17/08/2011
المُقدَّم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، تقبل الله أعمالكم وصيامكم في هذا الشهر الفضيل، مطارحات في العقيدة يأتيكم مباشرة من قناة الكوثر الفضائية في قم المقدسة، موضوع حلقة اليوم (حديث رسول الله: يا علي أنت خليفتي من بعدي، القسم الرابع) أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، خلاصة لما تقدم لكي نبدأ بحث الليلة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع لا اريد أن أكرر ما ذكرته في الحلقة السابقة ولكني أشير إلى الحقيقة المرة والخطيرة التي أشار إليها ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان، مضطر إلى قراءة هذه العبارة مرة ثانية حتى تنتظم الأبحاث في هذه الليلة، ابن حجر في (لسان الميزان، ج8، ص552) اشار إلى حقيقتين: الحقيقة الأولى التي أشار لها قال: (لكنه) الشيخ ابن تيمية في رده على ابن مطهر الحلي (لكنه رد في رده) على ابن مطهر الحلي (كثيراً من الأحاديث الجياد) الجيدة وأنتم تعلمون لفظ واصطلاحات الجيدة يشمل الصحيحة والحسنة، والصحيح أعم من أن تكون صحيحة لذاتها أو صحيحة لغيرها، والحسنة أعم من أن تكون حسنة لنفسها او حسنة لغيره. المهم باصطلاح عام نعبر عنها بروايات معتبرة يمكن الاستناد إليها أعم من أن تكون صحيحة أو حسنة. هذه هي الدعوى الأولى.
الدعوى الأولى أنه رد في رده كثيراً، التفتوا إلى العبارة لا رواية أو روايتين ... قال: (لكنه رد في رده كثيراً من الأحاديث الجياد) إذن الدعوى الأولى التي يدعيها الشيخ ابن حجر العسقلاني يدعيها على الشيخ ابن تيمية أنه رد كثيراً من الأحاديث الجياد والمعتبرة.
الأمر الثاني: قال: (ولزم من مبالغته لتوهين كلام الرافضي) الحلي (الإفضاء أحياناً إلى تنقيص علي) إذن الدعوى الثانية أن ابن تيمية في كتابه منهاج السنة لا أريد أن أقول كثيراً ولكنه كما قال ابن حجر أحياناً تنقص من علي عليه السلام. ولا أريد أن أتهم الرجل الآن في هذه المرحلة أنه تعمد تنقيص علي ولكن قال كلاماً هذا الكلام يقول ابن حجر العسقلاني لازمه ذم علي بن أبي طالب وتنقيص علي بن أبي طالب، وأنتم تعلمون على الموازين التي يقولها هؤلاء القوم عدالة الصحابي أنه يحق لأحد أن يتنقص صحابياً أو لا، بغض النظر عن هذا الصحابي، لا نتكلم عن كونه أحد العشرة ا لمبشرة بالجنة، لا نتكلم عن كونه من أهل البيت الذين أذهب الله عن الرجس، لا نتكلم عنه أنه أحد الخلفاء الأربعة، لا نتكلم عنه أنه نفس رسول الله، لا نتكلم عنه أنه من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني، هل هذا على جانب، صحابي جليل هل يحق لأحد أن يتنقصه أو لا، حسب نظرية عدالة الصحابة هل يحق لأحد أو لا يحق؟ أنا أتصور أنه لا يوجد مسلم يقول أنه يحق له ذلك.
هاتان دعويان لابد ان نتأكد منها، يعني لا نكتفي بكلام ابن حجر العسقلاني في كتابه لسان الميزان، وهذا ما عرفه مني المشاهد الكريم أنه لا اكتفي كلام عن أحد لاتهام شخص آخر، لا لا، لابد أن نرجع إلى تراثه وكتبه ومؤلفاته ونرجع إلى ما قاله هو عن نفسه.
إذن في المقام توجد عندنا دعويان التي ذكرها ابن حجر العقسلاني، الدعوى الأولى أن ابن تيمية رد كثيراً من الأحاديث الجياد والصحيحة. الدعوى الثانية أنه أحياناً أدى هذا الرد إلى أن يتنقص علياً وأن يؤدي إلى انتقاص علي عليه أفضل الصلاة والسلام.
المُقدَّم: نترك عدم القبول بالكثير من الروايات الجياد بحسب تعبير ابن حجر العسقلاني ونأتي إلى الشق الثاني وهو التنقيص من أمير المؤمنين، هل هناك يعني نحن نريد نثبت أو ننفي هذه المقولة. هل هناك بينة وشواهد تثبت هذا الأمر.
