خامس الأئمة ... محمد بن علي (ع) باقر العلم .. مؤسس لمدرسة الحديث ومرجع لرواته
  • عنوان المقال: خامس الأئمة ... محمد بن علي (ع) باقر العلم .. مؤسس لمدرسة الحديث ومرجع لرواته
  • الکاتب: يوسف فخر الدين
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 22:13:41 19-9-1403

خامس الأئمة.. محمد بن علي (عليه السلام) باقر العلم وجامعه

مؤسس لمدرسة الحديث.. ومرجع لرواته

يوسف فخر الدين

وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب (عليهم السلام)، خامس الأئمة الاثني عشر بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

كانت أمه أم عبد الله فاطمة بنت الحسن (عليه السلام) صدّيقة لم يدرك في آل الحسن مثلها(1).

فهو هاشمي من هاشميَّين، علوي من علويَّين، فاطمي من فاطميّين، لأنه أول من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين (عليهما السلام) وكان أصدق الناس لهجة وأحسنهم بهجة وأبذلهم مهجة(2).

ولد (عليه السلام) بالمدينة المنورة سنة 57 هـ (وقيل 56) وتوفي فيها سنة 114 هـ ودفن بالبقيع إلى جنب أبيه زين العابدين (عليه السلام) وعمّ أبيه الحسن بن علي (عليهما السلام) (3).

كنيته أبو جعفر وألقابه كثيرة أشهرها الباقر أو باقر العلم.

ظروف ولادته ونشأته:

لعلّ أدق وصف للمرحلة التي عايشها قد جاء على لسان الإمام الباقر نفسه (عليه السلام) حيث يقول:

(قُتلتْ شيعتنا بكل بلد، وقُطِّعت الأيدي والأرجل على الظنة، وكان من يُذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره، ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمن عبيد الله بن زياد قاتل الحسين (عليه السلام)، ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة، وأخذهم بكل ظنة وتهمة، حتى إن الرجل ليقال له: زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال من شيعة علي (عليه السلام)) (4).

وقد ذُكر عن حالة الظلم والجور أنه: (لما فرغ الحجاج من ابن الزبير قدم المدينة، وأساء إلى أهلها، وختم أيدي جماعة من الصحابة بالرصاص استخفافاً بهم، منهم جابر بن عبد الله الأنصاري، وسهل بن سعد).

وينقل عن المسعودي: (تأمّر الحجّاج على الناس عشرين سنة وأحصي من قتله صبراً سوى من قتل في عساكره وحروبه فوجد مئة وعشرون ألفاً، ومات الحجّاج وفي حبسه خمسون ألف رجل، وثلاثون ألف امرأة، منهن ستة عشر ألفاً مجردة (عاريات)، وكان يحبس النساء والرجال في موضع واحد، ولم يكن للحبس ستر يستر الناس من الشمس في الصيف، ولا من المطر والبرد في الشتاء، وكان له غير ذلك العذاب) (5).

فالوضع السياسي إذاً يمكن تلمُّس ملامحه على الوجه التالي:

* ملاحقة واضطهاد للموالين لأهل البيت (عليهم السلام) وقتلهم وتشريدهم وحبسهم ونفيهم وسائر أنواع الممارسات المتعسفة والظالمة بحقهم.

* الأذية والفتك بسائر المسلمين المعارضين للسياسة الأموية السفيانية وبالتالي المروانية.

* الاضطهاد والإرهاب السياسي والفكري والاعتقادي والمذهبي، وبالتالي استخدام صنوف التعذيب والوسائل المتاحة لتحقيق ذلك، وفرض المفاهيم والطروحات التي تنسجم مع مصلحة النظام القائم بعيداً عن روح الإسلام ومضمونه.

* ابتعاد نظام الحكم كلياً عن شرع الإسلام الحنيف ومبادئه وحدوده وقوانينه، وإعطاء السلطات والصلاحيات المطلقة للفرد الحاكم أو الوالي أحياناً بما ينسجم مع هواه ومزاجه وفرديته بعيداً عن رادع أو وازع ديني أو ضميري أو إيماني.

