الحجاب عند الأقوام والملل
  • عنوان المقال: الحجاب عند الأقوام والملل
  • الکاتب:
  • مصدر:
  • تاريخ النشر: 6:13:5 2-10-1403

كان الحجاب معروفاً عند الأقوام و المجتمعات الشرقية قبل الإسلام و لايزال لحد ألان ، ولكنه يختلف من بلد إلى آخر ، و من منطقة إلى أخرى ، لإن أصله واحد و هو ألأديان السماوية ألمنزله من الله تعالى .

و عندما جاء الإسلام أكد عليه و أوجبه .

ولكن بمجيء الاستعمار الحديث حصل للحجاب في البلدان الإسلامية و غيرها نكسات و ويلات ، و ذلك لإن الاستعمار يهدف إلى تحطيم الشخصية الإسلامية ، فعرفوا نقطة ضعف الإسلام هي ( نشر الفساد ) ، الذي لا يكون إلابخلع الحجاب عن المسلمات . و في هذا البحث المختصر نستعرض تاريخ الحجاب بدأ من الأديان السابقة و الى يومنا هذا ، و هو على ما يلي :

 

– أولاً:

( الحجاب في التوراة ) ، الذي جاء به نبي الله موسى بن عمران(ع) فانه على الرغم من تحريفه يزخر بآيات كثيرة في موضوع وجوب الحجاب مثلاً جاء فيه ( فادخلها اسحق إلى خباء سارة أمه و اخذ رفقة فصارت له زوجة و أحبها ) ، و الرفقة هو نوع من أنواع الحجاب.

 

– ثانياً :

( الحجاب في الإنجيل ) ، الذي جاء به نبي الله عيسى بن مريم (ع) مؤكداً بوجوب الحجاب على النساء في كثيرة من آياته على الرغم من تحريفه ، و أن النساء في ذلك الوقت امتزن بالحجاب ، و بضرب الستر على أنفسهن كي لايراهن رجل أجنبي ، فورد فيه مثلاً ، ( و قالت للعبد من هذا الرجل الماشي في حقلنا للقائنا ، فقال العبد هو سيدي فأخذت البرقع ، و تخطت ).

 

– ثالثاً :

( الحجاب عند اليونان ) ، كان الحجاب معروف عند اليونان في بادئ الأمر ، ثم منه انتقلت إلى المجتمعات الأخرى ، و لذا دامت حضارتهم زمناً طويلاً بسبب حجاب المرأة ، ثم انحطت ، و تدهورت تلك الحضارة العريقة بسبب إباحة الحرية المطلقة للمرأة ، فألقت حجابها ، و سترها ، و أطلقت يدها للتدخل في شؤون الرجال و الدولة إلى أن أسقطت تلك الدولة العظيمة ، كما تقول دائرة المعارف الكبرى ، ( إن عمران المملكة اليونانية ، كان سببها عدم اختلاط المرأة مع الرجل في ميادين العمل ، و كن يشتغلن في بيوتهن ، و يغالين في الحجاب لدرجة أن الدية – القابلة – لاتخرج من دارها ألا محفورة ، و وجهها ملثم باعتناء ، و عليها رداء طويل يلامس الكعبين ، و فوق كل ذلك عباءة ، لاتسمح برؤية شكل قوامها).

 

– رابعاً :

( الحجاب عند الرومان ) ، و كذا عرف الحجاب عند الدولة الرومانية ، حيث دامت زمناً طويلاً بسبب حجاب المرأة كما يقول العلامة ( لاروس ) في مسالة الحجاب ( كان النساء يستعملن الخمار ، إذا خرجن ، و يخفين وجوههن ، و كانت النساء تستعمله في القرون الوسطى ، و استمر إلى القرن الثالث عشر ، حيث صار النساء يخففن منه إلى أن صار كما هو الآن نسيجا خفيفاً ، يستعمل لحماية الوجه من التراب و البرد ، وقد كان لترك الحجاب و عدم استقرار المرأة في بيتها ، أقبح نتائج سوء في الدولة الرومانية ، إذ أدى إلى سقوط تلك الدولة العظيمة و تأخرها ).

