زيارة الحسين العامة في كل الاوقات و المناسبات
  • عنوان المقال: زيارة الحسين العامة في كل الاوقات و المناسبات
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 16:31:45 6-10-1403

روى الشيخ الكليني ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ ثُوَيْرٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَ يُونُسُ بْنُ ظَبْيَانَ ، وَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ ، وَ أَبُو سَلَمَةَ السَّرَّاجُ جُلُوساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) ـ أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) . ـ ، وَ كَانَ الْمُتَكَلِّمُ مِنَّا يُونُسَ ، وَ كَانَ أَكْبَرَنَا سِنّاً .
فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَحْضُرُ مَجْلِسَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ ـ يَعْنِي وُلْدَ الْعَبَّاسِ ـ فَمَا أَقُولُ ؟
فَقَالَ : " إِذَا حَضَرْتَ فَذَكَرْتَنَا فَقُلِ : اللَّهُمَّ أَرِنَا الرَّخَاءَ وَ السُّرُورَ ، فَإِنَّكَ تَأْتِي عَلَى مَا تُرِيدُ " .
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي كَثِيراً مَا أَذْكُرُ الْحُسَيْنَ ( عليه السَّلام ) فَأَيَّ شَيْ‏ءٍ أَقُولُ ؟
فَقَالَ : " قُلْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، تُعِيدُ ذَلِكَ ثَلَاثاً ، فَإِنَّ السَّلَامَ يَصِلُ إِلَيْهِ مِنْ قَرِيبٍ وَ مِنْ بَعِيدٍ " .
ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ ( عليه السَّلام ) لَمَّا قَضَى بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ ، وَ الْأَرَضُونَ السَّبْعُ ، وَ مَا فِيهِنَّ ، وَ مَا بَيْنَهُنَّ ، وَ مَنْ يَنْقَلِبُ فِي الْجَنَّةِ وَ النَّارِ مِنْ خَلْقِ رَبِّنَا ، وَ مَا يُرَى وَ مَا لَا يُرَى ، بَكَى عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) إِلَّا ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ لَمْ تَبْكِ عَلَيْهِ " .
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا هَذِهِ الثَّلَاثَةُ الْأَشْيَاءِ ؟
قَالَ : " لَمْ تَبْكِ عَلَيْهِ الْبَصْرَةُ ، وَ لَا دِمَشْقُ ، وَ لَا آلُ عُثْمَانَ ، عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ " .
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَزُورَهُ ، فَكَيْفَ أَقُولُ ، وَ كَيْفَ أَصْنَعُ ؟
قَالَ : " إِذَا أَتَيْتَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) فَاغْتَسِلْ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ، ثُمَّ الْبَسْ ثِيَابَكَ الطَّاهِرَةَ ، ثُمَّ امْشِ حَافِياً ، فَإِنَّكَ فِي حَرَمٍ مِنْ حَرَمِ اللَّهِ ، وَ حَرَمِ رَسُولِهِ ، وَ عَلَيْكَ بِالتَّكْبِيرِ وَ التَّهْلِيلِ وَ التَّسْبِيحِ وَ التَّحْمِيدِ وَ التَّعْظِيمِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَثِيراً ، وَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ ، حَتَّى تَصِيرَ إِلَى بَابِ الْحَيْرِ 1 .
ثُمَّ تَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ ابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا مَلَائِكَةَ اللَّهِ وَ زُوَّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ .
ثُمَّ اخْطُ عَشْرَ خُطُوَاتٍ ، ثُمَّ قِفْ وَ كَبِّرْ ثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً ، ثُمَّ امْشِ إِلَيْهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ ، فَاسْتَقْبِلْ وَجْهَكَ بِوَجْهِهِ ، وَ تَجْعَلُ الْقِبْلَةَ بَيْنَ كَتِفَيْكَ .
ثُمَّ قُلِ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ ابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا قَتِيلَ اللَّهِ وَ ابْنَ قَتِيلِهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللَّهِ وَ ابْنَ ثَارِهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَتْرَ اللَّهِ الْمَوْتُورَ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ، أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الْخُلْدِ ، وَ اقْشَعَرَّتْ لَهُ أَظِلَّةُ الْعَرْشِ ، وَ بَكَى لَهُ جَمِيعُ الْخَلَائِقِ ، وَ بَكَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَ الْأَرَضُونَ السَّبْعُ وَ مَا فِيهِنَّ وَ مَا بَيْنَهُنَّ ، وَ مَنْ يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ وَ النَّارِ مِنْ خَلْقِ رَبِّنَا ، وَ مَا يُرَى وَ مَا لَا يُرَى ، أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ وَ ابْنُ حُجَّتِهِ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَتِيلُ اللَّهِ وَ ابْنُ قَتِيلِهِ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ ثَائِرُ اللَّهِ وَ ابْنُ ثَائِرِهِ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَتْرُ اللَّهِ الْمَوْتُورُ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَ نَصَحْتَ وَ وَفَيْتَ وَ أَوْفَيْتَ ، وَ جَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَ مَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهِيداً وَ مُسْتَشْهَداً وَ شَاهِداً وَ مَشْهُوداً ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ مَوْلَاكَ وَ فِي طَاعَتِكَ ، وَ الْوَافِدُ إِلَيْكَ أَلْتَمِسُ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَ ثَبَاتَ الْقَدَمِ فِي الْهِجْرَةِ إِلَيْكَ ، وَ السَّبِيلَ الَّذِي لَا يُخْتَلَجُ دُونَكَ مِنَ الدُّخُولِ فِي كَفَالَتِكَ الَّتِي أُمِرْتَ بِهَا ، مَنْ أَرَادَ اللَّهَ بَدَأَ بِكُمْ ، بِكُمْ يُبَيِّنُ اللَّهُ الْكَذِبَ ، وَ بِكُمْ يُبَاعِدُ اللَّهُ الزَّمَانَ الْكَلِبَ ، وَ بِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ ، وَ بِكُمْ يَخْتِمُ اللَّهُ ، وَ بِكُمْ يَمْحُو مَا يَشَاءُ ، وَ بِكُمْ يُثْبِتُ ، وَ بِكُمْ يَفُكُّ الذُّلَّ مِنْ رِقَابِنَا ، وَ بِكُمْ يُدْرِكُ اللَّهُ تِرَةَ كُلِّ مُؤْمِنٍ يُطْلَبُ بِهَا ، وَ بِكُمْ تُنْبِتُ الْأَرْضُ أَشْجَارَهَا ، وَ بِكُمْ تُخْرِجُ الْأَشْجَارُ أَثْمَارَهَا ، وَ بِكُمْ تُنْزِلُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا وَ رِزْقَهَا ، وَ بِكُمْ يَكْشِفُ اللَّهُ الْكَرْبَ ، وَ بِكُمْ يُنَزِّلُ اللَّهُ الْغَيْثَ ، وَ بِكُمْ تَسِيخُ الْأَرْضُ الَّتِي تَحْمِلُ أَبْدَانَكُمْ ، وَ تَسْتَقِرُّ جِبَالُهَا عَنْ مَرَاسِيهَا ، إِرَادَةُ الرَّبِّ فِي مَقَادِيرِ أُمُورِهِ تَهْبِطُ إِلَيْكُمْ ، وَ تَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ ، وَ الصَّادِرُ عَمَّا فَصَلَ مِنْ أَحْكَامِ الْعِبَادِ ، لُعِنَتْ أُمَّةٌ قَتَلَتْكُمْ ، وَ أُمَّةٌ خَالَفَتْكُمْ ، وَ أُمَّةٌ جَحَدَتْ وَلَايَتَكُمْ ، وَ أُمَّةٌ ظَاهَرَتْ عَلَيْكُمْ ، وَ أُمَّةٌ شَهِدَتْ وَ لَمْ تُسْتَشْهَدْ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ ، وَ بِئْسَ وِرْدُ الْوَارِدِينَ ، وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَا إِلَى اللَّهِ مِمَّنْ خَالَفَكَ بَرِي‏ءٌ ـ ثَلَاثاً ـ .
ثُمَّ تَقُومُ فَتَأْتِي ابْنَهُ عَلِيّاً ( عليه السَّلام ) ، وَ هُوَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، فَتَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَدِيجَةَ وَ فَاطِمَةَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ ، ـ تَقُولُهَا ثَلَاثاً ـ أَنَا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ بَرِي‏ءٌ ـ ثَلَاثاً ـ .
ثُمَّ تَقُومُ فَتُومِئُ بِيَدِكَ إِلَى الشُّهَدَاءِ ، وَ تَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ـ ثَلَاثاً ـ فُزْتُمْ وَ اللَّهِ فُزْتُمْ وَ اللَّهِ ، فَلَيْتَ أَنِّي مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً .
ثُمَّ تَدُورُ فَتَجْعَلُ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) بَيْنَ يَدَيْكَ ، فَصَلِّ سِتَّ رَكَعَاتٍ .
وَ قَدْ تَمَّتْ زِيَارَتُكَ ، فَإِنْ شِئْتَ فَانْصَرِفْ " 2 .

______________

    1. حَير : هو الحائِرُ الحُسينيُ ، مُصطلحٌ يُطلَقُ على البقعة الطاهرة التي تحتضن قبر الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) و شيئاً من أطرافه في كربلاء ، و تُطلقُ نسبة الحائري على المنسوب إلى الحائر الحسيني و المجاور له .
    و لقد تكرر ذِكرُ لفظة " حائر " و " حَير " في الروايات و الأحاديث خاصة تلك التي تطرَّقت لزيارة الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) ، أو تلك التي تحدثت عن أحكام التخيير بين التمام و القصر في الصلاة بالنسبة إلى المسافر الذي يكون في الحائر الحُسيني .
    2. ثقة الإسلام الكليني ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، في كتابه الكافي : 4 / 575 ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .