أنت يا علي خليفتي من بعدي ق (7)
  • عنوان المقال: أنت يا علي خليفتي من بعدي ق (7)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 2:6:9 23-8-1403

22/08/2011

المُقدَّم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، عظم لكم الأجر والثواب، تقبل الله أعمالكم وصيامكم في هذا الشهر الفضيل ونحن في العشر الأواخر منه التي ورد الكثير فيه من الأحاديث لأن رسول الله كان يطوي فراشه فيها تفرغاً للعبادة والقيام والصلاة والدعاء في هذه الأيام المباركة والتي يستهلها المسلمون بذكرى شهادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. أحييكم في هذه الحلقة من مطارحات وموضوعها هو حديث (أنت يا علي خليفتي من بعدي، القسم السابع) نرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، سماحة السيد بقي من الحلقة السابقة الأخ نايف من السعودية من ليلة أمس سأل عن علاقة ما تطرقتم إليه في رد أقوال ابن تيمية وسعيه لنقض الكثير من الأحاديث وإفراغها من محتواها بما عنونت الحلقات من أجله وهو هذا الحديث (يا علي أنت خليفتي من بعدي). ما هو الرد لنبدأ بحديث هذه الليلة.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في المقدمة لابد أن يعلم المشاهد الكريم هذا العنوان الذي عنونا به هذه الحلقات ولعله سيستمر هذا العنوان في الأبحاث والحلقات القادمة، ليس الغرض منه فقط إثبات هذا الحديث، وهو وارد (أنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي) أو أنت ولي كل مؤمن من بعدي. وإنما البحث في أن الإمام علي عليه السلام هل هو خليفة رسول الله أو لا. يعني نحن بصدد إثبات هذا الحقيقة وإنما طرحنا هذا العنوان للوصول إلى هذه الحقيقة. هذه النكتة الأولى.

فإذن لا يخطر على ذهن أحد لماذا نحن توسعنا في البحث أوسع من هذا الحديث.

النكتة الثانية أو الأمر الثاني الذي لابد أن يلتفت له المشاهد الكريم: بعد ذلك سيتضح أن الشيخ ابن تيمية سيطعن أيضاً في هذه النصوص التي قالت (أنت ولي كل مؤمن بعدي) ويقول أنه كذب موضوع باتفاق أهل العلم، هنا قد يتبادر إلى ذهن أحد أن الشيخ ابن تيمية من باب الاتفاق والصدفة والاشتباه أنكر هذا الحديث. أنا صرت بصدد بيان أن النهج الذي سار عليه ابن تيمية في تعاطيه مع النصوص والروايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله أو الآيات التي نزلت في شأن علي وأهل بيته أساساً كان هذا نهجاً ينتهجه لا أنها قضية في واقعة.

نعم، هنا يأتي هذا التساؤل وهنا بودي أن يلتفت المشاهد الكريم إلى هذه الحقيقة: لماذا أن الشيخ ابن تيمية ومن يتبعه ومن يواليه ومن يحبه ومن يدافع عنه، لماذا يصر الشيخ ابن تيمية على رد هذه الأحاديث والنصوص مع التصريح من كبار علماء المسلمين أنها صحيحة من حيث السند وأنها واضحة الدلالة من حيث إثبات الفضائل والمناقب والمقامات لعلي وأهل بيته عليهم السلام، ما هي الإشكالية، لماذا؟ يعني ما الذي يدعوه إلى هذا الإنكار، ما هو التناقض الذي يعيشه الشيخ ابن تيمية حتى ينكر كل هذه الفضائل. التفتوا إلى هذا الأصل ولعله يمكن أني كون أصلاً واتجاهاً جديداً لفهم النصوص الواردة عن كتب أعلام السنة وعما ورد عن الإمام أمير المؤمنين في نهج البلاغة وفي غير نهج البلاغة. بودي أن اقف عند هذه القضية.

الشيخ ابن تيمية أسس أساساً وأصل أصلاً وقعد قاعدة مهمة جداً في نظرية الخلافة، من حيث النظرية، من حيث التأسيس النظري، من حيث القاعدة العامة الحق والإنصاف ذكر أصلاً وقاعدة تعد من أهم القواعد في نظرية الخلافة والإمامة والإمارة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله. ما هي هذه النظرية؟