أمام هذا الواقع من الإرهاب والقمع واستبدال مفاهيم الإسلام وأطروحاته وأفكاره وأحكامه بحكم الهوى والسيف والسوط، وأمام سقوط أو محاولات إسقاط وهتك الحرمات والتطاول على المقامات والمقدسات والكرامات، وما يستتبع كل ذلك من تداع للفكر والسلوك وانسحاق أو تزلف أمام السلطان الجائر، وانغماس في الرذيلة والفجور وإتباع الشهوات، كان لا بدّ من حفظ تماسك الأمّة والرسالة الإلهية وتمسك المسلمين بثوابت الإسلام وركائزه ودعائمه الأساسية كالقرآن والسنّة الشريفة والفرائض الإلهية والأئمة الهداة.

ومن أجل ذلك ومنذ استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) خطا الإمام زين العابدين (عليه السلام) خطوات في سبيل تحصين المجتمع الإسلامي فكرياً وروحياً وفقهياً ليكمل الإمام محمد الباقر (عليه السلام) منهج أبيه وأجداده...

علم الرواية.. علم الإسلام:

لم يكن العلم الإسلامي قد دوّن بعد في زمن الإمام الباقر (عليه السلام).. ولمّا لم تكن الحرية ممنوحة لأهل البيت (عليهم السلام) فقد لجأ الناس في زمن الأمويين إلى من بقي من الصحابة والتابعين ينهلون منهم علم التفسير والرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ... ومع أساليب الإغراء والتهديد التي أشرنا إليها كثر الوضّاعون الذين يضعون الأحاديث وينسبونها إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  لخدمة مصالح النظام القائم أو لمآرب أخرى.

وكان من عادة الراوي أو العالم آنذاك أن يتخذ له في المسجد زاوية ويلتف الناس حوله يسألونه فيحدثهم أو يلقي عليهم الرواية مع ذكر راويها وطرقها المنسوبة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

وعندما كانت الفرصة السياسية والأمنية تسمح ببعض الحرية كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) ومن بعده الإمام الباقر (عليه السلام) يجلسان للناس ليصححا مسار الحركة الفكرية والفقهية خصوصاً وفق مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، بعد الذي طاولها من تشويه ودسّ وتكذيب.

ولذلك كان علم الرواية من أهم الأسلحة البنّاءة التي واصل الإمام الباقر (عليه السلام) استخدامها ليَبِيْنَ فضل أهل البيت (عليهم السلام) وعلمهم ومناقبهم وتقدمهم على من تصدى لهذا العلم من علماء زمانهم، ولتَبِيْنَ حقائق الإسلام بأصوله وفروعه كذلك.

وإليك شذراً من الروايات والأقوال التي تصور حال الإمام الباقر (عليه السلام) وعلمه ودوره:

عن عبد الله بن عطاء المكي قال: (ما رأيت العلماء عند أحد قطّ أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليهما السلام)، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلّمه).

وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عن محمد بن علي (عليه السلام) شيئاً قال: (حدثني وصيّ الأوصياء ووارث علم الأنبياء...)(6).

وقال فيه محيي الدين بن شرف النووي (المتوفى سنة 676): (محمد بن علي بن الحسين القرشي الهاشمي المعروف بالباقر، سمي بذلك لأنه بقر العلم أي شقه فعرف أصله وخفاياه، وهو تابعي جليل، وإمام بارع، مُجمَعٌ على جلالته، معدود في فقهاء المدينة وأئمتهم، سمع جابراً وأنساً وجماعات من كبار التابعين، وروى عنه أبو إسحاق السبيعي وعطاء بن أبي رباح وعمر بن دينار الأعرج والزهري وربيعة الرأي وجماعة آخرون وكبار الأئمة).

وقال فيه ابن العماد الحنبلي:(... كان من فقهاء المدينة وقيل له الباقر لأنه بقر العلم وتوسع فيه وعرف أصله وهو أحد الأئمة الإثني عشر...).

