29/08/2011
المُقدَّم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، الحلقة الأخيرة من مطارحات في العقيدة خلال شهر رمضان المبارك، تقبل الله صيامكم وقيامكم وطاعاتكم في هذا الشهر الفضيل، في بعض البلدان الإسلامية أعلن العيد وفي بعض آخر ينتظرون أن يكملوا العدة يوم غد أو يعلنوا العيد، لجميع المسلمين نقول أيامكم سعيدة، أهلاً ومرحباً بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، سماحة السيد نبارك لك عيد الفطر المبارك ولجميع المشاهدين. على مدى هذا الشهر كنا معكم في أحاديث متنوعة كلها تتحدث عن فضائل علي عليه السلام، هذه الحلقة تحت عنوان (حديث المنزلة، القسم السادس) بداية خلاصة لما تقدم وسنفسح المجال بمساحة أكبر للأخوة المتصلين. أذكر الأخوة المتصلين إلى أنه برنامج وجهاً لوجه مع سماحة السيد الحيدري سيأتيكم في مساء هذا الخميس في الساعة السادسة بتوقيت كرنج التاسعة بتوقيت مكة المكرمة والعاشرة والنصف بتوقيت طهران. انتظرونا في هذه الحلقة من وجهاً لوجه. سماحة السيد مباشرة فيما يتعلق بالحديث بيان ملخص لما تقدم خلال الحلقات السابقة أو الحلقة السابقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين. في المقدمة أبارك للعالم الإسلام حلول شوال وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما فيه الخير والهدى. فيما يتعلق بخلاصة ما تقدم لابد أن أشير أنه في هذا اليوم لعلي لا أوفق للدخول في متن الحقيقة التي من أجلها ورد هذا النص النبوي المبارك، ولكنه لابد أن أشير للأعزاء جميعاً أن هذا النص يعد من أهم النصوص وأعظمها وأخطرها من حيث السند والمضمون. يعني لا أبالغ إذا قلت أن هذا النص هو أهم من حديث الغدير للمضامين العالية التي يشتمل عليها هذا النص. ذكرنا في الحلقات السابقة أن هذا النص بلغ من القوة في السند إلى حد لم يستطع حتى من ينكر الأحاديث والروايات الحسنة والجياد والمعتبرة أن يشكك في صحة هذا الحديث، يعني يتذكر المشاهد الكريم في الحلقات السابقة أن الشيخ ابن تيمية شكك حتى في الروايات الجياد وفي الروايات الحسنة كما ذكر ابن حجر وغير ابن حجر قالوا بأنه يشكك والروايات في نفسها معتبرة وجياد، ولكن عندما وصل إلى هذا الحديث لم يستطع أن ينكر او يشكك في صحة هذا الحديث ولذا كان تعبير ابن عبد البر في (الاستيعاب، ج3، ص1097) قال: (وهو من أثبت الآثار وأصحها) والحق كما قال هو من أثبت الآثار وأصحها.
أما من حيث المضمون، أعتقد أن مضمون هذا الحديث لا توجد فيه مؤونة كثيرة لنفهم مضمون هذا الحديث، وذلك للقاعدة التي اشرنا إليها بالأمس وهي أن الرسول بين في هذا الحديث أن علي منزلته من محمد صلى الله عليه وآله كمنزلة هارون من موسى، والآن ببساطة نرجع إلى القرآن الكريم لنرى ما هي منزلة هارون من موسى، فإذا اتضحت تلك المنزلة عند ذلك نقف على المراد من هذا الحديث الوارد عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله. وبالأمس يتذكر المشاهد الكريم قلنا في سورة طه إشارة إلى هذا المعنى بشكل واضح وصريح قال: (وأجعل لي وزيراً من أهلي) إذن الوزارة (هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري ... قال قد أوتيت سؤلك يا موسى) واللطيف عندما نأتي إلى الروايات نجد أن هناك روايات أن رسول الله صلى الله عليه وآله طلب هذا من الله وسأل هذا من الله لعلي، نفس هذه الحقائق التي ذكرت في سورة طه سألها رسولا لله لعلي، طبعاً نحن لا نحتاج إلى تلك الرواية، إذا كانت تلك الرواية غير معتبرة السند فلا تؤثر على المقام شيئاً بل تكون شاهداً ومؤيداً لمضمون الآيات المباركة. وهذا ما ورد في كتاب (فضائل الصحابة، ج2، ص844، رقم الحديث 1158) للإمام أحمد بن حنبل تحقيق وصي الله بن محمد بن عباس قال: (سمعت رجلاً من خثعم تقول سمعت أسماء بن عميس تقول: سمعت رسول الله يقول: اللهم أقول كما قال أخي موسى، اللهم أجعل لي وزيراً من أهلي علي أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً أنك كنت بنا بصيراً).
