتمع البدوي، ورغبته في الغزو والغنيمة، فصارت القبائل تتهافت على الانضمام إلى الدعوة الجديدة، وكان كُلّ نصر تناله الدعوة الوهابية في غزواتها يزيد من عدد أتباعها ومن حماسهم لها.

ـ عندما ادّعى الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأنّ دعوته هي حركة نهضة دينية، وصلاحية قائمة على منهج السلف الصالح، تدعو إلى التوحيد الخالص ونبذ البدع، وتحطيم ما علق بالإسلام من أوهام، ناصره أمير العينية عثمان بن حمد بن معمر في دعوته وروّج لها.

ـ استغلّ الوهابيون العداء الموجود لدى العشائر ضدّ الحكومة العثمانية ووالي بغداد، فأخذوا يحاولون نشر دعوتهم الجديدة في أوساط العشائر بشعارات الإصلاح، والعودة إلى أصول السلف.

ـ كان للحكام الدور الأكبر في نشوء هذه الفرقة، وذلك لأنّ مؤسسها الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان يدعو إلى طاعة الحاكم وأتباعه، وعدم الخروج عليه مما وفّر الأرضية المناسبة لبروزه واستقطاب الناس حوله.

 

النشأة والتطور :

ـ في عام ( 1153 هـ ) استطاع محمد بن عبد الوهاب استثمار وفاة أبيه، الذي كان يعارض أفكاره بشدّة، فراح يعلن عن عقائده، ويستنكر على الناس ما يمارسونه من الشعائر الدينية، ويدعوهم للانخراط في حزبه، وتحت لوائه، فاشتهر أمره في المدينة، فلاقى دعماً ومناصرة من حكام العينية والدرعية.

عندما أصبح النظام الديني للوهابية، قائماً على أن يتولى الملك السعودي إمامة الوهابيين، ساعد هذا التوجه على احترامها، من قبل الحكام السعوديين المتعاقبين على السلطة، ووفر لها فرص الديمومة والاستمرار.

 

الأفكار والمعتقدات :

ـ قالوا : بوجـوب هدم المشاهد المقدسة، التي بنيت على القبور ولم يجوزوا بقاءَها ـ بعد القدرة على هدمها وإبطالها ـ يوماً واحــداً. ـ قالوا إنّ أركان الإسلام خمسة : شهادة أنّ لا اله إلاّ الله وإنّ محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام.

ـ قالوا : لم يروَ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في زيارة قبره، ولا قبر الخليل، حديث ثابت والأحاديث الكثيرة المروية لزيارة قبره كلها ضعيفة، بل موضوعة لم يرو الأئمة، ولا أصحاب السنن المتبّعة فيها شيئاً.

ـ قالوا : من الإيمان بالله الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، الواردة في الكتاب العزيز، والثابتة عن رسوله الأمين، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكيف ،ولا تمثيل، بل يجب أن تمرّ كما جاءت بلا كيف.ـ اعتبروا الأمور التالية من الشرك :

أ ـ لبس الخيط والحلقة.

ب ـ النذر لغير الله.

ج ـ الاستعاذة بغير الله.

د ـ الاستغاثة بغير الله.

هـ ـ الطيرة.

ـ ومن جملة ما أفتوا بإلغائه :

أ ـ التشفع بالأولياء، وإقامة النصب والقباب، واعتبروا المدخن كالمشرك، وحرموا التصوير، وسائر أصناف، الأبهة، والترف.

ب ـ فتحوا باب الاجتهاد على مصراعيه واقرّوا به.

ج ـ قالوا : إنّ فكرة تقديم آل الرسول هي من أثر الجاهلية، في تقديم أهل بيت الرؤساء.

د ـ كذّبوا حديث المؤاخاة وأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قد آخى علياً (عليه السلام) وقالوا إنّ حديث المؤاخاة باطل.

هـ ـ قالوا : إنّ التمسح بالقبر ـ أي قبر كان ـ وتقبيله وتمريغ الخدّ عليه هو من الشرك، ولو كان قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم).

و ـ قالوا : إنّ علياً (عليه السّلام) إنّما قاتل الناس على طاعته، لا على طاعة الله، فمن قتل النفوس على طاعته، كان مريداً للعلو في الأرض والفساد، وهذا حال فرعون والله تعالى يقول : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).

ـ حرّموا التوسل بالأموات، ولو كانوا أنبياء وقالوا : من فعل هذا فهو مشرك بالله.

 

أبرز الشخصيات :

1 ـ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي 1111 هـ ـ 1207 هـ)

2 ـ عبد العزيز بن باز.

3 ـ عبد العزيز آل سعود. (1179 هـ ـ 1218 هـ) .

4 ـ محمد بن سعود. (1137 هـ ـ 1179 هـ) .

5 ـ سعود بن عبد العزيز.