 

– خامساً :

( الحجاب عند عرب الجاهلية ) ، عرفت العرب في جاهليتها الحجاب ، فكانت تعتبره من سنن المحبة فالبنت عندهم إذا بلغت سن الزواج ، تعرض على الحي ليتزوجها ، ثم لاتحسر عن وجهها إلى عند نزول المصيبة.
و عرف الحجاب عندهم بصور متعددة ، فمنه ( القناع ) ، كما قال الشنفري يصف زوجته ( لقد أعجبتني لا سقوطاً لقناعها ) ، و منها الخمار و البرقع و النقاب و الجلباب و العباءة و الأزرار و الملحفة و الدرع و الهودج ، و هو محمل المرأة.

و كانت النساء تلبس الحجاب على أنواع منهن ، تستر جميع جسدها ألاالصدر و العنق و تزينه بالذهب و ما شابهه. و منهن تستر بدنها كله ، و لاتكشف منه شيء ، ولكنها تخالط الرجال ، و تجلس بقربهم جنباً لجنب . و منهن تكشف بعض خصلات من شعرها . و منهن لايسترن إلاقليلاًَ من أبدانهن مع كشف الشعر ، و المتن ، و العنق إلى أخره .

و لذلك قال الله تعالى : ( وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لَاتَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى )

 

– سادساً :

( الحجاب في الإسلام ) ، عندما جاء الإسلام أوجب الحجاب أيضا على المرأة ، لما فيه من فوائد اجتماعية و محاسن خلقية ، و جعل له حداً ، و حرم عليها التبرج الذي يخالف الخلق و الأدب و الإنسانية ، و أباح لها المعاملة مع الآخرين و العمل خارج المنزل بشرط المحافظة على الحجاب.

و ذكر في القرآن الكريم آيات كثيرة تحث ، و تأكد على الحجاب ، كما في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَ بَنَاتِكَ وَ نِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ) .

و كذا قال تعالى : ( وَ لَايُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ لْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَ لَايُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ) .

و كذا قال تعالى :(وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) . و كذا قال تعالى : ( وَ إِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ).

 

– سابعاً :

( الحجاب في بعض البلدان الإسلامية ) ، وعندما بدأت الثورة الصناعية تدب في العديد من بلدان الغربية استطاعوا ، أن يحتلوا كثير من البلدان الإسلامية ، و كان الحجاب هو السد المنيع بوجه مخططاتهم الاستعمارية ، ولذا بدئوا في محاربة الحجاب ، فتفننوا في ابتداع أساليب جديدة من التبرج و السفور من الملابس الضيقة و الشفافة و المساحيق و الطلاء و العطور المثيرة للشهوات ، لتغمر أسواق المسلمين مع الدعاية لها ، و إنها من الحضارة و الحجاب من التخلف وا لتعقيد و منعهم الحجاب و المحاسبة عليه ، كما حصل في كثير من البلدان الإسلامية منها ما يلي:

 

1- الحجاب في العراق :

كانت النساء في العراق ، يلبسن الحجاب التام المتكون من عباءتين الأولى تصل إلى نصف الساق و الثانية طويلة ، بحيث لا يبين قدم المرأة و كل ذلك مع ستر الوجه ، و مجيء( عبد الكريم قاسم ) عام (1963 م) إلى الحكم ، و انتشار الحزب الشيوعي الكافر ، فشاعت شعارات الحرية و تحرير المرأة ، فانتشر السفور في اغلب المدن العراق ، و أصبح هو الغالب ألا في المدن المقدسة النجف ، و كربلاء ، و الكاظمية ، و بمجيء حزب البعث خصوصاً في أوائل حكم الطاغية ( صدام حسين ) ، كانت المحجبات يطردنّ من المدارس ، و يحبسن ، و يعدمنّ كما حصل ذلك للشهيدة بنت الهدى و رفيقاتها.