سماحة السيد كمال الحيدري: كما قلت أن هذا هو منهج هذا البرنامج ... وهنا في جملة واحدة أوجه كلامي إلى الأعزاء في كل مكان واقعاً لا تقبلوا كلام أحد على أحد، وإنما لابد أن تقوم البينة على ذلك، يعني أنا لا أريد أن أقول (إن جاءكم فاسق بنبأ) بل قولوا إن جاءكم مجهول بنبأ فتبينوا، القرآن أشار أنه إن جاءكم فاسق، لا، في الواقع الآن مواقع الانترنت والفضائيات والكتابات ينسبون الشيعة قالوا بتحريف القرآن الشيعة يقولون أن الوحي أخطأ وبدل أن ينزل على علي بن أبي طالب نزل على رسول الله، الشيعة يقولون كذا كذا ... دلونا أين قالوا ذلك. وفي المقابل قد يتهم السنة أنهم يقولون كذا، أن الأشاعرة يقولون كذا، أن الصوفية يقولون كذا، أن المعتزلة يقولون كذا. أعزائي ارجعوا إلى كتبهم المعتبرة وإلى أعلامهم ورموزهم المعتبرين لتتأكدوا أن هذه الحقيقة واقعة أم لا.
على هذا الأساس لا أطيل على المشاهد الكريم ندخل على الخط مباشرة، وهو أنه هل توجد شواهد على ذلك. طبعاً لن أعلق بل نبين الحقائق ونضعها بين يدي المشاهد الكريم المنصف المؤمن أهل العلم والمحققين وطلاب الحقيقة من أي جهة كانت، والحكم لهم أنهم ماذا يقولون أن هذا الرجل واقعاً هل هواه أموي أو هواه من أهل السنة، لأنا قد ميزنا في السابق وقلنا أنه بين علماء المسلمين يوجد اتجاهان: الاتجاه الأول هو الاتجاه الأموي الذي يقوم على أساس بغض علي وعلى أساس رد كل فضيلة ومنقبة لعلي عليه السلام.
الشاهد الأول: يقول الشيخ ابن تيمية، ولا تستغربوا سنقرأ لكم نصاً نصاً (أن علياً قبل بلوغه كان يعبد الأصنام) وبعد ذلك يثبت أنه بحكم الكافر. أنه كان يعبد الأصنام، فإن قلت: أين صار كرم الله وجهه، يقول: هذه علماء المسلمين يقولونها وإلا نحن أتباع النهج الأموي نقول شيئاً آخر، هذا الذي قلته أن هذا المفصل الذي يفصل الشيخ ابن تيمية عن علماء المسلمين، أنتم تعلمون أن علماء المسلمين جميعاً عندما يذكرون علياً يقولون كرم الله وجهه، لم يسجد لصنم قط. وهو يصرح أنه كان يعبد الأصنام وهو صغير.
الأمر الثاني: يقول (أنه كان بحكم الكافر وهو صغير قبل إسلامه) تقول لماذا كان بحكم الكافر؟ قال: لأنه ولد من أبوين كافرين فإذا ولد من أبوين كافرين فهو بحكم الكافر أيضاً، المولود من الأبوين الكافرين هو كافر أيضاً. أبين المطلب أولاً ثم بعد ذلك أقرأ النصوص. فإن قلت: المشهور أن أول من أسلم علي، ولكن هم قولوا لا تقولوا أول من أسلم علي بل قولوا أول من أسلم من الصغار علي، وأول من أسلم من الكفار فلان وفلان وفلان. طبعاً من حيث الزمان علي أول من أسلم، يعني في الرتبة الزمانية علي، ولكنهم أرادوا أن يميعوا هذه القضية فقالوا من الصغار علي ومن الكبار فلان وفلان وفلان.
فإن قلت لابن تيمية: كيف تقول بأنه بحكم الكافر وهذا الصغير وهذا الطفل أسلم قبل بلوغه؟ يقول: باعتبار أنه لم يثبت أن إسلام الصبي مقبول عندنا. فوجوده كعدمه. وإنما يقبل إسلام البالغ، أما إسلام غير البالغ لا أقل يوجد فيه قولان بين العلماء قول يقول نعم، وقول يقول لا، إذن إسلام الصغير محقق أو مشكوك فيه؟ مشكوك فيه. إذن نبقى على الأصل وهو أنه ولد من أبوين كافرين فهو بحكم الكفار.