هذه النظرية أشار لها في كتابه (منهاج السنة، ج4، ص513) في طبعة الأربع مجلدات، بتحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، دار الفضيلة، وفي طبعة الثمان مجلدات (ج8، ص228) يقول: (فلأن النبي صلى الله عليه وآله أفضل الخلق) هذا أصل ولا إشكال في ذلك أنه أفضل الأولين والآخرين (وكل من كان به أشبه فهو أفضل) كل من كان أشبه برسول الله من حيث العلم، من حيث القضاء من حيث الصفات النفسانية، من حيث ... واقعاً هذا أصل مهم، وكل من كان به أشبه فهو أفضل ممن لم يكن كذلك. يعني إذا دار الأمر بين من يوجد يشابهه في 99% ومن يوجد من يشابهه في 90% فالأولى وهذه الأولى ليست أولوية تخييرية بل أولوية تعيينية من قبيل (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) هذه الأولوية ليست أولوية تخيير وإنما أولوية تعيين وإلزام. أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار. يعني أنه التوحيد أفضل من الشرك، يعني الشرك جيد ولكن التوحيد أفضل. لا لا، وإن كانت لفظة خير بصيغة أفعل التخيير ولكن تدل على التعيين والإلزام، (وكل من كان به أشبه فهو أفضل ممن لم يكن كذلك والخلافة كانت خلافة نبوة لم تكن ملكاً) ليست من قبيل ملك معاوية أو ما فعله معاوية ملك عضوض. إذن هناك التفتوا لي جيداً هذا إشارة أيضاً إلى أن معاوية لا يشترط أن يكون أشبه برسوله الله لأنه كان ملكية. (والخلافة كانت خلافة نبوة لم تكن ملكاً فمن خلف النبي وقام مقامه كان أشبه به) طبعاً هذه مغالطة لا أن يكون أشبه به، بل من يقوم مقامه لابد أن يكون أشبه به، لا أنه من قام مقامه هو أشبه به، بل قد يكون من هو أبعد الناس عنه، كما هو الحال في معاوية وصار أمير المؤمنين كما وقع في عبد الملك بن مروان ويزيد وغيرهم. ليس كل من صار في هذا المقام فهو أشبه، لا، من كان أشبه يحق له هذا المقام، لا من شغل هذا المقام فهو أشبه، لا تصير مغالطة. كل من كان أشبه، الموجبة الكلية من هذا الطرف لا من الطرفين. فهو أحق بهذا المقام أحقية تعيينية، لا كل من شغل هذا المقام ولو كان غاصباً ولو كان منافقاً فهو أشبه برسول الله.

(ومن كان أشبه به كان أفضل) نعم وهو كذلك (فالذي يخلفه) يعني فالذي ينبغي أن يخلفه (أشبه به من غيره، والأشبه به أفضل) فالذي يخلفه أفضل. طبعاً هنا استعمل هذا الرجل القياس إما من الشكل الأول وإما من الشكل الثاني وهو في كتابه الرد على المنطقيين يتكلم على قياس الارسطيين، ولكنه لا يمكن لأحد أن يتخلص من أشكال القياس.

سؤال: إذا كانت هذه الضابطة تامة إذن علي بن أبي طالب ليس أشبه الناس برسول الله بل هو نفس رسول الله. واحد بالإضافة إلى واحد تساوي اثنين، اثنين بالإضافة إلى اثنين يساوي أربعة، يعني مسألة رياضية. هذا الأصل الذي أصله الشيخ ابن تيمية وهو أصل صحيح، فإذا كنا هكذا إذن تعالوا معنا إلى النص القرآني لوجدنا أن النص القرآني يقول أن علي نفس رسول الله، وهذا إنشاء الله له بحثه، الآن نريد أن نتنزل افترضوا أنه لا يوجد عندنا نص بالوصية لعلي وإن كان عندنا ولكن نفترض تنزلاً وجدلاً عدم وجوده. ابن تيمية وأتباع ابن تيمية التفتوا إلى النكتة فوجدوا إذا ثبتت هذه الفضائل والمناقب والمقامات لعلي فلا يحتاج إلى نص فتكون الأولوية تعيينية فهو الأولى والأكفأ والأقدر للتصدي لمقام الإمامة والخلافة والأمارة، فصاروا بصدد إنكارها واحدة بعد أخرى.

إذن التفتوا إلى هذه النكتة، هذا الإنكار لم يأتِ من الفراغ، لم يأت من أنه لم يتم عنده سنده ولم يتم عنده ... لا لا، بل هناك إستراتيجية مدروسة بشكل جيد، كل من أنكر هذه الفضائل أو وضع فضائل مقابل هذه الفضائل حتى إما أن يجعل باقي الأصحاب مساوي لعلي، أو بل أكثر من ذلك يجعل بعض الصحابة أفضل من علي، إذن بطبيعة الحال يكون هذا الطريق سالكاً للوصول إلى مقام الخلافة والإمامة أو يغلق هذا الطريق؟ هم أغلقوا باب النص ويغلقون هذا.

ولذا تجد أن أعلامهم من زمان ابن كثير وإلى زماننا هذا من المعاصرين يصرون على أنه ينبغي أن لا يقال شيء يميز علي عن باقي الصحابة، لابد أن نجعله مساوٍ أو أدنى. لا مجال لأن يكون أفضل من الآخرين.

قد تقول سيدنا واقعاً يصرحون؟ الجواب نعم.

في كتاب (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، ج6، ص501) لأحد أئمة الوهابية المعاصرين بل أحد أئمة أتباع ابن تيمية، لابن باز، جمع وترتيب محمد بن سعيد الشويعر، دار أصداء المجتمع، (إطلاق كلمة عليه السلام لغير الرسول) يجوز أو لا يجوز، وأنتم تعلمون أن القضية من المقصود بها، لا يطلق على غير علي من الصحابة أنه عليه السلام (أثناء اطلاعي في بعض الروايات أجدها على النحو التالي، عن علي بن أبي طالب: قال: قال رسول الله يخرج رجل من أهل بيتي في تسع رايات ... ما حكم النطق بهذا اللفظ أي أعني عليه السلام، أو ما يشابهه لغير الرسول؟ جواب: لا ينبغي تخصيص علي بهذا اللفظ).