 

2- الحجاب في الكويت :

كان أهالي الكويت من اشد الناس محافظة على الحجاب ، و ان كان بعضهم يدعم السفور و التحرر ، و قد استحوذ موضوع الحجاب على صحف و مجلات الكويتية في الخمسينات ، ففي سنة 1955م تم حرق الحجاب ، و في عام 1956م تم إحراق البوشية في ثانوية البنات من قبل وزير المعارف( عبد الله الصباح ) ، و قال لأحدى الطالبات اللابسة البوشية( هذا شيء كثير ) . فردت عليه ابنته ( مي ) ، و قالت: ( علم و حجاب لا ينسجمان. لقد قررت جميع الطالبات أن يخلعن البوشية و الحجاب إلى الأبد ، و لقد جاء دور المرأة الكويتية لتتحرر ).

 

3- الحجاب في السعودية :

لقد مر على المرأة السعودية و دعوتها إلى التغريب ما مر على أخواتها في البلدان العربية ، حيث دعيت إلى التبرج كثيراً ، في المجلات و الصحف و غيرها ، كما نشرت جريدة اليوم : ( مزقيه.
ذلك البرقع . و ارميه . أي شؤم أنت فيه ؟ ، أي ليل أنت فيه أي سجن أنت فيه… ) ، و نشرت أحدى الجرائد السعودية : ( إن الحجاب سينتهي بعد قرن من الزمان ، و إن المرأة سوف تسير في الشارع ، و تجلس في المقهى ، ليس في لندن أو باريس ، و إنما في الرياض . و أنه سيكون هناك سينما و ممثلات و مخرجات ، و أن النساء سوف ترتاد النوادي كغيرهن ).

 

4- الحجاب في سوريا :

مزق رجال ( البعث ) في الحجاب في شوارع دمشق في أول مجيئهم سنة (1960) ، و منعوا المحجبات من دخول المدارس بحجابهن.

 

5- الحجاب في مصر :

بدأت محاربة الحجاب في مصر على عهد محمد علي باشا سنة1826 م ، حيث دعي إلى القضاء على الحجاب ، فتصدى لأفكاره كثير من المسلمين منهم الكاتب ( قاسم أمين ) ، فتصدى لهذه الأفكار برفع شأنية الحجاب ، ولكن تصديه لم يستمر طويلاً فسرعان ما تأثر بالغرب فأصدر كتابيه ( تحرير المرأة ) ، ( المرأة الجديدة ) سنة 1899م ، ضد الحجاب ، و زعم أن الحجاب ليس من الدين الإسلامي .

و من بعد موته قام بحمل الراية ( حزب الأمة ) برئاسة ( سعد زغلول ) ، فنضم مظاهرة نسوية ضد الحجاب يوم 20 مارس 1919م ، و قمن بنزع الحجاب ، و أحرقه في ميدان التحرير.

 

6- الحجاب في الجزائر :

دعا ( بن بيلا ) سنة1970م الجزائريات إلى خلع حجابهن ، و قال : ( إنني أطالب المرأة الجزائرية بخلع الحجاب مــن أجــل الجــزائــر ) ، فخرجت النساء من بيوتهن ، و خلعن الحجاب لأول مرة . كان هذا سابقاً ، و أما اليوم فلا مانع من لبس الحجاب أو خلعه في الجزائر.