وقال فيه محمد بن طلحة الشافعي:(... هو باقر العلم، وجامعه وشاهر علمه ورفعه، ومتفوق دره وراضعه، ومنمق درره وراصعه، صفا قلبه وزكا عمله، وطهرت نفسه، وشرفت أخلاقه، وعمرت بطاعة الله أوقاته، ورسخت في مقام التقوى قدمه، فالمناقب تسبق إليه، والصفات تشرّف به، له ألقاب ثلاثة: باقر العلم، والشاكر والهادي...).

وقال فيه محمود بن عبد الفتاح الحنفي:(... أظهر من مخبآت كنوز المعارف وحقائق الأحكام والحكمة واللطائف ما لا يخفى...)(7).

وقال المفيد في الإرشاد:(روى عنه معالم الدين بقايا الصحابة ووجوه التابعين ورؤساء فقهاء المسلمين).

وقال ابن شهرآشوب معلقاً:(... فمن الصحابة نحو جابر بن عبد الله الأنصاري، ومن التابعين نحو جابر بن يزيد الجعفي وكيسان السختياني صاحب الصوفية، ومن الفقهاء نحو ابن المبارك والزهري والأوزاعي وأبي حنيفة ومالك والشافعي وزياد بن المنذر النهري، ومن المصنفين نحو الطبري والبلاذري والسلافي والخطيب في تواريخهم وفي الموطأ وشرف المصطفى والإبانة وحلية الأولياء وسنن أبي داود والألكاني ومسندَي أبي حنيفة والمروزي وترغيب الأصفهاني وبسيط الواحدي وتفسير النقاش والزمخشري ومعرفة أصول الحديث ورسالة السمعاني فيقولون قال محمد بن علي وربما قالوا قال محمد الباقر).

وقال ابن شهرآشوب أيضاً في المناقب:(اجتمعت العصابة على أن أفقه الأولين ستة وهم أصحاب أبي جعفر (الباقر) وأبي عبد الله (الصادق) (عليهما السلام) وهم زرارة بن أعين، ومعروف بن خربوذ المكي، وأبو بصير الأسدي، والفضيل بن اليسار، ومحمد بن مسلم الطائفي، وبريد بن معاوية العجلي)(8).

لعلّ هذه الشذرات اليسيرة تكفي لتسليط الضوء على دور وحقيقة موقع الإمام الباقر(عليه السلام) في المسلمين وبينهم.

فلقد استطاع الإمام بعلمه وورعه وتقواه وسيرته بسيرة آبائه وأجداده حتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكسب من جديد له ولأهل البيت (عليهم السلام) ثقة الأمّة التي حاول الأمويون زعزعتها بمختلف الأساليب والتي لم يكن أقلها لعن الإمام علي (عليه السلام) وأهل بيته على المنابر مدة 40 سنة.. فعاد من جديد فقه علي (عليه السلام) الذي هو فقه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وتجدد فكر الإسلام المحمدي الأصيل، وانطلق الفكر من عقاله لينير درب الأمّة المظلومة الجاهلة المتعطشة إلى النبع الصافي من عرين أهل بيت النبوة.

المدرسة.. المؤسسة (التلمذة):

لم يكتفِ الإمام الباقر (عليه السلام) بنقل الرواية والحديث بل لجأ إلى التأسيس، تأسيس مدرسة، تأسيس منهج وطريقة جديدة بل متجددة، محياة بعد محاولة إماتة وطمس.. واعتمد لتحقيق ذلك أساليب لعلّ أهمها في التأسيس تربية (كادر) مؤهل لحفظ أمانة المؤسسة والمنهج والطريقة.

ولقد خرّج الإمام (عليه السلام) فضلاً عن المئات بل الآلاف ممن تتلمذ على يديه وسمع روايته وعلمه، خرّج تلامذة فحولاً في العلم والمعرفة والرواية.

خطّ لهم الدرب وسيرهم برعاية الله وأسُسُ أنوار المذهب والولاية.