لماذا؟ لمجرد أنه أعطي مقام مختص إذن مباشرة أي ذهن متعارف وعقلائي ومنصف يقول إذن هو الأولى بالخلافة، إذن لابد أن نأخذ الخصوصية من علي، بل نقدم غير علي على علي حتى تتم المعادلة، وإلا ذلك الأصل الذي أصّل له لا نصل فيه... (بل المشروع أن يقال في حقه وحق غيره من الصحابة رضي الله عنه أو رحمهم الله لعدم الدليل على تخصيصه بذلك) وأنا لا أعلم عشرات ومئات النصوص التي أعطت من المناقب والدرجات لعلي أليست كافية أن تكون هذه خصوصية لعلي، اتركوا الإمامة والخلافة. يقولون: على الانفراد لا يجوز، وعلى الجمع يجوز، لابد أن لا تخصص لعلي. يقولون على الجمع سلموا وصلوا عليهم. إما بالانفراد فيغلق الباب. (وهكذا قول بعضهم كرم الله وجهه، فإن ذلك لا دليل عليه، ولا وجه لتخصيصه بذلك والأفضل أن يعامل كغيره من الخلفاء) لا تعطوه خصوصية. أيها الإنسان لا أريد أن أقول شيئاً آخر رسول الله أعطاه خصوصية فماذا أفعل. وقال من أحب علي فقد أحبني، من أبغض علياً فقد أبغضني، من سب علياً فقد سبني، جعله واحد من العترة في آية التطهير، لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، قال في حقه أنت مني بمنزلة هارون من موسى.

لا أعلم والله كم نص رسول الله أعطى خصوصية لعلي، ولكن هؤلاء في مقابل النص حتى لا يميزوا علياً. يقول (والأفضل أن يعامل كغيره من الخلفاء ولا يخص بشيء دونهم من الألفاظ التي لا دليل عليها). هذا المورد الأول.

المورد الثاني: (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ج3، ص402) جمع وترتيب أحمد الدويش، دار المؤيد، السؤال (لما لقب علي بن أبي طالب بتكريم الوجه؟ قال: تلقيب علي بن أبي طالب بتكريم الوجه وتخصيصه بذلك من غلو الشيعة) واقعاً لا أعلق ... (ويقال أنه من أجل أنه لم يطلع على عورة أحد أصلاً) وحقكم ليس لي إلا أن أقول هذا كلامهم!! وكثير من الناس لم يطلعوا على عورات الآخرين يعني يستحقوا أن يقال كرم الله وجهه!! (أو لأنه لم يسجد لصنف قط) يجعله احتمالاً (وهذا ليس خاصاً به) كيف ليس خاصاً به؟ يقول: (بل يشاركه غيره) نفس الاستراتيجية الأموية وإستراتيجية ابن تيمية (فيه من الصحابة الذين ولدوا في الإسلام) عجيب، حماقة، عجيب غباوة، يا عزيزي نحن نتكلم في عصر لم يكن الإسلام لم يسجد لصنم، وإلا تريد والإسلام جاء يسجد لصنم ثم يسلم. بينكم وبين الله هذا منطق إنسان سليم العقل؟ يقول يساويه كل المسلمين الذين ولدوا على الإسلام، بعد الإسلام لم يسجدوا لصنم.

المُقدَّم: المشكلة في صاحب الفتوى، المشكلة في الذين يتقبلها.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذا المورد الثاني.

المورد الثالث ما ورد في (تفسير القرآن العظيم، ج6، ص244) للإمام ابن كثير، تحقيق حسبت بن بشير بن ياسين، طبعة دار ابن الجوزي، يقول: (وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب أن ينفرد علي بأن يقال من دون سائر الصحابة كرم الله وجهه، وهذا وإن كان معناه صحيحاً) التفتوا جيداً، يعني لا يمكن إنكار هذه الحقيقة وأنه لم يسجد لصنم (لكن ينبغي أن يسوى بين الصحابة في ذلك) لماذا؟ لأنه واقعاً إذا أنس المسلمون وأهل العلم بأن علي يتميز عن الآخرين إذن يكون هو الأولى بالخلافة. (يسوى بين الصحابة في ذلك فأن هذا من باب التعظيم فالشيخان وأمير المؤمنين عثمان أولى بذلك منه رضي الله عنهم أجمعين) نعم، اجعلوه في المرتبة الرابعة نقبل، وإما أن تجعلوه أفضل منهم أو تساووه فالمشكلة تكمن هنا.

إذن أعزائي في كلمة واحدة مختصرة هو أنه أساساً هؤلاء وجدوا إذا ثبتت هذه المقامات والدرجات والفضائل والمناقب لعلي بغض النظر عن النص فهذا يثبت الأولوية له بمقام الإمامة والخلافة والولاية وهذا هو الذي انتهجه امير المؤمنين في كثير من خطب نهج البلاغة، قال: حقي، أحق وهكذا. ولهذا استدل بأنه بالقرابة واستدل بالصحابة ... هذا كله لماذا؟ يريد أن يقول تنازلنا عن منطق النص فماذا تقولون في هذه؟ إذا أنتم ... وفي جملة له أمير المؤمنين يقول: (عجبت أنهم استدلوا أنهم ثبتت لهم) مضمون كلامه (ثبتت لهم الخلافة بالصحابة ولكن زويت عنها بالصحابة والقرابة) إذا كان الصحابة كافية للخلافة فنحن بالإضافة إلى الصحابة عندنا القرابة.