 

7- الحجاب في ليبيا :

كان الحجاب المعروف عند النساء الليبيات ، أن تستر بدنها كله ، و لايظهر منها سوى عين واحدة ، حتى مجيء الاستعمار الإيطالي ، و قصفهم مدينة طرابلس سنة 1911م ، و قتلهم أكثر من خمسة ملايين نسمة ، و إصدارهم قانون يمنع الحجاب ، ثم بعد الحرب العالمية الثانية استقلت ليبيا من ايطاليا ، و بقي تأثيرها السيئ على هذا البلد من إشاعة الفواحش و السفور ، و أصبحت ألبست النساء تتزين بالخيوط الذهبية و المطرزات مع الحجاب أحيانا أو بدونه.

 

8- الحجاب في تونس :

سـنــة 1929م وقف شاب عمره يوم ذاك 26 سنة ـ في إحدى الندوات ـ يرد على امرأة سـافرة تـدعـو إلى السفور ، فقال : ( الحجاب يصنع شخصيتنا ، و بالنسبة لخلعه ، جوابي هو الرفض ) ، و ارتفع الضجيج في القاعة ، فتابع الشاب الدفاع عن الحجاب بنشر مقالات فـي صحيفة تونسية ، و لم يكن هذا الشاب سوى المجاهد ( بورقيبة ) نفسه ، الذي قام في اليوم التالي من الاحتلال بسحب غطاء الرأس عن النساء التونسيات ، و لايــزال الحجاب ممنوع من قبل الحكومة التونسية.

 

9- الحجاب في المغرب :

أصدر بورقيبة بعد سفره للمغرب سنة1929م ، مرسومه الشهير بمنع الحجاب فـي الـمـؤسـسـات الرسمية و الجامعات .

و حقق العهد الاسـتـقـلالي في المغرب ما لم يستطعه الاستعمار في عشرات السنين.

 

10- الحجاب في إيران :

بمجيء الشاه ( رضا خان ) إلى الحكم من قبل الأمريكان ، أصدر قانون منع لبس الحجاب ، و سار على دربه من بعده ابنه( محمد رضا خان ) ، فكانت الشرطة تخلع حجاب النساء الإيرانيات بالقوة في الشوارع و الأماكن العامة ، حتى في المساجد و الأماكن المقدسة ، و بقيام الثورة الإسلامية سنة 1979م ، بقيادة الإمام الخميني ( قد ) ، منع السفور تماماً في إيران ، بل بفضل هذه الثورة انتشر الحجاب و الصحوة الإسلامية إلى جميع العالم .

 

11- الحجاب في باكستان :

دخلها الاستعمار الإنكليزي عام1790م ، و نصبوا ( احمد خان ) عام 1817م للحكم فدعى إلى تقليد الإنكليز ، و تب تفسير للقرآن على هواه و مزاجه ففسر قوله تعالى : ( أطيعوا الله و الرسول و أولي الأمر منكم ) بأنهم الإنكليز ، و دعي إلى ترك الحجاب ، و إجبار النساء على ذلك و عقابهن على الحجاب ، و قال : ( انه لايتناسب في هذا العصر ، إنما هو في عصر الرسول ، و إما الإنكليز فما داموا هم الحكام فحضارتهم ، هي المعتبرة و المأخوذة في هذا الزمان ).

 

13- الحجاب في أفغانستان :

عندما حكم ( أمان الله خان ) سنة 1901م شاع السفور في أفغانستان. و هو ابن الملك ( محمد نادر خان ) ، و تسلم الحكم عمره 19سنة.

و ادخل كل ما يسيء للإسلام كالاختلاط و السفور و الملابس الغربية الخليعة ، بمساعدة زوجته ( ثريا ) ، فمنع الحجاب ، و عاقب عليه بحيث أعلن في أحدى اللقاءات و أمام الملأ منع الحجاب رافعاً لحجاب أحدى النساء ، التي صادف سوء حظها أن تكون بجانبه.

 

14- الحجاب في فطاني :

الواقعة في قارة آسيا و الممتدة من شمال ماليزيا إلى جنوب تايلاند ، انتشر الإسلام فيها في سنة (1350 م) ، ولم تلبث حتى احتلها البرتغاليون ، ثم اليابانيون ، ثم الهولنديون ، ثم التايلنديون ، ثم الإنكليز ، فقاموا التايلنديون سنة 1954م بأمور منها وضع مدرسين من اليهود في كل المدارس .

