إنّ لله تعالى اوقاتاً وأماكن فضلها على غيرها، وفضّل العمل فيها أكثر ممّا لو كان في غيرها من الأوقات والأماكن، ومن تلك الأوقات شهر رمضان، ولقد وردت روايات تبيّن أفضليته على سائر الشهور:
عن الرسول(ص) قال: «لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنّيت أن يكون رمضان سنة»(1).
عن الرضا عن آبائه: قال: قال رسول الله(ص): «إنّ شهر رمضان شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات، ويرفع فيه الدرجات، من تصدّق في هذا الشهر بصدقة غفر الله له، ومن أحسن فيه إلى ما ملكت يمينه غفر الله له، ومن حسّن فيه خلقه غفر الله له، ومن كظم فيه غيظه، غفر الله له، ومن وصل فيه رحمه غفر الله له...» .
ثم قال(عليه السلام): «إنّ شهركم هذا ليس كالشهور، إنّه إذا اقبل إليكم، أقبل بالبركة والرحمة، وإذا أدبر عنكم أدبر بغفران الذنوب، هذا شهر الحسنات فيه مضاعفة، وأعمال الخير فيه مقبولة، من صلّى منكم في هذا الشهر لله عزّ وجلّ ركعتين يتطوع بهما غفر الله له»(2).
عن عبدالله... عمن سمع أبا جعفر الباقر(عليه السلام) يقول: قال رسول الله(ص): «لما حضر شهر رمضان وذلك لثلاث بقين من شعبان، قال لبلال: ناد في الناس، فجمع الناس، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيّها الناس: إنّ هذا الشهر قد حضركم وهو سيد الشهور، فيه ليلة خير من ألف شهر، تغلق فيه أبواب النيران، وتفتح فيه أبواب الجنان...»(3).
وعن الإمام علي(عليه السلام) قال: «إنّ رسول الله(ص) خطبنا ذات يوم فقال: أيُّها الناس، إنـّه قد اقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر عند الله أفضل الشهور، وأيّامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات...»(4).
وعن الإمام علي(عليه السلام) ـ من خطبته في أول يوم من شهر رمضان ـ : «أيُّها الناس إنّ هذا الشهر، شهرٌ فضله على سائر الشهور كفضلنا أهل البيت على سائر الناس، وهو شهر تفتح فيه أبواب السماء، وأبواب الرحمة، ويغلق فيه أبواب النيران، وهو شهر يسمع فيه النداء ويستجاب فيه الدعاء ويرحم فيه البكاء، وهو شهر فيه ليلة نزلت الملائكة فيها من السماء فتسلّم على الصائمين والصائمات بإذن ربَّهم إلى مطلع الفجر...
أيُّها الناس إنَّ شموس شهر رمضان لتطلع على الصائمين والصائمات وإنّ أقماره ليطلع عليهم بالرحمة وما من يوم وليلة من الشهر إلاّ والبرّ من الله يتناثر من السماء على هذه الاُمّة»(5).
لقد خصّ الله شهر رمضان بميزات وفضائل على سائر الشهور فله حرمات تدلّ على قداسته، وله فضائل كثيرة، مما جعل للصائم له الروحية العملية في تقديس هذا الشهر، وإنّ الله فضل شهر رمضان على غيره من الشهور و جعل الصيام فيه لحكمة يعلمها الله، وهكذا يساهم هذا الشهر المبارك في محو الذنوب بالتوبة وستر العيوب، وقد ورد في الحديث عن النبي(ص) إنّه قال: « وكّل الله بكلّ شيطان مريد سبعة من ملائكته، في شهر رمضان فليس بمحلول حتى ينقضي»(6).
ومن فضائل هذا الشهر أنّه يفتح للمذنبين باب الأمل الكبير في المغفرة حتى في الحالات التي أسرفوا فيها على أنفسهم وتوغّلوا في دروب المعصية فيرجعون إلى الله تعظيماً وتشريفا