أنا لا أريد أن أقول شيئاً بل أترك الحكم للمشاهد الكريم، الشاهد الأول يقول أن علياً عليه السلام كان يعبد الأصنام في صغره، وأنه بحكم الكافر. فإن قلت: أسلم، يقول: في إسلامه شك لأنه لا يعلم أنه يقبل إسلام غير البالغ. سيدنا أين يقول هذا الكلام الذي تتهم به شيخ الإسلام ابن تيمية؟
في (منهاج السنة في نقض كلام الشيعة القدرية، ج4، ص545) لابن تيمية، واقعاً أنا أؤكد أنه منهاج السنة وفي الأعم الأغلب لا أقول في السنة النبوية لأنه لا أعلم أنه واقعاً السنة النبوية أو السنة الأموية، تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، دار الفضيلة، طبعاً في النسخة المؤلفة من ثمان مجلدات في (ج8، ص285) تحقيق محمد رشاد سالم، يقول: (الثالث: أن يقال قبل أن يبعث الله محمداً لم يكن أحد مؤمناً من قريش لا رجل ولا صبي) إشارة إلى علي سلام الله عليه (لا رجل ولا صبي ولا امرأة ولا الثلاثة) يعني الخليفة الأول والثاني والثالث، يعني بعبارة أخرى إذا كان القرار أن الأول والثاني والثالث ثبت أنهم ليسوا بمؤمنين قبل البعثة فالكل كذلك، لأجل حفظ كرامة هؤلاء الثلاثة لابد أن ننفي إيمان كل أحد حتى يتساووا وإلا إذا ثبت إيمان البعض ولم يثبت إيمان هؤلاء الثلاثة يلزم أفضيلة إيمان هؤلاء على هؤلاء الثلاثة. قال: (لا رجل ولا صبي ولا امرأة ولا الثلاثة) وأخاف أن تشكوا أنه لم ينفي علياً، أنه قال: (ولا علي) حتى تتأكد أنت أنه ... (وإذا قيل عن الرجال أنهم كانوا يعبدون الأصنام) يعني الثلاثة (فالصبيان كذلك) أنا لا أعلم أن الصبيان يعبدون في حال الصغر أو لا. المهم أنا فقط أريد أن أضع علامات استفهام. قال: (وإذا قيل عن الرجل أنهم كانوا يعبدون الأصنام فالصبيان كذلك) أخاف تشك أنه لا يشمل علي فقال (علي وغيره).
إذن المشكلة في علي، المشكلة في علي لابد أن نقف أمام نور علي، بأي طريق حتى نحاربه وهو صغير، يا أخي الآن هو صغير ثبت إيمان أو لم يثبت إيمانه ... يقول لا، إذا ثبت إيمان علي وعبادة علي وأنه لم يسجد لصنم فبطبيعة الحال سوف تثبت أفضليته على جميع الصحابة، لأنه لم يثبت لصحابي أنه لم يسجد لصنم قط.
المُقدَّم: أين عبد علي هذه الأصنام.
سماحة السيد كمال الحيدري: بلا دليل، إلا أن يقول ابن تيمية ولي حديث معه في مكان آخر، إلا أن يقول ابن تيمية ومن قال لكم أن رسول الله لم يسجد لصنم، ذاك بحث آخر، الآن لا أريد أن أتهم الرجل، أريد نصاً واضحاً ولعله في الوقت المناسب سأبين أن هذا الرجل ماذا يطعن رسول الله قبل البعثة، ذاك حديث آخر، أما الآن فباعتبار أن حديثي في علي بن أبي طالب لا أريد أن أداخل الموضوعات كما هو منهجي في هذا البرنامج.
فيما يتعلق برسول الله هل يعتقد أنه كان على الإيمان أو كان على الكفر، يصرح في بعض الأنبياء أنه لا دليل على أنهم لم يكونوا كفاراً، طبعاً إلى الآن أنالم أجد تصريحاً واضحاً بأنه أن رسول الله كذلك، ولكن في شعيب وغيره يقول لم يثبت عندنا أن الأنبياء لم يكونوا كفاراً، كانوا كفاراً ثم صاروا مؤمنين، كأي إنسان عادي.
الشاهد الأول أن علي عابد للأصنام في صغره.
الأمر الثاني: قال: (وإن قيل كفر الصبي ليس مثل كفر البالغ) قد يقول قائل: كفر الأول والثاني والثالث وسجودهم للأصنام يختلف عن كفر وسجود علي للأصنام؟ يقول: (فإن قيل كفر الصبي ليس مثل كفر البالغ. قيل: ولا إيمان الصبي مثل إيمان البالغ) إذا أنتم نزلتم مرتبة الكفر فنحن ننزل مرتبة الإيمان، فإذا ثبتم إيمان علي إذن المرتبة الدانية وليست المرتبة العالية. (فأولئك يثبت لهم الإيمان والكفر وهم بالغون وعلي أيضاً) وكأنه لا يوجد غير علي في البحث (وعلي أيضاً يثبت له حكم الكفر والإيمان وهو دون البلوغ) تقول: بأنه يمكن أن يكون كافراً ويمكن أن يكون مؤمناً علي، في النتيجة كان كافراً أو مؤمناً أي منهما؟ يقول: (والصبي المولود) هذا جواب عن هذا السؤال (والصبي المولود بين أبوين كافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا باتفاق المسلمين) وحيث أن علياً ولد من أبوين كافرين فهو كافر. وبحكم الكفار. بحسب مدعياته.
إذن الأمر الأول أنه كان عابداً للأصنام في الصغر، والأمر الثاني كان بحكم الكافر في الصغر.
فإن قلت، هو يقول لا أنا (فإن قلت: أسلم) لماذا تقول بحكم الكفر، افترضوا على صغره أسلم ما هو الجواب، يقول: هذا الإسلام لا يمكن أن يقبل.
