أنت يا علي خليفتي من بعدي ق (6)
  • عنوان المقال: أنت يا علي خليفتي من بعدي ق (6)
  • الکاتب: سماحة السيد كمال الحيدري
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 2:1:8 23-8-1403

21/08/2011

المُقدَّم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، تقبل الله أعمالكم وصيامكم في هذا الشهر الفضيل، أتقدم لكم ولجميع المسلمين بالعزاء في ذكرى استشهاد سيد الأوصياء أبا الحسن علي بن أبي طالي عليه السلام، خليفة رسول الله، وأبا ريحانتيه الحسن والحسين، زوج الزهراء البتول الذي عبر عنه القرآن بنفس رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، أحييكم وأحيي سماحة آية الله السيد كمال الحيدري في هذه الحلقة التي تصادف مع ذكرى استشهاد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، سماحة السيد تحدثنا في الحلقات السابقة حول الحديث الشريف الذي يقول (أنت يا علي خليفتي من بعدي، الجزء السادس) هل لك أن تعطينا خلاصة عن الاستراتيجية التي اتبعها ابن تيمية في تعاطيه مع النصوص الدالة على فضائل علي عليه السلام..

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

كذلك بدوري أعزي العالم الإسلامي وخاصة أتباع مدرسة أهل البيت في هذه الليلة الأليمة وهي شهادة إمام الموحدين أمير المؤمنين عليه السلام، وافتتح كلامي بكلام كان يقوله هو عليه السلام كأنني ذكرت مراراً أن أفضل من يعرف الأئمة هم نفس الأئمة، باعتبار أنه لا يمكن معرفتهم حق معرفتهم إلا من خلال الله سبحانه وتعالى، ومن خلال البيانات القرآنية ومن خلال البيانات النبوية أو من خلال البيانات التي هم أشاروا لها ليعرفونا أنفسنا وليعرفونا المقامات والدرجات التي وصلوا إليها. من الروايات الواردة في هذا المجال ما ورد في كتاب (جامع بيان العلم وفضله، ج1، ص383، الحديث رقم 726) تأليف أبي عمر يوسف بن عبد البر، تحقيق أبي الأشبال الزهيري، دار ابن الجوزي، الرواية عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال ... ويعلق عليها المحقق ويقول (إسناده صحيح ورجاله ثقات) يقول: عن أبي الطفيل (قال شهدت علياً عليه السلام وهو يخطب ويقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شيئاً يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم عنه) أنا لا أعلم من يستطيع من الصحابة أن يدعي مثل هذا العلم، وإذا ادعى هل تصدقه الحقائق التأريخية أو لا تصدقه. هذه الحقيقة من الحقائق الثابتة بين المدرستين، فيكون عليها إجماع وإجماع أمتي لا يقع على ضلالة ... لا تجتمع أمتي على ضلالة، على خطأ. لا يكون شيء إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به. هذا فيما يرتبط بالحوادث.

أما فيما يرتبط بعلم القرآن قال: (وسلوني عن كتاب الله فوالله ما منه آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم بسهل نزلت أم بجبل). ولذا ورد في رواياتنا الواضحة والصريحة (سلوني قبل أن تفقدوني) هذا نفس المضمون الذي ورد هناك.

إذن في هذه الليلة المباركة نحن فقدنا مثل هذا الإنسان الكبير والعظيم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الذي عبر عنه الإمام الحسن كما قرأنا بالأمس قال: (لم يسبقه الأولون بعلم ولا يلحقه الآخرون).

طبعاً قد يتساءل المشاهد الكريم في هذه الليلة، وهو أنه لماذا لم نخصصها لفضائل الإمام علي ولبيان مقاماته؟

الجواب: هو كذلك، سوف نقف عند هذه القضية ولكن في الضمن أيضاً وبالعرض أيضاً سوف نقف على ابن تيمية لنرى أنه كيف تعامل مع هذه الفضائل، أنا كان بودي أن أشير إلى هذه الحقيقة وهي أن النهج الأموي ماذا فعل بتراث أئمة أهل البيت، ماذا فعل بتراث النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، ماذا فعل بتراث الإسلام، وإلا لولا جهاد وجهود الإمام علي وأولاده عليهم السلام لما وصل إلينا الإسلام الحقيقي الذي بأيدينا.

بالأمس يتذكر المشاهد الكريم نحن أشرنا إلى أن استراتيجية ابن تيمية بالتعامل مع النصوص الواردة في مناقب وفضائل ومقامات الإمام علي عليه السلام تتلخص في النقاط التالية، لذا بودي أن الأعزاء الذين هم من أهل التحقيق عندما يراجعون لابد أن يلتفتوا إلى هذه الحقيقة، لا يأخذوا كلمات هذا الرجل على أنها من المسلمات وأنه صادق فيما يقول.

المرحلة الأولى: أنه يحاول أن يسقط النصوص مباشرة بأنه يدعي أنها موضوعة، لا فقط يقول أنها موضوعة بل يدعي اتفاق أهل العلم والمعرفة على ذلك، يعني يريد أن يقول لست أنا الذي أدعي أنها موضوعة بل كل علماء المسلمين، بل أهل التحقيق يقولون أنها من الموضوعات، والذي يثق بابن تيمية يقول أيعقل أن يدعي أنها موضوعة وهي في الواقع صحيحة، يعني من يكذب مثل هذا الكذب الفاضح البين الواضح، ولكنه سيتضح للمشاهد الكريم أنه ماذا يفعل؟ أنه لا يكذب، وإنما يكذب الكذب الواضح الذي هو أوضح من الشمس في رابعة النهار.

