لم يبخل الامام علي (علیه السلام) عن اسداء بعض الارشادات الضروريه للرجال، في كيفيه معامله نسائهم و الحفاظ عليهن.
فالمرأة التي تنساق عاده وراء عاطفتها، يجب ان تكون في ظل رجل يصونها من الشذوذ و الانزلاق، و يمحضها النصيحه و الراى الصائب، الذى يجعلها تفوز بسعاده الدنيا و الاخره.
يقول الامام (علیه السلام) في آخر الوصيه التي كتبها لابنه الحسن (علیه السلام) عند انصرافه من صفين:
‘و اياك و مشاوره النساء، فان رايهن الى افن (اى نقص) و عزمهن الى وهن (اى ضعف).
واكفف عليهن من ابصارهن بحجابك اياهن، فان شده الحجاب ابقى عليهن. و ليس خروجهن باشد من ادخالك من لايوثق به عليهن.
و ان استطعت الا يعرفن غيرك فافعل.
و لا تملك المرأة من امرها ما جاوز نفسها، فان المرأة ريحانه و ليست بقهرمانه.
و لا تعد بكرامتها نفسها، و لا تطمعها في ان تشفع لغيرها.
و اياك و التغاير في غير موضع غيره، فان ذلك يدعوا الصحيحه الى السقم، و البريئه الى الريب’ “الخطبه رقم 270”.
و يتضمن هذا النص الامور التاليه:
مشوره المرأة
ففى البدايه يبين الامام (علیه السلام) ان تفكير المرأة مرتبط بعاطفتها ارتباطا وثيقا، و رايها في الاشياء مرتبط باهتماماتها.
فلاينبغى للرجل ان يشاور المرأة، فان رايها قد يضعف رايه و يثبط همته. و لا يستشير النساء الا العاجز من الرجال.
يقول (علیه السلام): ‘واياك ومشاوره النساء فان رايهن الى افن، و عزمهن الى وهن.
واما اذا كانت المرأة ذات راى قويم و عزم قوى، فلماذا لايشاورها الرجل، و لا يكلفها بجسيم الاعمال و المهمات؟ كما فعل الامام الحسين (علیه السلام) حين كلف اخته مولاتنا زينب العقيله (عليها السلام) بان تتابع نهضته من بعده، و ان تبين للملا اهدافها و مراميها، فقامت بذلك بكل ثبات و رباطه جاش، و حمت ابن اخيها الامام زين العابدين (علیه السلام) و جميع السبايا، فكانت بذلك ‘بطله كربلاء’.
المرأة ريحانه :
ثم يوكد الامام (علیه السلام) ان وظيفه المرأة هي في ممارسه الاعمال المناسبه لها، و من اجلها انجاب اولادها و رعايه اسرتها، فهى لم تخلق لتحمل المسووليات الشائكه و الاعمال التي تضر بانوثتها بل خلقت لتظل ورده جميله و ريحانه عطره.
فقال (علیه السلام): و لا تملك المرأة من امرها ماجاوز نفسها، فان المرأة ريحانه و ليست بقهرمانه و في هذا ارفاق كبير بالمرأة يتناسب مع رقتها و انوثتها و لايزيدها اعباء فوق اعبائها.
و قد شرحنا هذا القول سابقا حين تكلمنا عن اهتمام المرأة بالمظهر.
ثم يقول (علیه السلام): و لا تعد بكرامتها نفسها، و لا تطمعها في ان تشفع لغيرها’ اى لاتجاوز با كرامها نفسها، فتكرم غيرها بشفاعتها.
و كل ذلك مبنى على طبيعه المرأة في الانسياق وراء عاطفتها و تجاوز حدود حقها اذا سلس لها العنان.
و ان تشفع المرأة للولد بشكل متكرر منساقه وراء عاطفه الامومه يسيء الى تربيته.