ومن الذين تخرّجوا من مدرسته وحملوا آثارها إلى مختلف الأقطار:

 أبان بن تغلب.. الذي عاصر ثلاثة من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وأخذ عنهم (السجاد والباقر والصادق).. وأخذ عنه (عن الباقر) أكثر مما أخذ عنهما... كان مقدماً في كل فن من العلوم.. منها الفقه والحديث والأدب واللغة والنحو.

ألّف كتباً كثيرة منها كتاب في تفسير غريب القرآن.

وقال له الإمام الباقر(عليه السلام): (اجلس في مسجد المدينة وافتِ الناس فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك).

ولقد بلغ من علم أبان هذا وفضله أنه قد وثّقه علماء السنّة ومحدثوهم مع اعترافهم بتشيعه، ووصفه الذهبي في ميزان الاعتدال (بالصلابة في تشيعه وصدق الحديث...) (9).

ومن أعيان مدرسة الإمام الباقر(عليه السلام) زرارة بن أعين وكان مرجعاً في الفقه والرواية على مذهب أهل البيت (عليهم السلام).

قال الإمام الصادق (عليه السلام) فيه وفي جماعة من أصحابه:(لولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا الفقه، هؤلاء حفّاظ الدين وأمناء أبي الباقر (عليه السلام) على حلاله وحرامه وهم السابقون إلينا في الدنيا والآخرة).

وعن الإمام الكاظم (عليه السلام): (إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ أين حواري محمد بن علي وحواري جعفر بن محمد (عليهما السلام) فيقوم عبد الله بن شريك العامري، وزرارة بن أعين، وبريد بن معاوية العجلي، ومحمد بن مسلم الثقفي، وليث بن البختري المراديّ، وعبد الله ابن أبي يعفور، وعامر بن عبد الله بن جذاعة، وحجر بن زائدة، وحمران بن أعين) (البحار / ج46 / ص344).

وقال الصادق(عليه السلام): (لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي الباقر(عليه السلام)) (10).

فلقد اهتم الإمام زين العابدين (عليه السلام) ومن ثم الإمامان الباقر والصادق (عليهما السلام) بالخصوص ـ لمناسبة مرحلتهما أكثر لذلك ـ اهتموا بتأسيس المدرسة والتفرغ للتدريس والتعليم، والاهتمام بتخريج أمناء ثقاة عدول صلحاء علماء يعتمدون عليهم في العلم والرواية ويرجع شيعتهم إليهم في مسائلهم في سائر الأمصار... ولقد بلغ من شدة اهتمام الباقر (عليه السلام) بذلك العلم وتعليمه وتأصيله في نفوس تلامذته بالخصوص أن فرغ وقتاً يخاله المرء مبالغاً فيه لكثرة ما علّم وأجاب على المسائل.

يقول محمد بن مسلم: (ما شجر في رأيي شيء إلاّ سألت عنه أبا جعفر الباقر حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث، وسألت ولده أبا عبد الله عن ستة عشر ألف حديث).

وجابر الجعفي روى عن الإمام الباقر(عليه السلام) نحواً من خمسين ألف حديث في مختلف المواضيع كما نصت على ذلك المؤلفات في أحوال الرواة(11).

ويقول السيد هاشم معروف الحسني بعد نقل ذلك: (ولو افترضنا وليس ببعيد أن هذا العدد مبالغ فيه، فمما لا ريب فيه في أنه (جابر) كان قد أكثر من الرواية عنه (عن الباقر(عليه السلام)، وقلما يجد المتتبع باباً من أبواب الفقه وغيره من المواضيع الإسلامية إلاّ ويجد له (لجابر) رواية أو أكثر فيه).

ولعلّ أهم وأبرز تلامذة وحواريي الإمام الباقر(عليه السلام) مع هؤلاء:

الفضيل بن يسار وأبو بصير الأسدي، وجرير بن عبد الله، وعبد الله بن جندب، وعلي بن النعمان، وصفوان الجمال، وعبد الله بن شريك العامري، وبريد أو (يزيد) بن معاوية العجلي، ومحمد بن مسلم الثقفي، وعبد الله بن أبي يعفور وعامر بن عبد الله بن جذاعة، وحجر بن زائدة، وحمران بن أعين وغيرهم.