الأمر الثاني أو الخطوة الثانية: إن لم يمكنه ذلك لورود النص في المصادر الحديثية، لا يستطيع أن يقول بأن هذا الحديث موضوع لأنه موجود في المصادر وفي أمهات المصادر أو في الكتب الحديثية، ماذا يفعل؟ يقول أن الحديث ضعيف، أو أنه لم يرد في الأمهات، طبعاً على نحو الكليات والإيهام، ولا يعرف لنا ما الكتب الأمهات حتى نعرف أنه ورد فيها أو لم يرد. هذه هي المرحلة الثانية.

المرحلة الثالثة: فإن لم يمكنه ذلك، يعني أن يسقط الحديث سندياً وسلم بصحته سنداً يأتي إلى المضمون ليفرغه عن محتواه، وبتعبير بعض المتداخلين الأعزاء قالوا بأنه يفرغ الحديث عن محتواه إلى حد الإنسان يشعر أنه لو لم يصدر هذا الحديث في حق علي من رسول الله لكان أولى، لأنه كان إلى الذم منه أقرب إلى المدح. وهذا في هذه الليلة سأشير إلى بعض الأحاديث التي هي من مسلمات فضائل علي بن ابي طالب يحاول أن يفرغها إلى درجة أنت تقول عجيب أن هذا الحديث لماذا صدر عن رسول الله، ما كان ينبغي أن يصدر عن رسول الله.

الخطوة الرابعة: فإن لم يستطع لا أن يتلاعب بالسند ولا أن يتلاعب بالمضمون، يحاول أن يخرجه عن حالة الاختصاص بعلي، وأنه مختص بعلي عليه السلام، يقول: نعم سلمنا هذه فضيلة ومنقبة ولكن من قال لكم أن هذه الفضيلة من مختصات علي، لأنه إذا ثبت أن هذه الفضائل من مختصاته عليه السلام سيكون له دور في إثبات أحقيته بالخلافة بعد رسول الله. حتى لو لم نقبل بنظرية النص، يعني إذا رفضنا نظرية النص وهي ثابتة في محلها وسيأتي بعد ذلك. لو رفضنا وبطبيعة الحال عندما نأتي ونجد أن أفضل الصحابة وأعلم الصحابة وأقضى الصحابة وأزهد الصحابة وأشجع الصحابة هو علي إذن هو الأولى بأن يكون إماماً للمسلمين وله خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله.

ولذا ابن تيمية بهذه الإستراتيجية واقعاً ملتفت إلى النكتة، ولهذا أي شيء بعد أن لم يستطع أن يسقطه سنداً أو أن يسقطه مضموناً يحاول أن يشرك الغير معه، لماذا؟ حتى يقول أن هذا ليس دالاً على الأمارة وإنما هذا مشترك بينه وبين غيره، فإذا كان يريد بهذه يستحق الأمارة والخلافة بعد رسول الله والولاية بعد رسول الله فغيره أيضاً توجد، لماذا لا تقولون، بل يتصاعد، هذه بل للارتقاء واقعاً أعبر عنها، بل يترقى، ماذا يقول؟ يقول: لا في فقط أن هذه الصفة التي موجودة عند علي بل في الصحابة ما هو أحسن مما موجود عند علي، فإذا كانت هذه كافية للأمارة فغيره أولى بالأمارة. هذه المرحلة.

ثم وليس بعزيز على بني أمية وجهاز الوضع عند معاوية ومن جاء من بني أمية، أن يضعوا الأحاديث بهذا الاتجاه، فإن لم يجد حتى أحاديث موضوعة من بني أمية بهذا الاتجاه، عبروا عنها المرحلة السادسة أو السابعة لا أعلم، يدعي وجود روايات صحيحة السند في ذلك وفي الواقع هي روايات مكذوبة ضعيفة، ولكن يصرح بأنها صحيحة وعندما تراجع كتب التحقيق وكتب الرجال تجد أن الرواية من الروايات الضعيفة.

إذن هذه المراحل الخمس أو الست التي أشرنا إليها ولذا على الباحث وعلى المحقق وعلى العالم وعلى طالب الحقيقة أياً كان وخصوصاً أولئك الذين يثقون ثقة عمياء بالشيخ ابن تيمية ومحمد عبد الوهاب والعثيمين وغيره لابد أن يلتفتوا، أنا لا أطالبهم بأن ما أقوله صحيح، ولكنه بودي أن ما أذكره هنا لا أقل يراجعوه. ابحثوا بأن هذا الذي أقوله صحيح أو ليس بصحيح, ولا يخرجن أحدكم على القنوات والفضائيات أن السيد الحيدري يقطع ولا يقرأ مقدمة الكلام ... اذهبوا أنتم واعرفوا الحقيقة وانظروا بأنه يوجد ما قبل شيء هذا الكلام أو ما بعد هذا الكلام شيء أو لا؟ إذن أحاول إن شاء الله تعالى في هذه الليلة بإذن الله تعالى بالقدر الذي يسمح الوقت أنه أجد الشواهد الدالة على تطبيق هذه الاستراتيجية، وإذا صح هذا واقعاً أن أدعو من هنا أولئك الذين يريدون أن يكتبوا رسائل الماجستير والدكتوراه هذا هو موضوع رسالة ماجستير وهو أنه واقعاً هذه الإستراتيجية التي أشرت إليها يحفظوها جيداً ثم يدخلوا في تراث ابن تيمية ليجدوا شواهد هذه الاستراتيجية، ويكون من الكتب القيمة التي من خلالها سيثبت بشكل واضح وصريح أن هذا الإنسان كان واحداً من أهم أهدافه هو القضاء على التراث النبوي الذي ورد في حق علي وأهل بيت علي.