وهنا لابد أن أشير إلى أمر وهو ... هنا عندما نقرأ الكلام نجد أنه نفس الآيات المباركة ولكن الرسول فقط أدخل فيها كلمة علي، يعني أن رسول الله حرف القرآن، كثير من رواياتنا التي ورد فيها اسم الأئمة هي من هذا القبيل، وليس فيها تحريف للقرآن حتى يدعى بأن الشيعة يقولون بتحريف القرآن، ولذا في الحاشية يقول: (مؤول من الآية رقم 34 من سورة طه) يعني بيان المصداق. هذا أشار إليه. وهذا ما صرح به في (روح المعاني، ج13، ص293) للالوسي قال: (أن النبي دعا بمثل هذا الدعاء) الذي دعا به موسى والقرآن قال قد أوتيت سؤلك يا موسى (إلا أنه أقام علياً كرم الله وجهه مقام هارون عليه السلام). وهذا واضح، وقلت لك لا نحتاج إلى رواية لأن نص حديث المنزلة يثبت هذا المعنى ولكن هذا يكون مؤيداً وشاهداً لصحة هذه الاستفادة.
إذن على هذا الأساس يتضح للمشاهد الكريم ما هي المقامات التي تثبت لعلي بحديث المنزلة يثبت له أنه وزير موسى ويثبت له أنه وزير رسول الله، ويثبت لعلي أنه يشد أزر رسول الله، ويثبت لعلي أنه شريك في الأمر في أمره، لا في الأمر، التفتوا جيداً، لا أن علياً شريك في الأمر، لا، وأشركه ... الآية لم تقل وأشركه في الأمر بل قالت (وأشركه في أمري) إذن لابد أن نعرف ما هو أمري لموسى وما هو أمري لرسول الله حتى نعرف أن أمير المؤمنين شريك في أمر رسول الله، لا أنه شريك في الأمر، هذه نقطة مهمة، لأن هذه ياء الاختصاص كما تقول كتابي ملكي بيتي جنتي ونحو ذلك.
الآن لابد أن نعرف ما هي الخصوصية التي كانت لرسول الله وكان علي شريك في ذلك الأمر المختص برسول الله، وإلا لو كان مشارك معه غيره لما كان في أمره، وسيأتي بحثه.
ولكنه مع كل هذا إذن بحسب نص الآية المباركة وبحسب هذه الروايات التي فيها شاهد لا الرواية، لا أدعي أن الرواية صحيحة مع ذلك انظروا إلى المغالطة التي يغالطها ابن تيمية في (منهاج السنة، ج4، ص263) تحقيق محمد رشاد سالم، يقول: (وكذلك هنا) يعني في حديث المنزلة (إنما هو بمنزلة هارون فيما دل عليه السياق وهو استخلافه في مغيبه). وهذا خلاف نص الآيات القرآنية، لأن منزلة هارون من موسى ليست فقط كانت الاستخلاف وإنما كانت الوزارة وكانت شد الأزر وكانت شراكة في الأمر.
المُقدَّم: الاستخلاف قضية ثانوية.
سماحة السيد كمال الحيدري: من ضمنها ولكن ليست منحصرة، سلمنا أنها موجودة. ولذا قال (استخلافه في مغيبه كما استخلف موسى هارون) موسى لم يستخلف هارون فقط، بل طلب من الله أن يكون شريكه في أمره، أراد منه أن يكون وزيراً له أراد له أن يشد أزره بنص القرآن الكريم، والقرآن الكريم قال (قد أوتيت سؤلك يا موسى) والاستخلاف ليس من خصائص علي، سلمنا معك الاستخلاف ليس من خصائص علي، الإشراك في الأمر ليست من خصائص هارون، إذا كانت من خصائص هارون فأنه يكون من خصائص علي.
إذن أنا أتصور أن القضية واضحة وضوح الشمس أننا إذا أردنا أن نقف على مضمون حديث المنزلة لابد أن نقف تفصيلاً على مقام ومنزلة هارون من موسى، فإذا وقفنا على ذلك عند ذلك نستطيع أن نقف على معرفة مقام علي من رسول الله صلى الله عليه وآله.
المُقدَّم: سمعنا ما قاله شيخ الأمويين، أنا أفضل هذه اللفظة على الشيخ ابن تيمية، ارجو منك استعمال ذلك فأنك إذا قلت شيخ الأمويين نعرف أنه ابن تيمية.
سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً لابد أن يكون هذا العنوان مختص لابن تيمية.