و منها منع الحجاب في المدارس ، و منها نشر الفساد ، و منها تعليم الرقص في المدارس .

ولما لم يستطع الفطانيون إلغاء هذه القوانين فلم يدخل احد منهم هذه المدارس إلا نادرا .

و لا زالت مستعمرة و ير معروفة لدى الأغلب ، و قسمها الاستعمار إلى أربع دول : ( ساتول ، جالا ، فطاني ، بنغنار ).

 

15- الحجاب في قفقاسيا :

الواقعة شمال إيران و الشمال الشرقي لتركيا ، وصل الإسلام فيها سنة115هـ .

و ضمها إليه الاستعمار الروسي سنة 1765م. و كان المعروف عندهم بأن لاتلبس البنت الحجاب أبدا ، ألا بعد أن تتزوج فتلبس الحجاب الكامل و الصحيح مع ستر الوجه أحيانا ، وأما قبل الزواج فتلبس الملابس المغرية ، و تستقبل الشباب ، و تجلس بجانبهم ، و تقضي الأعياد ، و بعض الليالي معهم دون أي عقد شرعي ، و لاتلبس الحجاب في أي مكان ، و هي من عاداتهم ، و التي يعتبر مخالفتها شيء عظيم بنظرهم.

 

16- الحجاب في اندونيسيا :

انتشر الإسلام فيها سنة1292م ، و دخله نحو95% من الشعب ، ولم يكن الحجاب معروفاً عند النساء لعدم معرفتهن للأحكام الشرعية حتى عهد الرئيس( سوهارتو ) المتأثر بأفكار الإمام الخميني(قد) و ثورته الإسلامية ، فأصدر عدة قوانين لمنع السفور ، و لبس الجبة أيضا ، و المعاقبة على من لم تلتزم بهذا القانون .

ولكن بعد وفاته رجع السفور و التبرج.

 

17- الحجاب في نيجيريا :

الواقعة وسط أفريقيا ، انتشر الإسلام فيها في القرن الرابع عشر الميلادي ، و في القرن الماضي استعمرتها بريطانيا ، فقاموا بفتح المدارس التبشيرية ، و التي تنشر المسيحية ، و تمنع الحجاب . و لما لم يكن للمسلمين هناك أمكان من فتح مدارس لقلة المدرسين ، فلذلك لم يدخل احد هذه المدارس إلا قليل جداً ، و بعد معانات كثيرة و الجهل ، الذي أصابهم استطاعوا برآسة ( السيد آدم عبد الله الألوري ) من فتح مدارس ابتدائية وث انوية و فصل البنات عن الأولاد في الابتدائية ، و الجمع بين الجنسيين في الثانوية مع شرط ستر الوجه ، و لبس العباءة ، لقلة الأساتذة.. ، ثم تم الفصل بين الجنسيين بعد فتح مدارس أكثر و الجمع بين الجنسيين في الجامعة فقط مع شرط الستر الكامل . و كان لهذا الاحتلال أثرا بالغ في نشر الفساد و السفور.

 

18- الحجاب في تركيا :

تبدأ محاربة الحجاب في تركيا عام 1924م ، و هو زمان( الرئيس أتاتورك ) ، و تأسيسه الحكومة العلمانية التي قامت بأمور أهمها ، إصدار قانون يمنع دخول المحجبات إلى الجامعات ، و العمل في المؤسسات الحكومية ، وقد تعرضن النساء المحجبات من الطالبات و الموظفات للفصل أو الإجبار على خلع الحجاب.

ففي كل عام دارسي تأتي القوات المسلحة تحيط بالجامعة لمنع المحجبات من دخولها ، و تقوم الشرطة النسائية بإخراجهن من الجامعة بالقوة .