المُقدَّم: إضافة إلى ذلك سيكون هذا المشروع مشروع تنقيح للتراث الإسلامي.

سماحة السيد كمال الحيدري: وهذا الذي يؤدي من الناحية الفكرية ...

المُقدَّم: نتقارب.

سماحة السيد كمال الحيدري: أنا لا أريد أن استعمل التقارب، لا أقل يتعرف أحدنا على الآخر. ولا يتهم أحدنا الآخر.

المُقدَّم: لأن ابن تيمية خلق جبهتين في داخل الأمة، يعني عمل على هذا الأمر ... جبهتين متبغاضة أئمة أهل البيت في مواجهة الصحابة مع انه ليس كذلك.

سماحة السيد كمال الحيدري: مع أنه في الواقع ليس كذلك، بل أئمة أهل البيت في مواجهة الخط الأموي والنهج الأموي والإسلام الأموي.

المُقدَّم: نعود إلى الشواهد التي استخدمها أو الشواهد التي يمكن أن تدل على استخدام ابن تيمية لهذه الاستراتيجية التي أشرتم لها.

سماحة السيد كمال الحيدري: طبعاً هذه الشواهد ليس بالضرورة بشكل حرفي سوف تكون ضمن الخطوات والمراحل الخمس أو الست التي اشرنا إليها، لعله فيها شاهد من الشواهد نجد ثلاث أو أربع خطوات يطبقها على نص واحد. هذا معناه أنه يخشى أنه الخطوة الأولى لم تؤثر فانتقل إلى الخطوة الثانية وأخشى أن الخطوة الثانية لم تؤثر فأنتقل إلى الخطوة الثالثة وهكذا.

وسيتضح للمشاهد الكريم.

المورد الأول: ما ورد في (منهاج السنة، ج4، ص475) في هذا الموضع من الكتاب بتحقيق محمد رشاد سالم، نشر دار الفضيلة بأربع مجلدات، والطبعات المؤلفة من ثمان مجلدات في (ج8، ص165) ينقل حديث رجوع الشمس ورد الشمس لعلي بن أبي طالب، يقول: (عن أسماء بنت عميس قال: كان رسول الله يوحى إليه ورأسه في حجر علي فلم يصلي العصر حتى غربت الشمس فقال النبي صلى الله عليه وآله: صليت يا علي؟ قال: لا. فقال رسول الله: اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فأردد عليه الشمس، فقالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعدما غربت) ما هو موقف ابن تيمية من الرواية؟ يقول: (لكن المحققون) من هم المحققون؟ أيضاً على الإبهام (لكن المحققون من أهل العلم والمعرفة بالحديث يعلمون أن هذا الحديث كذب موضوع). من الأساس من جذره، اجتثت من كتب الأحاديث، كذب موضوع. هذا كلام شيخ الإسلام الأموي ابن تيمية.

لا أطيل عليكم كثيراً لأنه قلت لكم الآن لا أريد أن أدخل في هذه الليلة أن كل نص أذكر الأدلة الدالة على صحة الرواية، وإلا قد وقت البرنامج كله ينتهي في حديث واحد.

فقط أريد أن أرجع إلى كلمات الأعلام المحققين لتروا أنهم وافقوا ابن تيمية في هذا الكلام أو اتهموه أنه ليست محققاً في هذه المسألة لا أقول أكثر من ذلك.

هذا كتاب (شرح مشكل الآثار، ج1، ص68 من مقدمة الكتاب) للإمام المحدث الفقيه المفسر الطحاوي، تحقيق شعيب الأرنؤوط، وهو من المحققين المعاصرين، مؤسسة الرسالة، من أولئك الذين صححوا هذه الرواية المحدث الطحاوي، هو يقول كذب موضوع، والإمام الطحاوي يصحح هذه الرواية، ولذا اضطر ابن تيمية أن يتهم الإمام الطحاوي ويسقطه عن العلم وعن المعرفة ويقول جاهل بالحديث لأنه صحح رواية رد الشمس.

يقول: (وذكر شيخ الإسلام في منهاج السنة وهو بصدد الطعن في حديث رجوع الشمس إلى علي الذي صححه الإمام الطحاوي) ذكر ماذا؟ (بأنه) الإمام الطحاوي (لم يكن معرفته بالإسناد كمعرفة أهل العلم به) إذن جاهل بعلم الحديث مع أنه من الأئمة المحدثين. يقول: (وهذا الحكم من شيخ الإسلام تعوزه الدقة فأنه ما من حافظ من الحفاظ ينزه عما وقع فيه الإمام الطحاوي) واقعاً الإمام الطحاوي من الأئمة الكبار ... إلى أن يقول: (قال صاحب أماني الأحبار وهو ممن يزكي ابن تيمية) يعني هواه هوى ابن تيمية (ويعجب به ظاهر كلام العلامة ابن تيمية على أنه حكم هذا الحكم على الإمام أبي جعفر الطحاوي) يتعجب من ابن تيمية كيف تحكم على أن الإمام الطحاوي ليس من أهل العلم بالمعرفة بالحديث (وقد أخرجه من أئمة النقد) يعني أخرج الطحاوي (لأنه صحح حديث رد الشمس والإمام الطحاوي ليس بمتفرد في تصحيح هذه الرواية). ليس فقط الإمام الطحاوي حتى تطعن فيه أنت (وقد وافقه) التفتوا إلى عبارة أحد المحققين المعاصرين (وقد وافقه غير واحد من الأئمة المتقدمين والمتأخرين) من الأئمة لا من العلماء في الدرجة الثانية والثالثة والرابعة، من أئمة الحديث ومن أئمة النقد ومن أئمة الرجال، ولكن هذا الإنسان الناصبي الحاقد على علي ماذا يقول؟ يقول كذب موضوع.

