سُئلت في أكثر من مقابلة صحفية (لماذا ينفر الرجل من المرأة المثقفة).
وأقول: أنه يلتبس على بعض النساء فهم الثقافة بمعناها الحقيقي فيحسبن أن جمع أكبر رصيد من المعلومات والمعارف والشهادات مسوغ لاستعلائهن على الناس بما فيهم الزوج فيتصرفن بعنجهية ويتحدثن بغرطسة وبنَفَس نخبويّ مترفع.
ونجد أن الصورة الضبابية التي تعكسها النسوة من هذا الصنف تجعل مسألة التواصل الزوجي معقدة يشوبها نوع من الجفاف والنفور فيشمئز الرجل ويبتعد لأنه غير قادر على خرق الحاجز النفسي الذي فرضته المرأة حولها، وهذا مؤشر لحماقتها وسوء فهمها لجوهر الثقافة التي تعني التهذيب والأخلاق والسمو الروحي والفكري.
توليفة متناغمة من المقومات تصقل شخصية المرأة فإذا بها واعية لذاتها ولحقيقة دورها في الحياة بما فيها واجباتها وحقوقها والتي تعبر عنها من خلال ممارستها لأدوارها المتنوعة، فهي مع زوجها لبقة، لطيفة، حنونة، تقطر ألفاظها رقة وعذوبة، وفي تربيتها لأبنائها متأنية، صابرة، ملمة بأصول التربية، منسجمة مع تعاليم دينها، ناهيك عن حراكها خارج البيت فإنها مركز إشعاع عاطفي ونموذج للخلق والنبالة ترشح في تعاملها عبق القيم والمبادئ المنسوجة في شخصيتها والمعبرة عن وعي وإدراك، فلو أن التثقيف كان على هذه الشاكلة وفي هذا السياق لكانت الأسر آمنة والعلاقات الزوجية مستقرة ولتضافرت جهودها وجهود الرجل في مسيرة الكمال الإلهي.
أما ممارسات بعض النساء ممن هضمن الثقافة بشكل سلبي فإنهن وباء إن لم يكن مصدر شقاء للمجتمع لأن حراكهن منطلق من هو النفس والذاتية المطلقة والفوقية البغيضة، فهن يعتقدن أنهن الأعلم والأفضل والأفهم، لكنهن في الحقيقة يؤكدن جهلهن وحماقتهن فإبليس كان عالماً لكنه استكبر أن يسجد لآدم وتمرد على طاعة الله عز وجل، فإذا لم تكن السريرة صافية والروح نقية والنية صالحة فلا معنى لمخزون المعلومات وكم المعارف وإن كانت بحجم الجبال، فإن المهم كيف نترجم هذه المعارف إلى سلوك أخلاقي رفيع ومواقف بناءة صالحة تخدم الأسرة والمجتمع.
فالمثقفة المتبجحة هي التي ينفر منها الرجل لأنها تتصرف بعقلية متحجرة وبروح انفرادية أحادية تأبى الذوبان النفسي والعاطفي فيه.