إذن وهذا منهج ارجو الله سبحانه وتعالى أن أوفق للوقوف عنده، وهو أنه هذا الطريق غير طريق النص، وهو أنه نجمع الأدلة والروايات والنصوص والآيات التي وردت في علي لنرى أن مجموعها تشكل دليلاً قطعياً واضح الدلالة على الأولوية التعيينية لإمامته وخلافته وإمارته بعد رسول الله بلا فصل أو لا تشكل.

المُقدَّم: سماحة السيد ذكرتم في الحلقة السابقة أن تكذيب النصوص الواردة بحق علي وأهل بيته عليهم السلام هي واحدة من الاستراتيجيات التي اعتمدها ابن تيمية في رد ورفض فضائل علي عليه السلام، فهل هناك شواهد أخرى تدل على هذه الاستراتيجية أيضاً.

سماحة السيد كمال الحيدري: أتصور أن المشاهد الكريم الآن ... حتى أن الأخ العزيز الذي سأل ما هو ارتباط هذه الأبحاث ببحث أنت خليفتي من بعدي اتضح أنها كلها تصب في صلب الموضوع وليست خارجة عن الموضوع.

أعزائي واقعاً كما قلت في مقدمة هذه الأبحاث أن ديدن الشيخ ابن تيمية أن أي فضيلة حتى لو لم يكن مضمونها يدل على الخلافة والإمارة بشكل مباشر، حتى لو لم يدل ...

المُقدَّم: حتى لو كان من بعدي يقطع الطريق.

سماحة السيد كمال الحيدري: أحسنتم، لأنه عندما تجمع هذه القرائن تعطي نتيجة واقعية واضحة، فلهذا يغلق أي طريق لإثبات أي منقبة لعلي وأهل بيته.

ومن هذه الموارد الأساسية ما ورد في كتابه (مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، ج4، ص419) جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، وساعده ابنه محمد، طبع بأمر خادم الحرمين الشريفين ... قال: (وأما سورة هل أتى) وهي سورة الإنسان (فمن) على نحو الاستفهام (فمن قال أنها نزلت فيه وفي فاطمة وابنيهما فهذا كذب) فمن قال فهذا كذب، على القاعدة مباشرة فهذا كذب، لماذا؟ قل لنا لماذا كذب؟ لو كان يقول أن الرواية غير صحيحة كنا نبحث عن الروايات فنرى أن هل أتى نزلت في حق هؤلاء علي وفاطمة والحسن والحسين أو لا. ولكن لا، يستدل بشيء آخر يقول (لأنها مكية والحسن والحسين إنما ولدا في المدينة).

المُقدَّم: كلام منطقي.

سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً صحيح إذا ثبت أن السورة مكية طبعاً والحسن والحسين ولدا في المدينة، فلا معنى لأن يكون شأن نزول هذه السورة أو الآيات الواردة فيها في أهل البيت يعني علي وفاطمة والحسن والحسين. (وبتقدير صحته فليس فيه أنه من أطعم مسكيناً أفضل الصحابة) هذا تنزل لا قيمة له. هذا هنا. إذن هنا فقط ذكر أنها مكية، قد يقول قائل: سيدنا لعل هذا رأيه وأنت لا تستطيع أن تناقش أن يقبل الأعلام رأيك الشخصي، هو رأيه أنها مكية فما المحذور في ذلك.

الجواب: لا، أن القضية لم تقف عند هذا بل يصرح في مواضع أخرى أن هذا مما اتفقت عليه كلمة أهل التفسير أن السورة مكية. قال في (منهاج السنة، ج4، ص171) وطبعة الثمان مجلدات (ج7، ص180) تحقيق محمد رشاد سالم، قال: (وسورة هل أتى مكية باتفاق أهل التفسير والنقل لم يقل أحد منهم أنها مدنية) يعني ولا شخص واحد. وأنتم تعلمون كما يقولون في المنطق هذه سالبة كلية، وقالوا في محله أن السالبة الكلية تنتقض بالموجبة الجزئية، يعني لو ثبت أن مفسراً واحداً قال أنها مدنية إذن هذا كلامه إما ينبأ عن جهل وإما ينبأ عن تدليس وكذب.

أحد أمرين لا ثالث لهما، إن كان مطلعاً وقال اتفقوا هذا معناه أنه مدلس ويريد أن يقف أمام الحقيقة للوصول إلى الناس، وإن كان لا يعلم لم يتابع إذن كان جاهلاً، إذن بأي عنوان استحق أن يكون شيخ الإسلام.

هذا هنا، بل أكثر من ذلك، الترقي الثالث.

إذن المورد الأول في مجموع الفتاوى يقول مكية ولعله رأيه، الموضع الثاني يقول باتفاق أهل السنة.