وهذا الذي استغربه أن البعض يخرج على الفضائيات ويقول أنه لم يثبت سند صحيح لهذا الحديث، والمحقق شعيب الأرنؤوط يقول (وقد وافقه غير واحد من الأئمة المتقدمين والمتأخرين ورجحوا قوله) قول الإمام الطحاوي (على قول ابن تيمية) هذا هو المورد الأول.

المورد الثاني أو الشاهد الثاني: على الطريقة، أعزائي وضع يده على أهم النصوص التي ... وأنتم تعلمون رد الشمس لشخص هذا ليس أمراً عادياً، يعني المنظومة الشمسية رسول الله يقوم بإعجاز فيها حتى يصلي علي، وهي معجزة من معاجز النبي، رد الشمس من معاجز النبي، غير مرتبطة بعلي.

المُقدَّم: السنة الكونية تتوقف.

سماحة السيد كمال الحيدري: وأوقفها رسول الله لأجل صلاة علي، لا فقط لأجل علي، بل لأجل أن يصلي علي، وما أدراك ما علي؟!

المورد الثاني في (منهاج السنة، ج2، ص544) تعلمون من الأمور الثابتة تأريخياً والثابتة حديثياً أن رسول الله صلى الله عليه وآله عندما جاء إلى المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار وبين بعض المهاجرين والمهاجرين وبين بعض الأنصار والأنصار، وكانت تقوم هذه الحركة النبوية المباركة إلى أن يقرن القرين إلى القرين، يعني يحاول عندما يؤاخي بين أثنين من حيث الأخلاق ومن حيث الصفات ومن حيث التقارب، لابد أن تكون حتى يؤاخي لأنه عندما يؤاخي لابد أن يتقاسموا كل إمكاناتهم. فآخى بينهم وبين علي وهذه فضيلة ما بعدها فضيلة، لأنه في ضمن الموجودين في المهاجرين الخليفة الأول، وقد آخى رسول الله بين أبي بكر وعمر، ولكن آخى بينه وبين علي، يعني جعله ... لذا أخو رسول الله من أين جاءت؟ هذه الأخوة أي معنى لها؟ له حديث لا أريد أن أدخل فيه. ما معنى الأخ؟ الأخ في اللغة قد يستعمل في البعد النسبي، أقول هذا أخ لفلان باعتبار أنه ولد من أبوين أو من أب أو من أم، ولكن قد تستعمل الأخوة والأخ بمعنى المثلية، يقولون إن وأخواتها، ما معنى أخواتها؟ يعني مثيلاتها (كلما دخلت أمة لعنت أختها) ما معنى أختها؟ نظيرتها ومثيلتها. إذن الأخوة هنا يعني أن علي كان نظيراً لنبي الله، مثيلاً له، نظيراً له، قريباً منه، بل أقرب الصحابة إليه.

المُقدَّم: وبتعبير القرآن هو نفس رسول.

سماحة السيد كمال الحيدري: وهو أدق من الأخوة، هل يمكن لابن تيمية وللأمويين أن يتحملوا هذه المنقبة لعلي، انظروا ماذا قال؟ قال: (أما حديث المؤاخاة فباطل موضوع) خط أحمر وانتهت القضية، صدر الأمر الأموي أنه باطل (فباطل موضوع، فإن النبي لم يؤاخ أحداً) لم يجعل لنفسه أخاً (ولا آخى بين المهاجرين بعضهم مع بعض) حتى ينفي الأخوة بين النبي وعلي (ولا بين الأنصار بعضهم مع بعض. نعم، آخى بين المهاجرين والأنصار).

أنا أقول ما يقوله واحد من هوى ابن تيمية يعني على الخط العام لابن تيمية، في (فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ج8، ص734) للحافظ ابن حجر العسقلاني، طبعة دار طيبة، يقول: (وأنكر ابن تيمية في كتاب الرد على ابن المطهر الرافضي المؤاخاة بين المهاجرين وخصوصاً مؤاخاة النبي لعلي، قال ... وهذا رد للنص بالقياس) هذا كلام مؤدب، وإلا أي قياس، أنا لا أعلم أي قياس يوجد في قبال هذا النص النبوي الواضح. إذن يصرح ابن حجر أن هذا نص نبوي ثابت ولكن رده لا بالقياس بل رده بحقده وبغضه ونصبه لعلي، هذا الذي جعله لا يستطيع أن يتحمل علياً.