المُقدَّم: سمعنا على مدى حلقات ما يقوله ابن تيمية في هذا النص النبوي، ما الذي يقوله أعلام المسلمين الأخوة السنة فيما يتعلق بمضمون هذا الحديث.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعزائي سوف أكتفي بكلمات ثلاثة من الأعلام ليس أكثر، الكلمة الأولى ما ورد في كتاب (المشكل من حديث الصحيحين، ج1، ص326) للإمام أبي الفرج ابن الجوزي المتوفى 597هـ تحقيق علي حسين البواب، دار الوطن، في كلمة مختصرة لا يطيل الرجل ونعم ما قال في هذا المجال، قال في (رقم الحديث 169 على 190) (في الحديث الثامن خلف رسول الله علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال يا رسول الله أتخلفني في النساء والصبيان فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. لما شبهه في تخليفه إياه بهارون حين خلفه موسى) إذن كلما يثبت لهارون بالنسبة إلى موسى سوف يثبت لعلي بالنسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله. قال: (خاف أن يتأول متأول فيدعي النبوة لعلي عليه السلام). لأن هذا يدل على عموم المنزلة يعني كلما ثبت لهارون سوف يثبت علي، ومنه النبوة. إذن هل هو في مورد خاص أو عام؟ وإلا لو كان خاصاً لما احتاج أن ... إذا كان مطلق يحتاج إلى تقييد أما إذا كان خاصاً فهل يحتاج إلى تقييد ... أساساًَ يكون قول رسول الله (إلا أنه لا نبي بعدي) لغواً إذا كان خاصاً، كما يقول ابن تيمية مختص باستخلافه في مغيبه. فقط قضية في واقعة كما تفضلتم قضية في واقعة خاصة وليس لها عموم حتى يخشى منها، ولكن هذا الاستثناء من رسول الله صلى الله عليه وآله يكشف أن المستثنى منه عام، شامل لكل المراتب والمنازل والمقامات حتى اضطر الحديث أو البيان الصادر من رسول الله أن يستثني النبوة فقط. إذن هذا البيان من ابن الجوزي (خاف أن يتأول متأول فيدعي النبوة لعلي) لماذا يتأول متأول؟ يتأول باعتبار عموم المنزلة وأنها شاملة لكل المنازل (فقال غير أنه لا نبي بعدي).
نعم، هناك شبهة يشيرون لها أو تساؤل لأني لست مع عبارة الشبهة، يقولون إنما كانت خلافة هارون في وقت خاص في حياة موسى ويفترضون أن هارون مات في حياة موسى ولم يبقَ ما بعده، هذه يكررونها في الكتب وإن شاء الله تعالى سنقف عند هذه النقطة لنرى أن التأريخ يقول أن موسى مات قبل هارون أو هارون مات قبل موسى، إذا كان هارون مات قبل موسى قد يقال فأنه لا يشمل الإمامة فيما بعده، أما إذا ثبت العكس كما ذهب إليه الأكثر وقال البيضاوي في تفسير هذا المعنى وسيأتي بحثه لاحقاً. هذا المورد الأول.
المورد الثاني ما أشار إليه العلامة الزرقاني في كتابه (شرح المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، ج4، ص80) للعلامة القسطلاني، كتاب شرح العلامة الزرقاني المتوفى 1122هـ على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية للعلامة القسطلاني المتوفى سنة 9023هـ ضبطه وصححه محمد عبد العزيز الخالدي، دار الكتب العلمية، بيروت، هناك أشار إلى هذه النكات. قال: (قال الطيب: أنت مني، مني خبر المبتدأ) هذه من ما معناها؟ يقول (اتصالية) ما معنى الاتصالية؟ سأبينه بعد قليل. يقول: (فإن أمنوا إيماناً مثل إيمانكم) رسول الله يقول لعلي، فسر مني بمعنى الاتصال (قال أنت متصل ونازل مني منزلة هارون من موسى وفيه تشبيه) يعني شبه مقام علي بمقام هارون. (ووجه الشبه مبهم) طبعاً هذا الكلام فيه مغالطة، لأن وجه الشبه مبهم أو بينه القرآن الكريم؟ في سورة طه بين وجه الشبه. ولكن مع ذلك حتى لو قبلنا أن وجه الشبه مبهم، التفتوا ماذا يقول؟ يقول: (ووجه الشبه مبهم بينه) من؟ رسول الله (بقوله إلا أنه لا نبي بعدي، فعرف أن الاتصال المذكور بينهما ليس من جهة النبوة بل من جهة ما دونها وهي الخلافة). سلمنا وقبلنا أن وجه الشبه مبهم، وإن كنا قد بينا أنه مبهم أو غير مبهم؟ غير مبهم وهو واضح بنص القرآن الكريم. ولكن لو سلمنا أن وجه الشبه مبهم يقول فقط استثنى مقام النبوة يعني باقي المقامات كلها لعلي، ومن تلك المقامات أشركه في أمري. قال: (ولما كان المشبه به إنما كان خليفة في حياة موسى) التفتوا جيداً هذه النقطة ... يقول إذن لا تدل على الخلافة بعد رسول الله، وإن كان هو يذكر يقول (ومر في أحد قولي البيضاوي الأكثر أن موسى مات قبل هارون) إذن هارون كان بعد موسى، فيكون خليفة من بعده أيضاً وهذا ما نقوله في علي وأهل بيته.