المورد الثاني في نفس الجزء (ج4، ص692) من منهاج السنة والطبعات المؤلفة من ثمان مجلدات (ج8، ص553) يقول: (وأما نزول هل أتى في علي ففما اتفق أهل العلم بالحديث على أنه كذب موضوع) على القاعدة، كلما جاء فيها علي اجمعه في مكان واكتب عليه كذب موضوع (وإنما يذكره من المفسرين من جرت عادته ... والدليل الظاهر على أنه كذب) لماذا أنه نزلت في علي كذب؟ لم يقل لا توجد عندنا رواية صحيحة، يقول لأن السورة مكية. إذن كل استدلاله على أن السورة ليست مدنية وإنما مكية (والدليل الظاهر على أنه كذب على أن سورة هل أتى مكية باتفاق الناس) لا باتفاق المفسرين، اصلاً كل إنسان حتى ذاك الإنسان العادي في السوق يعلم من الواضحات كيف يعلم أن صلاة الصبح مرتين يعلم أن هذه السورة مكية، ولا تحتاج إلى دليل كالشمس في رابعة النهار أن هذه السورة ... إذن المرحلة الأولى مكية، المرحلة الثانية باتفاق أهل التفسير ولم يقل أحد منهم أنها مدنية، المرحلة الثالثة الناس جميعاً.

أريد أن أدخل البحث مباشرة لنرى أنه ما قاله ... لنترك الناس لأننا لا نستطيع أن نذهب إلى ذلك الزمان لنستقرأ وضع الناس ماذا كانوا يرون، نذهب إلى المفسرين وكبار المفسرين وجملة من هؤلاء المفسرين كانوا قبل ابن تيمية لا بعده، حتى لا يقول قائل لماذا تحكمون على ابن تيمية بالعلماء الذين جاءوا بعده، فهو لم يرَ ذلك.

الجواب: نقول له أو نذكر أولئك المفسرين الذين كانوا قبل ابن تيمية بمئة عامة أو بمئتين عام او بمئتين وخمسين عام لنرى ماذا يقولون.

الأول: (تفسير البغوي معالم التنزيل، ج4، ص521) للإمام محيي السنة ابن مسعود البغوي، المتوفى 516هـ يعني حدود أكثر بـ 250 سنة قبل ابن تيمية، دار طيبة، الإصدار الأول، الطبعة الأولى والطبعة الثالثة 1431هـ في أول سورة الإنسان (قال عطاء هي مكية، وقال مجاهد وقتادة مدنية وقال الحسن وعكرمة هي مدنية إلا آية وهي قوله (فأصبر لحكم ربك)) إذن أين صار لم يقل أحد أنها مدنية. وهنا لا أريد أن أطيل إما يعلم وقال فهو مدلس كذاب، وإما يجهل وقال فهو جاهل وليس بشيخ الإسلام، لا أقل لابد أن يتأمل الإنسان في كلماته. هذا المورد الأول.

المورد الثاني في (زاد المسير في علم التفسير، ج8، في ذيل هذه السورة) للإمام ابن الجوزي المتوفى سنة 597هـ وهذا واضح أنه أيضاً بفترة طويلة، يقول: (سورة هل أتى ويقال لها سورة الإنسان وفيها ثلاثة أقوال: أحدها أنها مدنية كلها، قالها الجمهور منهم) جمهور الصحابة، أنا لا أعلم الناس كلهم المفسرون كلهم من أين جاءت، إلا أن يكون قد أوحي له، إلا أن يدعى أنه كان يوحى له ونحن لا نعلم (ومنهم مجاهد وعكرمة ... وحكي عن ابن عباس أنها مكية) وسيأتي بحث هذا. هذا المورد الثاني أيضاً قبل ابن تيمية. في هذه الليلة أنا أحوال أن أبين آراء المفسرين الذين كانوا قبل ابن تيمية.

المورد الثالث: ما ورد في (تفسير القرآن، ج3، ، ص398، في أول هذه السورة) للشيخ الإمام سلطان العلماء عز الدين السلمي الدمشقي، المتوفى 660هـ أيضاً بفترة طويلة لا تقل عن قرن. يقول: (مدنية عند الجمهور) جمهور المفسرين جمهور الناس جمهور الصحابة جمهور التابعين جمهور المحققين جمهور أهل العلم. هذا هو المورد الثالث.

المورد الرابع في (الجامع لأحكام القرآن) للإمام القرطبي، المتوفى سنة 671هـ أيضاً قبل ابن تيمية بسنوات كثيرة، يقول: (سورة الإنسان مكية في قول ابن عباس ومقاتل والكلبي، وقال الجمهور مدنية).

المُقدَّم: ثلاثة في مقابل ...

سماحة السيد كمال الحيدري: ثلاثة في مقابل الجمهور، بعد ذلك الذين نسب إليهم لابد أن نرى صحيحة أو غير صحيحة.

في (دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، ج7، ص142 و 143) للإمام البيهقي المتوفى 458 بحدود ثلاث قرون قبل ابن تيمية، وهو ينقل منه بعض المطالب، خرج أحاديث عبد المعطي قلعجي، المجلد السابع، دار الكتب العلمية ... الرواية عن (عكرمة والحسن بن الحسن قالا: يقول وما نزل بالمدينة) يذكر السور التي نزلت في مكة والسور التي نزلت في المدنية (وما نزل بالمدينة ويل للمطففين والبقرة وآل عمران والأنفال ... والرعد والرحمن وهل أتى على الإنسان) فيجعلها من المدنيات.