الشاهد الثالث: من الشواهد المهمة هذا الشاهد أنا أتصور كان ينبغي على الشيخ ابن تيمية أن يقبله أكثر من غيره وعلى الجميع أن يقبله، لأن هذا الشاهد شهد به عمر، أنا لا أتصور ... يا أعزائي لا تقبلون رسول الله وتردون على رسول الله، تجتهدون في قبال نص رسول الله، هذا عمر، هذا الخليفة الذي تعتقدون بأنه الشخصية الثالثة بعد رسول الله، وهو يقول لنا أن علي كان أقضانا.

المُقدَّم: بمعنى أكثرنا علماً.

سماحة السيد كمال الحيدري:  الآن أنا لا أريد أن أفسر، المهم من يعترف؟ الخليفة الثاني، وأنتم تعلمون أن الاعتراف سيد الأدلة، يقول: علي أقضى مني، يعني الخليفة الثاني، علي أقضى من أبي بكر الخليفة الأول، فما بالك بمن دون الأول والثاني. ماذا يقول هذا الإنسان؟

في (منهاج السنة، ج4، ص371) انظروا ماذا يقول هذا الرجل في هذا الحديث؟ يقول: (وأما قوله) قول ابن مطهر الحلي (قال رسول الله أقضاكم علي فهذا الحديث لم يثبت وليس له إسناد تقوم به الحجة). هذا أمامكم (صحيح البخاري، ج3، كتاب التفسير، باب قوله ما ننسخ من آية أو ننسها) إلى أن يقول: (عن ابن عباس قال عمر: أقرأنا ابي وأقضانا علي) هذا في البخاري، ج3، ص460. قد يقول قائل: سيدنا هو لا ينفي الحديث بل يقول أنه لم يرد عن رسول الله بل لعله ورد عن عمر.

كان بإمكانه أن يقول أن ابن المطهر نقل الرواية عن رسول الله وهذا النقل غير دقيق وإنما النص عن عمر.

ولكن انظروا إلى التعليل الذي فيه طعن في علي، لا يكتفي وإلا الذي يريد أن يقول هذا النص نقله ابن المطهر عن رسول الله، والجواب: لا، أنه لم يرد عن رسول الله وإنما هو من الخليفة الثاني عمر بن الخطاب. ماذا يعلق على الحديث، انظروا إلى هذا الإنسان؟ يقول: (أقضاكم علي والقضاء يستلزم العلم والدين) فلا يقول المقدمة الثانية (فهذا الحديث لم يثبت) يعني وحيث علي لا علم له ولا دين إذن فهذا الحديث مضمونه باطل. أنا بالأمس قلت انتظرونا غداً سأبين أنه يطعن في دين علي لا في عدالة ومناقب علي فقط. يقول: (والقضاء يستلزم العلم والدين فهذا الحديث لم يثبت). قد يقول قائل: لماذا فرع الفاء على هذه الجملة، هذا التفريع كيف أن هذه المقدمة أثبتت؟ الجواب: لأنه إنسان خبيث جداً أضمر مقدمة، علماء المنطق يقولون بعض المقدمات مطوية، وهنا مقدمة مطوية لأنه لا يستطيع أن يصرح بها، إذا صرح بها أن علياً لا علم له ولا دين، فهذا خلاف نص حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وأنه والقرآن لا يفترقان. إذن مقابل نص رسول الله، فلذا قال هذه الجملة. هذا أولاً.

إذن أعزائي انظروا ماذا يفعل؟

أولاً قال السند غير تام، وثانياً طعن في المضمون، كيف؟ طعن في علي أنه لا دين له ولا علم، حتى لو ثبت فهذا الحديث باطل.

وثالثاً قال: (وقول عمر علي أقضانا) إشارة إلى ما ورد في صحيح البخاري (قول عمر علي أقضانا إنما هو في فصل الخصومات في الظاهر مع جواز أن يكون في الباطن بخلافه) أنا لا أعلم من أين جاء بهذا التفسير، مع أن الخليفة الثاني يقول أقضانا علي، ولم يقل في الظاهر، ولا يحتمل أن تثبت منقبة وفضيلة لعلي عليه السلام.

هذا المورد الثالث.

المُقدَّم: هذه أبسط الموارد التي يمكن الرجوع إليها.

سماحة السيد كمال الحيدري: بل من الواضحات، ولكنه هو هذا ديدن هذا الرجل.