وتبقى نكتة أشير لها وسيأتي تفصيلها بعد ذلك، هذه النكتة أشار لها في (روح المعاني، ج13، ص318) للالوسي، يقول: (فمن تبعني فأنه مني) في ذيل الآية 36 من سورة إبراهيم (يحتمل أن تكون من تبعيضية فأنه مني يعني جزء مني، أي فأنه كبعضي) هذا الاحتمال الاول في (مني) عندما قال (فمن تبعني فأنه مني) (ويحتمل أن تكون اتصالية) ما معنى اتصالية؟ يقول: (كما في قوله لعلي كرم الله وجهه أنت مني بمنزلة هارون من موسى) ما معنى الاتصالية؟ (أي فأنه متصل بي لا ينفك عني في أمر الدين). أنا لا أعلم هل يوجد تصريح من النبي في حق صحابي أنه قال أنه متصل بي لا ينفك عني في شأن من شؤون الدين.
المُقدَّم: يعني كل ما يقوله علي هو مني.
سماحة السيد كمال الحيدري: يعني من إما تبعيضية فيكون علي جزءاً من رسول الله بعضاً من رسول الله، وإما اتصالية، وبه يتضح الروايات التي قالت حسين مني وأنا من حسين، ما معنى حسين مني؟ يعني متصل، شأن من شؤوني. كما أنه الآن تقول هذا الشيء متصل بالشيء الكذائي، فإذا كان متصلاً له نفس ذلك الحكم إلا ما أخرجه الدليل والذي أخرجه الدليل والذي أخرجه الدليل (لا نبوة بعدي) وما زاد على ذلك فهو داخل في من الاتصالية. قال: (ويحتمل أن تكون اتصالية كما في قوله أنت مني بمنزلة هارون من موسى أي فأنه متصل بي لا ينفك عني في أمر الدين ... وتسميتها اتصالية).
إذن أتصور بهذا البيان اتضح أن مشهور علماء المسلمين يرون أن المنزلة ثابتة بعمومها إذا ما أخرجه في قوله (إلا أنه لا نبي بعدي).
المُقدَّم: السؤال الأخير ما هو الإشراك الذي ورد في قوله النبي الكريم.
سماحة السيد كمال الحيدري: بشكل مختصر جداً بالنسبة إلى هارون وأشركه في امري، أكثر المفسرين ذكروا أن (أشركه في أمري) يعني أشركه في أمر النوبة والرسالة، والله أعطاه (قد أوتيت سؤلك يا موسى) ولكن هذا المعنى لا نقبله في علي. لماذا؟ لأن النبوة قد ختمت (إلا أنه لا نبي بعدي). إذن ما هو ذلك الذي علي شريك فيه؟
التفتوا إلى النكتة وتفصيلها أعدكم بأني سأرجع إلى البحث بعد شهر رمضان. قال: (وأشركه) لا في الأمر (وأشركه في أمري) يعني هناك خصائص، أنا أتكلم عن رسول الله وعن علي، عن عموم المنزلة، هناك خصائص اختص بها رسول الله يطلب من الله أن يكون علي شريكه في تلك الخصائص المختصة به، لا شريك في أمور العامة، الأمور العامة موجودة لكل المسلمين. إذن موسى ماذا يطلب؟ يطلب أن يكون هارون شريك فيه في أمري. وقلنا أنه بالنسبة إلى هارون نقول أنه في أمره يعني النبوة، أما هذا لا يمكن أن نقوله في علي لأن النبوة قد ختمت؟ إذن ما هي تلك الأمور المختصة برسول الله التي علي شريك فيها؟ أنا أشير إلى ثلاثة أو اربعة فقط.
الأمر الأول: من أهم خصائص النبي الأكرم أن القرآن قال (النبي أولى من المؤمنين بأنفسهم) هذه ثابتة، هذا أمر عام أو أمر مختص برسول الله، علي بن أبي طالب شريك لرسول الله في الأولوية، وهذا ما نص عليه حديث الغدير قال: من كنت أولى به من نفسه فعلي كذلك.يعني هذا الذي نفهمه نحن توجد فيه نصوص كثيرة. إذن الخصوصية الأولى لرسول الله في القرآن أنه أولى من المؤمنين بأنفسهم.
الخصوصية الثانية: ماذا قال القرآن الكريم؟ قال: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) هذه هل هي موجودة للجميع أم مختصة برسول الله؟ اشركه في أمري. إذن هذه الإطاعة التي لي أشرك علياً فيها أيضاً. والنتيجة (ومن يطع الرسول فقد أطاع الله) وأشركه في أمري يعني ومن يطع علياً فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله.
ومنها: أن رسول الله صلى الله عليه وآله كلما يصدر من فيه فهو حق. إذن في القرآن الكريم (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) في علي لا يمكن أن نقبل إن هو إلا وحي يوحى، لماذا؟ لأنه لا نبي بعدي. ولكن ما ينطق عن الهوى هو شريك فيه أو ليس بشريك معه؟ فيما يتعلق بأن هو إلا وحي يوحى، دل الدليل على أن علي لا يشارك، أما فيما يتعلق (ما ينطق عن الهوى) هل يوجد دليل على أنه لا يشارك أو دل الدليل على المشاركة؟ وإذا لم يكن ينطق عن الهوى فهو معصوم إذن فهو شريك معه في العصمة.