 

مواقع الانتشار :

الموطن الأول للوهابية هو الحجاز، ثُمّ انـتشرت إلى بعض المناطق الخليجية.

 

أحداث ووقائع :

ـ سنة 1208 هـ غزا الوهابيون مدينة البصرة وأنتهبوا مدينة الزبير.

ـ سنة 1216 هـ أغار الوهابيون على مدينة كربلاء المقدسة، وأباحوها وقتلوا أهلها، وأنتهبوا ما فيها، بما في ذلك الضريح المقدّس لسبط الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) الحسين الشهيد (عليه السّلام).

ـ سنة 1220 هـ غزوا نجران وما والاها.

ـ سنة 1221 هـ غزوا المدينة واستولوا عليها وأنتهبوا التحف، والأموال الموجودة في الحجرة النبوية الشريفة.

ـ سنة 1225 هـ غزوا الشام وقتلوا أهل موران قتلا ذريعاً.

ـ سنة 1305 هـ قاتلوا الشريف غالب ( شريف مكة ) واستولوا على مناطق كثيرة من بلاد الحرمين.

ـ سنة 1317 هـ وقعت مجزرة الطائف.

ـ سنة 1332 هـ ـ 1336 هـ ناصروا الانجليز ضدّ الخلافة العثمانية التركية، واستولوا على الحجاز، وطردوا الحسن بن علي، ملك الحجاز من المدينة.

ـ سنة 1343 هـ هدموا الأماكن المقدّسة في البقيع، وانتهبوا حرم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) للمرّة الثانية، وكادوا يهدمون القبر النبوي المقدّس، لكنهم اكتفوا بهدم قباب نساء النبي، وأولاد الرسول والصحابة.

ـ سنة 1231 هـ جهز محمد علي باشا جيشاً بقيادة ولده إبراهيم ووجهه إلى الحجاز، ثُمّ صار منها إلى نجد، فتوغل فيها شيئاً فشيئاً، إلى أن وصل سنة 1233 هـ إلى الدرعية عاصمة الوهابية، وبعد حصار دام خمسة أشهر استسلم أميرها عبد الله بن سعود، فأرسله إبراهيم إلى الأستانة، حيث قتل ومن معه في ميدان آيا صوفيا.

 

من ذاكرة التاريخ :

ـ لما التحق محمد بن عبد الوهاب بأمير الدرعية، وبزغ نجمه، أحسّ عثمان بن معمر أمير العينية بتمخض خطرهم، فلم يجد مناصاً من إظهار التودد والمداراة معهم إلى أن انتهى به الأمر إلى تزويج أبنته من ابن عبد العزيز بن محمد بن سعود، الذي بلغ الوهابيون في عهده أوجّ قوتهم.

وكان لموقف محمد بن عبد الوهاب الذي لم ينسَ إنّ أمير العينية قد نفاه منها، فأتهمه بأنّه أجرى مراسلات سرية مع حاكم الإحساء محمد بن عفالق، واعدّ العدة للخيانة، ولأجل ذلك أرسلوا بعض أعوانهم ومنهم حمد بن راشد وإبراهيم بن زيد إلى عثمان بن معمر حاكم العينية فاغتالوه أثناء أدائه لصلاة الجمعة.

 

خلاصة البحث :

الوهابية : من الفرق الإسلامية السنيّة، ظهرت في قلب الصحراء العربية سنة (1143 هـ)، أسسها محمد بن عبد الوهاب إحياءً لمذهب (ابن تيمية)، وهي فرقة طعنت في عقائد المسلمين، وكفرت بعضهم، دعوة منهم للعودة إلى الدين الإسلامي الصحيح، المستمد من القرآن والحديث.

ـ استطاع الشيخ محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية أن يقحم في عقول أتباعه مبدأ الجهاد المقدّس، باعتباره من أهم الفروع الدينية، وبهذا وضع أصبعه على النقطة الحساسة في المجتمع البدوي، وهي الغزو والغنيمة، فصارت القبائل تتهافت على الانضمام إلى هذه الدعوة الجديدة، وأصبح كُلّ نصر تناله الوهابية يمثل رصيداً في زيادة الاتباع والمتحمسين لها.

ـ عندما أصبح نظامها الديني قائماً على أن يتولى الملك السعودي إمامة الوهابيين، ساعد هذا التوجه على احترامها من قبل الحكام السعوديين المتعاقبين على السلطة، ووفر لها فرص الديمومة والاستمرار.

من أفكارهم ومعتقداتهم : قولهم بوجوب هدم المشاهد التي بنيت على القبور، ولم يجوزوا إبقاءها ـ بعد القدرة على هدمها وإبطالها ـ يوماً واحداً ولديهم أفكار ومعتقدات أخرى لم يشاطرهم فيها احد من المسلمين.