الشاهد الرابع، بودي أن أقرأ لكم النص من منهاج السنة ثم تنظروا إلى تعليقات التي هي من مسلمات التاريخ الإسلامي ولكن انظروا ماذا يقول هذا الرجل، في (منهاج السنة، ج4، ص283 و 284) بعد أن ينقل (قال الرافضي) يعني ابن المطهر (ما رواه الجمهور كافة أن النبي لما حاصر خيبر تسع وعشرين ليلة وكانت الراية لأمير المؤمنين فلحقه رمد أعجزه عن الحرب، وخرج مرحب يتعرض للحرب فدعا رسول الله ابا بكر فقال له: خذ الراية فأخذها في جمع من المهاجرين ولم يغني شيئاً) لم يستطع فعل شيء (ورجع منهزماً، فلما كان من الغد تعرض لها عمر فسار غير بعيد ثم رجع بخبر أصحابه فقال النبي: جيئوني بعلي عليه السلام غداً أعطي الراية لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) انظروا تعليقات هذا الرجل. يقول: (والجوب من وجوه) وهذه من مسلمات التاريخ (المطالبة بتصحيح النقد) من قال أن هذه الرواية ... طبعاً هو يعلم أن الرواية صحيحة فلهذا لابد أن يشكك لابد أن نطالب ونراجع أنها صحيحة أو غير صحيحة. ثم قال: (إن علياً كان غائباً عن خيبر) إذن أول طعن أن علياً لم يكن موجوداً في خيبر، الصحابة كانوا موحودين وعلي كان يتخلف عن رسول الله، والقارئ لا يلتفت، وهذه من الأمور التاريخية (لم يكن حاضراً فيها، تخلف عن الغزاة) التفتوا إلى العبارة المدروسة، التخلف، لا أن رسول الله أبقاه، لا لا، تخلف، حتى أنت عندما ترجع إلى القرآن والمخلفون، الذين تخلفوا وهكذا الآيات القرآنية التي تكلمت عن أولئك النفر الذين ... طبعاً كله ذم ولكنه بأدب وبطريقة خبيثة ملتوية مستورة لا يلتفت لها إلا من يعرف نوايا هذا الناصبي والمبغض لعلي. (تخلف عن الغزاة لأنه كان أرمد، ثم أنه شق عليه التخلف) في المرة الثانية (عن النبي فلحقه) ندم أنه لماذا لم أخرج مع رسول الله فخرج وهو أرمد (فقال النبي قبل قدومه لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه، ولم تكن الراية قبل ذلك لأبي بكر ولا لعمر) هذا من أين جئتم بها، فهذه من الاكاذيب (ولا قاربها واحد منهما) حتى نقول أنهما فشلا وانهزما (بل هذا من الأكاذيب) أبداً أبداً التاريخ لا يحدثنا عن هذا.

إذن أعزائي التفتوا جيداً:

أولاً: أثبت أن علياً كان متخلفاً عن خيبر.

ثانياً: برأ الخليفة الأول والثاني أنهما لم ينهزما ولم يأخذا الراية.

ثم لم يتكلم ولم يعلق على هذه الجملة (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه) في النتيجة كان علي مصداقاً لها، بينكم وبين الله ابحثوا كل التاريخ الإسلامي حديث واحد متفق عليه بين الشيعة والسنة رسول الله يقول في حق أحد من أصحابه المتفق عليه أنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.

تقول: سيدنا ما هي خصوصية هذا الحديث؟

أقول: خصوصيته هذه، لأن هذا يكون مصداقاً لقوله في سورة آل عمران (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) إذن كان علي من المتبعين مطلقاً لرسول الله، وإلا لم يكن محبوباً لله، لأن الآية قالت (قل إن كنتم تحبون الله) قد جنابك تحب ولكن الله لا يبادلك الحب، من قال: أنت إذا أحببت شخصاً أو شيئاً ذاك الشخص يبادلك، قد يبغضك وقد لا يحبك، ولكن متى يبادلك الله الحب؟ إذا كنت متبعاً اتباع مطلقاً لخاتم الأنبياء وهذا النص قال: (ويحبه الله ورسوله) إذن كان تابعاً مطلقاً لرسول الله صلى الله عليه وآله. ولذا أحبه الله في الأحاديث الصحيحة الواردة من المدرستين (ما زال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت بصره الذي ينظر به، وكنت لسان الذي ينطق به، وكنت يده التي يضرب بها أو يبطش بها) يعني هذا الوجود يصير وجود رباني، وجود قدسي، حقاني كله. ولذا لم يعلق على هذه الجملة. فقط وضع يده على أمرين: أولاً تخليص وتبرئة الخليفة الأول والثاني، وثانياً الطعن في علي وأنه تخلف.

أعزائي انظروا في (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج38، ص97) تحقيق الأرنؤوط، كونوا على ثقة عشرات من المصادر نقلت هذه القضية التاريخية وصححتها، هذا الذي يقول من الأكاذيب الرواية عن عبد الله (حدثني عبد الله بن بريدة حدثني أبي بريدة، قال: حاصرنا خيبر، فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد عمر فخرج فرجع ولم يفتح له، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد فقال رسول الله: أني دافع اللواء غداً إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له، فبتنا طيبة نفوسنا أن الفتح غداً، فلما أن أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله صلى الغداة ثم قام قائماً فدعا باللواء والناس على مصافهم فدعا علياً وهو أرمد) أي منصف لا أقول شيئاً آخر، أي منصف إذا كنت من أهل الحق أين في هذا النص أن علياً تخلف عن خيبر؟! وأنه أبو بكر أخذ الراية ثم عمر فرجعا ولم يفتح، هذا من الأكاذيب. التفتوا إلى النص أنا بودي ان يرجعوا. هذا رقم الحديث ... قال: (حديث صحيح). هذه في سبع حركات، تعرفون الحركات في علم التجويد تتقنونها، عندنا حركتين وعندنا ثلاث حركات وأربع حركات وخمس حركات وأعظمها سبع حركات التي تكون الحروف متشددة متلاصقة بعضها مع بعضها، هذه (حديث صحيح) أريد أن أقرأها بسبع حركات ....

ومع ذلك هذا الإنسان الذي يدعي أنه كذا يقول من الأكاذيب، يعني من مسلمات الكذب هذه.

المُقدَّم: هذا مشكلته مع رسول الله ومع رب العالمين.

سماحة السيد كمال الحيدري: بل مشكلته مع الإسلام، هؤلاء لم يؤمنوا. لانه صريح قال: (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق).