هذه الرواية واردة في (دلائل النبوة، المجلد الأول، ص57) للإمام البيهقي. ولكن وجدت أن المعلق على كتاب (الإتقان في علوم القرآن) للإمام السيوطي دار الكتاب العربي، بعد أن ينقل الرواية يقول في التعليقة المحقق يقول: (دلائل النبوة، ج7، ص143 بسند حسن). إذن الرواية أيضاً من حيث السند حسنة ومعتبرة ويمكن الاستناد إلى ذلك.

السؤال: إذن أبعد كل هذا الكلام يمكن لأحد .. طبعاً عشرات المفسرين الآخرين بعد ذلك ... كتفسير الخازن سنة 725، اللباب سنة 880هـ فتح القدير للإمام الشوكاني سنة 1250هـ وعشرات المفسرين كلهم يقولون أن السورة مدنية. قد يقول لي قائل: سيدنا أن هؤلاء متأخرون عن ابن تيمية فلا يمكن أن يحتمل ابن تيمية بما قاله المتأخرون من العلماء، والآن أنا لم أشر إلى هؤلاء.

وعندي دليل أوضح وأوضح من كل ما تقدم، أنه هناك منهم على هوى ابن تيمية ومن هم على نهج ابن تيمية عندما جاءوا إلى هذه السورة لم يعتنوا بكلام ابن تيمية وصرحوا بأنها مدنية. من؟ هذا الكتاب أمامكم بودي أن الأعزاء يلتفتوا، المملكة العربية السعودية، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، الأمانة العامة، الشؤون العلمية، التفسير الميسر، إعداد نخبة من العلماء، يعني كبار علماء المملكة العربية السعودية والمؤسسة الوهابية في المملكة العربية السعودية، ومقدمته بقلم معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية.

تعالوا معنا إلى فهرست هذا الكتاب وهو (التفسير الميسر) لنرى عندما يقول سورة الإنسان هل يجعلها مكية أم مدنية. أمامكم (الإنسان مدنية) يعني المؤسسة الوهابية في المملكة العربية السعودية وافقت ابن تيمية أو خالفت ابن تيمية؟

المُقدَّم: ماذا يقولون بعد هذا.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا أعلم والله، كل هذا وادعاء اتفاق أهل التفسير. قد يقول قائل: هذا التفسير الميسر غير موجودة بأيدينا.

أعزائي كل مسلم الآن جالس في بيته فليذهب ويأتي بالقرآن الكريم المطبوع في المملكة العربية السعودية وأتصور أن كثيراً من البيوت موجود فيها المصحف الشريف، القرآن الكريم هدية خادم الحرمين الشريفين، في الفهرست (الإنسان رقم السورة 76 مدنية). ومع ذلك يدعي هذا الإنسان بضرس قاطع اتفق أهل التفسير ولم يقل أحد منهم أنها مدنية. هنا عندي جملة واحدة لكل المشاهدين ولكل الباحثين ولكل طلاب الحقيقة، أعزائي لا أقل يحصل الاطمئنان بإدعاءات الشيخ ابن تيمية في كتبه أو لا يحصل؟ يعني من يقرأ يمكن أن يثق أن هذا الإنسان ... أوضح من هذا الكذب، أوضح من هذا الجهل، بيني وبين الله حتى لا أتهم الناس. أقول: إما عالم ودلس فهو مدلس كذاب أشر، وإما جاهل وادعى اتفاق أهل التفسير، وقد وجدتم أن أهل التفسير بل وجدتم المملكة العربية السعودية ومؤسستها الدينية ماذا تقول، إذن يستحق أن يكون شيخ الإسلام أو لا يستحق ذلك؟

المُقدَّم: لا يعلم أن هذه السورة مدنية أو مكية.

سماحة السيد كمال الحيدري: ويدعي أنها باتفاق أهل التفسير.

الآن أنا أقول لكم ما سبب ذلك؟ الجواب: أن الحب والبعض يعمي ويصم، إن الإنسان إذا أبغض أو إذا أحب، إذا أحب لا يرى العيوب، وإذا أبغض لا يرى المحاسن. هذه هي المشكلة، مشكلة ابن تيمية أنه مبغض لعلي وأهل بيته، مشكلة ابن تيمية أنه ناصبي من الدرجة الاولى من النواصب ولذا واقعاً تجده أنه ... لأن القرآن الكريم يقول (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً) (اتقوا الله ويعلكم الله) (ومن يتق الله يجعل له فرقاناً). الفرقان بين الحق والباطل يأتي للمتقين لا للمبغض والناصب، وهذا الإنسان ناصبي.

المُقدَّم: خالد من السعودية،ز

الأخ خالد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ خالد: أنا مداخلتي كسابقتها قبل أيام، أنه لن نصل إلى نتيجة، أنتم في الحلقة السابقة قلتم أنه يتصل علينا أحد من أهل السنة وأنا أقترح أنه عندكم في قم علماء سنة ... لو كان هناك عالم للسنة لكان أوضح.

المُقدَّم: نرجو أن تكون المداخلة علمية، يعني نحن نقول أننا يا أخوان الأشياء التي ترونها مسلمة عند ابن تيمية على الأقل تحققوا فيها. هل هذا يحتاج إلى أن يأتي ابن باز لكي يناقش في هذه القضية. أنا أسألك هل هذه القضية نقول لا تأخذ بكل ما يقول ابن تيمية كمسلمة هل هذا يحتاج إلى مناقشة وجدال وسجال.

الأخ خالد: هذا الفرق بين الأخوة الشيعة والسنة، أنا أقول ...