المُقدَّم: وهناك موارد تثب هذا في القرآن وفي السنة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا فقط لماذا قلت أن حديث المنزلة كل مفردة فيه دليل مستقل، ولذا أنت تفهم لماذا قال رسولا لله من أحب علياً فقد أحبني ومن أبغض علياً فقد أبغضني، من سب علياً فقد سبني. ومنها أيضاً: من أهم اختصاصات النبي أن إبلاغ الوحي الابتدائي من اختصاصات مقام الرسالة، من أهم اختصاصات النبوة ورسول الله أن الوحي يأتي إليه وهو لابد أن يبلغه للناس، وإذا بلغه للناس فعند ذلك فليبلغ الشاهد الغائب، يعني عندما وصل الإبلاغ النبوي إلى الناس الناس عليهم أن يبلغوا ... هذا الإبلاغ الابتدائي مختص برسول الله أم أن علي شريك فيه؟ حديث المنزلة يقول وأشركه في أمري، ماذا؟ يعني أن هناك من البلاغات التي من اختصاصات مقام النبوة لا يؤديها إلا أنت أو من هو أحد من أهل بيتي كما حصل في سورة البراءة، في سورة براءة هذا الإبلاغ كان إبلاغ ابتدائي كان لابد أن يبلغه رسول الله أو من يقوم، إما أ، تقيم وإما أن أقيم. وعشرات المقامات التي تكلم عنها القرآن الكريم تعد من اختصاصاته في حديث المنزلة، كل هذه المختصات يكون علي شريكاً لرسول الله فيها، ولكن بنحو يكون رسول الله هو الأصل وهذا يكون هو الفرع المتفرع عن ذلك الأصل وتلك الشجرة المباركة.
المُقدَّم: قبل أن نستمع إلى المداخلات صدر مؤخراً عن دار المرتضى كتاب لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري هو (معالم الإسلام الأموي) هذا آخر إصدار لسماحة السيد الحيدري عن دار المرتضى في لبنان، وهو بقلم إبراهيم البصري.
سماحة السيد كمال الحيدري: وهذا الكتاب يعد القسم الأول من هذه المطارحات.
المُقدَّم: معنا الأخ جعفر من المملكة العربية السعودية.
الأخ جعفر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ جعفر: سماحة السيد عندي ثلاثة أسئلة، قد يكون بعضها لا يتعلق بحلقة اليوم. ما الذي يجعلكم تظهرون للملأ حقيقة هذا الرجل هل هو واجب شرعي. السؤال الثاني هل الحجة على من يشاهدونكم حيث أنكم أوضحتم عقيدة هذا الرجل وعداءه للإمام علي بن أبي طالب. السؤال الثالث: هل هناك من علماء الوهابية وليس السنة بل من علماء الوهابية من يعترض على عقيدة هذا الرجل من جهة الإمام علي بن أبي طالب.
المُقدَّم: الأخ علي من السعودية.
الأخ علي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.ا
الأخ علي: سيدنا عندي سؤال، لعل نص النبي صلى الله عليه وآله أنه لا نبي بعدي، لا يكفينا مؤونة البحث أن هارون توفي قبل نبي الله موسى أو بعد نبي الله موسى، ألا يكفي هذا أن قول النبي أنه لا نبي بعدي، إلا يكفينا مؤونة البحث.
المُقدَّم: الأخ هادي من الإمارات.
الأخ هادي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ هادي: عندي نقطتين سريعة، الأولى فيما يخص بعنوان الكتاب كمقترح معالم الإسلام الأموي في الإسلام، لأن هذا الكتاب إذا ترجم إلى لغة أخرى يفهمه الناس بشكل آخر. النقطة الثانية السيد قال أنها معادلة رياضية، ولكن إذا استمرت هذه المعادلة الرياضية وجعلناها بالأرقام يعني علي على محمد يساوي هارون على موسى، ونحن نعرف أن محمد النبي درجته مئة في قياس الكمالات ... فإذا أردنا أن نضع أي رقم سينتج لنا أن الإمام علي أفضل من كل نبي. يعني هذا الحديث يثبت أن الإمام علي أفضل من أي نبي.
المُقدَّم: هذا ما تفهمه أنت من الحديث.
سماحة السيد كمال الحيدري: قلت أن كثيراً من الأبحاث ستأتي.
المُقدَّم: الأخ أحمد من إيران.
الأخ أحمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أحمد: نشكركم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، عوداً على بدء في رزية يوم الخميس هل نستنتج منه بأن الذين حالوا دون كتابة الرسول الأعظم الكتاب هم سبب ضلال الأمة بعده لأن مضمون الكتاب لن تضلوا بعدي، وهل صحيح أن الأمة ضلت بسبب عدم كتابة كتاب رسول الله.
المُقدَّم: الأخ أبو أحمد من السعودية.