و تعرض الكثير منهن للسجن أكثر من مرة و عقابهن اشد المعاقبة مما دفع الكثير من الجامعيات إلى الدراسة خارج بلدهن.

و على الرغم من وصول حزب العدالة و التنمية الإسلامي لدفة الحكم عام 2002م ، فإنه لا يزال الحجاب ممنوع في الجامعات و المؤسسات الحكومية لحد الآن ، و تشير الإحصائيات الحديثة أن نحو65% من النساء التركيات يلبسن الحجاب.

 

– ثامناً :

الحجاب في بعض الدول الغربية ، أنتشر الإسلام في الدول الغربية غير المسلمة في أوربا و أمريكا و أستراليا لعدة أسباب منها هجرة بعض المسلمين أليها لظروف مادية أو إنسانية ، و انفتاح الغرب على الشرق نتيجة تعدد وسائل الإتصالات و المواصلات الحديثة ، و لترجمة الكتب الإسلامية إلى لغات العالم ، و كون الإسلام في نفسه موافق للفطرة بخلاف باقي الملل و الأديان المحرفة ، ولذا كان نسبة أزدياد الحجاب في تلك الدول يمثل فاجعة لهم ، و غزوا إسلامي لقعر ديارهم فما لبثوا ح، تى حاربوه بشتى الوسائل و الطرق ، و صادروا الحريات ، و أنتهكوا حقوق الإنسان التي كانوا يتبجحون بها. و من تلك الدول ما يلي :-

 

1- الحجاب في فرنسا :

في العام الماضي سنة 2004م طبق في فرنسا قانون ( يحظر ارتداء رموز الدينية على التلاميذ تدل على الانتماء الديني بوضوح في المدارس و المعاهد الحكومية تطبيقًا لمبدأ العلمانية ).

و أعلن رئيس الوزراء الفرنسي( أنه قد آن الأوان ( لاستئصال ) الحجاب من المجتمع الفرنسي ، و أنه لا مكان في المدارس الفرنسية لطالبة محجبة ) ، و تم على اثر هذا القانون طرد الفتيات المحجبات من المدارس و الجامعات ، إلا بأن تتعهد إنها لاتعد للحجاب أبدا ، و مع مخالفتها لهذا القانون سوف تعاقب مما دفع نحو 100 طالبة جامعية للجلوس في البيت و ترك الدراسة ، و بعضهن حلقن شعورهن أمثال الطالبة ( سنيت دوجاني ) احتجاجا على هذا القانون ، و بعضهن يلبسن الباروكة عند ذهابهن إلى الجامعات أو المؤسسات الحكومية .

و احتج العالم على هذا القانون ، فقامت مضاهرات من قبل المحجبات و السافرات في كثير من مدن العالم كباريس و ألمانيا و فلسطين و الهند و إيران و باكستان و أفغانستان و غيرهن.

 

2- الحجاب في هولندا :

وفي هولندا يحارب الحجاب بشدة ، حيث قام مدير إحدى المدارس برفض السماح لطالبة محجبة بدخول المدرسة ، و برر موقفه بأنه ( يؤمن بالمساواة التامة بين الرجل و المرأة ، و أن الحجاب للمرأة يرمز للظلم الواقع على عاتقها ).

 

3- الحجاب في دانمرك :

منعت دانمرك الحجاب في الجامعات و المدارس و العقاب على ذلك ، ثم تراجعت عن ذلك القرار .

 

4- الحجاب في أمريكا :

منعت الولايات المتحدة الأمريكية الحجاب لفترة من الزمن ، حيث قضت محاكمها بتأييد فصل العديد من الطالبات المحجبات ، و الآن تتعرض النساء المحجبات للاعتداء و المضايقات من قبل الشعب الأمريكي نتيجة لما تشنه وسائل الأعلام من كون الإسلام دين أرهابي يجب القضاء عليه.