وفي كتاب (خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) وأنا أنصح الأعزاء أن يطالعوا هذا الكتاب، لأنه بسبب هذا الكتاب قتل النسائي، قالوا له لماذا كتبت في علي ولم تكتب في معاوية، فقال: ماذا أكتب في معاوية، وهل يوجد شيء غير لا أشبع الله بطنه، فضرب وضرب وضرب إلى أن أخرج من المسجد وقتل. للإمام النسائي في (ص29، رقم الحديث 15) قال: (سمعت أبي بريدة يقول فأخذ اللواء أبو بكر ولم يفتح له وأخذه من الغد عمر ... إسناد صحيح، أخرجه أحمد في المسند وفي الفضائل والبيهقي في الدلائل وأخرجه المصنف في السنن الكبرى كتاب السير ...).

وإن شاء الله تعالى أعد المشاهد الكريم بإذن الله تعالى هناك مناقب أساسية أخرى أنكرها نقف عليها إن شاء الله تعالى في الليلة القادمة.

المُقدَّم: أبو سامي من ألمانيا.

الأخ أبو سامي: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو سامي: عظم الله أجورنا وأجوركم، سيدي أن الإنسان العاقل ليقف حائراً أمام ما يلفقه ابن تيمية في كتبه وبراعته في قلب الحقائق وأنا أرى أن غسل الادمغة الذي وصل إليه ابن تيمية في جزء من المسلمين والأدهى والأمر هو موافقة البعض له فيما يقوله عن الإمام علي وآل بيته، وبالخصوص في عصرنا هذا، عصر التقدم والعلم، أنا لا أعلم كيف يقبل هؤلاء ما قاله القرآن عن أولاد وزوجات الأنبياء كابن نوح ولوط وأبناء لوط ويقبل ابن تيمية استاذهم حتى بمجرد الإشارة في عدالة الصحابة، ويقيم القدم لأهل البيت، هل يوافقني السيد أن هؤلاء وأستاذهم يريدون فصل السنة المتمثلة في القرآن والعترة الشريفة ويهدموا السنة الحقة، لقولهم يوم الرزية كفانا كتاب الله، وقد أصبح ذلك القول مدرسة يأتم بها هؤلاء إلى يومنا هذا.

المُقدَّم: أنا أتصور أن مجمل أبحاث السيد الحيدري تذهب إلى هذا الرأي.

الأخ عبد الله من السعودية.

الأخ عبد الله: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ عبد الله: أولاً أنا سني وأتشرف بأني سني، الأمر الثاني يا أخ حيدري إذا كنت ترى وأنا والله أني أحبكم جميعاً وجميع أهل السنة ... فلماذا هذا القدح في هذا الكلام.

المُقدَّم: تحب ابن تيمية أم رسول الله.

سماحة السيد كمال الحيدري: أنا أحب رسول الله وأحب جميع علماء المسلمين ... أنا أريد أحاججك، أنا إنسان عامي ولكن اريد من الشيخ الحيدري إن كان له أدلة كثيرة على أن ابن تيمية لا يحب علي.

المُقدَّم: لا تكرر المكررات، ما نقلناه ليست استنتاجات عقلية أو تأويلات أو غير ذلك، ما نقلناه نص موجودة تحبه أو لا تحبه ليس من خصائص البرنامج، لديك مسألة علمية أطرحها.

الأخ عبد الله: لماذا لا تطرح هذه الأسئلة على قناة صفا.

المُقدَّم: ما دخل هذا المبحث بقناة فلان أو فلان؟ لديك رد على ما يقوله ابن تيمية عما قلناه من كتب ابن تيمية فتفضل، لديك إشكال فتفضل، أما هذا الكلام فلا هو من النقاش ولا هو من الجدال العلمي في شيء.

معنا الأخت أم علي من فنلندا.

الأخت أم علي: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخت أم علي: أحببت أن اعتذر عن الشخص الذي تكلم قبل قليل، أنا مستبصرة وفي الحقيقة استغرب كيف توجد هذه الأحاديث في الخليفة الرابع، أنا من أهل السنة وما هي الجرأة على الخليفة الرابع، فهو خليفة كل المسلمين فعلي بن أبي طالب هو الخليفة الرابع، فما معنى هذه الأحاديث ولماذا هي موضوعة، ولماذا الانتقاص من شخصية الإمام والسب والشتم له. لماذا لا نسمع من علماء أهل السنة العدول الذين لا يتبعون بني أمية كما يدعون، إنكار هذا الأحاديث. واستغرب لماذا يقولون أن السيد الحيدري يبتر هذه الأحاديث، السيد الحيدري وضع بين أيديكم الكتب وشيء جميل ورائع أنك تقدم بالصفحة والجزء ... سيدنا هناك شيء أريد أن أقوله: الإمام علي عليه السلام قال: ما حاججني عالم إلا وغلبته وما حاججني جاهل إلا وغلبني. ابن تيمية وشيوخ الوهابية ليس عندهم حق ولا باطل. عندما قلت أقضاكم علي التي قال عمر اعترضوا عن أن علي أقضاكم، عندما يذكر هذا الأحاديث علماء السنة، كان رد الوهابية بأن هذه الفضيلة لمن؟ لأبي بكر وعمر، لماذا فضيلة؟ لأن هذا تذكر لهم، وليس أن الإمام علي أعلم منهم.

المُقدَّم: محمد من السعودية.