في (ج4، ص156) من منهاج السنة، وفي طبعة الثمان مجلدات في (ج7، ص155) قال: (الرابع: قوله وهذه الفضيلة لم تثبت لغيره من الصحابة ممنوع) يعني أسلم قبل غيره من الصحابة (فإن الناس متنازعون في أول من أسلم) وأنا لا أعلم من هم المتنازعون وهذه هي طريقته يجعل القضية مبهمة حتى يقول أنه يوجد اتفاق أو لا يوجد، (فقيل أبو بكر أول من أسلم فهو أسبق إسلاماً من علي) ولم يثبت هذا بضرس قاطع أن علياً أول من أسلم، ولكن من حيث الزمان أول من أسلم. نعم بإمكانكم أن تقولوا شيئاً آخر، (وقيل أن علياً أسلم قبله) إذن حتى في الزمان يريد أن يرددها بين الخليفة الأول وبين علي (لكن علي كان صغيراً وإسلام الصبي فيه نزاع بين العلماء ولا نزاع في أن إسلام أبي بكر أكمل وأنفع فيكون هو أكمل سبقاً بالاتفاق وأسبق على الإطلاق على القول الآخر) إذن كل الهم هذه المنقبة يريد أن يسحبها من علي، لماذا كل ذلك؟ حتى يتساوى الغير من الصحابة معه.
المُقدَّم: حتى يتساوى علي بمعاوية.
سماحة السيد كمال الحيدري: ولعله ولا أريد ان أأتي بالأسماء، هذا الشاهد الأول، إذن الشاهد الأول بشكل واضح وصريح.
الشاهد الثاني يقول أنه عندما نقايس بين علي وبين غيره من الصحابة الكبار والأعيان نجد أنه غريب أن علياً كان مبغوضاً من الصحابة يسبه الكثيرون ولكن بخلاف الصحابة الآخرين فلان وفلان هؤلاء كان يحبهم الصحابة وسيجعل لهم الرحمن وداً، أما علي عندما نصل إليه نجد أن كثيراً من الصحابة ماذا كانوا يفعلون؟ يبغضونه ويسبونه. أين هذا الكلام؟ في (منهاج السنة، ج4، ص145) وفي طبعة الثمان مجلدات (ج7، ص137) (إن الله قد أخبر أنه سيجعل للذين أمنوا وعملوا الصالحات وداً) التفتوا إلى المدخل ما هو (وهذا وعد منه صادق) ماذا يريد أن يستنتج؟ فإذا وجدتم أن الصحابة يحبونهم إذن هؤلاء مصداق للوعد الإلهي الصادق، أما إذا أبغضوهم إذن يشك أنهم من الذين أمنوا وعملوا الصالحات. هل يلتفت المشاهد الكريم إلى ماذا يريد أن يقوله في حق علي (وهذا وعد منه صادق ومعلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم لاسيما الخلفاء لاسيما أبو بكر وعمر، فإن عامة الصحابة والتابعين كانوا يودونهما وكانوا خير القرون ولم يكن كذلك علي) المشكلة مع علي سلام عليك يا إمام المتقين.
المُقدَّم: وهل أشار إلى عثمان؟
سماحة السيد كمال الحيدري: أبداً، كان يقول لاسيما الخلفاء ولكن مباشرة ... ولكنه فقط علي خارج من الخلفاء (ولكن لم يكن كذلك علي فإن كثيراً من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه). هذا نص الشيخ ابن تيمية. إن كثيراً من الصحابة كانوا يبغضون علياً ويسبون علياً ويقاتلون علياً، ذكر ثلاثة أوصاف.
سؤالي هنا: أولاً في اعتقادي هذا كذب آثم وكذب باطل جزماً، أين الدليل على ان الكثير من الصحابة كانوا يبغضون علياً ويسبونه؟ ما هو الدليل التأريخي والدليل الحديثي، أين الدليل؟
وثانياً: وهذا أخطر من الأول، أنا أعتقد أن الشيخ ابن تيمية في هذه القضية واقعاً غفل عن أمر خطير جداً وهو أنه بهذا البيان أثبت نفاق هؤلاء الصحابة لأن رسول الله قال في حق علي (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) إذن كثير من الصحابة يكونوا منافقين، أيقبل أحد منكم هذا التصريح أيها المسلمون في العالم، أتقبلون هذا التصريح من الشيخ ابن تيمية أنه يتهم كثيراً من الصحابة بأنه كانوا من المنافقين. اتركوا إلى مدرسة أهل البيت ومبانيها، على مباني مدرسة أهل السنة هذه الدعوى لا توجد في أي كتاب من كتب علماء أهل السنة، فقط موجودة في الكتب الأموية وفي النهج الأموي حتى يقولوا للناس أن علياً لم يكن محبوباً وكأن الشيخ ابن تيمية نسي أن رسول الله قال يا علي من أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله، إذن كثير من الصحابة كانوا من المبغضين لله ولرسوله.
المُقدَّم: ويريد أن يجعلها سنة.
