الخصائص الصادقيّة (3)
•
كتب ابن الصبّاغ المالكي في ( الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة:208 ـ ط
الغري ): رُويَ أنّ داود بن عليّ بن العبّاس قتل المعلّى بنَ خُنَيس مولىً
كان لجعفر بن محمّد الصادق رضي الله عنه، فأخذ ماله، فبلغ ذلك جعفراً، فدخل
إلى داره، ولم يزل ليله كلَّه قائماً إلى الصباح، ولمّا كان وقت السَّحَر
سُمِع منه وهو يقول في مناجاته: « ياذا القوّة القويّة، وياذا المَحالِ
الشديد، وياذا العزّة التي كلُّ خَلقِك لها ذليل، إكفِنا هذا الطاغية
وانتَقِمْ لنا منه »، فما كان إلاّ أن ارتفعت الأصوات بالصراخ والعويل،
وقيل: مات داود بن عليٍّ فُجأة! ( رواه: الشبلنجي الشافعي في: نور
الأبصار:198 ـ ط العثمانيّة بمصر، ومحمّد مبين الهندي في: وسيلة النجاة:357
ـ ط گلشن فيض بلكنهو ).
• وفي ( الفصول المهمّة:208 ) أيضاً: لمّا بلغ
جعفرَ الصادق رضي الله عنه قولُ الحكم بن عبّاس الكلبي:
صلَبْنا لكم زيداً على جِذْعِِ نخلـةٍ |
|
ولم أرَ مهديّاً على الجذع يُصلَبُ! |
رفع جعفرٌ يديه
إلى السماء وهما يرتعشان فقال: « اللهمّ سَلِّطْ على الحكم بن العبّاس
الكلبيِّ كلباً من كلابك! »، فبعثه بنو أُميّة إلى الكوفة فافترسه الأسد في
الطريق، واتّصل ذلك بالصادق فخرّ ساجداً وقال: « الحمدُ للهِ الذي أنجَزَنا
ما وعَدَنا ». ( نقله: الحمويني الشافعي في: فرائد السمطين، والشبلنجي في:
نور الأبصار:198 ـ ط العثمانيّة، والسهالوي الحنفي في: وسيلة النجاة:361 ط
گلشن فيض، لكنّه ذكر الدعاء هكذا: « اَللهمّ إن كان عبدك كاذباً فسلِّطْ
عليه كلباً » ).
• وكتب الشبلنجي الشافعي في ( نور الأبصار:197 ـ ط
العثمانيّة بمصر ): كان جعفر الصادق رضي الله عنه مُجابَ الدعوة، إذا سأل
اللهَ شيئاً لا يتمّ قولُه إلاّ وهو بين يديه. ( عنه: ابن الصبّان المالكي
في: إسعاف الراغبين ـ المطبوع بهامش: نور الأبصار:250 ـ ط العثمانية ).
• وفي باب كرامات الإمام الصادق عليه السلام، جاء
في ( وسيلة النجاة:258 ـ ط لكهنو ) قول المولوي محمّد مبين الهندي السهالوي
الحنفي: ومِن جملة كراماته ما رُوي عن جماعةٍ قالوا: كنّا مع جعفر بن
محمّدٍ في طريق مكّة، فنزلنا تحت نخلةٍ يابسة، فتحرّكت شفتاه عليه السلام،
فكان يقرأ دعاءً لا نفهمه، فإذا توجّه إلى النخلة فقال: « أطعمينا ممّا
أودَعَه اللهُ فيكِ »، فصارت النخلة مثمرةً مملوءةً بالرطب، فنادانا: «
أقبِلُوا منها بسم الله »، فأكلنا، فوجدناها أطيب طعام أكلناه منذ اليوم.
وكان هناك أعرابي، فأنكر عليه وقال: هذا سِحرٌ مُبين! فقال عليه السلام: «
نحن ورثة الأنبياء، ندعو اللهَ فيُستجاب لنا، فإن شئتَ ندعو الله فيمسخك
كلباً! »، فقال الأعرابي: سلْ بذلك. فلمّا دعا عليه السلام مُسِخ
الأعرابيُّ كلباً، فأقبل إلى بيته، فكان أهله يضربونه بالعصا، فرجع
الأعرابيّ عنده ودمعه يسيل من عينيه، فترّحم عليه السلام عليه، فدعا فأعاده
الله إلى صورته.