الأخ محمد: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ محمد: أعجبني هذا البحث الذي يحث على التوازن والاعتزال النظري للصحابة كلهم، دون الخوض في الاعلى أو الأقل، وبالنسبة لما ذكر لقول ابن تيمية وأن علياً قد تخلف وذكر عذراً وإذا ذكر العذر يبطل العجب عند ذلك ... فقد قال تخلف لأنه كان يشتكي الرمد في عينه، بغض النظر عن صحة أو ... فهو ليس فيه طعن إذا تخلف رجل إذا كان فيه مرض وأنتم تعلمون أن العينان أغلى ما يملك الإنسان، وكيف يرى وهو أرمد العينين.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذا تكرار للبحث.

الأخ محمد: أنا لا أكرر.

سماحة السيد كمال الحيدري: قولك إذا ذكرت العلة فلا يوجد طعن.

الأخ محمد: إذا ذكر بأن أمير المؤمنين علي رضي الله وقد ذكر في منهاج السنة وقال أمير المؤمنين قد تخلف لأجل الرمد الذي كان بعينه، فعندما يقال بأن علي...

المُقدَّم: هذه وضحت أنت تفسر كلام ابن تيمية أن تخلف الإمام كان بسبب الرمد.

الأخ محمد: هل هذا يدل على طعن ابن تيمية في علي.

المُقدَّم: الأخ نايف من السعودية.

الأخ نايف: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ نايف: عنوان الحلقات هو حديث (يا علي أنت ولي كل مؤمن من بعدي) فما علاقة هذا الحديث بطعن ابن تيمية بالإمام علي، لماذا يكون عنوان الحلقات.

المُقدَّم: ما علاقة هذا الحديث بفضائل الإمام علي أو طعن ابن تيمية في فضائل الإمام علي، سماحة السيد تردون على هذه الأمور التي طرحت وبعد ذلك إذا كان هناك من الوقت نأخذ الاتصالات. الأخ محمد يقول أنه ذكر عذراً.

سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز أنا أريد أن أقول: أولاً لماذا عبر بالتخلف، أخي العزيز الإنسان المريض قلبياً لا يستعمل تلك الألفاظ القرآنية التي فيها ذم، لأن القرآن ذكر أن أولئك الذين تخلفوا (وعلى الثلاثة الذين تخلفوا) عبر هذه التعبيرات، هذه التعبيرات فيها إيهام، كان بإمكانه أن يقول أن علياً عليه السلام أن علياً رضي الله عنه لم يحضر خيبر لأنه كان ... لا أنه يؤكد مرتين. هذا أولاً. وثانياً: يكذب على التاريخ، أخي العزيز ثبت العرش ثم انقش، أبي دليل تقولون أن علياً قد تخلف، حتى لو سلمنا معكم أن هذا الرجل عندما عبر تخلف ليس قاصداً الطعن أو ليس يومئ إلى الطعن، لماذا يكذب على التاريخ، لماذا يكذب على علي، لماذا في خيبر حيث بلغت فيها القلوب الحناجر، والأمة كانت بين الحق والباطل بين أن يعبد الله وأن لا يعبد، علي بن أبي طالب يجلس في بيته، أهذا منطق. كل الصحابة يخرجون وهم بجوار رسول الله وهم مع رسول الله إلا علي، لا يهتم برسول الله ولا بمصير الإسلام.

أعزائي كونوا على ثقة أقسم لكم بالله أقسم لكم بالله إذا هذا الكلام كان يقولوه شيعي أو عالم آخر، يقول تخلف عمر وتخلف أبو بكر لأقمتم الدنيا وما أقعدتموها. ولقلتم أنه يطعن في الصحابة، ولكن لأنه علي وفي قلوب أولئك مرض تقولون هذا.

المُقدَّم: هذه المشكلة تهاون في حق علي.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا مشكلة، يعني قولوا ما تريدون في علي.

المُقدَّم: لا أقول في حق ابن تيمية، يعني ما أسمعه اليوم من الاتصالات يعني للأسف الشديد الاتصالات ...

سماحة السيد كمال الحيدري: الأخ الذي قبله يقول أنا أحب ابن تيمية، وجدتم أحد الأخوة يقول كل المسلمين يحبون ابن تيمية، هذا كلام غير صحيح، كثير من علماء المسلمين نقدوا بل كفروا بل أثبتوا أنه ناصبي مبغض لعلي، كيف تقول أن كل أهل السنة يحبونه، هذا أولاً. وثانياً أنا أسألك بينك وبين الله تحب ابن تيمية مع كل هذا الكذب الذي يدعيه، ومع كل هذا التدليس الموجود أو تبرأ نفسك عن حبه مع كل هذا الكذب. أي منهما؟

المُقدَّم: لو ثبت لك أنه ناصبي ويبغض أهل البيت هل ستبقى تحبه.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذا معناه أنك بينك وبين الله تدافع عن ابن تيمية حتى لو خالف الله حتى لو خالف رسول الله. وهذا ما يؤدي بنا أن نقف عند هذه القضية. كونوا على ثقة لو أن تراث ابن تيمية وفكر ابن تيمية كان قد انتهى مع ابن تيمية أنا ما كنت أقف عنده طويلاً هنا، ولكن إنما أقف لأنه إلى الآن هناك مدرسة تسوق من قبل أتباع ابن تيمية وهم الأمويون الجدد أتباع محمد بن عبد الوهاب.

المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.