سماحة السيد كمال الحيدري: وبعبارة أخرى قد يقول قائل: لماذا ابن تيمية الشيخ ابن تيمية يريد أن يقول؟ يريد أن يقول أيها الناس إذا أبغضتم علياً فلا عتب عليكم، لأن كثيراً من الصحابة ... سنة ... كثيراً من الصحابة ... لا أريد أن أقول سنة لأنه لم يقل كذلك. لا تستبعد ولا تستغرب ولا تجعله أمراً بدعياً فأن كثيراً من الصحابة وهم عدول ولكن يبغضون علياً، وهم عدول ولكن يسبون علياً، ولا مشكلة في (فمن سب علياً فقد سبني ومن سبني فقد سب الله) لا مشكلة في ذلك، لماذا؟ حتى يقول كله توجيه لفعل معاوية ولبني أمية، لأن هؤلاء أبغضوا علياً وسبوا على المنابر علياً، وقاتلوا علياً وأهل بيته من بعده حتى يقول هذه مثلمة ومثلبة أو ليست كذلك، لا، لا عيب، يبقى صحابي جليل، يبقى أمير المؤمنين، يبقى من أكبر كتاب الوحي وغيره. تقول: كان يبغض علياً؟ يقول: هذه ليست جديدة بل وبتعبير الأستاذ علاء هذه سنة الكثير من الصحابة.
المُقدَّم: ونحن ملزمون بها ربما.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا لا أريد أن ألزمه ولكن أعزائي التفتوا هذه السموم يريد أن يبثها بين المسلمين ابن تيمية، ولذا لا تستغربون أنا قلت مراراً وتكراراً أن هذا الرجل يريد أن يبث النصب والعداء والبغض لأهل البيت ولكن بظاهر المحبة والمودة وغيرها.
أشرنا إلى الشاهد الأول والشاهد الثاني.
الشاهد الثالث وهو من أخطر الشواهد: إن الله يرضى لرضى فاطمة وإن الله يغضب لغضب فاطمة. ماذا يريد أن يفعل الشيخ ابن تيمية، يريد أن يثبت أن علياً كان قد أغضب فاطمة، لا فقط أغضبها، من آذاها فقد آذاني، يريد أن يثبت أن علياً آذى فاطمة، لماذا؟ من الأسباب أنه باعتبار أن الخليفة الأول ثبت أنه آذاها كذا وكذا ... القضية جداً مدروسة من الشيخ ابن تيمية في هذا المجال، أين يقول هذا المعنى؟ في (منهاج السنة، ج2، ص665) وفي طبعة الثمان مجلدات (ج4، ص242) يقول: (إنه لا يعرف من النبي أنه عتب على عثمان في شيء وقد عتب على علي في غير موضع). إذن عاتب علي في كثير من الموارد، منها (فإنه لما أراد أن يتزوج بنت أبي جهل اشتكته) وهذه من الأكاذيب الأموية في صحيح البخاري، وإن شاء الله له محله في الوقت المناسب سنقف عنده ولكن الآن أريد أن أنقل ما ينقله هذا الرجل من صحيح البخاري (فأنه لما اراد أن يتزوج بنت أبي جهل اشتكته فاطمة لأبيها وقالت أن الناس يقولون أنك لا تغضب لبناتك) كأن القضية انه لا ينطق ولا يفعل عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، كأن القضية قضية عائلية وقضية أمور أسرية وقضية تغضب بناتك ... ,الله تنزيل من مقام النبي وتنزيل من مقام الزهراء، فإذا كان من حق علي أن يتزوج بأكثر من واحدة فما المحذور في ذلك؟ وهل يمكن لرسول الله أن يقف أمام حكم هو جاء به في القرآن الكريم، هل هذا منطقي.
