مقتطفات من حياة الامام السجاد عليه السلام
  • عنوان المقال: مقتطفات من حياة الامام السجاد عليه السلام
  • الکاتب: منتديات الكوثرالثقافية
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 20:30:43 1-10-1403

مقتطفات من حياة الامام السجاد عليه السلام

منتديات الكوثرالثقافية

الامام السجاد في كربلاء:
رغم أن الإمام علي بن الحسين كان ابن اثنتي وعشرين سنة عندما حصلت واقعة كربلاء ، حيث قتل أبيه الإمام الحسين ( عليه السلام) ، إلاّ أنه نجا من القتل بعناية الله تعالى ، وإنه كان مريضاً طريح الفراش لا يقوى على حمل السلاح ، فاستلم زمام الإمامة ليكمل مسيرة أبيه الحسين ( عليه السلام) في مواجهة الطغاة ، ونشر تعاليم الإسلام الحنيف.

شخصية علي بن الحسين ( عليه السلام) :
امتاز الإمام علي بن الحسين ( عليه السلام) بقوة الشخصية ، وبعد النظر ، فضلاً عن العلم والتقوى ، حتى عُرف بزين العابدين .

وقد سعى لتكريس حياته كلها لإبراز خصائص الثورة الحسينية ، وتحقيق أهدافها في مواجهة المشروع الأموي ، الذي كان يشكل الخطر الأكبر على الاسلام ، وقد تجلّى دوره العظيم في عدة مجالات نذكر أهمها:

1- الإمام السجاد ( عليه السلام) في الكوفة :
يدخل موكب السبايا إلى الكوفة ، تتقدمه بطلة كربلاء السيدة زينب ( عليها السلام) ، والإمام السجاد ( عليه السلام) ، ويحتشد الناس لاستقبال الموكب ، ويدخل أبناء علي بن ابي طالب إلى الكوفة حيث جعلها علي ( عليه السلام) حاضرة البلاد الإسلامية بالأمس القريب ، وتتقدّم زينب ( عليها السلام) بين الناس وكأنها لم تغادرهم بالأمس القريب مع أخيها الحسين إلى المدينة ، وأهل الكوفة يعلمون جيداً من هم هؤلاء السبايا والأسرى .

لذلك أراد الإمام السجاد (عليه السلام) أن يصوّر لهم حجم المجزرة التي تسبّبوا بها ، بخذلانهم إمامهم الحسين ( عليه السلام) فقال (عليه السلام) : (( أنا ابن من انتهكت حرمته ، وسلبت نعمته ، وانتهب ماله ، وسبي عياله ، أنا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذخل ولا ترات.. )) ، ويعلو البكاء فيقطعه صوت العقيلة زينب‏ ( عليها السلام) : (( فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً ، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، قُتل سليل خاتم النبوة وسيد شباب أهل الجنة ، فتعساً لكم وسحقاً ، فلقد خاب السعي وتبّت الأيدي ، وبئتم بغضب من الله ورسوله..)) ، لقد سمعوا من خلالها صوت علي بن أبي طالب خليفتهم وهو يستصرخهم ويخاطب ضمائرهم فاهتز وجدانهم لذلك ، واعترتهم موجة من السخط والغليان لا تلبث إلاّ قليلاً حتى تتفجر ثورات وبراكين ، لتضيف مسمماراً إلى نعش المشروع الأموي الطاغي..

2- الإمام السجاد ( عليه السلام) في الشام :
وانتقل الموكب إلى الشام حيث يزيد بن معاوية ، الذي يريد أن يستشعر بنشوة النصر ، فأقاموا له عيداً وفرحاً كبيراً .

فانبرى الإمام السجاد ( عليه السلام) ليكشف لهم الحقيقة: (( أيها الناس ، أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن زمزم والصفا ، أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا ، أنا ابن من صلى بملائكة السما ، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى ، أنا ابن فاطمة الزهراء ، أنا ابن خديجة الكبرى ، أنا ابن المرمّل بالدما ، أنا ابن ذبيح كربلاء...)) ، وانقلب العيد إلى دهشة غمرت الوجوه ، وتحولت الفرحة إلى تساؤلات ترتسم في الأذهان ، وانفلت زمام الأمر من يد يزيد ، لقد فضحت هذه الكلمات الحكم الأموي ، وساهمت في تعريته أمام أهل الشام .