الأخ أبو أحمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو أحمد: هناك تساؤل بالنسبة لأخلاق علي رضي الله عنه، نحن نعلم أن المذهب الجعفري يقول أن الإمامة ركن من أركان الإيمان، ولكن إذا كان هذا الركن العظيم لا يبين ولا يوصف ولا يرد دليل قاطع صريح على إثباته، وإن كان ما تفضلتم به فيه نوع فيه الكفاية، لماذا لم يبين. وثانياً هذه البرامج تحتاج إلى أن تمتد مواضيعها وتكثر المناقشة حولها حتى يستفيد الجميع والإجابة على جميع الشبهات. بالنسبة لموضوع اختلاف المسلمين والفرقة التي بينهم وتكفير بعضهم لبعض كيف يوضع حد لذلك وكل فرقة تقول نحن على الصراط المستقيم وغيري في النار والعياذ بالله. هل يمكن أن يتفق المسلمون ويتراحموا فيما بينهم، ويحمل ناموس الإيمان من شهد أن لا إله إلا الله والأصول الخمسة المتعارفة والمتفق عليها أم أنه لابد أن يفرق من لم يكن في رأي الإمامة يكون في النار وغيره في الجنة. هذا ما أردت الإجابة عليه.
المُقدَّم: تساؤلات جميلة خاصة فيما يتعلق بقضية التكفير وأهمية التراحم والتواصل بين المسلمين لأنك وجميع المشاهدين يعلمون أن التواصل هو طريق المعرفة، يعني عندما نبتعد لا نتعرف على بعضها قد يتصور الشيعي أن السني على هيئة أخرى وهكذا السني أو الوهابي يتصور الشيعي بشكل آخر، عندما نتواصل ونتراحم والإسلام يجمعنا كلنا تحت مظلته، أما قضية الجنة والنار فأرجوا من الأخوة المتصلين أن يتركوها لرب العالمين فهذه ليست من اختصاصاتنا.
سماحة السيد كمال الحيدري: بل أكثر من ذلك نحن لا نقول كل من لا يعتقد بالإمامة فهو في النار، عزيزي إن شاء الله تعالى إذا وفقت ووقفت عند هذه المسألة سأبين أن الإنسان المقصر يعني الذي اتضحت له الحقيقة ومع ذلك جحد وعاند يكون من أهل النار، وهذا ليس مختصاً بالإمامة، بل أي حقيقة من حقائق الدين الدين إذا اتضحت للإنسان وعرف حقانيتها ومع ذلك عاند فيها فهو في النار، الإمامة أيضاً كذلك أما من لم تتضح له هذه الحقيقة لسبب من الأسباب فله حكم آخر سيأتي تفصيله في محله.
المُقدَّم: الأخ أبو سامي من ألمانيا.
الأخ أبو سامي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو سامي: سؤالي هو مع ثبوت الإمامة والإمارة للإمام علي بالنص القرآني والحديث النبوي الذي ذكره سماحة السيد، رب قائل من القوم يقول وهم أصحاب التأويل في كل شيء ريما يقول لماذا قال وزيري ولم يقل خليفتي وهل مفردة خليفة كانت متداولة أيام الرسول أم بعده أتت، وهل ورد في القرآن بالمعنى الذي يقوله القوم.
المُقدَّم: الأخ أبو زيد من العراق، تفضلوا.
الأخ أبو زيد: السلام عليكم.
المُقدَّم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو زيد: ارجو من السيد أن يوضح لناما هو الارتباط اللغوي أو التعريفي في في آية المنزلة حيث أن في سورة طه أنه نبي الله موسى عليه السلام أول نبي أراد من الله سبحانه وتعالى أن يكون له وزير، حيث جاءت الآية القرآنية التي تقول (ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي وأجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري) أما في سورة الانشراح التي تقول وهو خطاب من الله سبحانه وتعالى مباشر إلى الرسول صلى الله عليه وآله، الرسول لم يطلب وزير، وإنما هو أمر إلهي، قال (ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزيك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك فإن مع العسر يسرا أن مع العسر يسرا فإذا فرغت فأنصب وإلى ربك فارغب) ما هو الارتباط اللغوي والتعريفي بين هذه الآيات الكريمة وبين هذه السورة الكريمة.
المُقدَّم: الأخ مصطفى من فنلندا.
الأخ مصطفى:السلام عليكم.
المُقدَّم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ مصطفى: عندي مداخلة بسيطة طويلة بعض الشيء أوضح فيها بعض الحقائق التي عشناها في المغرب العربي وبعدها عندي سؤالي لكم.كنا في المغرب العربي ولا أذكر في أبلد في سنة 1992 أو 1993 كان الوهابية يتوافدون على بعض القرى عندنا، وكانت هذه المجموعة تدخل إلى المغرب بكتب وبوسائل مادية، كنا نرى هذه الحالات ولكن ليس عندنا قوة لأن الحكومة المغربية في ذلك الوقت كانت ...
المُقدَّم: الأخ أبو زهراء من السعودية.
الأخ أبو زهراء: السلام عليكم.
المُقدَّم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو زهراء: عندي سؤال بخصوص رزية الخميس، لو فرضنا جدلاً لو كان القائل حسبنا كتاب الله غير الخليفة الثاني هل ورد في كتب القوم حكم من يقول بهذا القول (حسبنا كتاب الله).