(لما أراد أن يتزوج بنت أبي جهل اشتكته فاطمة لأبيها وقالت أن الناس يقولون أنك لا تغضب لبناتك، فقام رسول الله خطيباً) وأنا لا أعلم لماذا خطيباً ولم يبعث على علي ويتكلم معه، لماذا يعلن الإعلان العام ... كله كذب في كذب في كذب كله للطعن في علي للطعن في فاطمة، بل أكثر للطعن في رسوله وأنه ماذا يحركه، لا أن يحركه الأمر الإلهي وإنما تحركه العواطف والقضايا الجاهلية وهو أنه بنته قالت له أنت لا تغضب لبناتك فقام خطيباً في الناس (وقال أن بني المغيرة استأذنوني أن يزوجوا ابنتهم علي بن أبي طالب وأني لا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن) أنا لا أعلم بأنه أي منطق هذا رسول الله يتكلم به أو ما ينسب إلى رسول الله القرآن يقول يحق له وهو يقول لا آذن (إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي ويتزوج ابنتهم فإنما فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها) هذا الحديث جاءوا به في ذيل هذه القضية ليقولوا أن مصداقه علي لا أن مصداقه فلان وفلان وفلان أبداً. (يؤذيني ما آذاها) علي أول من انطبقت عليه هذه المقولة. يقول: (ثم ذكر) رسول الله في الخطبة العامة (ثم ذكر صهراً له) التفتوا كيف يغمز في علي وفي إيمان وعدل وزهد علي (ثم ذكر صهراً له من بني عبد شمس) يعني من الأمويين، التفت مدح للأمويين وطعن في الهاشميين، فرائحة الوضع تجدها تزكم الأنوف أو لا تزكمها، واضح من عبد شمس وهاشم وأن رسول الله كان يعتب على علي ولكنه كان يقول لي صهر من بني عبد شمس (حدثني فصدقني) يعني كان صادقاً (ووعدني فوفى لي) يعني علي لا صدق ولا وفى. إذن بني أمية من الذين يصدقون وبني هاشم من الذين يخونون ويكذبون. ومع ذلك يقولون سيدنا أين الدليل على أن هذا الرجل أموي الهوى، هذا الذي قلته مراراً أن ابن تيمية من المنظرين للنهج وللإسلام الأموي (والحديث ثابت صحيح أخرجاه في الصحيحين ...) ثم يذكر مجموعة من القضايا التي عتب فيها مثلاً، وكذلك في الصحيحين وهي من الروايات الأموية (لما طرقه وفاطمة ليلاً) وقف على بابهما (فقال ألا تصليان) باعتبار أنهما لم يصليا صلاة الصبح أو صلاة الليل وليس مهما (فقال علي إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا فانطلق رسول الله وهو يضرب فخذه ويقول: وكان الإنسان أكثر شيئاً جدلاً) يعني علي يجادل في، أنا أقول أجلسوا ...
من حق المشاهد الكريم أن يسأل هذا السؤال: لعله قد يقول قائل أنه آذى فاطمة ليس دائماً مذموماً بل قد يكون آذى فاطمة ممدوح ومحمود، تقول: عجيب هل يعقل أن الإنسان يؤذي فاطمة ويكون ممدوحاً، يقول: نعم، إذا كان لله فيه رضا. من قال بأنه كل آذى لفاطمة فيه ذم وأنه آذى رسول الله هو سقط الله سبحانه وتعالى. لا، إذا كانت فاطمة تتأذى من أمر هو حق فلتتأذى ولا مانع، لأنا نريد أن نطيع الله ورسوله كما هو الحال في مسألة فدك بالنسبة إلى الخليفة الأول، آذاها ولكن آذاه كان لله ولإطاعة رسول الله، تقول: لعله علي بن أبي طالب أيضاً عندما فعل هذا الفعل لم يكن يقصد أن يؤذيها، كان يريد أن يعمل بالسنة ويتزوج، هذا العذر مقبول لعلي ... يقول: لا، فرق بين علي وبين من آذاها من الصحابة فأن أولئك آذوها لله ولرسوله وعلي آذاها لغرض نفسي دنيوي شهوي لنفسه. وأنا لا أعلم أن هذا كان في نية علي وفي قلب علي وكان في عقل علي وكان عنده علم الغيب هذا الإنسان الأموي والناصبي بلا ريب.
تقول: سيدنا هل يعقل أن ابن تيمية يتكلم عن صحابي كعلي بن أبي طالب من المبشرين بالجنة بهذه اللغة.
انظروا ماذا يقول في (منهاج السنة، ج2، ص672) يقول: (فيقال أن فاطمة إنما عظم آذاها لما في ذلك أذى أبيها، فإذا دار الأمر بين أذى أبيها وأذاها كان الاحتراز من أذى أبيها أوجب) لأن الخليفة الأول خاف أن لا يطيع فيلزم أذى رسول الله (لكن المقصود أنه لو قدر أن أبا بكر آذاها) وهذا باتفاق العلماء وروايات صحيح البخاري (فلم يؤذها لغرض نفسه بل ليطيع الله ورسوله) إذن آذاها قربة لله (ويوصل الحق إلى مستحقه) وأما علي فلعله كان يريد أن يطبق السنة على فرض صحة الرواية، يقول: (وعلي كان قصده أن يتزوج عليها فله في آذاها غرض) علي بن أبي طالب مريض ويريد أن يؤذي متعمداً فاطمة، له غرض، ثم يضرب مثالاً يقول: (بخلاف أبي بكر فعلم أن أبا بكر أبعد أن يذم بأذاها من علي وأنه إنما قصد) يعني أبو بكر (طاعة الله ورسوله بما لا حظ له فيه لأمر دنيوي وإنما كان لأمر اخروي، بخلاف علي فأنه كان له حظ في ما رابها به).
شيخنا ابن تيمية اضرب لنا مثالاً؟ يقول: (هذا من قبيل وأبو بكر من جنس من هاجر إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، وهذا لا يشبه من كان مقصوده امرأة يتزوجها) ومن كانت هجرته لامرأته يتزوجها فهجرته إلى ما نوى إليه (والنبي يؤذيه ما يؤذي فاطمة إذا لم يعارض ذلك أمر الله). هذا بحث آخر.