تفاعلات ثورة كربلاء :
فتحت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وحركة الإمام السجاد ( عليه السلام) في الكوفة والشام الباب على مصراعيه أمام ثورات لاحقة ، كانت تنفجر من حين لآخر ، وتختلف فيما بينها ، إلاّ أنها تجتمع على أمر واحد ، وهو مقارعة المشروع الأموي ، لقد كسر الإمام الحسين ( عليه السلام) الحاجز ، وساهم الإمام السجاد ( عليه السلام) في إثارة الرأي العام ، فكانت ثورة المدينة بقيادة عبد الله بن حنظلة الأنصاري الذي طرد آل أمية من المدينة .
ثم جاءت ثورة مكة بقيادة عبد الله بن الزبير ، التي لم تنتهِ إلاّ بعد محاصرة مكة ورميها بالمنجنيق ، ثم انفجرت ثورة التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي تحت شعار ( وجوب التكفير عن ذنبهم لعدم نصرتهم الحسين ( عليه السلام) ) .
وأخيراً جاءت ثورة المختار الثقفي ، الذي تتبَّع قتلة الحسين ( عليه السلام) ، فقتل منهم مائتين وثمانين رجلاً ، منهم عبيد الله بن زياد ، وعمر بن سعد ، والشمر بن ذي الجوشن .

طبيعة عمل الإمام ( عليه السلام) :
استخدم الإمام زين العابدين ( عليه السلام) الدعاء كوسيلة تربوية إصلاحية ، وأثار في أدعيته كل القضايا التي تهم الإنسان والمجتمع ، وقد جمعت تلك الأدعية في كتاب عُرف فيما بعد بالصحيفة السجادية ، كما كان يعقد الحلقات الدينية والفكرية في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) ، حتى أصبحت مجالسه محجّة للعلماء والفقهاء ، وتخرج من هذه المدرسة قيادات علمية وفكرية حملت العلم والمعرفة والإرشاد إلى كافة البلاد الإسلامية ، ولم يترك الإمام ( عليه السلام) بحكم كونه إماماً الجانب الإنساني والاجتماعي ، حيث نجد في الروايات أنه كان يخرج في الليالي الظلماء يحمل الجراب على ظهره ، فيقرع الأبواب ويناول أهلها من دون أن يُعرف ، كما كان يشتري في كل عام مئات العبيد ليحررهم في الفطر والأضحى ، بعد أن يربيهم التربية الاسلامية المباركة .

منزلة الامام علي بن الحسين ( عليه السلام) عند المسلمين :
حج هشام بن عبد الملك فحاول أن يلمس الحجر الأسود فلم يستطع من شدة الازدحام فوقف جانباً ، وإذا بالإمام مقبلاً يريد لمس الحجر ، فانفرج له الناس ووقفوا جانباً تعظيماً له حتى لمس الحجر وقبله ومضى ، فعاد الناس الى ما كانوا عليه ، فانزعج هشام وقال: من هذا ؟ ، وصادف أن كان الفرزدق الشاعر واقفاً فأجابه ، هذا علي بن الحسين بن علي ، ثم أنشد فيه قصيدته المشهورة التي يقول فيها:
 

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته *** والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم *** هذا التقي النقي الطاهر العلم


زوجاته وأولاده ( عليه السلام) :
تزوج الامام علي بن الحسين ( عليه السلام) من ابنة عمه فاطمة بنت الحسن ،  فأنجبت له محمد الباقر ( عليه السلام) ، وسائر أولاده هم من إماء ، وكان أبرزهم زيد بن علي الشهيد ، الذي تنسب له الشيعة الزيدية.

---------------------------------

مراجعة وضبط النص شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) للتراث والفكر الإسلامي (بتصرف) .