ولم يكن دور الإمام الباقر(عليه السلام) مقتصراً على الفقه والحديث، بل كان هو وأصحابه يناظرون في أصول الإسلام ويحاولون تركيزها في النفوس حتى لا تتعرض لما أثير في ذلك العصر من الجدل والنزاع في أصول العقائد(12).

هذه إطلالة على بعض جهود الإمام الباقر(عليه السلام) رغم المآسي والمحن والابتلاءات التي عايشها مع جده وأبيه(عليهما السلام) ومع شيعته وأهل بيته... جهود لإعادة إحياء ما طمس من فكر الإسلام، ولتوضيح ما أبلس وأشكل على الأمّة... ولضخ النبع الصافي لعلوم أهل البيت (عليهم السلام) وتشييد أعمدة الفقه والعلم لمذهب التوحيد والولاية.

سعى جاهداً بنفسه، وربّى جيلاً عالماً (فلقد أدرك الحسن بن علي الوشّاء تسعمائة شيخ في مسجد الكوفة يتدارسون ويروون الحديث عن جعفر بن محمد وأبيه(عليهما السلام).

ولقد كانت له مناظرات مع المخالفين لرأيه ومع الخوارج وحتى مع أهل البدع يوضح فيها الإسلام ويبين كيف السبيل والمنهج إلى الله والهدى.

وخير ما نختم به ما جاء في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق حيث روي أنه:

 (جاءه أحد الخوارج وقال له: يا أبا جعفر أي شيء تعبد؟ قال له:(أعبد الله)، فقال: هل رأيته؟ قال:

(لم تره العيون بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يعرف بالقياس، ولا يدرك بالحواس، ولا يشبه الناس، موصوف بالآيات، لا يجور في حكم، ذلك هو الله لا إله إلاّ هو)، فخرج الرجل وهو يقول:

(اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)(14).

وما جاء في كتاب سيرة الأئمة الاثني عشر ص229: حيث يرسم الإمام(عليه السلام) الصورة المثالية ويحدد النموذج الراقي والحضاري والمتمدن لخطّ التشيع:

(والله ما شيعتنا إلاّ من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يُعرفون إلاّ بالتواضع والتخشع، وأداء الأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم، والصلاة، والبرّ بالوالدين، وتعهّد الجيران من الفقراء وذوي المسكنة والغارمين والأيتام، وصدق الحديث وتلاوة القرآن، وكفّ الألسن عن الناس إلاّ من خير).

(إنما شيعة علي(عليه السلام) المتباذلون في ولايتنا، المتحابون في مودتنا، المتزاورون لاحياء الدين، إذا غضبوا لم يظلموا، وإذا رضوا لم يسرفوا، بركة على من جاوروا وسلم لمن خالطو).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار / العلامة المجلسي / ج46/ ص215 .

(2) المصدر نفسه، وكذلك راجع أعيان الشيعة / السيد محسن الأمين / ج1 / ص650 ـ 651.

(3) البحار / المصدر نفسه / وكذلك الأعيان.

(4) الشيعة والحاكمون / محمد جواد مغنية / منشورات دار ومكتبة الهلال ودار الجواد / بيروت / ط5 سنة 81 / ص95.

(5) المرجع نفسه / ص97 ـ 98.

(6) راجع بحار الأنوار / ص286، والأعيان ص650 ـ 651، وسيرة الأئمة الاثني عشر / ص198.

(7) سيرة الأئمة الاثني عشر / هاشم معروف الحسني / ط دار القلم بيروت / 1981 / ص 199 ـ 200.

(8) الأعيان / ص655.

(9) سيرة الأئمة / ص205.

(10) م. ن. ص206.

(11) م. ن. ص207 و209.

(12) م. ن. ص211.

(13) م. ن. ص201.

(14) م. ن. ص212.