المُقدَّم: لا تفرق، ما هو الفرق في رأيك بيننا. لا تفرق، لا تعمم على الشيعة والسنة.

الأخ خالد: أنا أقول أنت أخي الكريم أنت رجل إعلام وتعرف أنه بهذه الطريقة لا ينبغي، لابد من وجود طرفين.

المُقدَّم: أنا درست أكثر من طريقة يمكن المناقشة بها.

الأخ خالد: أنت تعرف أن هذا صحيح، عندما يكون هناك شخصان.

المُقدَّم: يا أخي العزيز ابن تيمية يقول أن هذه السورة مكية وكل العالم والقرآن أمامك يقول مدنية. فهل تحتاج هذا إلى عالم ونقاش.

الأخ محمد من الكويت.

الأخ محمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ محمد: بسم الله الرحمن الرحيم (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراٍ) نحن نتكلم مع ابن تيمية، الأسير هل كان في مكة أو في المدينة، وشكراً لكم.

المُقدَّم: هذا السؤال يوجه لابن تيمية.

سماحة السيد كمال الحيدري: باعتبار أنه قد يطلق الأسير ... يجيب أولئك حتى نكون منصفين ويكون البحث بحثاً علمياً، أجابوا عن ذلك قد يطلق الأسير ويراد به المملوك، فيمكن أن تكون الآية ليست مرتبطة بالأسير بالمعنى الفقهي والحربي وإنما يطلق الأسير ويراد به المملوك. إذن على هذا الأساس هذه لا يمكن أن تكون قرينة دالة. ثم أن البحث ليس في الآية أنها نزلت في علي أو لا، هذا بحث آخر نبحثه إن شاء الله، البحث في ان هذه السورة مكية أو مدنية، لعلها مدنية ولكنها ليست في علي لا مشكلة لنا فيها.

المُقدَّم: حساسية ابن تيمية حول ... أنا أقول لك أنها نزلت في أهل البيت.

سماحة السيد كمال الحيدري: أريد أن أقول أن بحثنا ليس في أن الآية نزلت في علي والحسن والحسين أو لم تنزل، نريد أن نرى أن السورة مكية ونرى أن هذا الرجل محقق أو جاهل أو كذاب.

المُقدَّم: الأخ عمر من السودان.

الأخ عمر: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ عمر: وقت البرنامج لا يكفي للإجابة على الأسئلة فهذه العشر دقائق وقت قصير، فاقترح أن تستقبلوا ثلاث اتصالات أو أربعة لا أكثر ... لكي لا يفوت الوقت في الإجابة عن الأسئلة.

المُقدَّم: الاقتراحين الأوليين مشكور عليهما، يدرسان. الأخ الحربي من السعودية.

الأخ الحربي: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ الحربي: أريد أن أتطرق إلى بداية حلقتنا هذه، بدا لي أن الوهابية المعاصرون أخطر من ابن تيمية في التنظير، فابن تيمية نظر بالأمويين، ولكن الوهابية المعاصرين وعلى القنوات الفضائية ينظرون للرسول ولله، وذلك بأسئلتهم أين اسم علي في القرآن، ولماذا لم يصر النبي على كتابة الكتاب ومنعه عمر وهكذا، وهذا تنقيص أليس الأصل في القرآن الامتحان والابتلاء للناس (ولن تجد لسنة الله تبديلا) (ولن تجد لسنة الله تحويلا) (والله يعلم وأنتم لا تعلمون) (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) (قل أتعلمون الله بدينكم) أليس الأصل في ذلك هو ابتلاء الناس وامتحانهم، والسؤال هو: ما هو مصداق الابتلاء والفتنة التي فتن الله بها الناس أو أمة محمد وخصوصاً أن الملاحظ أن جميع الناس قد اتبعوا الرسول في الرسالة في الأحكام والأمور الفقهية، إذن ما هو الابتلاء أليس مصداق ذلك هو طاعة الرسول في أهل بيته وفي الخلافة؟

الأمر الثاني: نجد أن القوم بلا منطق وبلا منهج يتكلمون بلا مسلمات، أي نحن في موقف دفاع وهم في موقف هجوم، المسلمة التي يحاولون أن يبرروا لها إلا هي وضع اليد بما أن الخلافة جرت للأول والثاني فهذا مسلم، ولذلك هم يبررون ذلك، والأصل في ذلك أن لا تكون مسلمات، بعد وفاة الرسول مباشرة الآن نبحث النصوص والأدلة العقلية والنقلية على الخلافة فإن وجدنا حقاً مع هؤلاء اتبعناه وإن وجدنا الحق مع ذاك اتبعناه.

النقطة الثالثة: من أفضل الصحابة في واضحات النصوص وفي حياة الرسول لكي نصل إلى أنه هذا الشخص هو المؤهل للخلافة. ما ثبت لي لكي أختم النقطة الأخيرة ما ثبت لي أن طبعاً بخلاف ... لعمر وجهته أنه أصحاب استشراف المستقبل ترتب على ذلك عدة نتائج. الآن ما هو السؤال: ما هو منشأ التشيع أو من هو الذي أنشأ الفرقة الضالة على اعتبار أن كل الفرق الضالة في النار ما عدا واحدة. الملاحظ أنه بعدم كتابة ذلك الكتاب من كان مصدر ذلك هو الذي أسس للتشيع في ذلك. وهذا الأمر رتب عدة نتائج:

أولاً: هناك شيء أخفي ولم يوضح في ذلك الكتاب، ولابد أن نسأل ما هو ذلك الشيء.