أريد أن أذكر قضية وإن كانت خارجة عن البحث في جملة واحدة:
السيد المرتضى من الوجوه والأعلام ومن مراجع زمانه، حدثت قضية ذم فيها الشاعر المعروف أبو العلاء المعري الذي كتب على قبره (هذا ما جناه عليّ أبي وما جنيت على أحد) كان تشائمياً، ومن أراد أن يعرف كثيراً عن المعري فليقرأ ما كتبه طه حسين عنه. لعله خير ما كتب عن المعري.
كان السيد المرتضى قد ذم في قضية المعري، فدخل في يوم من الأيام المعري مجلس السيد المرتضى، وعندما استقر به المجلس تمتم مع نفسه: لك يا منازل في القلوب منازل. وجدوا أنه اعتلى الغضب على وجه السيد المرتضى قال: أخرجوه، بعد ذلك قالوا له سيدنا ما الذي حدث. قال: هذا الإنسان وذكر كلمة الآن لا أريد أن اقولها، قال: هذا الإنسان إنما ذكر صدر بيت في صدر قصيدة فيها يوجد إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل، أراد أن يقول لي بأن ذاك الذم الذي ذكرته ذاك شهادة على أن كامل.
ابن تيمية في جملة من الأحيان يستعمل هذا الأسلوب الخبيث يقول: فعل الخليفة الأول يشبه هذا وفعل علي يشبه ذاك.
الآن تعالوا إلى هذا الفعل لنرى ما هي حقيقته؟
وهو ماذا قال عنه في كتبه الأخرى حتى يتضح ماذا يريد أن يتهم ... هنا لم يقل شيئاً، فقط اشار كما أشار المعري والعاقل تكفيه الإارة.
الحديث أصله في (صحيح البخاري، ج1، كتاب الإيمان، باب41 ما جاء أن الأعمال بالنية) (عن عمر أن رسول الله قال الأعمال بالنية ولكل أمرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه) يعني هدفه الشهوة إما شهوة جنسية وأما غرضه ... ولذا قال عمله يشبه الخليفة الأول عمله يشبه هذا وعلي بن أبي طالب يشبه ولم يقرأ الرواية.
ما المحذور في ذلك إن كان يريد دنيا يصيبها؟ يقول: لا، لأبين لكم أن هذا غرضه إذا كان دنيا يصيبها هذا من الشرك الخفي فإن علياً كان في ذلك الوقت مبتلى بالشرك، يتكلم مع صحابي، يعترضون علينا لماذا تنتقدون الصحابة وتعيبون عليهم، ولا يلتفتون إلى نهجهم الاموي في اتهامهم للصحابة بالشرك.
في (مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، ج10، ص214) جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، طبع بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، 1425هـ قال: (إنما الاعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى ... وهذا الأصل هو أصل الدين) يعني الهجرة إلى الله والهجرة إلى الدنيا أو إلى امرأة (وبحسب تحقيقه يكون تحقيق الدين وبه أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وإليه دعا الرسول وعليه جاهد وبه أمر وفيه رغب وهو قطب الدين والشرك غالب على النفوس) إذن من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهو موحد والذي هجرته إلى دنيا أو إلى امرأة فهو مشرك (والشرك غالب على النفوس وهو كما جاء في الحديث وهو في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل) إذن عندما ... التفتوا لما يقوله في منهاج السنة عندما يقول هذه الجملة العجيبة يقول: (وهذا لا يشبه من كان مقصوده امرأة يتزوجها) قصده اتهام علي بالشرك الخفي، وتلميذه ابن قيم الجوزية في كتابه (مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، ج2، ص992) للإمام ابن قيم الجوزية، دراسة وتحقيق مجموعة من أساتذة العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم في السعودية، الدكتور علي القرعاوي، دار الصميعي، الطبعة الأولى1432هـ قال: (فإن السنة بالذات تمحق البدعة) ما هي البدعة؟ يقول: (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ومن هاجر إلى غير الله فهو حظه نصيبه) يعني من البدعة لا من السنة.
إذن إلى هنا اتضح لنا ... طبعاً هذه فقط شواهد ثلاثة أو أربعة ... أنه كان يعبد الأصنام، أنه كان يجري عليه حكم الكفر، أنه كان مبغوضاً من قبل الصحابة، أنه آذى فاطمة متعمداً لغرض دنيوي وشهوة جنسية ...
المُقدَّم: الأخ قفا من اليابان.
الأخ قفا: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ قفا: أن ضعيف باللغة العربية ومستبصر من اليابان، هناك سؤال من الآخرين المخالفين دائماً يسألونه لماذا سكت علي عليه السلام على هجوم الشيخين على باب الزهراء، فلو كان أمير المؤمنين يعبد الأصنام فلماذا يقولون كرم الله وجهه، وما هو قول الإمام محمد الباقر أن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا، ولم يتذكر ما صنعا بأمير المؤمنين، قال أمير المؤمنين في الشيخين لما هجموا على باب الزهراء قال: أيتها الغدرة الفجرة والنطفة القذرة ... هل يوجد هذا في كتبنا.