المُقدَّم: سماحة السيد ما الذي يجعلكم ... تذكرون حقيقة شيخ الأمويين.
سماحة السيد كمال الحيدري: نحن إنما نقف عند هذه القضية باعتبار أنه الآن ابن تيمية يعد واحد من الأعمدة التي يحاول أتباع محمد بن عبد الوهاب والوهابية أن يسوقوه بعنوان أنه واحد من أئمة أهل السنة وفي الواقع أنه ليس كذلك، ومن هنا أجد من الضروري والواجب والمسؤولية علي أن أميز بين فكر هذا الرجل وبين فكر واتجاه ومباني وقواعد علماء أهل السنة حتى لا يقع هذا الخلط أو لا يقع هذا التلبيس الذي يحاول البعض أن يلبس أن هذه الآراء التي يقولها ابن تيمية هي آراء أهل السنة والجماعة.
المُقدَّم: هل الحجة قائمة على من يستمع إلى مباحثكم.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا لابد أن يسأل عنه من يستمع إلى مباحثنا، وإلا في عقيدتي أتصور أن الأدلة واضحة بالقدر الذي يمكن أن يستند إليها لإثبات عقيدة ونفي عقيدة أخرى، يعني هذه من أوضح مصاديق (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) ويجد المشاهد الكريم والفضل ما شهدت به كتب من لا يؤمن، لا أريد أن أقول ما شهدت به الأعداء، لا، والفضل ما شهدت به كتب أولئك الذين لا يؤمنون بهذه النظرية، ولكن مع ذلك تجد أن كل ذلك المحتوى موجودة في تلك الكتب.
المُقدَّم: هل من علماء الوهابية من يعترض على ابن تيمية.
سماحة السيد كمال الحيدري: لم أجد إلى الآن أحد من كبار علماء الوهابية وأتباع محمد بن عبد الوهاب اعترضوا اعتراضات أساسية في أفكار أساسية على فكر الشيخ ابن تيمية، في الأعم الأغلب في الأطر العامة والأطر الأساسية هم يتفقون بل هم من المقلدين له.
المُقدَّم: الأخ علي تحدث بما أشرتم إليه وهو أن وفاة هارون إذا كانت بعد موسى يعني هي تحل هذه الإشكالية.
سماحة السيد كمال الحيدري: بغض النظر عن هذه القضية، أنا لا أريد أن أربط مضمون الحديث بقضية تاريخية، أنا أريد أن أقول أن مضمون الحديث فيه من المقامات لعلي هي كافية لأن يتقدم على أي صحابي آخر بغض النظر أن هارون مات بعد موسى أو قبله، لا يمكن أن نربط هذا المضمون العالي والعظيم لحديث المنزلة بقضية تأريخية أنه مات قبله أو مات بعده، فقط يكفينا عموم المنزلة بحسب القرآن وأن كل هذه المقامات، فإذا ثبت عموم الإشراك في الأمر وأشركه في أمري ومن مقاماته العصمة بيني وبين الله إذا ثبتت العصمة لعلي فهو متقدم على الصحابة من غيره بالإجماع بلا خلاف في ذلك.
المُقدَّم: الأخ أحمد من إيران تحدث عن رزية يوم الخميس هل المعارضون هم سبب ضلال الأمة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا لا أريد أن اقول سبب ضلال الأمة، بل لا إشكال أن هؤلاء الذين قاموا بهذا الفعل هم جزء من السبب الذي أدى إلى ضلال طبقة كبيرة من الأمة، وغلا أنا أتصور أنه ليس كل الأمة وبحمد الله أنتم تجدون أن كثيراً من الناس بدءوا يكتشفون هذه الحقائق، ولكنه نعم في كلمة واحدة أن هذا العمل صار سبباً في ضلال قسط كبير من الأمة.
المُقدَّم: لماذا لم يقل الرسول في الحديث كلمة واضحة في قضية خلافة الإمام علي إذا كانت الإمامة مهمة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا لا أعتقد أنه يوجد حديث أوضح من حديث المنزلة، يعني ماذا يريد أن يقول؟! يا أخواني الأعزاء يقول منزلة علي مني كـمنزلة هارون من موسى، تشبيه، وتعالوا إلى النص القرآني ألستم تبحثون عن النص القرآني، وتقولون حسبنا كتاب الله، وهو يقول (أجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي، أخلفني في قومي، أشركه في أمري) هذا مضافاً إلى الأحاديث التي سنقرأها لكم بعد ذلك أنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي، فماذا يقول رسول الله. أنا لا أعلم ماذا يقول رسول الله، عندي سؤال لكل من يبحث عن الحقيقة أقول تعالوا قولوا لنا أن رسول الله لو كان يريد أن يعين علياً خليفة وإماماً من بعده ماذا كان يقول حتى نذهب إلى الروايات لنرى أنه قاله أو لم يقل، نقول خليفتي يقولون لا يكفي، نقول وليي يقولون لا يكفي، نقول وزيري يقولون لا يكفي، فأي لغة يستعملها رسول الله حتى تثبت الحقيقة.