المُقدَّم: اعتذر عن المقاطعة لانا أعطيناك الكثير من الوقت وهناك تساؤلات يمكن للمشاهد الكريم أن يفكر في قسم منها لكي يصل إلى النتيجة المرجوة.

المُقدَّم: الأخ إبراهيم من السعودية.

الأخ إبراهيم: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ إبراهيم: لماذا يقول الشيخ أن ابن تيمية هل هو محقق هل هو كذاب، وأنا لا أدافع عن ابن تيمية ولا عن غير ابن تيمية، ما عدا كتاب الله وسنة رسوله أخذنا به، وأقول: رفعت الأقلام وجفت الصحف. كل شيء اتضح الآن وتبين للأنام، لم يعد يحتاج إلى هذه الأمور التفصيلية التي لا تسمن ولا تغني، وأبشرك عندي 270 من أخواني الشيعة تسننوا ولله الحمد على فطور اليوم. وشكراً لكم.

المُقدَّم: سماحة السيد دقائق معدودة وكم كثير من الأسئلة.

الأخ خالد كان يقول أننا بهذا الكلام لا نصل إلى نتيجة.

سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب: أنا أتصور أن مطالعة بسيطة لبعض القنوات تجدون أن طريقة التعامل والتعددية والدخول في السجالات كونوا على ثقة لم تنتج ولن تنتج.

المُقدَّم: وخاصة على الطريقة التي تجرى عليها، يعني يكون لهذا الضيف أسلوبه ولهذا الضيف أسلوبه.

سماحة السيد كمال الحيدري: ذاك يشتم ذاك وهذا يسقط ذاك وهذا يلعن ذاك، أخي العزيز بهذه الطريقة لا أتصور أنا نصل. أنا أعطي المصادر وأنت بإمكانك أن ترجع إلى علمائك وتسألهم الشيخ الفلاني يقول هكذا هل هو صحيح أو لا. ثم أنت بإمكانكم أن تطالع الكتب وأنا لا أتصور أن هناك دليل أوضح من دليل كتاب القرآن الكريم الآن ارجع إليه فهل أحتاج أن يجلس أحد علمائكم أمامي حتى يتضح ان ما ورد في المصحف صحيح أو لا.

المُقدَّم: الحربي تكلم بكثير من القضايا.

سماحة السيد كمال الحيدري: جزاه الله خيراً ولكن النقطة المهمة التي أشار لها هو أنه أساساً نحن نفترض أنفسنا بعد رسول الله أساساً لا علاقة لنا بماذا وقع ولا نجعل ما وقع دليلاً على صحة ما وقع، يا أخي أعرف الحق تعرف أهله، يعني لا يمكن أن تكون الوقائع التاريخية دليل على صحة وشرعية ما وقع. لا نجعل الوقائع، لأن النهج الآخر يحاول أن يجعل الوقائع التاريخية دليلاً على صحة ما وقع. لا أعزائي، الصحيح لابد أن يأخذ من الكتاب والسنة كما قال الأخ إبراهيم، قال الكتاب والسنة. تعالوا معنا لنرى ما هي النصوص والروايات التي وردت في علي وما هي الآيات التي نزلت في شأن علي ونتفق من الآن أي نص يقبل وأي نصل لا يقبل. لا تقرأ لي رواية من البخاري فهو ليس حجة علي، ولا يحق لي أن أقرأ لك رواية من الكافي أو البحار لأن الكافي والبحار ليسا حجة عليك. إذن ما هي الحجة؟ الحجة هي الإجماع، لا تجتمع أمتي على خطأ، لا تجتمع أمتي على ضلالة. فإذا وجدنا نصاً صريحاً مجمع عليه صحيحاً عند ذلك يكون حجة على الجميع، عند ذلك تعالوا نتفق على هذا الأصل وندخل إلى النصوص، إذا ثبت أنه يوجد أحد أفضل من علي وآل علي بعد رسول الله بيني وبين الله الآن نعلن لكم أن الحق معكم، ولكن تعلمون جيداً بأن الأمر ليس كذلك.

وثانياً: أخي العزيز هذه الطريقة أتصور ليست عقلائية وليست أخلاقية وطريقة بائسة وفاشلة وهي أنكم تحاولون أن تأثروا على ذهنية الناس ونفسية الشيعة أنه أسلم منكم 270، هذه الطريقة طريقة متخلفة عفا عليها الزمن، وأنتم تعلمون بحمد الله أن التشيع بدأ ينتشر في كل مكان، ولولا ذلك لما حيكت مثل هذه المؤامرات التي نراها الآن.

المُقدَّم: الحقيقة بدأت تنتشر، ولا فرق بين المسلمين سوى تلك الفئة التي عزلت ...

سماحة السيد كمال الحيدري: وصارت عدوة للمسلمين.

المُقدَّم: الكل يقولون كرم الله وجهه ولهم دلالتهم في ذلك وجهة واحدة تقول لا.

سماحة السيد كمال الحيدري: لأنه لم يرَ عورة ..

المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 والحمد لله رب العالمين