• ومن كلماته الحكيمة سلام الله عليه قولُه:
ـ « إيّاكم والخصومةَ في الدِّين؛ فإنّه تشغل القلب وتُورِث النفاق! ». (
المختار في مناقب الأخيار، لابن الأثير الجزري:18 ـ من نسخة المكتبة
الظاهرية ).
ـ « أصلُ الرجل عقله، وحسَبُه دِينُه، وكرمه تقواه، والناسُ في آدم مستوون
». ( رواه ابن الجوزي في: صفة الصفوة 170:2، وسبط ابن الجوزي الحنفي في:
تذكرة خواصّ الأمّة:353 ـ ط الغري ).
ـ « إنّ الله يبغض السبّابَ الطعّان المفتحّش ». ( رواه أبو إسحاق الأنصاري
في: غرر الخصائص الواضحة:42 ـ ط الشرفيّة بمصر ).
ـ « شاوِرْ في أمرِك الذين يَخشَون اللهَ تعالى ». ( تعليم المتعلّم طريق
التعليم، لبرهان الدين الزرنوجي الحنفي:8 ـ ط المنيريّة بمصر ).
ـ « خيرُ السادة أرحَبُهم ذراعاً عند الضيق، وأعدلهم حِلماً عند الغضب،
وأبسطهم وجهاً عند المسألة، وأرحمهم قلباً إذا سُلِّط، وأكثرُهم صفحاً إذا
قَدِر ». ( رواه أبو إسحاق الأنصاري ـ ت 718 هـ ـ في: غرر الخصائص
الواضحة:12 ـ ط الشرفيّة بمصر ).
ـ « رأس الخير التواضع »، فقيل له: وما التواضع ؟ فقال عليه السلام: « أن
ترضى مِن المجلس بدون شرفك، وأن تُسلّم على مَن لَقِيت، وأن تترك المِراء
وإن كنتَ محقّاً ». ( رواه النويري في: نهاية الإرب 236:3 ـ ط القاهرة ).
ـ « مِن أعظم فتنةٍ تكون على الأمّة قومٌ يُفْتُون في الأمور برأيهم،
فيحرّمون ما أحلّ الله، ويُحلّون ما حرّم الله! ». ( رواه الشعراني ـ ت 973
هـ، في: الميزان الكبرى 57:1 ).
ـ في ظلّ قوله تعالى:
رجالٌ لا تُلْهِيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذِكْر
الله
:
« همُ الرجال من بين الرجال على الحقيقة؛ لأنّ الله حفظ سرائرهم عن الرجوع
إلى غيره، فلا تشغلهم الدنيا وزهرتها، ولا الآخرة ونعيمها عن الله؛ لأنّهم
في بساتين الأُنس » ( رواه الصفوري في: نزهة المجالس 51:1 ـ ط القاهرة ).
ـ وسُئل عن العالِم الذي يُؤمَر بالنظر إليه، فقال: « هو العالِمُ الذي إذا
نظرتَ إليه ذكّرك الآخرة، ومَن كان على خلاف ذلك فالنظرُ إليه فتنة! ».
ـ « مَن لم يستحي من العيب، ويَرْعَوِ عند المشيب، ويَخشَ الله بظهر
الغَيب، فلا خيرَ فيه! ». ( الفصول المهمّة:210 ـ ط الغري، نور الأبصار:199
).
ـ « مَن أكرمك فأكِرمْه، ومَنِ استخفّ بك فأكرِمْ نفسَك عنه ». ( الفصول
المهمّة:210، نور الأبصار:199 ).
ـ « ما كلُّ من نوى شيئاً قَدِر عليه، ولا كلُّ مَن قَدِر على شيءٍ وُفِّق
له، ولا كلُّ مَن وُفّق أصاب له موضعاً، فإذا اجتمعت النيّة والقدرة
والتوفيق والإصابة، فهناك السعادة ». ( الفصول المهمّة:210، نور
الأبصار:199 ).
ـ « إيّاك وسقطةَ الاسترسال؛ فإنّها لا تُستقال! ». ( محاضرات الأدباء
للراغب الأصبهاني 19:3 ـ ط بيروت ).