المُقدَّم: إضافة إلى هذا نجمع هذه ...
سماحة السيد كمال الحيدري: كونوا عل ثقة إلى الآن أنا حائر يعني أنتم أسألوا أي إنسان طالب للحقيقة في المقدمة قبل أن ندخل في الروايات والنصوص والآيات القرآنية، أسألوه إذا ورد أي تعبير من رسول الله أنت تقبل بخلافة علي، لنفهم أي تعبير، رسول الله قال إذا كنت أنا أولى علي أولى، إذا كنت أنا مولى فعلي مولى، علي خليفتي، علي ولي من بعدي. لا أعلم من أحبه فقد أحبني من أبغضه فقد أبغضني، هو مني بمنزلة هارون من موسى. فماذا يقول حتى أنه نقول أنه لو كان يقول كذا ... الا أن تقولوا لماذا لم يقل جلالة الملك المعظم، نعم رسول الله لم يقل لعلي جلالة الملك. يا أعزائي تعالوا فكروا ولو قليلاً قولوا لنا أي لفظ تريدون من رسول الله حتى تثبت هذه الحقيقة.
المُقدَّم: لربما هدف هذا البرنامج هو أن نكسر بعض التابوات التي وضعنا أنفسنا فيها، هناك
قدسيات غير حقيقية وضعنا أنفسنا فيها، هذا الكتاب لا نستطيع أن نتجاوزه، رأي هذا العالم لا نستطيع أن نرده أو أن نقف أمامه، أعملوا عقولكم ضعوا الأدلة إلى جانب بعضها لكي تصلوا إلى الحقيقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنتم رأيتم أن بعض المتصلين يقول لماذا لا تقبل أن يجلس معك شيخ، يا أخي أين عقلك.
المُقدَّم: يعني إلا الشيخ يقابله.
سماحة السيد كمال الحيدري: إلا الشيخ حتى يقبل هو أو يرفض.
المُقدَّم: في حين أن قضية التوحيد لا تحتاج إلى التقليد بل لا يجوز فيها. الأخ أبو أحمد أيضاً طرح قضية مهمة هي قضية الحد من التكفير وقضية التراحم بين المسلمين وقضية حقن دماء المسلمين.
سماحة السيد كمال الحيدري: يا أعزائي إن شاء الله أعد المشاهد أني سأتكلم فيها تفصيلاً نحن لا نتكلم في قضية التكفير لأنه غير مسموح لنا في أن نتكلم فيها، لا نتكلم في مسألة النار والعذاب لأن هذه مرتبطة بالله سبحانه وتعالى، إنما وظيفتنا أن نتكلم في هذا العالم، يا أخي نحن نعيش في الدولة الحديثة القائمة على أساس المواطنة، ومعنى ذلك أنه لابد أن يوجد تعايش سلمي لا فقط بين المسلم وأخيه المسلم بل بين المسلم وباقي الديانات بل حتى أولئك الذين هم لا يعتقدون بدين معين، كيف أننا نحن نتعايش مع من لا يؤمن بديننا ولا نستطيع أن نتعايش مع من يتفق معنا في الكعبة والتوحيد والنبوة والمعاد. نعم، يختلف في مسألة الإمامة،ليس بالضرورة كل من لا يتفق معنا في مسألة الإمامة فهو في النار جزماً فهو خالد في النار، لا أبداً، لم يقم أي دليل على ذلك. لا تقل لي فلان عالم أو فلان عالم، أنا أقول رأيي واجتهادي في هذه المسألة. وإن شاء الله في الوقت المناسب سأفصل الحديث في هذه المسألة.
المُقدَّم: يبقى أن أذكر بكتاب (معالم الإسلام الأموي) لسماحة السيد الحيدري ونلتقيكم مساء الخميس في وجه لوجه، أشكر فريق العمل في قم المقدسية من مصورين وهندسة صوت ومساعدين وأيضاً المعد السيد موسوي كيا وأشكر مسؤول مركز الإسلام الأصيل سماحة الشيخ أسد محمد قصير على العناية حقيقة أنا أأتي من طهران للعناية التي ألمني بها واحتضنني بها خلال هذا الشهر الفضيل، أشكره جزيل الشكر بل أجد في نفسي أني واجب الشكر لهذا الشخص وهذا الأخ الجليل، أشكر سماحة السيد الحيدري على مدى شهر وأنا خلفت الأخ سالم جاري أحييه من هنا، وإن شاء الله نتواصل فيما بعد رمضان بحول الله تعالى.شكراً لكم مشاهدينا الكرام الذي سمحتم لنا أن نكون ضيوفكم كل ليلة في هذا الشهر الفضيل.
سماحة السيد كمال الحيدري: ونستميحهم عذراً الأخوة الذي تداخلوا ولم نسمعهم أو صدر منا لا سمح الله ما يسيء إلى بعضهم.
المُقدَّم: كل عام وأنتم بخير استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.