سماحة السيد كمال الحيدري: الأسئلة واضحة كانت أمامي، ولكن مجموع الأسئلة كانت تدور حول قضية ما يتعلق بالهجوم على بيت الزهراء عليه السلام، وحيث ان البرنامج ليس موضوعه هذا، لعلنا إذا وفقنا سواء في هذه القناة أو في قناة أخرى ووقفنا عند هذه الحقيقة سوف نبينها بالأدلة الموجودة في كتبنا والأدلة الموجودة في كتب القوم وأنه ماذا حدث في تلك الواقعة وأن هذه الواقعة لها أصل أو لا.
في جملة واحدة فقط أقول أنه أساساً التهديد بالهجوم على بيت فاطمة ذلك البيت الذي طالما وقف عليه رسول الله وأخذ بعضادتي الباب وقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً، الصلاة الصلاة، باتفاق علماء المسلمين أن الخليفة الثاني وقف على ذلك الباب وهدده بالحرق.
المُقدَّم: الأخ سراج من إيرلندا.
الأخ سراج: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ سراج: عندي مداخلة قصيرة أنه ابن تيمية كعادته واساليبه في المحاورات يحاول الطعن بأمير المؤمنين بصورة غير مباشرة كما ذكرتم بذكر فضائله والتشكيك بالمسلمات وأحياناً بصورة مباشرة، فترى ذلك المراوغ يتلاعب بالألفاظ والأساليب، أنه يقول في ابن ملجم الذي قتل علياً عليه السلام أنه كان يصوم ويصلي ويقرأ القرآن وكان معتقداً أن رسول الله يحب قتل علي وفعل ذلك محبة في الله ورسوله، فكيف به أن لا ينتقص من الإمام علي وأن لا يقلل من إيمان الإمام علي عليه السلام.
المُقدَّم: الأخ أبو محمد من فلسطين.
الأخ ابو محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو محمد: سؤالي في محور هذه الحلقة وفي الحلقات السابقة، فيما يرتبط بالحلقات السابقة أوردتم أدلة كثيرة وأحاديث كثيرة على أحقية سيدنا علي بالخلافة، لا شك ولا ريب أن الأنصار كانوا يعلمون بهذه الأدلة والأحاديث، إذن لماذا اجتمع الأنصار في السقيفة وأرادوا تنصيب سعد بن عبادة، يعني إذا كانوا يعلمون بهذه الأدلة، إذا كان الأنصار يعلمون الذين عاهدوا الرسول على أن لهم الجهة، لماذا أرادوا تنصيب سعد بن عبادة.
المُقدَّم: أنا لا أجيب نيابة عن السيد، لكن في هذه الحلقة أشار سماحة السيد ونقلاً عن ابن تيمية أن كثيراً من الصحابة كانوا يبغضون علياً ويشتمون علياً وكثير منهم قاتل علياً، فماذا تقول في هذا الأمر.
معنا الأخ أبو تراب.
الأخ أبو تراب: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو تراب: سيدنا الآية الكريمة (وانذر عشيرتك الأقربين) نزلت على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وجمع عشيرته ولم يقم إلا علي بن أبي طالب عليه السلام، والنبي الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى يقول: يا علي حربك حربي وسلمك سلمي، يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. هل عندما خرجت عائشة لحرب أمير المؤمنين ...
المُقدَّم: هذا خارج الموضوع، نحن لا نتحدث عن هذا بل حديثنا في موقف ابن تيمية من فضائل علي.
المُقدَّم: سؤال الأخ أبو محمد من فلسطين.
سماحة السيد كمال الحيدري: بيني وبين الله هذه القضية كما هو واضح هذه ما لم نقرأ الظروف التي حدثت بعد رسول الله وماذا حدث في السقيفة وماذا وقع وما هي الاحداث وما هي الأجواء ومن كان حاضراً لا يمكن أن نجيب على هذا السؤال، هذا السؤال ليست فتوى شرعية أو فقهية حتى نقول نعم أو لا، حلال أو حرام، واجب أو مستحب، القضية ليست جملة واحدة. الأحداث التأريخية لابد أن تقرأ جذورها ومعطياتها ولابد أن تقرأ الحاضرين، أن رسول الله بعد لم يدفن، هذه القضية التي حدثت حدثت ورسول الله بعده مسجى ولم يدفن، هؤلاء من كانوا الذين تركوا تجهيز ودفن رسول الله والصلاة على رسول الله وكان همهم الخلافة، لابد أن نسأل هذا السؤال قبل أن نسأل السؤال الآخر لماذا أن الأنصار إذا كانوا قد بايعوا ... لابد أن أولئك الذين اجتمعوا في السقيفة كان همهم رسول الله لو كان همهم السلطة بعد رسول الله.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.